< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

44/11/03

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: مراتب التشريع و مرجعية الثقلين للحجية

في ضمن المحاور التي تعرضنا فيها لاية 245 من سورة البقرة التي تتعرض لاسس النظام والاقتصادي والاداري في الاسلام : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا?

وهذا التعبير فيه تشويق وتحفيز وتربية للبشر : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة ، فليس فقط اضعاف بل كثرة الاضعاف والله يقبض ويبسط واليه ترجعون

هذا الشق الاخير من الاية الكريمة يشير الى اعمدة مهمة في ادارة النظام الاقتصادي حيث مر بنا ان حسب هذا البيان القرآني ليس الاسراف في البسط مطلقا كما ان ليس البخل في القبض والتقدير مطلقا ان الله لا يحب المسرفين او ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين فالتبذير مبغوض في التشريع الاسلامي وكذا الاسراف لكن يأتي حديث يقول لا اسراف في النور يعني لازم البسط او الاكثار فالاكثار اذا كان في غير محله فهو اسراف او تبذير حيث هناك فرق بين التبذير والاسراف فالاسراف هو الصرف في محله لكنه زيادة على الحد ولكن التبذير اصل الصرف ليس في محله

اذن مورد الاسراف والتبذير انه لا بد من اخذ سياسة القبض والمنع وليست سياسة البذل فاذا كان الاسراف والتبذير مبغوض فهنا نحتاج الى القبض والنظام الاقتصادي في هذه الاية مثال والا هذا البحث عام في مطلق النظام الاداري الاسلامي سواء ادارة سياسية او عسكرية او تعليمية تربوية سيما مع التعليم العظيم من اهل البيت ان مفادات القرآن ليست من الضروري ان تختص بنظام واحد فقوله تعالى من قتل نفسا فقد فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا اصل هذه الاية ظاهرها واردة في بحث احكام العقوبات الجنائية بينما في بيانات اهل البيت ع تقول ليست مرتبطة فقط بهذا وانما هذه الاية واردة في جانب نظام التربية والتعليم والارشاد للمجتمع المسلم هذا مفادها فمن قتل نفسا يعني اضل نفسا يعني قتله واعدم حياته الابدية في الاخرة

فيمكن اية واحدة بحسب بيانات اهل البيت تعالج نظما عديدة في الاسلام وهذه الاية التي يذكرها اهل البيت ما تختص باية ومن قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا وانما يريد ان يقول الامام ان الاية لها مفاد اعظم ومفاد ادنى وربما مورد النزول ادنى من مفاد الايات

ومر بنا عن الامام الباقر ان الاية في من نزلت سبب نزول ولمن نزلت? ففرق بين فيمن نزلت ولمن نزلت

فليست الغاية العظمى منها ما يذكرها المفسرون باسباب النزول ويستندون اليها نعم هي عظيمة لكن لمن نزلت ايضا مهمة نزلت الاية مثلا في مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ولكنها ليست نزلت لمريم وانما نزلت لفاطمة ، من اين يدعي الامام الباقر هذه الدعوى? من قوله تعالى : ان في قصصهم لعبرة لاولي الالباب

وهذه الاية الكريمة تبين ان لمن نزلت يختلف عن عمن نزلت الايات ؟ وهذه بنية هيكلية عظيمة في علوم القرآن وفي رواية اخرى في من نزلت لمن نزلت اين نزلت? متى نزلت? وهذا باب اخر يعني النزول ينقسم الى اربعة او ست اقسام في الاية الواحدة قد يكون مورد نزولها نظام اقتصادي لكن مفادها الاعظم ليس فقط ذلك وانما هو الانظمة الاخرى كالنظام الحقوقي والنظام القانوني شبيه قوله تعالى ¨ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا

وهنا ليس المقصود بالاسراف الاسراف في الامور المادية وانما في العقوبة الجنائية فنفس الاسراف الذي ذكر كضابطة مبغوضة في النظام الاقتصادي ذكر كضابطة في نظام العقوبات الجنائية مما ينبه ان الاسراف او التبذير ليس خاصا بالنظام الاقتصادي ويمكن تعدية الامر للنظم الادارية الاخرى في الدين والدولة

فهنا يتبين لنا ان نفس تشريع الدين يعني في موارد التبذير اصل الصرف خطأ لابد من القبض والانقباض هذا هو الفرق بين التبذير والاسراف

لذا ليس القبض مطلقا مذموم ولا البسط مطلقا مذموم ولا الوسطية بينهما مطلقا راجحة

مثلا لا اسراف في النور او عندنا ان النبي كان يبذل كثيرا في شراء العطر طبعا ليس العطور الكيمياوية وانما العطور الطبيعية لان الكيمياوية تضر الدماغ والمخ اذا قوي الدماغ صح الروح واذا ضعفت خلايا المخ كما قال اهل البيت غذاء المخ الطيب فكان يكثر النبي لاجل صحة الروح من الطيب وورد في الفقه انه من ادوية معالجة الحسد والسحر ومس الشيطان والصرع الرائحة الطيبة والعطر فهي انس للملائكة ونفرة عن الشياطين

اذن الطيب لا يعتبر النبي فيه اسراف ولا تبذير حيث هي شيء مفيد للمجتمع روحيا وبدنيا وصحيا فليس المنع دائما هو بخل وتقتير وانما هو ربما توقية من التبذير كما ان ليس دائما الكثرة اسراف ، الكثرة قد تكون في محلها كما قلنا الطيب والعطور كما في بيانات اهل البيت ليس الاسراف ان تقتني وتتملك اربعين ثوبا الاسراف ان تستعمل الثوب الذي للعلانية تستعمله في البيت فهذا استعمال في غير محله

فنظم استعمال المصروفات ليس اسراف وانما عدم النظم هو اسراف وتبذير

فعدم النظم في الاستثمار هو تبذير واسراف وهذي نكتة جدا مهمة اذن الضوابط يجب الالتفات اليها بشكل منظومي وجمعها مع بقية الضوابط شبيه تصحيح ال البيت لهذا المفهوم الاقتصادي والاخلاقي ان الزهد ليس ان لا تملك شيئا لربما ثري وهو باذخ الثراء وهو زاهد وربما فقير ليس بزاهد فقلبك اذا كان مملوك هذا هو حرص وجشع واذا كان قلبك غير مملوك وانت تملك الدنيا حينئذ هذا هو الزهد فليس البذخ ثروة وهذا مبغوض كثيرا

الان في علوم التنمية البشرية يعترفون ان كثيرا من ازمة الفقر ليس فقر مالي وانما هو فقر اداري وعلمي وفقر في التجارب وكيفية نظم الصرف لذلك في التنمية البشرية كمؤسسة اليتيم ومؤسسة كذا الاهم ليس البذل المالي لها فقط وان كان هو ضروري وانما الاهم هو التنمية البشرية في كيفية ادارتهم

كم تشاهد من الفقراء من قبل جهات مهنية وهو مخدوع فالامية في الاستشارة الطبية يخدع بها مع احترامنا لحقل الطب جملة مما في حقل الطب جدا خاطئ ومافيا فالازمة تكون عند الفقير في اي شيء ؟ ليس في قلة المال وانما في قلة التدبير

في بيانات امير المؤمنين الفقر ليس فقر المال فس المضمون ورد وان الغنى ليس ايضا غنى الثروة الغنى الا يملكك شيء وان تكون مالك مملوك وانما هو غنى النفس وهذي حقائق عجيبة في نظم الاسلام هذه الاسس هي التي تسبب افتراق النظام الرأسمالي عن النظام الاسلامي الايماني عند اهل البيت

وغدا نتعرض الى المقارنة بين نظام الاقتصاد الاسلامي الايماني عند اهل البيت مع النظام الرأسمالي حيث البشرية الان تعيش اعصار عاصف في الاقتصاد من سنة الفين وثمانية الى يومنا هذا وسببها هو الفارق بين الاقتصاد الاسلامي والرأسمالي او الاشتراكي او النظام الربوي.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo