< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

44/10/19

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: اصالة الله في كل العلوم

مر بنا الاية 244 والاية 245 ظاهرها هي في بعد فقه او عقائدي ولكن في الحقيقة كما مر بنا هو مرتبة مشتركة بين البعد العقائدي والبعد الفقهي وبالتالي مهيمنة على جملة التشريعات ثمرة وفائدة فلسفات التشريع وفلسفة التشريع

فلسفة التشريع يعني ماذا ؟

يعني الشيء الذي هو مبدأ انطلق منه التشريع ، فلسفة التشريع هذا يعني فلما يكون شيء ومبدأ انطلق منه التشريع يعني يكون كالبند الدستوري لحزمة التشريعات المندرجة تحته

ففي الحقيقة اذن الان كثير من الفقهاء او الباحثين في ايات الاحكام لا يهتمون بالايات التي تتعرض الى فلسفة التشريع الاية هو الذي هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا هذي الاية يعني كثير من الفقهاء لا اقول الكل كثير من الفقهاء يأنسون بالادلة الخاصة والادلة النازلة اما الادلة الفوقية والقواعد الفوقية لا يكترثون بها ويقولون انها من باب حكمة الحكم والتشريع وهذه حكمة لا نستطيع ان نرتب عليها اثار بالذات البحوث الثقافية كالثقافة العامة او الثقافة الخاصة دينية او غير دينية عموما الثقافة المتداولة الفكرية تركز على فلسفات التشريع غالبا الثقافة مداولة فكرية تركز على فلسفات التشريع حكم التشريع

اذا كنت لما تريد تخاطب طائفة او ملة او نحلة اخرى او تريد ان توصل الوعي لشرايح شبابية او اكاديمية وكذا غالب ما يتساءلون عنه ليس تفاصيل الاحكام

اول ما يتساءلون عنه ماذا? عن الامور الثقافية وهي فلسفات التشريع وفلسفة الحجاب وفلسفة القصاص ما هو مثلا في الاسلام ؟ او فلسفة الحدود ما هي? فلسفة الصلاة فلسفة الصيام فلسفة العبادات فلسفة الزيارة لاهل البيت فلسفة المشي على الاقدام في زيارة الاربعين فلسفة كذا المقصود يعني المبادئ والحكم والغايات الكمالية التي انطلق منها التشريع وهذي مهمة في الجانب الثقافي مهمة انه جانب لا هو فقهي محض ولا هو عقائدي محض وانما فيه كلا الوجهتين

المهم من الجهة هذا فائدة اولا اذا فائدة عقائدية يعني احنا كما نؤمن بالتوحيد والنبوة والامامة والمعاد ايضا يجب علينا ان نؤمن بوجوب الصلاة وهذا غير اداء الصلاة كواجب علينا يجب ان نؤمن بوجوب الصلاة بغض النظر عن اداء الصلاة ربما انسان لا سمح الله ما يستطيع طول عمره للحج لكن يجب عليه ان يؤمن بوجوب الحج انه وجوب شرعي في الاسلام او لا?

طبعا الاعتقادات لا تنحصر بالتوحيد والنبوة والامامة والمعاد نعم لامهات العقائد هذا صحيح لكن وجوب الصلاة ووجوب العبادات ووجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ووجوب الحجاب وحرمة الربا وحرمة الخمر اصول المحرمات يجب الاعتقاد بها فكريا وجوب عقائدي وان كانت مرتبطة بالاعمال وهذا ما مر بنا مرارا ان اركان الفروع ليست فروع اركان الفروع اركان هي عقائدية ركن ركين تستند اليه الفروع

فاذن فالسفات التشريع بالدقة في العبادات او غير العبادات فلسفات التشريع غالبا امور اعتقادية عقدية اذن مهم الحديث عنها وهذه الطبقة من العقائد وهي فلسفات التشريع لا يمكن للمتكلم بادوات علم الكلام بمفردها ان ينقحها وانما لابد من ادوات فقهية لتنقيحها

فبالتالي هذا ما نشاهده ان احكام الاعتقاد بوجوب الصلاة بحثه الفقهاء اكثر من المتكلمين مع انه اعتقادي اكثر مما بحثه المتكلمون في علم الكلام في كل باب من العبادات او لغير العبادات الجانب الاعتقادي العقدي العقائدي بحثه الفقهاء ولم يتعرض اليه حتى المتكلمون تفصيلا مع انه اعتقادي لما مر بنا الان انه يحتاج الى ادوات فقهية

فبهذا اللحاظ مر بنا مرارا ان قسم وافر من الاعتقادات غير موجودة في علم الكلام موجودة في علم الفقه ومن الخطورة بمكان ان جملة من الباحثين في الفقه لا يغوصون في هذا الجهة من الفقه وهو الفقه الذي يهتم بالعقائديات او يكونوا ضعفاء فيه فانه من الخطورة بمكان يعني امر عقائدي اكثر مما هو فروع فقهية

على اية حال اذن فلسفة التشريع بحث ظاهره قانوني فقهي ولكنه في الاصل اعتقادي هنا الان بحثنا في ملكية للاموال او الاساس في الولاية للولايات هو الله وليس المخلوقين بحث ظاهره قانوني فقهي لكنه في الاساس اعتقادي ان الاصالة لله وليس الاصالة للمخلوق او لحقوق الانسان الان في التشريعات الغربية يدعون ان الاصل حقوق الانسان هو لا حقوق الانسان ولا حقوق الانسان هو حقوق الطبقات الثرية البرجوازية وان شئت فسمها حقوق الاغنياء بقميص حقوق عموم الناس او الانسان فجعل الاصالة للانسان لا الاصالة اخوانه يتبدل نظام التقنين بل نظام حتى فلسفة الاخلاق وكل الفساد وكل حتى المفاهيم الاخلاقية تتبدل ان جعل الاصل الانسان او الاصل هو الاصل هو العدل والاصل هو الله سبحان الله هذا عجيب مع ان العدل اسمه من اسماء الله الاصل المال والاصل هو المسمى في فرق فضلا عما دون عالم الاسماء الاصل هي لو الاصل الا وهذا ما يشير اليه دعاء الافتتاح ان الاسماء ليست هي الاصل اعظم المتجبرين في موضع النكال والنقمة ارحم الراحمين في موضع العفو والرحمة

بعد اعظم في جبريل? اي في موضع شوف يعني يريد يبين لك الاسماء ايضا لا اطلاق لها بالمسمى ما قد يعبر عنهم بالدولة الاسماء دولة الاسماء لماذا دولة الاسماء? يعني كل اسم الاسماء في هيمنتها سيطرتها التجلي بها التجلي يتداول بين الناس بتاتا يتجلى الله تعالى يتجلى المسمى بهذا الاسم تهتم بهذا الاسم ولا يكون اسما واحدا حصريا لتجلي المسمى

فالدولة تجلي يتداول دولة الاسماء على اي تقدير هذا المطلب وهو ان في عالم الاسماء الاصل المسمى ليس الاسمى فكيف يبقى بعد الاصل في المخلوقات التي هي دون الاسماء هي الاصل? كيف هي الاصل المخلوقات لا تجد حقيقة نفسها الا بمن هو فوقها من المخلوقات من الخالق احد معاني اسمائكم في الاسماء وارواحكم في الارواح وهكذا انفسكم في النفوس هذا الموجود النازل لا يجد هويته وحقيقة وجوده ما شئت فعبر لا بمن هو فوقه فكيف نجعل هذا هو الاصل?

ولذلك مر بنا في بحث العقائد ان كمال الله فوق كمال اسمى ازلية الله ذات اعظم وازلية اسم الازل ازلية اي طبعا تمام كمال الله فإذن الجمال كمال العدل اكمل او عدل الله اكمل فلا يمكن ان يكون العدل الذي هو اسم مهيمن على المسمى حسن العدل وقبح الظلم متفرع من الذات او مهيمن على الذات متفرع قاعدة حسن العدل وقبح الظلم قاعدة لكن ليست مهيمنة على ذات مسمى ليست مهيمنة هو هذا معنى الله يسأل عما يفعل يعني تريد ان تفهم وتدرك مع كمال معرفة الله بمن دونه

هو ترشح له طبعا كلمة ترشح هذا من باب ضيق الخناق نعم فكيف يقايس او يوازن? يوازن كماله بكمال لا يمكن حسن العدل هذا اللي اشتبه فيه الاشاعرة حسن العدل ذاتي للعدل ولكن ليس مهيمن على كمال ذات الباري وخلطوا بين نفي الهيمنة وبين سلب الحسن عن ذات العدل وجمال العدل ذاتي للعلم لكن ليس اسم العلم او حقيقة العلم مهيمنة على حقيقة ذات المسمى

فبالتالي اذن كون ذات الباري وهي المسمى لا يهيمن عليها اين مخلوقية في المخلوقات? لا يعني ان الكمال ليس ذاتي في المخلوقات هاي اللي اشتبه فيه الاشاعرة او ان النقص ذاتي في بعض المخلوقات حسن العدل وقبح الظلم ذاتية الحسن او ذاتية الكمال في المخلوق لا تجعله هذا الكمال ازلي وانما هذا الكمال ماذا? ذاتي يفوق بين الضرورة الذاتية والضرورة الازلية ، فبالتالي ينفع هيمنة اي كمال مخلوق على كمال خالقه لكن لا ينفى الكمال الذاتي للمخلوق لا يجعله ازلي قائم بنفسه لان الضرورة الذاتية غير الضرورة الازلية او الاستقلال

على اية حال اذن نظام العلوم برمتها علم الاخلاق وعلم القانون والفقه وعلم كذا الاصالة لمن? الاصالة للمسمى وليست الاصالة للمخلوقات ان لم ترتسم الخارطة في العلوم على هذا النسق اختبطت و اختلطت واختبطت و تهدمت النظم الواقعية من ثم في مثلا في المدارس الاخلاقية اذن لا نصل في نظام المدارس الاخلاقية الى اصالة الله لن تستطيع ان تفلسف الاخلاق بنحو مستدام تصل الى درجة في الاخلاق ومن ثم يعني الاخلاق تكون مزيفة مثلا خيرية المؤسسات الخيرية اذا لم يقصد بها وجه الله ستكون مسيسة خادعة ظاهره خلق باطنه ليس خلق سياسات جهنمية ينخدع بها من ينخدع

اصدق الصادقين من يصل الى اخلاص و وحدانية الله والا البقية كلها زيف ودجل ودجل لم? لان الغاية لن تكون تصل الى غاية خالصة من الشوائب

هذا برهان اجمالي فضيع في العلوم كلها حتى الفيزياء النبي يصله الى ان مصدر الطاقة هو القدرة الغيبية لها لن تستطيع علم الفيزياء ان يفلسف كل الظواهر الكونية هكذا علم الاحياء هكذا علم التجريبية كلها هكذا العلوم الانسانية هكذا العلوم القانونية والعلوم السياسية وهكذا قل الله ثم ذرهم في طغيانهم يعمهون

هذا مبحث حساس جدا في كل فلسفات العلوم وفلسفات التشريع اصالة الاله الواحد الاحد والا سوف نخطئ الطريق وينقطع من الطريق الاخلاق ستتبدل في الطريق الى التوحش قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ينقطع من الطريق ففلسفة الفلسفات ان تصل للغايات الدواعي يا منتهى الغايات منتهى المسألة يجب ان يصل اليه تعالى والا لن يستقر حجر على حجر في العلوم برمتها والعجيب مثلا الفيزيائيين الملاحدة يتعصى عليهم بحوث فيزيائية ما لم يكونوا الهيون متألهون علم الكيمياء هكذا علم الرياضيات هكذا سبحان الله اصلا العلم دائما قائم بالوحدة هذي ماذا? توحيد كثير ايش معنى العلم هذا? العلم توحيد الكثير لا تكثير الكثير توحيد الكذب الوحدة بالكثرة فعلى اية حال هذا مبحث مهم في بحث فلسفات التشريع يجب ان نلتفت اليه وهذه الاية الثانية من ذا الذي يقرض الله قرضا حسناتعبير بالقرض تعبير يعني تخويل تمكيني والا الاصل هو لله تعالى شبيه لوالد والطفل مثلا وكذلك في بقية

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo