< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد حسین شوپایی

98/08/14

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: الاستدلال بروایتی الحث لاثبات الوجوب التعیینی

کان الکلام فی الاستدلال بروایتی الحثّ اللتین استدل بهما علی وجوب صلاة الجمعة تعیینا احدیهما صحیحة زرارة بن أعین قَالَ حَثَّنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَلَى صَلَاةِ الْجُمُعَةِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ نَأْتِيَهُ فَقُلْتُ نَغْدُو عَلَيْكَ فَقَالَ لَا إِنَّمَا عَنَيْتُ عِنْدَكُمْ .[1]

و الثانیة موثّقة عبد الملک بن أعین عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ مِثْلُكَ يَهْلِكُ وَ لَمْ يُصَلِّ فَرِيضَةً فَرَضَهَا اللَّهُ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ قَالَ قَالَ صَلُّوا جَمَاعَةً يَعْنِي صَلَاةَ الْجُمُعَةِ.[2]

أورد السيدالبروجردي ره علی الاستدلال بهما بايرادين واجاب المحقق الحائري ره عنهما ، وقدتقدم الکلام بالنسبة الی جواب المحقق الحائري ره عن الايراد في الاستدلال بصحيحة زرارة .

واما موثقة عبد الملک بن اعین فقد اورد فی کتاب البدر الزاهر علی الاستدلال بها بستة اشکالات نقلها الشيخ الحائری ره فی کتابه ثم أجاب عنها .

(الاشکال الاول) : فی سند الروایة من جهة عبدالملک بن اعین لانه اختلف فی تشیعه او بقائه علی مذهب العامة و لهذا لایصلح ان یکون مستندا للمقام وذکر فی تبیان الصلاة أن عبد الملك الراوي للرواية هو عبد الملك بن اعين، و كان أولاد ذكور اعين ثمانية، احدهم زرارة و واحد منهم هذا الراوي يعني: عبد الملك، و لم يكونوا أولا من الفرقة الناجية، و استبصر بعض منهم مثل زرارة، و لكن استبصار عبد الملك غير معلوم و مورد الخلاف في الرجال.[3]

(الاشکال الثاني) : ان جملة «یعنی صلوا الجمعة » في ذيل الحديث ليست من کلام الامام علیه السلام بل هو من کلام عبد الملک بن اعین او من الرواة الذین نقلوا هذه الروایة فاذا لم یکن الذیل من کلام الامام علیه السلام فليست الرواية صريحة بل ولا ظاهرة فيما نحن بصدده لان غایة ما یدل علیه صدر الحدیث عند ملاحظة الفاظه ترغیبه علی حضورجماعة العامة.وفي تعليقة تبيان الصلاة: «و يؤيده انّه قال يعني: صلوا الجمعة، فقوله (يعنى) بصيغة المضارع لا يناسب أن يكون كلام الامام عليه السّلام لأنه لو كانت هذه الفقرة منه عليه السّلام كان اللازم أن يقول (اعني) بصيغة المتكلم، فجملة (يعنى صلوا الجمعة) يحتمل أن يكون من اضافات راوى الاول، أو من واحد ممّن يكون في طريق الرواية».[4]

(الاشکال الثالث) : من جهة ان کلام الامام علیه السلام معه لم یکن کلاما ابتدائیا بل الظاهر من السياق انه جرت مکالمات بینه وبین الامام علیه السلام من قبل و یحتمل وجود قرینة في تلک المکالمات علی ان المقصود هو التوبيخ علی ترک الحضور في صلاة الجمعة التی أقیمت بإذن الامام علیه السلام .

(الاشکال الرابع) : هو انه بعد عدم احراز کونه مستبصرا یحتمل ان یکون توبیخ الامام علیه السلام ایّاه علی ترکه حضور جمعات المخالفين مع صحتها بمذهبه اي توبيخاً له علی توانيه وتساهله في اداء الفرائض الدينية بحسب مذهبه .

(الاشکال الخامس) : هو انه یحتمل ان یکون کلام الامام علیه السلام صدرا وذیلا صادرا من جهة التقیة عن بعض المخالفین الحاضرین فی مجلسه .

وفي تبیان الصلاة ان فرضنا کونه عامیا یکون توبیخه من جهة أخذه علی مذهبه وان کان مستبصرا فیکون هذا تقیة لکن لا للتقیة عن الحاضرین عنده بل امره بالحضور فی جمعة المخالفین لان عدم حضوره فی جمعتهم یوجب الفساد او الخطرعليه .

(الاشکال السادس) : فی المراد بقوله « مثلک یهلک ولم یصل فریضة» هل هو توبیخه علی عدم حضوره فی صلاة الجمعة طیلة عمره وعدم الاتيان بها و لو لمرّة واحدة نظیرما جاء فی حدیث حماد : مَا أَقْبَحَ بِالرَّجُلِ مِنْكُمْ يَأْتِي عَلَيْهِ سِتُّونَ سَنَةً أَوْ سَبْعُونَ سَنَةً فَلَا يُقِيمُ صَلَاةً وَاحِدَةً بِحُدُودِهَا تَامَّةً او ترکه لها ولوکان الترک في جمعة واحدة ولعل المراد هوالاول وعليه لا یتم الاستدلال بها علی المقام .

هل هذه الایرادات علی الاستدلال بموثقة عبد الملک بن اعین واردة او لا؟

اما الاشکال الاول ( عدم وثاقة عبد الملک للخلاف الموجود فی استبصاره) فأجاب عنه الشيخ الحائری قده بوجود روایة صحيحة بلا معارض تدل علی وثاقته و کونه امامیا وهی « ما رواه في الكشي: عن علي بن الحسن، قال: حدثنا علي بن أسباط، عن علي بن الحسن بن عبد الملك بن أعين، عن ابن بكير، عن زرارة، قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السّلام)- بعد موت عبد الملك بن أعين-: اللهم إن أبا ضريس كنّا عنده خيرتك من خلقك، فصيّره في ثقل محمّد صلواتك عليه يوم القيامة، ثم قال أبو عبد اللّه (عليه السّلام): أما رأيته؟- يعني في النوم- فتذكرت، فقلت: لا، فقال: سبحان اللّه أين مثل أبي الضريس لم يأت بعد».[5]

ولکن السید الخوئی قده ذکر الروایة فی ترجمة عبد الملک بن اعین فی معجم الرجال وقال انها مرسلة و بعض رواتها ضعیفة اما الارسال فمن جهة الفصل بین الکشی وعلی بن الحسن الفضال واما الضعف فلعدم التوثیق لعلی بن الحسن بن عبدالملک بن اعین

نعم هناک روایات اخری فی رجال الکشی نقلها عن العياشی ...قَالَ حَدَّثَنِي الْمَشَايِخُ، أَنَّ حُمْرَانَ وَ زُرَارَةَ وَ عَبْدَ الْمَلِكِ وَ بُكَيْراً وَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بَنِي أَعْيَنَ كَانُوا مُسْتَقِيمِينَ، وَ مَاتَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فِي زَمَانِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَ كَانُوا مِنْ أَصْحَابِ أَبِي جَعْفَرٍ (ع)، وَ بَقِيَ زُرَارَةُ إِلَى عَهْدِ أَبِي الْحَسَنِ فَلَقِيَ مَا لَقِيَ.[6]

فان هذه العبارات تحکي عن وثاقته و لااقل من حسنه کما ان السيد الخوئی ره عدّ روایاته حسنة باعتبار ان عنوان« مستقیمین » لایدل علی اکثر من حسنه .

اما اشکاله الثانی من عدم کون عبارة « یعنی صلاة الجمعة » عن الامام علیه السلام فاجاب عنه الشيخ الحائري ره بان بملاحظة الشواهد الموجودة فی الروایة یتعین کون المراد منه صلاة الجمعة لان الفریضة التی کان عبد الملک یترکها و الامام علیه السلام وبّخه علی ذلک لیس الا صلاة الجمعة و علی تقدیر کون هذه الفقرة من عبد الملک بحیث انه فهم من کلام الامام انه علیه السلام یعنی بذلک صلاة الجمعة ثم نقل ما فهمه فی ذیل الحدیث مثلا فهو یکفی فی کونه من مصادیق النقل بالمعنی فلو کان فهمه خطأ فلیس له منشأ الا ان يکون الامام عليه السلام فی مقام الابهام و الاجمال بحیث صار عبد الملک متحیرا او ان الامام کان فی مقام البیان لکن کان هناک فی کلامه قرائن علی انه اراد صلاة العید مثلا لکن عبد الملک غفل عن ذلک و خطأ فی فهمه وحمله علی صلاة الجمعة ولکن کل واحد من هذین الاحتمالین خلاف للاصل العقلائی المتداول بین المتکلم و المخاطب وهذا الجواب من الشيخ الحائری ره تام لکن المشکل فی المقام هو انه علی تقدیراحراز کون عبارة (يعنی صلوا الجمعة) من عبدالملک بن اعین کان هذا الجواب تاما لکن کما قال السید البروجردی قده یحتمل ان تکون العبارة زائدة من قبل سائر الرواة وعلیه لایفید هذا الجواب فی حل الاشکال فیبقی اشکال السيد البروجردی ره بلا جواب الا ان يقال ان مقتضی الظاهران هذه العبارة من نفس الامام عليه السلام فيلتزم به وما ذکرمن القرينة علی عدم کون هذه العبارة من الامام عليه السلام يجاب عنه بان کلمة « یعنی » مصطلح خاص یستعملونه فی لغة العرب علی غرار ما یستعملونه فی اللغة الفارسیة و علی هذا تکون عبارة «یعنی صلاة الجمعة » بظاهرها جزء من الروایة .

اما اشکاله الثالث من ان کلام الامام علیه السلام مخاطبا عبد الملک بن اعین لم یکن کلاما ابتدائیا و یحتمل وجود قرائن فی مکالمة الامام معه بحیث استفاد منه عبدالملک انه یوبخه علی ترک صلاة الجمعة المنعقدة بإذنه فأجاب عنه الشيخ الحائري ره بان مراد الامام علیه السلام یستکشف عند ملاحظة ظهورالفاظ هذه الروایة بعد انضمام معهودیة ترک عبدالملک لصلاة الجمعة ومجرد احتمال وجود القرائن فی المکالمات الدائرة بینهما لایضر بذلک ودعوی قیام القرینة علی ان المقصود توبیخه علی ترکه صلاة الجمعة التی أقیمت بإذن الامام بعید جدا .و صلّی الله علی محمد و آله الطاهرین

 


[1] -الوسائل الباب5 من ابواب صلاة الجمعة ح1.
[2] -نفس المصدر ح2.
[3] - تبيان الصلاة ج1ص55.
[4] -نفس المصدر ص56.
[5] -رجال الکشي ج1ص411.
[6] -رجال الکشي ج1ص161.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo