< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد حسین شوپایی

99/02/02

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: القول الثانی هو التفصیل بین وقت المختار و وقت المضطر

و من جملة الروایات التی یستند القول الثانی الیها هی موثقة عمار الساباطی عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي الرَّجُلِ إِذَا غَلَبَتْهُ عَيْنُهُ أَوْ عَاقَهُ- أَمْرٌ أَنْ يُصَلِّيَ (الْمَكْتُوبَةَ مِنَ) الْفَجْرِ- مَا بَيْنَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ- وَ ذَلِكَ فِي الْمَكْتُوبَةِ خَاصَّةً الْحَدِيثَ .[1]

انه استدل بها علی القول الثانی ای التفصیل بین وقت المختار و المضطر باعتبار تعلیق جواز التأخیر الی طلوع الشمس علی فرض غلبة النوم او علی فرض ان يعوقه امر فان هذا التعلیق یدل علی انه اذا لم یکن هناک عذر فی التأخیر یجب علیه اتیانه الی حین قبل الاحمرار لا قبل الاصفرار .

لکن نوقش فی هذا الاستدلال بان هذه الروایة تعد من الطائفة الاولی التی تدل علی قول المشهور لان الشرط المذکور فی الروایة ـ عاقه امر ـ یراد بها الحوائج العرفية و الامور الاعتیادیة فیکون التأخیر معلّقا علی الحاجة العرفیة لا علی الضرورة و التعلیق علی الامر الغیر الضرور یدل علی عدم کون الحکم لزومیا .

الروایة الخامسة التی استدل بها علی القول الثانی هی صحیحة ابی بصیر لیث المرادی قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَقُلْتُ مَتَى يَحْرُمُ الطَّعَامُ- عَلَى الصَّائِمِ وَ تَحِلُّ الصَّلَاةُ صَلَاةُ الْفَجْرِ- فَقَالَ إِذَا اعْتَرَضَ الْفَجْرُ فَكَانَ كَالْقُبْطِيَّةِ الْبَيْضَاءِ- فَثَمَّ يَحْرُمُ الطَّعَامُ عَلَى الصَّائِمِ وَ تَحِلُّ الصَّلَاةُ صَلَاةُ الْفَجْرِ- قُلْتُ أَ فَلَسْنَا فِي وَقْتٍ إِلَى أَنْ يَطْلُعَ شُعَاعُ الشَّمْسِ- قَالَ هَيْهَاتَ أَيْنَ يُذْهَبُ بِكَ تِلْكَ صَلَاةُ الصِّبْيَانِ .[2]

الروایة السادسة صحیحة ابی بصیر الْمَكْفُوفِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الصَّائِمِ- مَتَى يَحْرُمُ عَلَيْهِ الطَّعَامُ- فَقَالَ إِذَا كَانَ الْفَجْرُ كَالْقُبْطِيَّةِ الْبَيْضَاءِ- قُلْتُ فَمَتَى تَحِلُّ الصَّلَاةُ فَقَالَ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ- فَقُلْتُ أَ لَسْتُ فِي وَقْتٍ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ- إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَالَ لَا- إِنَّمَا نَعُدُّهَا صَلَاةَ الصِّبْيَانِ- ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُحْمَدُ الرَّجُلُ أَنْ يُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ- ثُمَّ يَرْجِعَ فَيُنَبِّهَ أَهْلَهُ وَ صِبْيَانَهُ .[3]

استدل بالرواية الخامسة علی القول المقابل لقول المشهور باعتبار جواب الامام علیه السلام عن سؤال ابی بصیر بان اتیان الصبح قبیل طلوع الشمس یعد من قبیل صلاة الصبیان لا صلاة المکلفین بل وقت الصبح بالنسبة الی المکلفین لایمتد الی حین الاصفرار و طلوع الشمس .

لکن یمکن المناقشة فیها بانها لاتدل علی القول الثانی بل هی تدل علی قول المشهور اذ ما ورد فیها من ان اتیان الصلاة فی أوان طلوع الشمس یعد من صلاة الصبیان لیس بمعنی انها صلاة لغیر المکلفین بل المرادبها بیان مرجوحیة تأخیرالصلاة الی هذا الوقت .

بل روایة ابی بصیر المکفوف اظهر فی بیان هذا المعنی

والحاصل ان روایة ابی بصیر لاتدل علی القول الثانی بل دلالتها علی قول المشهور أظهر من دلالتها علی القول المقابل و قد استدل علی القول الثانی فی الحدائق بروایتین اخریین احدیهما عن دعائم الاسلام و الاخری عن کتاب فقه الرضا علیه السلام بعنوان الروایة .

فذکر فی الدعائم : رُوِّينَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ص أَنَّهُ قَالَ أَوَّلُ وَقْتِ الصَّلَاةِ الْفَجْرُ اعْتِرَاضُ الْفَجْرِ فِي أُفُقِ الْمَشْرِقِ وَ آخِرُ وَقْتِهَا أَنْ يَحْمَرَّ أُفُقُ الْمَغْرِبِ

و ذلك قبل أن يبدو قرن الشمس من أفق المشرق بشي‌ء و لا ينبغي تأخيرها إلى هذا الوقت إلا لعذر أو علة و أول الوقت أفضل [4]

و فی فقه الرضا علیه السلام : أول وقت الفجر اعتراض الفجر في أفق المشرق و هو بياض كبياض النهار و آخر وقت الفجر أن تبدو الحمرة في أفق المغرب [5]

هذه هي الروایات التی استدل بها علی القول الثانی ، في مقابل الروایات التی دلت علی قول المشهور کصحیحة الحلبی و معتبرة یزید بن خلیفة ( اما صحیحة ابن سنان و موثقة عمار الساباطی و صحیحة ابی بصیر فلم تتم دلالتها علی قول المشهور کما ان روایة دعائم الاسلام و عبارة فقه الرضا وان کانت دلالتهما تامة لکن الاشکال فیهما من حیث السند) اذن ما هو المعتبر من حیث السند و الدلالة علی التفصیل هو صحیحة الحلبی و معتبرة یزید بن خلیفة فانهما تدلان علی بقاء الوقت الی طلوع الشمس و هناک روایة معتبرة تدل علی ان الوقت ینتهی الی تجلل السماء بالصبح فیکون المفادان متنافیین فکیف طریق الجمع بین المفادین اذ من جانب دلت طائفة علی استمرار الوقت الی طلوع الشمس و من جانب اخر دلت طائفة اخری علی ان منتهاه طلوع الحمرة المشرقیة فما هو مقتضی الصناعة فی مقام الجمع بین الطائفتین .

فیستفاد من کلمات الاعلام و السید الخوئی ره انه لابدّ من تقدیم الطائفة الاولی من باب قاعدة تقدیم النص علی الظاهر فبصراحتها علی بقاء الوقت الی طلوع الشمس یرفع الید عن ظهور الطائفة الثانیة فی انتهاء الوقت عند طلوع الحمرة لکون دلالة الطائفة الثانیة بالظهور لا بالصراحة و بهذا السبب تحمل الثانیة علی بیان الفضیلة و ان کان ظاهر الطائفة الثانیة انتهاء وقت الاجزاء عند احمرار السماء لکنها صالحة للحمل علی بیان الفضیلة و الصناعة تقتضی فی مقام الجمع بینهما حمل الطائفة الثانیة علی بیان الفضیلة من باب تقدیم النص علی الظاهر و حمل الظاهر علی ما یوافق النص .

الوجه الثانی من الجمع بینهما هو ما جاء فی کلمات السید الخوئی ره من ان عنوان انتهاء وقت الصبح لدی طلوع الحمرة لیس عنوانا مذکورا فی نص الروایات بل العنوان الوارد فیها کما فی صحیحة الحلبی « تجلل الصبح بالسماء » وحیث ان هذا العنوان امر تشکیکی فی الشدّة و الضعف و امر غیرمضبوط فیحکی ذلک عن عدم کون ما انیط به هذا الحکم امرا لزومیا لان الامر اللزومی لا یحدّد بالامر غیر المنضبط فلوکانت هذه الروایات فی مقام بیان الحکم اللزومی فی ناحیة منتهی الوقت لکان ینبغی تعلیقه علی امر واضح واحد بین الناس لا علی امر مشکک غیرمضبوط فحيث ان عنوان تجلل الصبح بالسماء و عنوان بدو الضیاء فی روایة یزید بن خلیفة صار ملاکا لآخر الوقت فهذا یحکی عن عدم کون الحکم لزومیا بل تکون الروایة بصدد بیان التحدید فی امر استحبابی فلا یصلح استخدام هذه العناوین فی مقام تحدید الحکم اللزومی فاستخدامها اشارة الی انها بصدد بیان وقت الفضیلة فاستدل السید الخوئی ره بهذا الوجه الثانی ایضا فی تقریب الحمل علی وقت الاستحباب فی مقابل الوقت الاصلی .

هل هذا البیان منه تام ام لا ؟

یبدو بالنظر عدم تمامیة هذا البیان لان معنی عنوان تجلل السماء و بدو الضیاء ظاهر و هوان یغشی الضیاء تمام الافق بحیث اذا نظر عامة الناس لصدّقوه و لیس هذا امرا مبهما و غیر مضبوط بل هذا العنوان عند العرف عنوان واضح اذن الوجه الثانی غیر قابل للالتزام به بحیث لو انتفی الوجه الاول فمجرد ذکر هذه العناوین فی الطائفة الثانیة لا یکفی فی رفع الید عن الطائفة الثانیة و حملها علی بیان وقت الفضیلة .

و هناک وجه ثالث للجمع بين الطائفتين وهو انه قد تقدم وجود روایات مستفیضة دالة علی ان لکل صلاة وقتین و اول الوقتین افضلهما الا خصوص المغرب فله وقت واحد لکن سائر الصلوات فیها وقتان وقت فضیلة و وقت اجزاء و هذا المعنی یناسب الجمع بین الطائفتین بحمل الثانیة علی بیان وقت الفضیلة نعم لو قلنا ان الروایات المستفیضة محمولة علی بیان وقت اختیاری و وقت اضطراری فتکون شاهدا علی القول بالتفصیل کما ان صاحب الحدائق استشهد بها علی القول بالتفصیل فی وقت الصبح بان تطبیق قاعدة « لکل صلاة وقتان » علی وقت صلاة الصبح هو امتداد الوقت للمختار الی طلوع الحمرة المشرقیة و للمضطر الی طلوع الشمس .

وعليه فان قلنا ان الروایات المستفیضة تدل علی ثبوت وقتین لکل صلاة وقت الفضیلة و وقت الاجزاء فتطبیق تلک القاعدة علی الطائفتین فی المقام یقتضی ان نحمل الطائفة الثانیة علی بیان وقت الفضیلة و الا لولا الطائفة الثانیة لم تنطبق مفاد الروایات المستفیضة علی المقام اذن حمل الطائفة الثانیة علی وقت الفضیلة تلتئم مع مفاد الروایات المستفیضة و بالتالی لا یصیر الصبح مستثنی عن تلک القاعدة « لکل صلاة وقتان » و هذا یعد شاهدا علی حمل الطائفة الثانیة علی وقت الفضیلة .

 


[1] - الوسائل الباب26 من ابواب المواقيت ح7.
[2] - الوسائل الباب27 من ابواب المواقيت ح1.
[3] - الوسائل الباب28 من ابواب المواقيت ح2.
[4] - دعائم الاسلام ج1ص139.
[5] -فقه الرضا ص75.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo