< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

44/11/22

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: مسيرة تشيد الدولة في سلسلة الانبياء

مر بنا ان هذه الباقة من سورة البقرة قريب العشر ايات تشتمل على محطات عديدة في الامامة الالهية وان بني اسرائيل في عهد النبي يعقوب وبنيه لم يتسنى لهم تشكيل دولة رسمية معلنة وان تسنى ليوسف على نبينا واله وعليه السلام ذلك ،

كذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوأ منها حيث يشاء ، لكن ليس تمكين كامل ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فالتمكين من الله لخلفائه واوليائه الاوصياء على درجات ليس على درجة واحدة نمكن كذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوأ منها حيث يشاء مع انه ليس تمكين كامل لكن نسبة من التمكين لكن هذا تمكين رسمي يختلف عن تمكين معلن جدي

لاحظ الى الان لم يستلم النبي يوسف على نبينا واله عليه السلام مقاليد الامور لكن مشاركة النبي يوسف على طريق الصعود لتسلم مقاليد الامور يعبر عنه القرآن يوسف 21 : فمرحلتين مرتبتين من التمكين يذكرها القرآن الكريم ليوسف الاولى وكذلك مكنا ليوسف هذا التعبير لعل صحيح ان الامام الثاني عشر عج مثلا يوسف ال محمد ، في شبه بين صاحب الزمان والنبي يوسف ذكرت روايات اهل البيت شبه بين النبي يوسف عدة مواضع شبه من الغيبة والخفاء وفي نهاية المطاف يمكن الله له

يوسف باللغة العبرية يعني دائم الحزن والهم وصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف دائم الحزن والهم يعني من جهة ما جرى على ابائه المطهرين ومن جهة ايضا المسئولية العظيمة المستقبلية التي هو مكلف ان يعد لها وهناك شبه بين النبي يوسف وبين الامام المهدي نص على ذلك في روايات اهل البيت انه اذا ظهر صاحب العصر والزمان الكل يقول هذا الذي كنا نراه ولم نعرفه والتعبير موجود في غيبة النعماني وغيره من المصادر لمن يذكرون ويذكرون الامام استشهادا بما جرى للنبي يوسف يعرفهم ولا يعرفونه وهذا في اخوته فضلا عن غير اخوته ، هو اخوته يعرفهم ولا يعرفونه فعلى كل في شبه في مواد عديدة بين صاحب العصر ويوسف

في الحقيقة كل قصص الانبياء في القرآن والاصفياء هي قصص حكمتها وهدفها وغايتها ما وراؤها ان هذه الشؤون تقع على اهل البيت عليهم السلام فلا يستنكر جاحد هذه الشؤون لقد كان في قصصهم عبرة يعني عبور ليس توقف يعني اعبر من هذه القصة وهذه الملحمة في الانبياء او في الاولياء او الاصفياء الى من وراءهم في هذه الامة وهم اهل البيت عليهم السلام

نعم فاذا في يوسف كذلك مكنا ليوسف في الارض لاحظ لما يخلي الباري تعالي النبي يوسف على جادة الوصول باعتبار هذا هو الشارع اسلكه تصل وقبل ان يصل الى الجادة سبل الى الصراط في الصراط يوصل فهذا التمكين الاول كذلك مكنا ليوسف ونعلمه تأويل الاحاديث تأويل اي مآل وعاقبة الامور والاحداث

في بيان بديع للعلامة الطباطبائي من الروايات يمكرون ويمكر الله ويجعل الله مكرهم مكرا بهم يعني ما فعلته بني امية في اهل البيت يظنون انهم مكروا باهل البيت بالعكس و حتى السقيفة او بني عباس هم يمكرون كانما بضرر في الظاهر ولكن في الواقع هو يمهد لاهل البيت عليهم السلام يمكرون ويمكر الله

والاعظم هكذا ان الله يجعل مكرهم مكر له ومكره في نحورهم ولا يحيط المكر السيء الا باهله ، وهذا شيء عجيب و بيان عظيم من القرآن سالبة كلية لا انها جزئية ولا يحيق المكر السيء الا باهله ، شبيه قوله الله تعالى في مؤمن ال فرعون حزقيل ، فوقاه الله سيئات ما مكروا ، مع انه قتلوه بالزيت المغلي ومع ذلك يقول الله عز وجل : فوقاه الله ، لانهم ارادوا ان يصيبوا دين الله فلم يستطيعوا واصابوا بدنه

المهم ان هذه درجات من التمكين مكنا ليوسف

فبني اسرائيل اذن لم تتكون لديهم الدولة الرسمية المعلنة مع ان الامام كانت فيهم وفي ابراهيم وفي اسحاق وفي يعقوب وفي يوسف جعلناهم ائمة لكن الدولة الخفية الملكوتية شأن والدولة الرسمية المعلنة شأن اخر هذي الدولة الرسمية المعلنة بالتدريج بني اسرائيل الى ان وصل الامر حتى النبي موسى على نبينا وعليه السلام النبي موسى يعني استطاع ان يهدم دولة فرعون اكبر دولة عظمى ولكن لم ينشئ دولة يعني نستطيع ان نقول يعني بالطبع الحديث انشاء مجتمع محدود ما امتلك مقومات الدولة الرسمية المعلنة

ادارة اجتماعية لبني اسرائيل بعدها كان للنبي موسى لكن لم تكن انشطة دولة بذاك الحد قام بها النبي موسى ، فالنبي موسى اسقط دولة فرعون اكبر دولة عظمى لكن لم يمكنه بنو اسرائيل من بناء دولة رسمية معلنة ذات انشطة دولة ، يعني مثل الحكم الذاتي مثلا وادارة محافظة مثلا ـ، والقضاء موجود للنبي موسى وعنده سلطة قضائية لكن محدودة في مجتمع بني اسرائيل ما كانت انشطة اراد ان يقوم بانشطة دولة مع بني اسرائيل اذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون ، نحن كمجتمع لن نزود نظام ونبني لك نظام او نزودك بنظام دولة اذهب انت فاذن لم تتحقق الدولة الرسمية الكاملة على يد النبي موسى في ذاك الحال بسبب اخفاق من بني اسرائيل

والا هارون قال ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ، فلاحظ انه المهم لم تنشأ على يد النبي موسى بسبب اخفاق وتقصير بني اسرائيل دولة رسمية حتى مضى النبي موسى ومضى هارون قبله وانبياء الى ان وصلت النوبة الى طالوت وداوود وجالوت ، فلما بني اسرائيل اطاحوا بدولة عظمى ثانية غير فرعون وهي جالوت هذا سرد قرآني النبي موسى من الانبياء الذي كان طابعه في الاساس طابع سياسي ديني ليس فقط ديني محض مجتمعي طابعه سياسي ديني اذهبا الى فرعون انه طغى قال ربنا انا نخاف ان يفرط علينا الاية الكريمة ان يفرط علينا قال اذهبا انني اسمع وارى وقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى لا انه الهدف تملك النظام الفرعوني وانما الهدف اصلاح الانظمة فابى واستكبر

فالنبي موسى على نبينا وعليه السلام ومن قبله من الانبياء نستطيع ان نقول لم يسقطوا دولا وانظمة لاحظ مسيرة الانبياء هذا السرد القرآني لمسير الامامة الالهية قبل النبي موسى لم يكن من الانبياء حسب ما سرد القرآن وحسب ما تذكر الروايات الله اعلم ان نبي نوح كان مشروع تغيير اجتماعي وديني لم يحدثنا القرآن الكريم بتأسيس دولة على يد النبي نوح ولا ادم ولا ادريس اسبق من نوح جد من اجدادنا اخنوخ السريانية عليه السلام ، الى ان وصلت النوبة الى النبي موسى ففي عهد النبي موسى اخذ المشروع الالهي طابع اسقاط انظمة فاسدة طاغية دول عظمى مشروع تكاملي الى ان وصل الى اسقاط دول عظمى فقام بني اسرائيل بزعامة الهية من الله باسقاط اكبر دولة عظمى انذاك دولة فرعون فرعون الفراعنة الا ان بني اسرائيل بعد ما قاموا بهذه كلها قالوا يا موسى انا اوذينا قبل ان تأتينا وبعد وبعد ما جئتنا ، هذه عبرة وخطاب لنا اتباع اهل البيت هاي ثانية فيها انذار لشيعة اهل البيت بالنسبة الى مسؤولية صاحب العصر والزمان قالوا اوذينا من قبل ان تأتينا وبعد ما جئتنا قال عسى ربكم ان يهلك عدوكم العظمى ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون الاعراف 175

هل همكم العدل والقسط او همكم ايضا المال والرئاسة ، عجيبة الاية

هذه عبرة عظيمة قالوا يا موسى قد اوذينا من قبل ان تأتينا وبعد ما جئتنا ، كله مسؤولية وكله تضحيات لانظن بالظهور انه التضحيات في البداية تنتهي كلا انها تزداد وقد نعترض على الامام الثاني عشر اعترض بنو اسرائيل على موسى هذه عبر لنا في قصصهم عبور وليس جمود اعبر لهذه الامة قالوا اوذينا من قبل ان تأتينا وبعد ما جئتنا قال عسى ربكم ان يستخلفكم ان يهلك عدوكم في الدرجة الاولى فمن يكفر بفرعون وجالوت الدرجة الاولى اسقاط الانظمة العظمى قال عسى ربكم ان يهلك اول شيء ، فمن يكفر بالطاغوت اول شيء قال عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون ، مظلومين مضطهدين وليكن انتم البديل الحسن ستكونون ام ام? هذه عبرة وانذار للمؤمنين ايها المؤمنون ايها المسلمون نعم كنتم مستضعفين وفي بداية ظهور صاحب الامر ستكلفكم تضحيات وستعترضون قد اوذينا من قبل ان تأتينا وبعد ما جئتنا قال عسى ربكم ان يهلك هذه الدول العظمى ويستخلفكم فينظر كيف تعملون فينظر كذا في اية اخرى عبرة لمؤمنين مع دولة الظهور بصاحب العصر هذه اية 129 في سورة الاعراف

اية اخرى في سورة البقرة: ومن قبل بني اسرائيل كانوا يستفتحون على الذين كفروا يستفتحون يعني ينتظرون ويرتقبون الفتح اين صاحب يوم الفتح فلما جاءهم صاحب يوم الفتح فلما جاءه ما عرفوا انه هو صاحب يوم الفتح كفروا به ، سبحان الله بنو اسرائيل مئتين وخمسين سنة او مئتين سنة قرنين او قرنين ونص هاجروا من الشامات انتظارا لسيد الرسل في الحجاز تركوا الدنيا وتركوا زينة الدنيا وملاذ الدنيا وتحملوا شمس الحجاز وقلة الماء في الحجاز وجشوبة العيش يشرحها امير المؤمنين في الخطبة القاصعة حالة بني اسرائيل انتظارا وترقبا اعظم شخصية وهي سيد الرسل فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به اول كافر كانوا به هذي ايضا عبرة لنا قصة لكن عبرة لنا ان قد المؤمنين فئات من المؤمنين يكونون اول الكفرة بالصاحب ، لا انه مقصودي اول الكفرة باشخاص تعدهم المخابرات الدولية في فرق المخابراتية الضالة ، هذه فرق ضالة مخابراتية كلامنا مع ظهور صاحب الامر بمعجزات كونية الهية صيحة وووو ودلالة اعجازية

فاذن هناك ايتان تنذران المؤمنين احداهما في سورة البقرة 89 والاية الاخرى في سورة الاعراف 129 وكلا الاخفاقين يختلف عن الاخر ان لم يهيئ المؤمن نفسه فكريا نفسيا سيقع في اخفاق الامتحان ويبين لنا القرآن الكريم اخفاقان انتكس فيه بنو اسرائيل احدهم مع النبي موسى كانوا يترقبونه و الاخفاق الاخر مع سيد الانبياء كانوا يترقبونه ، قرنين من الزمان ونصف هاجرا بنو اسرائيل وتركوا ملذات الدنيا في الشامات وتحملوا جشوبة العيش جشب شديد في الحجاز ولا سمح الله في نهاية المطاف فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به

على كل امر شديد وهذه ظاهرة اخرى في باقة طالوت وداوود سيرة الدول اقامة الدولة الرسمية على سلسلة المقدسة للانبياء ـ متى بدأت انشاء الدولة الرسمية واسقاط الانظمة والدول العظمى من قبل الانبياء ؟ بدأ على يد النبي موسى ، والنبي يوسف كان طريقته اختراقية هادئة ناعمة ، والنبي موسى دكدكة نظام فرعون ، النبي يوسف حاول ان يخترق النظام الاختراق ليس قوته كقوة دكدكة النظام

لاحظ بين ابراهيم ادم نوح ادريس نوح ابراهيم اسحاق اسماعيل مع ذلك يوسف موسى داوود سلسلة القرآن وسيبين القران ان داوود عنده مرحلة اخرى وسليمان عنده مرحلة اخرى هذه سلسلة مهمة في مسيرة الانبياء

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo