< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

44/11/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: أساس النظام الديني والإمامة الإلهية

جملة واليه ترجعون في ذيل الاية 245 من سورة البقرة هذا البيان معزز لما مر بنا ان نظام الملكية والحقوق وما شابه ذلك الاصالة فيه لله تعالى وليست اصالة حقوق الانسان او حقوق المخلوق ،

احد الاساتذة المرموقين حفظه الله كم يوم يتابع معي هذا الاشكال المرتبط بالجبر والتفويض في مسائل عقلية بانه كيف تصوير العدل الالهي في الخلقة وفي خلقة المخلوقات وكذا وكذا وكذا وكذا وان الله عدل لا يجور وان الله يعطي الفرص بكذا وبسواسيا و ليس جبر وليس الجاء والا كذا المهم بحث الجبر معروف بحث عقلي

فذكرت له من هذه الشبهات والاشكاليات في الجبر بالدقة مرتبطة بمغالطة وهي اصالة المخلوق لا اصالة الخالق اذا كان الاصالة للخالق فليس الاصالة للمخلوق اي استحقاق ودين للمخلوق على الخالق؟

نعم ليس مسلك الاشعرية صحيح وان الله حتى لو اقدم على ما صورته الظلم فليس بظلم كلا ، فان الله عز وجل لا يكون في فعله ظلم ، ولا ان الله لا يظلم مثقال مثقال ذرة وما ربك بظلام للعبيد ، الاشاعرة يقولون وما ربك بظلام او ما يظلم ربك مثقال ذرة يعني ان الله يفعل ما يفعل ليس عن جهل ولا جبر لان كلها ملك و كل الافعال والمخلوقات ملك لله فاي طلب للمخلوق على الخالق? فالسالبة من انتفاء الموضوع هذه مقولة الاشاعرة وهو تفسير خطأ ، نعم من جهة صحيح ومن جهة اخرى خطأ ، ففي المجموع خطأ ان الله ليس بظلام للعبيد يعني انه كل ذلك ملك لله وليس المالك المخلوق فالمخلوق اذا كان لا يملك شيء فهل في تصوير للظلم من الخالق للمخلوق? اذا لم يكن تصوير اذن ان الله لا يظلم مثقال ذرة لانه كله ملكه فلا ظلم

ولكن يرد عليهم لو كان الله وحاشا له ان يذهب الابرار الى جهنم ويذهب بالعصاة الى الجنة هل معقول يفعل الله عز وجل هذا? كلا مع انه ورد في الوحي سواء في القرآن او في السنة ان الحسنات التي يأتي بها ابن ادم عدم انا اولى بحسناتك منك وانت اولى بسيئاتك مني ، فلذاك الشيخ المفيد عنده عبارة لطيفة يقول ثواب الله للمخلوقات او للطائعين ثواب الله هو تفضل هو ليس استحقاق حقيقي ، لكن مع ذلك لو والعياذ بالله وحاشا لله ادخل الابرار النار وادخل الفجار الجنة هل معقول ؟ كلا غير معقول! مع ان الاشعرية يقولون صحيح ، وليس هناك ضوابط في المخلوقين مهيمنة على الله ، نعم هذا صحيح ولكن مع ذلك فعل الله عز وجل ليس باطل ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا ، لانهم لا يدركون الحقيقة

ما هو الفعل الباطل ؟ اللي ليس له غاية حكيمة? هذي الغاية الحكيمة ليست مهيمنة على الله وانما هذه الغاية الحكيمة هي تجلي لعظمة الله والباطل ما يمكن يكون تجلي لله ، وانما الحكمة والكمال تجلي لله ، فاذا ادخل الفجار الجنة هذا ليس كمال وليس حكمة وانما باطل وهيهات ان يكون هذا الفعل تجلي لعظمة الله ، فهذا امر فات الاشاعرة صحيح الافعال ليست مهيمنة على الله لكن الافعال تجلي لكمال الله ولحكمة الله

تعبير في الاية القرآنية لو اردنا ان نتخذ لهوا ... انا كنا فاعلين ولكن حاشا لله

فصحيح الفعل ليس مهيمن على الفاعل والمخلوق ليس مهيمن على الخالق ولكن المخلوق والفعل تجلي واية للخالق فكيف تكون اية باطلة هي تجلي لكمال الله ؟ اعوذ بالله ما يمكن

فخلط الاشعري بين الامرين فعدم الهيمنة امر والتجلي امر اخر

الفلاسفة او ابن سينا يقولون مثلا يجب عن الله لا يجب على الله ، على الله يعني هيمنة وليس من شيء ان يهيمن على الله

اذن لما يشير واليه ترجعون يدلل على ان في الحقيقة الاصالة للخالق لا للمخلوق ، كثير من الاشكاليات في فلسفة التشريع وفلسفة الدين او الفلسفات العقلية في معرفة التوحيد وافعال التوحيد قد تتضمن مغالطة ان المخلوق له استحقاق على ، الله نعم المخلوق له استحقاق كتجلي وكمال هذا صحيح

اعيد العبارة اذا اريد ان المخلوق نظامه مثل نظام العلة والمعلول احد مؤاخذات المتكلمين او العرفاء على الفلاسفة ثلاثة يقولون نظام العلة والمعول نظام الاسباب والمسببات نظام حقيقي ما يتغير يا نار كوني بردا وسلاما يعني يا نار كوني باردة ، يا موسى فاضرب بعصاك البحر فانفق وكان كل فرق كالطود العظيم

ومن هذا القبيل كثير هي عصا ام هي حية? اي اسباب مسببة ، فالمقصود ليس المخلوقات و قوانم المخلوقات ليس لها نظام ، نعم لها نظام وهذا النظام ليس مهيمن على الله وانما هذا النظام تجلي للنظام الذاتي لله ، وتجلي للنظام الالهي لانه بلا ناظم كما يقول الاشعرية انفلات ما يصير وفوضى كلا

في اوائل سورة الرحمن واقيموا الوزن ولا تقسطوا الميزان او تعبير في موارد الاية لو اتبعوا اهواءهم لفسدت السماوات فعوالم المخلوقات ليست فوضى كما يصورها الاشاعرة ، وانه لا فرق ان الله يدخل الفجار الى الجنة والابرار الى النار او يعكس كيف لا فرق? في فرق? لان عوالم المخلوقات نظامها يعكس النظام الالهي والحكمة الالهية كيف يصير فوضى?

فاذن واليه ترجعون دليل على الاصالة في الملك وفي الاموال ، انا لله وانا اليه راجعون هذي اية في القرآن ، فالاصل في كل الانظمة اقتصاديا وماليا انا لله والمئال والمنتهى اليه راجعون واليه ترجعون

مثلا الله وارث السماوات والارض نفس الكلام وبيان اخر فهذا يحدد لك اساس التشريع في النظام الاقتصادي والملكية والحقوق والصلاحيات ، لا ان الاصالة لانتخاب البشر وصناديق الاقتراع وكذا ،

الله يخلق ما يشاء ويختار ما كانت لهم الخيرة من امرهم ، الحريات والحقوق وكذا انت كيف تفرض ان المخلوق صاحب طلب ودين على الله ؟ من له دين على الله?

فالمخلوق ليس له دين على الله ، لا تكويني في البحوث العقلية والفلسفية ولا دين تشريعي في التشريعات وفي القوانين لماذا يعني يثير التساؤل العقلي التكويني? او التساؤل التشريعي القانوني ؟ وكأنما المخلوق صاحب دين ويطالب ذمة الله التكوينه او الذمة التشريعية هذا اول الكلام ،

لماذا الله صنع بي كذا? لماذا الله كذا? لماذا خصني الله بكذا? يعني مثلا ابتلاء معين او حرمان معين او او اي شيء اخر منذ متى ملكنا كي نكون طلاب دين ومستحقاقات على ذمة الله ؟ اصل التفكير خاطئ ان الاصالة للمخلوق لا للخالق سواء في الشبهات الفلسفية او في الشبهات القانونية الاصل لله عز وجل نعم لما نقول اصل الله ليس معناته النظام المالي فوضى ولما نقول ان الولاية في الاموال والصلاحيات هي للنبي صلى الله عليه واله وسلم كخليفة لله او للوصي كخليفة للنبي ص ليس معناه انه اذن الافعال التي يقوم بها الله عز وجل او يقوم بها النبي صلى الله عليه واله ويقوم بها الوصي فوضى ما يحكمهم ضابط معين ولا يحكمهم ضابطة معينة? وانما تنضبط بضابطة، لان النظام في المخلوق كما امر بنا اية لنظام الذاتي الالهي ، وما يتخلف المخلوق عن الخالق اي ما يتخلف كاية عنه،

فكون اصالة الخالق لا تعني الفوضى في المخلوق والمخلوقات وكون النظام في المخلوقات لا تعني اصالة المخلوق على الخالق لا ذاك ولا ذا ، فيكون المهم الاصل الخالق ولا النظام في المخلوقات يعني الاصل المخلوق لا هو انعكاس له تعالى ولكماله ولحكمته امر بين امرين

هذي على كل الاية الكريمة كما مر بنا تبين فلسفة تشريعات النظام الاقتصادي والانظمة الاخرى في تشريعات ابواب الدين

تبدأ الاية مئتين وستة واربعين حول بني اسرائيل وقصة طالوت وداوود الى عدة ايات

هذه الايات ايات بينات صارخات بيانا في الامامة ، انه اصل في دين الله وهو غير اصل التوحيد وغير اصل النبوة والرسالة وانما اصل من اصول هوية الدين هو الامامة وانه بدون الامام لا يصل المجتمع المؤمن الى كمالاته وقوته فهي ايات عظيمة جدا

هذه الايات ايضا عدة ايات يعني مئتين وستة واربعين وسبعة واربعين وثمانية واربعين يعني مجموعة مترابط

هذه الايات ايضا تبين ان الامامة الالهية في القرآن كمنصب الهي يعطيه الله من يصطفيه من عباده الامامة عناوينها في القرآن لا تقتصر على اني جاعلك للناس اماما بل عناوين الامامة كاصطفاء ومنصب الهي من الله لبعض اصفياء بشره هذا المنصب له ربما خمسين عنوان او اقل او اكثر في القرآن وليس عنوانه واحد او اثنان او ثلاثة او اربعة ، وبين اهل البيت بالبراهين الدلائل اللغوية والتفسيرية لملفات وطوائف من الايات كثيرة دالة على الامامة بعناوين مختلفة منها كما في هذه الايات الان نريد ان نقرأها عنوان الملك او الملك ، فالمحاور اذن في هاي المجموعة من الايات كثيرة

الم ترى الى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل

كلمة كلمة في هالايات خزائن من البحوث والمحاور حول الامامة الالهية كلمة ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم ان كتب عليكم القتال ان لا تقاتلوا ؟ قالوا وما لنا الا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وابنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا

فالمسار العسكري مسار بالشوكة مكروه ، كتب عليكم القتال وهو كره لكم او كرامة لكم فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم والله عليم بالظالمين وقال لهم نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوتا ملكا قالوا انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم وقال لهم نبيهم ان اية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ال موسى وال هارون تحمله الملائكة ان في ذلك لاية لكم ان المؤمنين فلما فصل طالوت بالجنود قال ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني الا من اقترف غرفة بيده فشربوا منه الا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين امنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده

الدولة العظمى انذاك دولة جهاد يعني هذي حرب مع الدول العظمى مع ان بني اسرائيل لم تكن دولتهم قبل داوود وقبل سليمان دولة عظمى مع ذلك كلفوا بمحاربة ومواجهة الدول العظمى من ان جالوت من دول العمالقة باصطلاح وصف العمالقة لدول عظمى اصطلاح سياسي قديما يسموه دولة عظمية يقول لك ماذا? عمالقة يعني كناية عن القوة

قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين ولما برزوا قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين

هاي الاية السادسة فهزموهم باذن الله وقتل داوود طالوت هذه الملحمة مستقلة في هذه المجموعة ذكرت لكم هاي الايات الان مليئة بالملاحم المعرفية في الامام الالهية فهزموهم باذن الله وقتل داوود جالوت واتاه الله الملك

ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين تلك الايات الله نتلوها عليك بالحق وانك لمن المرسلين تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله او اشارة الى عموم الرسل ويعاود بعد ذلك بعد تسع ثمان ايات عشر ايات الى النظام المالي الاقتصادي / يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقكم الله

هذا مجمل فهرست هاي المجموعة من الايات ثمان اقل اكثر حول الامامة وفيها ملاحم ومحاور عديدة ان شاء الله في الجلسة القادمة نتعرض الى هذي المحطات فهرسيا ثم نقوم فيها ان شاء الله تفصيلا اذن الامامة في القرآن ليس فرع من الفروع كالصلاة وانما الامامة القرآن اكبر شجرة في القرآن بعد التوحيد والنبوة هي الامامة ، ما نودي في القرآن بشيء كالامامة وكالولاية ما نودي بالصلاة كذلك.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo