< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

44/11/01

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: مراتب التشريع و مرجعية الثقلين للحجية

الكلام في قوله تعالى : ﴿من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون﴾

فالاية تتحدث عن المال وتتحدث عن الله وتتحدث عن ارتباط المال بالناس

فهذه خريطة ومنظومة عامة عن النظام المالي في الاسلام حيث بعض الاخوة يسألون كيف نكتشف الايات التي تتحدث عن النظام الاقتصادي? او النظام الحقوقي ؟ فما الفرق بين المسألة والقاعدة? والباب الفقهي والفصل وبين النظام ؟

فتارة باب من ابواب الاقتصاد واخرى فصل وتارة نقول نظام اقتصادي او النظام المالي او النظام الحقوقي فالنظام بنوده وقواعده ليست كقاعدة واحدة ، حيث القاعدة اوسع من المسألة الواحدة ولكن اذا صارت مجموعة قواعد بتراتب وترتيب ومراتب معينة حينئذ يسمى نظام

فما الفرق مثلا بين النظام والمنظومة

اثرنا هذا البحث لكي ندلل على ان بعض الايات لا تتعرض الى قاعدة مالية وانما الى نظام مالي والى نظام اقتصادي لا قاعدة ولا مسألة اقتصادية

مثلا احل الله البيع وحرم الربا هي مسألة بخلاف هذه الاية : خلق لكم ما في الارض جميعا فهذه النظام

فاذن في التشريع هناك طبقات عليا دستورية تشكل وتبني وتؤسس نظاما

اما الذي قاله مشهور المفسرين او الفقهاء من ان ايات الاحكام خمسمائة اية هذا التحديد فيه مسامحة هذه الخمسمائة اية هي التي تتعرض لتفاصيل الاحكام يعني مسائل وقواعد اما الايات التي تتعرض الى ابواب او فصول او نظم ليست تقتصر عليه بل تزيد عليه اضعاف اضعاف وهذا مهم ان نتعرف على طبقات التشريع

من الموازين المعروفة في باب الاستنباط سواء في فقه الفروع او العقائد او الاخلاق او العلوم الدينية الاخرى من الموازين او الضوابط الهامة جدا ان الرواية وخبر الاحاد والحديث يعرض على الكتاب وما وافق الكتاب او وافق السنة القطعية فيؤخذ به وما خالف فلا يؤخذ به لان فالحديث الذي هو خبر واحد يعرض على القطعي

هذا الميزان لا نظن انها ضابطة فقط حصرا في مقام علاج التعارض وبين الروايات المتعارضة بالاصل ، بل اعتبار الحديث الواحد ولو لم يكن له معارض منوطة حجيته بموافقة الكتاب والسنة القطعية او عدم موافقة الكتاب والسنة القطعية

اذن هل هذه الضابطة في مقام التعارض? او في مقام اصل بيان الحجية?

انها في مقام اصل بيان اصل الحجية هذه الضابطة اصلها حتى من القرآن في سورة ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم

ما هو معنى ام الكتاب? ام يعني مرجع والمتشابهات تعرض على المحكمات الان متشابه القرآن هل هو خبر احاد ام متشابه في الظهور ام في الدلالة? هو متشابه في الدلالة والتأويل

و (الاول) هو الرجوع فارجاع المتشابه الى المحكم لا يقدر عليه الا الله والراسخون في العلم وهم اهل البيت

لماذا يستحب قراءة سورة العنكبوت في ليلة القدر? لان فيها اية الثقلين بل هو ايات محكمات في صدور الذين اوتوا العلم فكيف يصف القرآن بانه كله بين مع انه في سورة ال عمران يصف بان فيه متشابهات? هنا يقول بينات في صدور الذين اوتوا العلم وهم اهل البيت

اذن حديث الثقلين احد مصادره سورة العنكبوت وكذلك سورة العنكبوت تبين ان سورة ال عمران ايضا اية الثقلين وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ، كيفية امومة المحكمات للمتشابهات عموما يعني تأويل وارجاع يعني ما يعلم تأويل وارجاع المتشابه الى المحكم البشر فامومة المحكمات متى تكون? عند المعلم وهم الراسخون في العلم

المصدر الثالث لحديث ثقلين سورة الواقعة انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون ونحن انشأنا نكتة انه اي حديث متواتر من الائمة او من النبي ولم يستطع العالم ان يجد له مصدرا من القرآن هذا العالم لا زال بعده متوسط او ضعيف فضلا عنا نحن صغار الطلبة

فمعية الثقلين هو هذا معناها انها وجهين لعملة واحدة حينئذ اي طاعن في التراث الحديثي تستطيع ان تلقمه حجرا بالايات القرآنية

نرجع الى سورة ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب هذه الاية ملحمة عند المفسرين وهذه ملحمة عقلية ايضا وليس عقلية فقط ملحمة بشرية ملحمة وحيانية

في هذه الاية تأصيل لقيمومة الراسخين في العلم لتعليم علماء الامة يعني تمسكهم بالكتاب من دون قيم وراسخين في العلم لا تستطيعون ولا تقتدرون عليه فمن لم يتلمذ عند استاذ لا يتجرأون الناس ان يجرون عنده عملية جراحية لان كل علم له معلم فالقرآن الذي هو خزانة نبوة سيد الانبياء الحافظ عليها لا يمسه الا المطهرون فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون فبالتالي الفيزياء والكيمياء والطب والكهرباء والتجارة لا يكتفى فيه بكتاب من ذلك العلم وانما لابد من معلم فاذا كان الكتاب ليس بشريا بل ملكوتي وعرشي وحياني الهي فهو يحتاج الى معلم عرشي فاذا كان وصف القرآن بانه حبل ممدود لا متناهي فهل المعلم متناهي?

اذن ضابطة العرض على محكمات الكتاب والسنة اصلها في القرآن ونفس حديث ثقلين

البعض يقول ان الخبر الواحد في الامور التفصيلية ايضا كيف نجده من السنة القطعية ؟ الخبر الواحد ليس مشتملا على التفاصيل كيف نعرض الخبر الواحد التفصيلي على المحكمات او السنة القطعية الاجمالية ؟

هو اشكال تحير فيه كبار الفقهاء والعلماء والشيخ الانصاري في بحث الشروط يقول في هذا المبحث ترجل فيه فحول العلماء كيف ان خبر تفصيلي في الفروع او العقائد تعرضه على القرآن? مع ان القرآن ليس فيه تفاصيل

والجواب مر بنا اليوم ان بعض الخطوط العامة تعرض على النظام وبعضها على الباب وبعضها على الفصول وبعضها على القواعد فمن يفهم مراتب التشريع يلتفت لكيفية ادراج التفاصيل في الايات المحكمات ولو الاجمالا

شبيه الان قانون تفصيلي في الوزارات كيف نعرضه على القانون الدستوري? مع ان هذه التفاصيل والقانون الدستوري قانون اجمالي يمكن بهذا الطريق اللي ذكرناه مثلا اذا وجدت رواية تقول ان اصل الملكية للانسان لا لله سوف تكتشف انها خلاف القرآن وخلاف النظام المالي للقرآن

او تقول رواية اصلا ليس للانسان ما سعى وهناك اشتراكية شيوعية فهذا يخالف القرآن لان النظام حاكم على التفاصيل

شبهة اخرى الوحيد البهبهاني يذكر الى ان حجية الحديث والخبر يستند الى متن الخبر لا طريقه ، فكيف يدعي القدماء ان حجية الخبر مرتبطة بمتن الخبر لا بطريق الخبر ؟ وذلك بعرض متن الخبر على الكتاب والسنة فان وافقهما يؤخذ به والا فلا ،

كيف نعرف التفاصيل من اجماليات محكمات الكتاب والسنة?

الجواب اتضح اليوم اما مبتدئي الفقهاء فهم معذورين حيث يرجعون الى الطريق والطريق هو للمحدثين لاالمجتهدين اما المجتهد فينبع حجية الحديث عنده من متن الحديث فدستورية القانون ليس من الناطق المخول الرسمي وليس من كون جريدة قد نشرته ام لا ، وانما من متن القانون هل هو مطابق ام لا? هل نقلته جهة رسمية ام لم تنقله?

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo