< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد حسین شوپایی

99/06/30

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: /من علامات الزوال /حینما طفق الظل الجدید یزداد بعد انتهائه الی اقصر حده من العمود المنصوب

 

العلامة الاولی فی معرفة الزوال هی انه تزول الشمس حینما طفق الظل الجدید یزداد بعد انتهائه الی اقصر حده من العمود المنصوب معتدلا فی الارض و هذه علامة الزوال .

العلامة الثانیة انه یعرف الزوال بمیل الشمس الی الحاجب الایمن و هذا التحدید تحدید تقریبی للزوال و قد ذکرت هذه العلامة فی الروایة المنقولة فی امالی الشیخ الطوسی ره و قد اشیر الیها فی کلمات الفقهاء المتقدمین من الاصحاب ، ولکنه ذکر في کلماتهم اختصاص هذه العلامة بمن توجه نحو القبلة فقال الشیخ المفيد ره فی المقنعة : من سبقت معرفته بجهة القبلة فهو يعرف زوال الشمس إذا توجه إليها فرأى عين الشمس مما يلي حاجبه الأيمن[1]

و قال الشیخ الطوسی ره فی النهایة : يستقبل الإنسان القبلة و يراقب الشّمس فإذا وجدها على حاجبه الأيمن، علم أنّ الشّمس قد زالت[2]

و هکذا ذکره المحقق ره فی الشرایع والمعتبر : فإذا أخذت الشمس الى حاجبه الأيمن فقد زالت[3]

وقيدت هذه العلامة في کلمات الفقهاء المتأخرین بما اذا کان التوجّه نحو القبلة توجّها نحو الجنوب الحقیقی ففی هذا التقدیر هذه العلامةتکون امارة علی الزوال بتحدید تقریبی اما بالنسبة الی من لیست قبلته نحو الجنوب بالضبط بل کانت قبلته مائلة عن الجنوب يمينا او يسارا فلايکون میل الشمس الی حاجبه الایمن علامة کاشفة عن تحقق الزوال و الوجه فی ذلک ما قاله علماء علم الهیئة انه فی مقابل دائرة الافق بالنسبة الی کل شخص قائم علی مکان توجد و ترسم دائرة اخری سمّیت بدائرة نصف النهار مارّة بقطبي الشمال والجنوب و هی تقطع دائرة الافق فی نقطتین بحیث تجعل العالم نصفین متساويين شرقي وغربي فان الشخص الناظر یری سیر الشمس من حین الطلوع الی وقت الغروب فاذا وصلت الشمس فی حرکتها وسط النهار الی الدائرة المذکورة ففی هذا الحین تکون الشمس بین عینی الناظر فاذا دلکت و انحرفت الی الحاجب الایمن یکون وقت الزوال تقریبا فاذا توجه الی الجنوب یکون سمت یمین الشخص غربا و ایسره شرقا ففی هذه الحالة یری الناظر المتوجه نحو الجنوب ان الشمس تصاعدت عن جانبه الغربی و قطعت دائرة نصف النهار فاذا جازت الی حاجبه الایمن یعلم بانها وقت الزوال کما عرّفوا بان الزوال هو میل الشمس عن دائرة نصف النهار فینطبق زمان وصولها الی الحاجب الایمن علی زمان قطع الدائرة و هذه العلامة تختص بمن توجه نحو الجنوب الحقیقی و الا لو کانت قبلته مائلة عن الجنوب الحقیقی بثلاثین درجة مثلا یمینا او یسارا و استقبل القبلة و صارت الشمس بین عینیه ثم الی حاجبه الایمن فلیست هذه علامة کاشفة عن زوال الشمس بل هذا الوقت اما هو قبل الزوال بساعة او بعد الزوال بساعة اذن الذی یسکن فی الجدّة مثلا التي تقع علی جهة الغرب من مکة المکرمة فهذا الشخص اذا استقبل القبلة لم یتوجه الی الجنوب بل یستبعد زاویته عن الجنوب بزاویة قائمة ای تسعین درجة فهذه العلامة الثانیة لا تنطبق بالنسبة الیه .

اذن ما ذکره الفقهاء المتقدمون کعلامة ثانیة علی الزوال لیست علامة علی نحوالاطلاق بل کما قال السید الحکیم ره مرادهم منها تختص بالامکنة التی تکون قبلتها نحو الجنوب الحقیقی و الا فلو لم تکن سمت الجنوب الحقیقی فلاتکشف هذه العلامة عن زوال الشمس .

البحث الاخر هنا فی ان هذه العلامة هل تکشف عن الزوال الحقیقی او انها تحدید تقریبی کما اختاره السید الماتن ره فقال بان هذا تحدید تقریبی و کما اشار الیه الشیخ المفید ره فی المقنعة حیث قال : إلا أن ذلك لا يتبين إلا بعد زوالها بزمان .

هل هذا التحدید تقریبی او حقیقی ؟ وعلی تقدیر کونه تقریبیا هل هو بلحاظ مقام الاثبات فقط او حتی بلحاظ الثبوت .

فقال السید الحکیم ره فی اول الامر بان التقريب اثباتی اذ میل الشمس عن دائرة نصف النهار لا یتبین للمستعلم بمجرد عبور القرص عنها بل قد یحتاج الی مضی زمان ما اذ الحاسة الباصرة لا تقوی علی درک ذلک فلا یمکن تحدید ابتداء انحراف الشمس. قال قدس سره : كونه تقريبياً إنما هو بلحاظ مقام الإثبات، لأن ظهور ميل الشمس للمستعلم لا يكون بمجرد تحققه، بل يحتاج إلى مضي زمان، فان الحس لا يقوى على إدراك أول مراتبه، فلا يدرك منه إلا المرتبة المعتد بها، و هي إنما تكون بعد الزوال لا معه. و أما في مقام الثبوت: فهو تحقيقي، لما عرفت من ملازمة الميل للزوال[4] .

تقریب کلامه الاخیر من انه فی مقام الثبوت تحقیقی هو ان میل الشمس الی الحاجب الايمن ملازم لميل الشمس عن دائرة نصف النهار الذي هو المناط في الزوال فلیس التحدید بلحاظ الثبوت تقریبیا بل هو تحقيقي نعم بالنسبة الی الذین یتوجهون نحو الجنوب الحقیقی لایکون التحدید الحاصل بهذه العلامة تحقيقيا ، لکنه استدرک فی اخر کلامه بانه یمکن القول بکونه تقریبیا حتی ثبوتا وذلک لان القوس الذي يرتسم عند مواجهة الشخص نقطة الجنوب امر غير منضبط کما هو هکذا بالنسبة الی موضوع الاستقبال الی الکعبة اذن لاتحصل المواجهة الحقیقیة بالدقة العقلیة ولکنه يلاحظ عليه بان دعوی کون التحدید حتی بلحاظ الثبوت تقریبیا تبتني علی کون المناط في الحساب الدقة العقلیة ، و حیث ان المعیار یکون علی حساب فهم العرف فیکون التحدید تحقیقیا حتی ثبوتا .

فتحصل ان المعیار الصحیح فی تقریب العلامة الثانیة لمعرفة الزوال هو ان یستقبل الانسان نحو الجنوب الحقیقی حینما بلغت الشمس الی قوس نصف النهار ففی هذا الوقت تکون الشمس واقعة بین عینیه و بین الحاجبین و اذا مالت الی الحاجب الایمن یستکشف انه زالت الشمس و هذه هی العلامة الثانیة لمعرفة الزوال .

العلامة الثالثة هی ان یعرف وقت الزوال بالدائرة الهندیة و هذا الطرق کما ادعاه السید الماتن ره أضبط و أمتن .

و کیفیة الاستفادة من الدائرة الهندیة فی کشف الزوال هی ان یستطح ارضا لرسم دائرة تامة و مستویة و غیر صغیرة حتی یتبین الامر اکثر وضوحا ثم ینصب فی مرکز الدائرة عمودا معتدلا بحیث یکون طوله قدر ربع قطر الدائرة ( نصف الشعاع ) بل یمکن ان یقال بانه لا موضوعیة فی التقدیر بنصف الشعاع بل الملاک فی ذلک ان یکون ظل العمود داخلا فی محیط الدائرة .

اما طریق کشف مرکز الدائرة وکون الشاخص المنصوب فيه عموداً عليه فبان یقدر ما بين رأس الشاخص ومحيط الدائرة من ثلاثة مواضع فان تساوت الابعاد فهو دليل علی ان الشخص نصب عموداً علی مرکز الدائرة و بعد ما نصب العمود فی الوسط فاذا طلعت الشمس یحدث ظلا للشاخص الی جانب الغرب بحیث کلما ترتفع الشمس یصیر الظل مقبوضا و فی حال النقصان فاذا وصل الظل الی خط محیط الدائرة نضع علی تلک النقطة علامة و بعد ذلک یأخذ الظل فی نقصانه الی نهایته ثم یبدء الظل فی الازدیاد حتی یصل الی نقطة خروجه عن محيط الدائرة فنضع علامة اخری علیها فنوصل النقطتین بخط مستقیم ثم نرسم خطا من مرکز الدائرة الی وسط الخط الممتد بین النقطتین فان الخط المرسوم من المرکز الی وسط الخط الممتد یکون خط نصف النهار لهذا الیوم ثم نراقب سیر الظل من غد ...

 


[1] ـ المقنعة للمفید ره ص93.
[2] ـ النهایة ص58.
[3] ـ المعتبر ج2ص69.
[4] ـ المستمسک ج5ص68.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo