< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد حسین شوپایی

99/03/20

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: تحقیق المطلب فی الاستدلال بالصحیحة علی جواز تقدیم الخطبتین علی الزوال

انتهی الکلام فی دراسة دلالة صحیحة عبد الله بن سنان علی جوازتقدیم الخطبتین علی الزوال الی مناقشة العلامة ره و سائر الاعلام الفقهاء فی الاستدلال بها علی القول الثانی .

حاصل الاشکال هو ان المراد من قوله علیه السلام « یخطب فی الظل الاول » لیس انه «صلوات الله علیه و اله» یخطب قبل الزوال بل المراد به احد المحتملات الاربعة التی تثمر قول المشهور من لزوم تأخیر الخطبتین الی الزوال .

تم الکلام فی المحتمل الاول و الثانی اما الامر الثالث من المحتملات الاربعة فهو ان المراد بالظل الاول هو ابتداء الفیء و المحتمل الرابع هو ان یراد بالظل الاول وصول الفیء الی مثل الشاخص فتقع الخطبتان فی هذا المقدار من الظل الحادث بعد الزوال .

فهناک اشکال مشترک الورود علی هذین الوجهین و اشکالان یختصان بالمحتمل الرابع فقط

اما الاشکال المشترک فله تقریبان التقریب الاول من الشهید الاول فی الذکری و الشهید الثانی ره فی روض الجنان بان الظل حقیقة بحسب الوضع اللغوی في الظل قبل الزوال کما ان الفیء حقیقة وضعا فی الظل الحادث بعد الزوال و لکن یجاب عنه بانه غیر ثابت کما افاده المحقق السبزواری ره فی الذخیرة .

التقریب الثانی للاشکال المشترک هو ما ذکره المحقق السبزواری ره بان حمل عنوان « الظل الاول » علی الفیء خلاف للظاهر بقرینة قول جبرئیل علیه السلام ـ یا محمّد قد زالت الشمس فانزل ـ فان هذا یقتضی وقوع الرکعتین عند الزوال قدر مضی شراک من الظل و هذا یحکی عن وقوع الخطبتین قبل الزوال .

لکن تقدم النقاش فیه بان ما ذکر فی صدرالصحیحة « یصلی الجمعة حین تزول » لیس بنحو الاطلاق بل قیّده بفاصل من الزمان و هو قدر شراک و هذا یلتحم مع الوجه الثالث من وقوع الخطبتین فی هذا الفاصل من الزمان بعد الزوال نعم عنوان قدر شراک لا یلتحم مع الوجه الرابع لان الرکعتین بحسبه تقع بعد صیرورة الظل مثله بعد الزوال فالاشکال المشترک وان کان يندفع عن الوجه الثالث و لکنه بالنسبة الی الوجه الرابع باق علی حاله و هذا هو المتحصل من البحث فی دراسة الاشکال المشترک علی المحتمل الثالث و الرابع .

اما الاشکال المختص الاول علی المحتمل الرابع فهو ما ذکر فی کلمات الشهیدین« رهما » بانه خلاف للظاهر لان زوال الشمس حقیقة شرعیة في میل الشمس عن دائرة نصف النهار و حمل هذا العنوان علی الزوال عن الظل الاول بعد نصف النهار ارتکاب لخلاف الظاهر و لا شاهد علیه و یبدو بالنظر تمامیة هذا الاشکال .

والاشکال المختص الثانی الوارد علی المحتمل الرابع هو ما ذکره الشهید الاول ره فی الذکری و الشهید الثانی ره فی روض الجنان و کاشف اللثام ره فی کشف اللثام من ان العلامة ره ادعی ان اخر وقت الجمعة صیرورة الظل مثل الشاخص و بعد ذلک یتعین الظهر بینما العلامة ره قد أوّل صحیحة عبدالله بن سنان بانه «صلوات الله علیه و اله» کان یخطب فی الظل الاول و بعد ذلک یصلی الجمعة و هنا یرد الاشکال المختص علی ما احتمله فی صحیحة ابن سنان من انه یلزم منه وقوع الرکعتین خارج الوقت علی حسب مختار العلامة ره و هو لا یلتزم به ولهذا قال الشهید الثانی فی روض الجنان : العجب أنّ المصنّف يرى أنّ آخر وقت الجمعة صيرورة الظلّ مثل الشخص، ثمّ يؤوّل هذا الخبر بما يقتضي فعلها بعد هذا الوقت! ؟[1]

یبدو بالنظر تمامیة هذا الاشکال المختص الثانی ايضاً و محاولة صاحب الجواهر ره فی حل الاشکال بالتأویلین( اللذین ذکر اولهما فی کشف اللثام و الریاض ایضا) خلاف للظاهر بل لصريح کلام العلامة ره ولذلک لایمکن الالتزام بالوجه الرابع .

اما الوجه الثالث فقد أجیب عن الاشکال المتقدم فيه بانه یمکن ارادة هذا المعنی من الصحیحة و لا محذور فی ان یستظهر الفیء الحادث بعد الزوال من عنوان الظل الاول بان تقع الخطبة فی مستهل الفیء الحادث ثم یؤتی بالرکعتین لکن مجرد عدم المحذور بارادة هذا المقدار ـ الوجه الثالث ـ لا یکفی فی جواز حمل الصحیحة علی هذا المستفاد بل لابد من ملاحظة ظاهر الصحیحة بمجموع فقراتها هل تفید هذا المعنی الذی ادعی فی المحتمل الثالث او ان ظاهر الصحیحة هو ما استظهره القائل بالقول الثانی من جواز الخطبة قبل الزوال ؟والا فمجرد امکان ارادة المحتمل الثالث لا یکفی فی حمل الصحیحة علیه .

هل ظاهر الصحیحة یلتئم مع الوجه الثالث الذی حمل الظل الاول علی مبدء الفیء الحادث بعد الزوال او ان ظاهرها جواز تقديم الخطبة کما ادعاه الشیخ والمحقق رهما .

قال المحقق الثانی ره فی جامع المقاصد ان الروایة بملاحظة صدرها ظاهرة فی المحتمل الثالث و مشعرة علی خلاف القول الثانی هذا من جانب و من جانب اخر قال الشهید الثانی ره فی روض الجنان و المحقق الحائری ره فی کتاب صلاة الجمعة ان ظاهر الروایة لیس علی وفق الوجه الثالث بل ظاهرها جواز تقدیم الخطبتین علی الزوال .

ففي جامع المقاصد : نزلها المصنّف في المختلف على أنّ المراد بالظّل الأوّل: هو الفي‌ء الزائد على ظل المقياس، بحيث يصير مثله ، و لا بعد في صدق الزّوال حينئذ من حيث أنّ الشّمس قد زالت عن الظّل الأوّل، و لا بأس بهذا التّنزيل، على أنّها لا دلالة فيها صريحة على مذهب الشّيخ، لأنّه ليس للظل الأوّل معنى معيّن يصار إليه عند الإطلاق، فإنّ الأولية أمر إضافي يختلف باختلاف المضاف إليه، و إنّما يشعر به قوله: «قد زالت»، و لأنّه لا بدّ من تقدير شي‌ء مع الظل الأوّل، و ليس تقدير انتهائه مثلا بأولى من تقدير انقضائه، مع تقدير شي‌ء مع أنّ أول الحديث يشعر بخلاف مراده، لأنّ فعلها حين الزّوال قدر شراك ربّما يقتضي مضيّ زمان يسع الخطبة و زيادة، لأنّ مقدار الشراك غير معلوم إذ يمكن أن يراد طولا و عرضا، و أن يراد موضع الشراك من القدم.ثم إنّ القدر المعيّن غير معلوم كونه من ظلّ القامة أو غيرها، و ما هذا شأنه كيف ينهض معارضا لظاهر القرآن؟ [2]

فیستفاد من عبارات المحقق الثانی ان ظاهر صحیحة ابن سنان یکون علی خلاف القول الثانی و علی وفق المحتمل الثالث الذی حمل الظل الاول علی مبدء الفیء بعدالزوال و فی المقابل حاول الشهید الثانی ره و المحقق الحائری ره ـ فی مقام الجواب عن دعوی المحقق الثانی ـ اثبات ظهور الصحیحة فی القول الثانی فقال الشهید ره هذا _ اي فعل الصلاة بعد الزوال قدر شراک _لا یدل علی خلاف مذهب الشیخ ره فان قدر شراک قدر قلیل و کذلک قال المحقق الحائری ره لابد وان یراد بقدر شراک عرض الشراک و اذا کان المراد به عرض الشراک یکون هذا القدر الیسیر من الظل فی الحقیقة آیة و علامة لإحراز الزوال لان الزوال لایتبین الا عند ظهور الفیء قدر عرض شراک حیث انه کاشف عن الزوال قبله فقال ان عنوان قدر شراک لایدل علی مذهب المشهور بل تدل علی مذهب الشیخ ره الذی اختار القول الثانی فقال ره : قوله عليه السّلام «يصلّي الجمعة حين تزول الشّمس قدر شراك» إذ ليس المقصود طول الشّراك لأنّه ليس ممّا يقاس به الطّول عرفا، مع أنّ طول الشّراك مختلف بالنّسبة إلى فعل واحد، مع أنّ كون أوّل الوقت في الجمعة محدودا بطول الشّراك، ممّا لم يعهد في الأمّة الإسلاميّة. فالمقصود بحسب الظّاهر بل المقطوع إنّما هو عرض الشّراك، و المقصود من ذلك بيان العلم بالزّوال الّذي لا يحصل نوعا إلّا بذلك. فالظاهر أنّه كناية عن أوّل مرتبة يحصل بها العلم بالزّوال، و ليس لذلك موضوعيّة .[3]

و قد اشیر الی هذا المطلب فی مجمع البحرین ایضا فی بیان معنی الشراك و منه‌ " الحديث" تصلي الجمعة حين تزول الشمس قدر شراك" يعني إذا استبان الفي‌ء في أصل الحائط من الجانب الشرقي عند الزوال فصار في رؤية العين قدر الشراك. و هذا أقل ما يعلم به الزوال و ليس بتحديد. [4]

اذن بهذا البیان من الشهید الثانی و المحقق الحائری و ما ذکر فی مجمع البیان یظهر الاشکال فی دعوی المحقق الثانی ره الذی استظهر من الصحیحة خلاف القول الثانی بل یثبت به القول الثانی الذی قد اختاره الشیخ ره ایضا .

وهناک وجه اخر فی کلمات المحقق الحائری ره یستقوی به القول الثانی لا قول المشهور الذی يحمل علی الوجه الثالث .

الوجه الثانی الذی ذکره المحقق الحائری ره وهو ان عنوان الظل فی فقرة « یخطب فی الظل الاول » تقید بالاول وان الظل الذی هو صالح للتقید بالاول و بالثانی بحسب الطبع و التکوین هو الظل الحادث الغربی الذی یسیر نحو الشرق اما الظل و الفیء الذی یحدث جانب الشرق عند الزوال یکون انقسامه بالاول و الثانی بحسب الجعل و الاعتبار ولا یصح تقسیمه بحسب الطبع و التکوین بخلاف تقسیم الظل الی الظل قبل الزوال و بعد الزوال حیث انه تقسیم بحسب التکوین و حینئذ اذا لاحظنا الروایة نری ان الظل تقید بالاول و ظاهر هذا الاتصاف هو اتصافه بحسب التکوین المنطبق علی الظل قبل الزوال و هذا هو الوجه الثانی الذی ذکره المحقق الحائری ره لاثبات ان ظهور الصحیحة فی القول الثانی لا قول المشهور فقال ره ما نصه : قوله عليه السّلام: «و يخطب في الظلّ الأوّل» إذ ما يتّصف بالأوّليّة و الثّانويّة بحسب الطّبع و التّكوين ليس إلّا الظلّ الحادث بالطّلوع في الجانب الغربيّ و بالزّوال في الجانب الشّرقيّ. و أمّا تقسيم الحادث في الجانب الشرقيّ بالأوّل و الثّاني و الثّالث، فليس له مميّز إلّا بحسب الجعل و الاعتبار، و ذلك خلاف ما هو المتفاهم منه عرفا قطعا. [5]

و الوجه الثالث الذی یستند الیه القول الثانی هو مستند الی قول جبرئیل علیه السلام « یامحمد قد زالت الشمس فانزل فصل بالناس » فانه یقتضی وقوع الخطبة قبل الزوال ، هذه هی الوجوه الثلاثة لاستظهار القول الثانی من الصحیحة .

هل هذه الوجوه الثلاثة تامة ام لا ؟

الوجه الاول رکّز علی عنوان قدر شراک بانه ظاهر فی عرض شراک الذی لایستوعب الا قدرا قلیلا من الوقت و لیس هو الا أمارة علی تبین الزوال و احرازه ولیس فی مقام التحدید و لذلک لو کنا نحن و عنوان قدر شراک لایستفاد منه علی خلاف القول الثانی بل هو یوجب ظهورها فی القول الثانی و هذا الوجه تام .

اما الوجه الثانی من المحقق الحائری ره من ان اتصاف الظل بالاول وغیر الاول ظاهر فی انه بحسب التکوین لا بحسب الجعل و الاعتبار و هذا لاینطبق الا علی الظل قبل الزوال . فیمکن المناقشة فیه بانه کما ان الظل بحسب الطبع و التکوین صالح للانقسام الی الاول بمعنی الظل الغربي و غیر الاول _الظل الشرقي _فکذلک الظل الحادث بعد الزوال صالح للانقسام بحسب التکوین الی الظل الاول و الثانی و الثالث و لیس الانقسام فی الظل الشرقی انقساما اعتباریا فقط اذ الظل الحادث فی مبدء الزوال غیر الظل الحادث بعد صیرورة الظل مثل الشاخص او مثلی الشاخص حقیقة فلا یصح ان یقال تقسیم الظل الحادث الشرقی بالاول و غیر الاول تقسیم بحسب الاعتبار فقط بل هو تقسیم بحسب التکوین فاتضح بهذا البیان عدم تمامیة ما استظهره المحقق الحائری ره فی الوجه الثانی .

اما الوجه الثالث و الذی استظهره المحقق السبزواری ره من قول جبرئیل علیه السلام بانه یقتضی ان یراد بالظل الاول ظل قبل الزوال فقد تقدم النقاش فی هذا الاستظهار لان المراد من « قد زالت الشمس » الوارد فی قول جبرئیل علیه السلام لیس مطلقا بل لابد من ملاحظة صدر الصحیحة ایضا « یصلی الجمعة حین تزول الشمس قدر شراک » فان الذیل ینصب علی ما حدّد فی الصدر فلیس قول جبرئیل علیه السلام قرینة ملحوظة بالاستقلال فی استظهار القول الثانی .

 


[1] - روض الجنان ج2ص778.
[2] - جامع المقاصد ج2ص393.
[3] - صلاة الجمعة ص195.
[4] - مجمع البحرين ج5ص276.
[5] - صلاة الجمعة ص195.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo