< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

44/11/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: سر تعدد عناوين الامامة في القرآن

مر بنا انه هذه الايات الواردة في سورة البقرة بدءا من الاية مئتين وستة واربعين الى مئتين وخمسة وخمسين يعني قريب عشر ايات ملحمية في الامام الالهية

طبعا سورة البقرة صورة مدنية عظيمة حافلة بمباحث الامامة مرات وكرات كما انها حافلة لمبحث النبوة والتوحيد وفلسفات التشريع ومباحث الرجعة فسورة عظيمة هذه السورة في الفقه السياسي وغيره

النقطة الاولى التي مرت بنا :

ان الامامة في القرآن الكريم استعرضه القرآن من خلال عناوين اصطفائية عديدة :

منها : اني جاعل في الارض خليفة

فالاول ما استعرضه القرآن في بدء خلقه اذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة وبين ان هذه الخلافة ليست انباء وانما امر ونهي يعني جانب قيادة ، فعنوان الخليفة هو احد عناوين الامامة الالهية فالخليفة والاستخلاف عنوان متكرر وكذلك اني جاعلك للناس اماما وكذا ابعث لنا ملكا نقاتل معه وكذا الم تر الى الملا من بني اسرائيل ولم يقل اذ قالوا لسياسيين ومرشحيهم مثلا النخب السياسية او الاحزاب السياسية رشحوا لنا قائدا سياسيا ننتصر معه ... اذ قال نبي لهم وهذه سنة عجيبة من بني اسرائيل انه للتغيير الحضاري يلتجئون الى الغيب والى ارادة السماء وهذه ظاهرة بديعة

وعنوان رابع:

انما وليكم الله ورسوله والنبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وهذا مما يدل على ان النبي له مناصب اصطفائية عديدة وليس منصبا واحدا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ، فالنبي حاكم .

احد معاني الامامة هي الحاكمية فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فحاكمية النبي غير نبوة النبي فحاكمية ويحكمونك يعني قيادة النبي يعني يذعنوا بالشهادة الثالثة ويقروا بالامامة والولاية وحتى يقروا بالامامة والولاية فيك يا سيد الرسل وهو خامس في الامام

ومر بنا ان الشهادة الاولى ليست شهادة واحدة وانما هي عبارة عن ثلاث شهادات يعني يجب ان تعتقد بالله وبان لا حكم الا لله وبان الحاكمية السياسية لله فكيف نتوهم ان الشهادة الاولى هي واحدة? كما ان الشهادة الثانية ليست واحدة فالنبي من قبل الله وهو يمثل حاكمية الله في التشريع وامامة ولاية النبي هي الشهادة الثالثة

فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك او ان النبي رقى الرئاسة برضى المهاجرين والانصار ؟؟ ليست هكذا ، نعم هم بايعوه لكن لم تنبثق اصل ولايته منهم او البيعة في عقبة منى فلا يمكن حصر وظائف النبي بتبليغ الرسالة وانما فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك يعني لم تعتقد بامامة النبي لا تؤمن رأس ابرة به وهو شبيه ب : اليوم اكملت لكم دينكم والناقص من الدين يرفضه الله والكامل يقبله الله

اللطيف في روايات التشهد ان الشهادتين ادنى وليس اكمل والسيد بحر العلوم يقول اكمل هنا الزام وليس استحباب وادنى ليس بكامل وانت في تشهد الصلاة تأتي بالعقيدة الناقصة او الكاملة ؟ وكلام بحر العلوم هو مسلك العلماء الامامية والعقيدة الناقصة وصفت بانها ضلال ، فالشهادتين ضلال فهنا احسن يعني الزام وكل المسلمين اتفقوا ان الشهادتين من دون الصلاة على محمد وال محمد هي ناقصة وليست بكاملة ، ففرضية الصلاة على النبي والال جزء في التشهد الواجب فاذا كانت العقيدية بالشهادتين لماذا اجمع المسلمون ايها القائل بان انكار الولاية ليست كانكار الصلاة اصل الاقرار بالصلاة يلازم الاقرار بفريضية الصلاة على النبي واله ، الصلاة على النبي واله يعني ولاء ، اي التودد للال والعاطفة الصادقة للال ، اذن في النبي فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك يعني يجعلوك حاكما اماما قائدا

فنفس الشهادة الثانية متضمنة لشهادات الثلاث ، فلا تقول انا اؤمن بالله لكن يد الله مغلولة ولا يتدخل لا في الحروب العسكرية بين البشر ، بل غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا فالله يداه مبسوطتان لا مغلوق اليد فالحاكم الاول هو الله وحتى الحاكم السياسي والعسكري

فالشهادة الثانية ثلاث شهادات والشهادة الثالثة ثلاث شهادات لان الامام مظهر حاكمية الله وتوحيده ومظهر حاكمية الرسول اي الشهادة الثانية ومظهر الامامة والولاية والقدرة والرئاسة والقيادة الالهية فكل شهادة من الشهادات الثلاث هي ثلاث شهادات واتفاقا في روايات التشهد داخل الصلاة اذا قلت : لا اله الا الله كفى واذا قلت الحمد لله كفى ، كيف كفى? لان نفس كل جملة هي ثلاث شهادات وهذه روايات معتبرة لم يفت بها الفقهاء يعني اذا قلت الحمد لله في التشهد كفى

والشهادة الثانية ايضا نفس النكتة التي ذكرناها حيث ورد : او قل احسن ما علمت ، وما هو احسن من الولاية? لذلك علي الرضا ع قال لا اله الا الله حصني فالشهادة الثالثة هي امامة الرسول قبل امامة امير المؤمنين وانما الحاكمية السياسية لله بل يداه مبسوطتان انا اتشهد في الصلاة ولا اؤمن بان الحاكمية السياسية لله

فالحاكمية لله لا تظنن ان الشهادة الثالثة الشخص الشخيص للدين هو لامير المؤمنين وانما لله نعم هي امتداد لامير المؤمنين كما ان النبوة في الاصل مرتبطة بصلاحية الله فلا يمكن ان نقول بالله المجمد ؟ اي توحيد هذا? فلا وربك لا يؤمنون يعني ايمان قائم باسر وجود الله وبحق الله في التشريع والسياسة

فابليس انكر هذا وقال ااسجد لما خلقته من طين فهو يتمرد ويتطاول على الله فزعزعة الشهادة الثالثة هي زعزعة الشهادة الثانية وبالتالي هي زعزعة للشهادة الاولى لذلك نقل علي بن موسى الرضا قال بشرطها وشروطها لانها تصير مجسمة او ثانوي او فالتخاصم ليس مع امير المؤمنين وانما هو تخاصم مع الله لانه شعار ولاية الله وحاكمية الله وباب وبوابة ونافذة لولاية الله ان نقول يد الله مقبولة فتكذيب النبي هو تكذيب الله انهم لا يكذبوك بل الكافرون بايات الله يكذبون

فاصل الشهادات الثلاث لانها مفككة وانما ترجع الى الله وصلاحيات الله وايات الله فالمشكلة هنا لا في مكان اخر وهذه نكتة جدا مهمة اذن فوربك لا يؤمن حتى يصدقون انك نبي ؟ كلا وانما يحكموك

فالشهادة ما ربطها بالنبوة ؟

احد عناوين الامامة في القرآن هي الشهادة هاي الشهادة على الاعمال كما مرت بنا خمسة او ستة عناوين احد عناوين الامامة في القرآن هو الشهادة واول شاهد هو الله الشاهد ليس فقط لاجل المداينة والمحاسبة الشاهد قبل ان يكون هو في مقام التربية قبل ان يكون في مقام المجازاة فهو يربي يعني يزكيهم يعني دور الامامة لكن الله يزكي من يشاء يعني الله مربي يعني انا اؤمن بلاهوتية الله ولكن لا اؤمن بان الله حاكم ، هذا لا يمكن ، او لا اؤمن بان الله مربي او لا اؤمن بان الله الكل في الكل اذن اي لا اله الا الله تقوله? فاذن انت اذا صمدت الى غير الله ما صار اله

فهذه ثلاث شهادات والنبي شهادته امتداد لشهادة الله ، ثم تتنزل هذه الشهادة الثلاث في علي امير المؤمنين اذن تعدد عناوين الامامة في القرآن والوحي دليل صلاحيات الله وصلاحيات الذات الالهية ثم سيد الانبياء ثم امير المؤمن

انا اؤمن بان لله حاكمية التشريع ولكن ليس له الحاكمية السياسية ؟؟ بالله عليك هل هذه الشهادة اليست مجسمة لله? او من قال بان يد الله مغلولة? هل قال الشهادة الاولى او كذب بها ؟ لان الشهادة الاولى تتضمن الشهادة الثانية والثالثة فكيف الدين يكون كامل بدونها?

اذن تنوع عناوين الامامة في القرآن يدل على تعدد الصلاحيات لا قلتها

الامامة يعني حاكمية الله تعالى قبل ان تكون حاكمية الرسول او حاكمية وصي الرسول عندما قال الله تبارك وتعالى عن انما وليكم الله يعني انما ربكم او انما حاكمكم الله اذن انت تنكر الولاية السياسية لله يعني انت تنكرت مع الله

افرض انت عندك تحسس من الفقهاء لا بأس ولكن هل لديك تحسس من الله افرض عندك تحسس مع النبي هل لديك تحسس مع الله? افرض عندك تحسس من امير المؤمنين هل لديك تحسس من النبي? والعجيب ان جمهور العامة لديهم عصمة النبي في النبوة لكن لا عصمة له في الحاكمية السياسة وللامة فلك ان تعترض عليه

والغريب انه اذا انت تعصبت للاول والثاني تكون مرتد في حروب الردة اما اذا تعصبت للنبي فلا تكون مرتدا يعني الفرع زاد على الاصل لان النبي مجتهد يمكن ان يطعن عليه بالحاكمية السياسية ويمكن ان يعترض عليه بكذا وكذا واما اذا اعترضت على الاول والثاني فانت عليك حروب الردة ؟؟ تلك ايضا قسمة ضيزى ، وهذا كيل عظيم

فالمقصود انه تلاحظ التحديد التفسيري الكلامي والا لماذا لم يقل الحديث القدسي لا اله الا الله فقط? هذه ليست عقيدة ولا تشهد ولا اسلام وكيف قال علي ابن موسى الرضا : لا اله الا الله هي الاسلام كله ؟ او يريد به علي ولي الله ؟ يعني هل شروطها شروط الصحة او شروط ركنية? فلا معنى لتوحيد الله بدون حاكمية الله وبدون الصلاحية التشريعية لله ، فكيف تفكك ؟ تفكك بشرطها وشروطها

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo