< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/05/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - المسألة السادسة من النوع الرابع ( التنجيم ) - المكاسب المحرمة.

وصلنا إلى الرواية السابعة، ويوجد بحث صناعي مهم في الفقه، هذا البحث أذكره باختصار، وهو أنه في موارد كثيرة ينزل لسان الدليل شيء منزلة شيء آخر ( الصلاة بالبيت طواف ) ولو أن هذه الرواية من طرق العامة، أو ( ذبح المحرم ميتة )، أو ( صيد الصيد في الحرم ميتة )، أو مثل ( المنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار )، فالتشبيه سواء وجدت أداة تشبيه وألفاظ التشبيه أو من دن أدوت التشبيه ولكن الجملة تشبيهية يعبر عنه تنزيل، مثل ( زيد كالأسد )، فوقع الكلام عند الفقهاء في أبواب عديدة، ( السحق أكبر الزنا)، ( اللواط أبر الزنا ) وهلم جرا، أو ( الفقّاع خمرٌ )، فتوجد أبواب كثيرة، فهنا مراد الشارع ما هو؟ ، هنا الفقهاء وقعوا في ثلاثة اقوال رئيسية، ( الفقاع خمر استصغره الناس ) أي ماء الشعير الذي يباع الآن في الأسواق حتى من البلدان الاسلامية وحتى من البلدان المجاورة ماء الشعير طبيعته يبقى يتخمر هذا حسب علماء المختبر الكيميائي الملمين هو أمر بديهي عندهم وهو أن الشعير إذا نقع في الماء حتى ماءه إذا بقي أزيد من يومين يصير فقّاع حرام وهذا مسلّم والفحص العلمي أثبت ذلك بل كلّما يبقى أزيد تزداد نسبة الكحول، فالفقاع هو ما الشعير و ( خمر استصغره الناس ) ما هو هذا التعبير أو ( ذبح المحرم ميتة ) دققوا التعابير تارة تأتي من دون أداة تشبيه، والكلام كل الكلام إذا ورد التعبير من دون أداة تشبيه، فأكثر الخلاف في مثل هذه الأساليب التي ترد في الروايات أو الآيات من دون أداة تشبيه، حتى قيل أن ( إنما المشركون نجس ) هل هذا تشبيه تنويل أو ماذا؟، نعم وقع الخلاف حتى فميا ورد فيه أداة تشبيه مثل لفظة الكاف أو مثل أو نظير ولكن هذا في خلاف بني قولين بينما التعبير في ( الفقاع خمر ) الخلاف على ثلاثة أقوال أو تستطيع أن تقول إن الثلاثة اقوال موجودة في كلا التعبيرين ولكن النزاع أكثر في التعبير الذي يرد من دون أداة تشبيه، وما هو النزاع؟ النزاع بين الأعلام وهذا نزاع صاعي فقهي مؤثر مهم، يعني فيه قاعدة فقهية صناعية.

سؤال: - ما هو الفرق بين القواعد الفقهية وبين القواعد الصناعية الفقهية؟، ما هو الفرق بين القواعد الفقهية والقواعد الأصولية والقواعد الصناعية الفقهية والقواعد الصناعية الأصولية؟ ارتكوا هذا السؤال في بوتقة وظائف الفكر.

فالمهم أنَّ هذه قاعدة صناعية وليست قاعدة فقيه وفرق بينهما ويوجد فرق بين القاعدة الأصولية وبين القاعدة الصناعية الأصولية، من تدبر في ذلك التفت إليه وهذا موجود في كلمات النائيني والعراقي والشيخ الأنصاري، فيوجد نزاع بين الأعلام وهو أن هذه القاعدة التي نحن نخوض فيها الآن نحن نخوض فيها فهرسةً ولا نخوض فيها مفصلاً، وفي بحث الطهارة في النجاسات يوجد عندنا وجيزة من صفحات حول هذا المبحث - بحث التذكية والميتة - لمن أراد المراجعة، فعلى أية حال النزاع بين الأعلام وقع في أنه هل هذا تشبيه أو هو جعل؟، وما الفرق بين التشبيه والجعل؟ التشبيه يعني فيما يعنيه أنه شأن لفظي بلاغي من شؤون المدلول التصوري او الاستعمالي أو التفهيمي، المدلول على الصعيد التصوري أو الاستعمالي أو التفهيمي لا يدخل في عالم الجعل وإنما يبقى شأن من شؤون اللغة والأدب فإذا وصل المعنى إلى ساحة ومحيط الجدي فهذا يسمونه جعلاً وإنشاءً، وهذه ضابطة مهمة، فمادام الشيء في المراحل الثلاث أو الأربع الأولى وهي الألفاظ أو المدلول التصوّري أو الدلالة الاستعمالية أو الدلالة التفهيمية فلازلنا في علم اللغة وعلوم الأدب ولو بمشاركة علوم أخرى ولكن لازلنا في علوم الأدب، أما إذا وصل قالب اطار المعنى وزوايا العني وهندسة المعنى إلى المدلول الجدي فحينئذٍ دخلنا في عالم القانون والجعل، وهذه نكتة مهمة، فالأعلام قالوا أصلاً هل هذا جعل يعني في عالم الجد والقانون أي إنشاء حقيقي أو أن هذا تشبيه يعني من الشؤون اللفظية ما قبل الجد، فالترديد هو هذا، وهذا الترديد أيضاً الذين قالوا هو تشبيه وأن لفظي هم بين قولين وهو ما يعبر عنه بالتنزيل، هؤلاء الذين قالوا بالتنزيل والتشبيه اختلفوا إلى قولين فيصير ثلاثة أقوال، إما تشبيه بلحاظ جلّ الآثار وأغلبها، ( الفقاع خمر ) يعني أكثر آثار الخمر كالنجاسة وحرمة البيع وحرمة الشرب وهلم جرا، أو التشبيه بلحاظ أبرز الآثار و جلها ولا كلها وإنما بلحاظ أبرز الآثار مثلاً وأبرز الآثار هي أثر واحد أو أثرين، وهذا بحث حساس وهذه الأقوال الثلاثة ليس علم من الأعلام يختار الجعل دائماً لأنه توجد ضابطة للجعل فإن تحققت ضابطة الجعل وإلا يصير تنزيلاً، وليس هناك من الأعلام من يلتزم بالتنويل القل الأول دائماً فإنَّ هذه ضابطة إن لم تتحقق الضابطة يصير من القول الآخر عن التنزيل يعني بلحاظ أبرز الاثار وليس بلحاظ كل الآثار، إذاً حقيقة هذه الأقوال هي ثلاث احتمالات أو ثلاث محتملات لهذه الضوابط، طبعاً يوجد نزاع في الضوابط ولكن لها ضوابط، ومن أحد الأمور التي يجب على الفقيه أو ينقحها هي هذه القاعدة الفقهية الصناعية، فإذاً هذه الأقوال جعل يعني من المراد الجدّي أي إنشاء قانون، ودعونا نفكر ما هو الفرق بين الجعل والمراد الجدي؟ المراد هو كذا وهو أنه إذا قال ( صيد المحرم ميتة ) إذا كان جعلاً يعني هذا الصيد الذي صاده المحرم هو ميتة حقيقةً ، أي حقيقة شرعية هو من مصاديق الميتة وتترتب عليه كل آثار الميتة لا أبرزها ولا أغلبها بل كلها صغيرة وكبيرة لأنه جعلها ميتة حقيقة شرعية، وهذا بخلاف التنزيل إما تنزيل لأبرز الآثار أو تنزيل لجلّ الآثار، فإذاً وجد فرق، فهذا الأمر يجب أن نلتفت إليه فهرسياً، أحد الضوابط المسلمة في التمييز بين الجعل والتنزيل هو أنه إذا أتت أداة تشبيه مصرح بها - مثل الكاف أو نظير أو مثل - فهذا ليس جعلاً إنما يكون تنزيلاً، والأكثر ذكر هذا، وهناك قول رابع وهو أنه يوجد عندنا تنزيل في الجعل، مثلاً الأصل العملي التنزيلي لماذا سمّوه تنزيلياً فإنَّ هذا ليس شأناً لغوياً ومن الآداب وإنما هذا جعل (كل شيء لك طاهر حتى تعلم أنه قذر ) أو ( كل شيء لك حلال حتى تعلم أنه حرام )، هذا عبّر عنه الأصوليون والفقهاء بأنه أصل عملي تنزيلي، ولماذا هو تنزيلي فإن هذا ليس تنزيلاً لغوياً وإنما هو جعل ولكن مع ذلك سموه تنزيلاً، ولماذا سمّوه تنزيلاً؟، هذا قول رابع أو احتمال رابع وهو أنه يوجد جعل ليس واقعياً وإنما يوجد جعل ظاهري ينزّله الشارع منزلة المجعول الواقعي في الظاهر إلى أمد ( حتى تعلم ) فهذا أيضاً يعبّر عنه تنزيل ولكنه تنزيل في الجعل، فإذاً يوجد عندنا أربع أنماط فيوجد عندنا جعل واقعي وقد يعبر عن هذا الجعل الواقعي بالحكومة والمقصود منها حكومة واقعية وليست ظاهرية، وقد يكون جعلاً تنزيلياً مثل الصول العملية التنزيلية، وقد يكون تنزيل لغوي بلحظ أغلب الاثار، وقد يكون تنزيلاً بلحاظ أبرز الآثار، هذه أربع احتمالات أو أنواع ترد في لسان الشارع كقاعدة صناعية فقهية في الأبواب، ( الفقاع خمر )، ( النبيذ خمر ) والعامة لا ترى أن الفقّاع خمر ، بل هم لا يرون النبيذ خمر ( ... كان يشرب النبيذ حتى )، وإنما الخمر فقط هو عندهم خمر، الفقاع من ثلاثة بالمائة كحول إلى خمسة عشر بالماء هذا في عرف البشر من قديم الزمان، والنبيذ من خمسة عشر بالمائة إلى خمسة وثلاثين، والبيرة حسب ذكر المختصين ستة علب حتى يسكر وهذا حسب المزاج، يعني يصير حسب الأمزجة فإذا كان مزاج الشخص قوياً فهكذا أما إذا كان مزاجه ضعيفاً فثلاثة علب أو اربعة فسوف يسكر، أما النبيذ فأكان أو ثلاثة يسكر أما الخمر فهو يسكر بنصف كأس، الخمر تأثيره من خمسة وثلاثين بالمائة إلى خمسة وخمسين بالمائة، أما الزائد على الخمسة والخمسين فهو سم، هم يصنعونه ولكنه سمٌّ وهو قد يقتل الكبد ويعطّله أو الدماغ، فإنَّ ما فوق الخمسة والثلاثين يكون ساماً، فالمقصد ان الطرف الآخر النبيذ عندهم ليس بحرام فضلاً عن الفقاع، ولكن الشارع قال إنَّ النبيذ خمر بل الفقاع خمر، لذلك عندهم أن هذا الخرم إذا وضع عليه ماء صار وذهبت عاديته صار حلالاً، وعاديته يعني يعدو على العقل ويسكره، فعندهم إذا ذهبت عاديته صار نبيذاً فصار حلالاً، ولو أنهم يخجلون أن يفعلوا هذا في العلن ولكن تنظيراتهم الفقهية هي هكذا، فحينما يقول الشارع ( الفقاع خمر ) فهل هذا جعل أو تنزيل؟ هنا توحد أربع أنواع كما مر بنا الآن، هذا ملخص بحث القاعدة والبحث فيها طويل ولكن فقط احببنا ان نشير إلى أهمية القاعدة والأقوال فيها كفهرست، وأكثر اعلام الامامية انه إذا ذكرت أداة التشبيه يكون من التشبيه وليس من الجعل سواء كان جعلاً واقعياً أو جعلاً تنزيلياً فيكون من التنزيل اللغوي، وهنا واضح فلاحظ العبارة في الرواية، وهنا سؤال وجواب وتفصيل لأجل استنباط الكلمات أو الروايات هي هكذا عند الفقهاء، في الرواية قال ( المنجم كالكاهن ) ولم يقل المنجم كاهن، لذلك جلّ الأعلام هنا قالوا هذا دلالة على أنَّ حكم المنجم أقل من الكاهن، وفعلاً المنجم في كونه إذا اعتقد بأسباب النجوم وصار انقاعه عليه من دون الله فهذا كهانة ولكنه أخف من الكهانة لأنه لا يعتمد على الجن وإنما يعتمد على النجوم والكواكب، فإذاً هؤلاء عبدة الجن والكواكب وعبدة النجوم وهم الصابئة الذين لازالوا يقولون بأنهم آلهة، ( المنجّم كالكاهن والكاهن كالساحر ) ولماذا الكاهن كالساحر فإذاً الكاهن أخف من الساحر، وهذا النص ورد فيطرق متعددة وليس فقط موري عن الخصال للصدوق وإنما توجد له طرق أخرى، وما الفرق بين الكهانة والسحر؟ إن هذا مر بنا ولكن نعيده كي لا ينسى، إنَّ الكهانة هي نوع رياضات ترتبط بالجن والشياطين فإنَّ الكاهن يعتمد على وصال روحي بينه وبين الجن ( ألا أخبركم على من تنزّل الشياطين تنزّل على كلّ أفّاك أثيم )، فإذاً الكاهن يعتمد على خلوة أو ظلام أو انه يركز في عيون صورة أو من هذا القبيل إلى أن يتصل بالجن، وهي رياضة فكرية روحية، فلاحظ أن الرياضة الفكرية الروحية كما تصير إلى سبيل الجن تصير إلى التوجه إلى الله تعالى، فأصل الرياضة هو هكذا، هذه عملية تجميع قوى النفس هو باب عظيم والانان إما أن يوظفه للشياطين أو يوظفه إلى باب التوجه إلى الله تعالى، ( الصلاة لا تقبل إلا بما أقبل عليه قلب الانسان ) هي هذه رياضة روحية، والرياضة الرحية أشد طلباً كمالاً للإنسان من الرياضة البدنية، الرياضة البدنية هل يمكن أن تستطيع أن تصير عندك من خلالها في البدن من دون ممارسة طويلة ؟ كلا لا يمكن ذلك، كذلك الروح فإنَّ الروح تحتاج إلى رياضة أيضاً فإنها تحتاج إلى ممارسة، يونس بن عبد الرحمن يقول مارست رياضة عشرين سنة إلى أن فتح لي باب، فالرياضة الروحية ليس سهلة ولكنها رياضة، الموت الذي يموتونه هو رياضة قوية جداً وهي من النوع الشديد، مثل الانسان الذي لا يعرف السباحة وفجأة ترميه في البحر فهذا يخاف على نفسه من الموت فسوف يحرك يديه ورجليه، ( والنازعات غرقاً )، فهذه رياضة رغم أنف كل إنسان لابد أن يمر بها، فالنبي صلى الله عليه وآله حينما قال ( موتوا قبل أن تموتوا ) يعني يمكن للإنسان أن يرتاض الموت، نفس الموت الذي يموته الانان أن تستطيع أن تميت نفسك من دون موت بتي وإنما موت غير بتّي يعني تستطيع أن ترجع، السيد أحمد الخوانساري وقد تشرفت بلقياه معروف ومتواتر أنه اجريت له عملية في الكلية من دون تخدير حتى تخدير موضعي وإنما هو ينيم نفسه يعني ينزع روحه من دون أن يشعر بالآلام، وهو من أكبر الفقهاء وهو تلميذ صاحب الكفاية والشيخ عبد الكريم الحائري، وهذه نكتة مشتركة موجدة في موضوعات مختلفة، فقد أشير في آداب الصلاة وآداب زيارة المعصومين ( فتحت باب فهمي ) أي عوّد نفسك أيها الزائر وفكرّ ها بدرس وهو أن الزيارة مدرسة وليست الزيارة جلوس وحديث ومجموع من الناس وإنما الزيارة مدرسة، ( فتحت باب فهمي ) فالهم أين يفتحه الانسان؟ ، حينما يقول المجلسي الأول الزيارة مدرسة فهذا هو النص الموجود فأول شيء شغّل فهمك والعلم لك هو المزور، ثم بعد ذلك ( بلذيذ مناجاتك )، يعني لذة قلب أي رياضة روحية أي نجوى قلب، يعني في الزيارة إذا لم تصير فيها لذة ولا يصير فهم فتلك الزيارة لم تحصل، وبعبارة أخرى بصراحة هو أنَّ أي صلاة لا نلتذ بها لم تقع الصلاة القلبية، فإذا لم نلتذ داخل الصلاة بها فهي ليس بصلاة، أما إذا التذ المكلف بها فهذا مقدار حقيقي للصلاة، وفيها درجات، اللذة على سفرة الطعام الشهي كبيرة، في دعاء زين العابدين عليه السلام يستغفر عن اللذة في غير الصلاة أو في غير المناجاة إذا ازدادت على تلك اللذة، بل يستغفر عن أصل اللذة في غير العبادات، ونحن لا نصل إلى هذا المقام ولكن لا أقل لذة ولو أدنى من لذة سفرة الطعام، وهذه حقيقة، أما أنه مجرد لقلقة لسان ونتصور من بعيد فهذا لا ينفع وكن لابد من أن نسير هذا المسير، فإنَّ ضابطة قبول العبادة اللذة النفسية في العبادة، فإن صارت اللذة النفسية فهي وإلا فهي لم تزل نازلة، لذة من أولها إلى آخرها أو لذات بمقاطع، الأكل من اوله إلى آخره لذة أما الصلاة فاللذة ولو بمقدار ثانيتين أو دقيقتين موجود فيها على الأقل فهذه كلها مقارنات، وهذا لا يحتاج إلى عارف او أهل معنى وإنما الأئمة عليهم السلام أعطوك ضوابط عرفانية لا تقبل الخطأ، ولا تقل أنا عادل أو متقي وإنما اترك هذا الكلام فإنه ( بل الانسان على نفسه بصيرة )، فإن لم تكن عندك لذة في العابدة فهي عبادة وإلا فلا شيء، فحينما يتشتت الفكر فلا تحصل اللذة في العبادة، لأن الفكر مقدمة إلى اللذة القلبية والنجوى والمناجاة فإن حقيقة روح الصلاة هي نحوى بين العبد وربه، نجوى تقشعر لها، فهذه القشعريرة هي نوع من اللذة لذة الرهبة فإن الرهبة بها لذة والرغبة لها لذة أيضاً، فكلاهما له لذة وكلاهما له حلاوة قلبية، وهذه تعرف ولا تحتاج إلى عارف وإنما هذه ضابطة بيدك أيها الانسان ولا تحتاج إلى شيء، فيقول عليه السلام ( المنجم كالكاهن والكاهن كالساحر )، فإذاً الكهانة رياضة ولكنه توجه مع الشياطين، يعين نفس أولياء الله الذين عندهم قدرة معنوية يستطيعون أن يغيروا حركة الكون إلى الشرق ولكنهم يلجأون إلى الله تعالى، لأن طبيعة الروح مثل محرك الطائرة الذي يطير فيستطيع أن يوجهه نحو الخطأ ويستطيع أن يوجهه نحو الصحيح، معراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشري فيه إلى هذا، اول ما بدا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تمثلت له الدنيا، يعني يستطيع أن يذهب إلى الجانب الآخر ولكن من عظمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم يرمقها بأدنى طرف لا أنه نظر إليها وإنما لم يلمحها، فلاحظ هذه القدرة الروحية لدى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كذلك الضلال والغواية وغير ذلك، فهذه رياضات روحية يلزم على الاسنان مهما يكون أن يرتاض ولا ييأس نفسه لأن هذه تحتاج إلى مراس طويل ولكن إذا حصلت فقد حصلت ولكنها تحتاج إلى صبر طويل، وهذه الرياضات الروحية لا تحتاج إلى أمور أخرى وغنما تحتاج إلى ممارسة طويلة وهي لا تستغرق وقتاً يعني تستطيع أن تمارسها دائماً وحتى في أي حال من أحوالك وقد أشرت الروايات إلى ذلك فأنت تسطيع ن تمارس الرياضة الروحية الالهية وأنت في أسوأ حالاتك حتى لا تفرّط في الوقت، ( المنجم كالكاهن والكاهن كالساحر )، ما هو فرق الساحر عن الكهانة؟ مر بنا الفرق وهو أن الساحر يستخدم معادلات ولا يكتفي بالرياضات وإنما يستخدم معادلات وطلسمات وعزائم وعقد ( النفاثات في العقد )، فهو يستخدم آليات اخرى غير الرياضات الروحية فقط وغنما الرياضات وزيادة، هذا هو الفرق بين السحر والكهانة لذلك في الرواية الكهانة دون السحر، ( والساحر كالكافر )، لأنَّ الساحر بالتالي هذه الممارسات فيها نوع زندقة مع الله تعالى ولكن الكافر أكثر، فإّذاً لاحظ أن الكفار كم هو نجس لأنه عقد عقداً قلبياً مع الضلال بشكل مفتوح، هذه هي كلها دجات النفس يبينها القرآن الكريم ويبينها الوحي.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo