< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد حسین شوپایی

99/07/05

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: الغروب هل هو استتار القرص عن فوق الرأس او ذهاب الحمرة المشرقیة عن فوق الرأس ؟

کان الکلام فی الجهة السادسة و هي طریق معرفة المغرب کمبدء لوقت العشائین .

هناک خلاف بین الاعلام فی تعیین معنی الغروب هل هو استتار القرص تحت الافق او انه ذهاب الحمرة المشرقیة عن قمّة الرأس و هذا الاختلاف القولی ناجم عن اختلاف الاخبار فی ذلک .

الروایات فی المقام علی طائفتین طائفة تدل او استدل بها علی القول المشهور و طائفة اخری تدل او استدل بها علی ان الاعتبار باستتار القرص .

قد تقدمت الاشارة الی بعض روایات الطائفة الاولی کمعتبرة برید بن معاویة عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِذَا غَابَتِ الْحُمْرَةُ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ يَعْنِي مِنَ الْمَشْرِقِ- فَقَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا [1]

و مرسلة علي بن أحمد بن أشيم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) «قال: سمعته يقول: وقت المغرب إذا ذهبت الحمرة من المشرق و تدري كيف ذلك؟ قلت: لا، فقال: لأن المشرق مطل على المغرب هكذا، و رفع يمينه فوق يساره فاذا غابت هاهنا ذهبت الحمرة من هاهنا[2]

و مرسلة ابن ابی عمیرعمّن ذكره عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) «قال: وقت سقوط القرص و وجوب الإفطار من الصيام أن تقوم بحذاء القبلة و تتفقّد الحمرة التي ترتفع من المشرق، فاذا جازت قمّة الرأس إلى ناحية المغرب فقد وجب الإفطار و سقط القرص[3] .

الاشکال السندی من اجل الارسال مبنائی و المبنی المعروف عدم حجیة مراسیل ابن ابی عمیر و مراسیله لا تلحق بمسانیده لکن علی المبنی المقابل مراسیله حجة کمسانیده ، وهناک اشکال آخر فی السند من جهة سهل بن زیاد .

اما دلالتها علی قول المشهور فتامة لا اشکال فیه .

الروایة الرابعة : التی استدل بها علی قول المشهور روایة أَبَانِ‌ بْنِ‌ تَغْلِبَ‌ قَالَ‌: قُلْتُ‌ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ أَيَّ‌ سَاعَةٍ‌ كَانَ‌ رَسُولُ‌ اللَّهِ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ يُوتِرُ فَقَالَ‌ عَلَى مِثْلِ‌ مَغِيبِ‌ الشَّمْسِ‌ إِلَى صَلاَةِ‌ الْمَغْرِبِ‌.[4]

تقریب الاستدلال بها واضح من جهة السؤال حیث سأله عن مقدار الزمان الذی یوتر فیه رسول الله صلی الله علیه و اله فاجاب علیه السلام علی مثل مغیب الشمس الی صلاة المغرب .

یعنی بمقدار الفصل بين زمان غیبوبة الشمس الی صلاة المغرب الذي قد یستغرق وقتا بین 12دقیقة الی 20دقیقة فیستفاد منها ان وقت صلاة المغرب لیس یبدء باستتار القرص و حیث انه لا یعهد مدة فاصلة مسماة اخری غیر الفاصلة الی ذهاب الحمرة المشرقیة فبالطبع یکون هذا اشارة الی ان وقت المغرب یدخل من زوال الحمرة المشرقیة .

هل الاستدلال بها علی قول المشهور تام ام لا ؟

انه قد نوقش فیها من حیث السند و من حیث الدلالة .

اما الاشکال فی السند فمن اجل اسماعیل بن سارة حیث انه لم یوثق و لأجله عبّر عنها فی نوع الکلمات بخبر اسماعیل لکن یجاب عنه بانه یمکن توثیقه لان الراوی عنه هو ابن ابی عمیر فی نفس هذه الروایة فتنطبق قاعدة توثیق المشایخ الثلاثة ، نعم لم ینقل عن اسماعیل بن سارة فی الکتب الاربعة و لا فی غیرها الا هذه الروایة فقط فالروایة معتبرة سندا .

اما من حیث الدلالة فهل تدل علی المدعی .

قد ناقش السید الحکیم ره فی دلالتها بان الروایة و ان اشارت الی مثل قدر الفاصلة الواقعة بین الاستتار و صلاة المغرب لکن الروایة لیس فیها ان الفاصلة تمتد من وقت الاستتار الی وقت المغرب بل مقتضی الجمود علی الفاظ الروایة انه من زمان الاستتار الی ان یصلی المغرب خارجا حیث انه علیه السلام لم یقل « الی وقت صلاة المغرب » بل قال علیه السلام «الی صلاة المغرب » فلیس منتهی ما حدّده فی ناحیة الممثًل هو وقت الصلاة بل ذکر نفس الصلاة و السبب فی اتیانه ص الصلاة خارجا بعدهذه الفاصلة لاجل اتیان بعض المقدمات مثل الاذان و الاقامة و الذهاب الی المسجد فهذه الفاصلة فاصلة بین الاستتار الی نفس الصلاة و هذا لایدل علی ان وقت المغرب یبدء عند ذهاب الحمرة المشرقیة بل هو اعم منه و هذا الاشکال ذکر ایضا فی کلمات السید الخوئی ره .

ولکنه یجاب عنه بان الروایة وان لم يذکر فیها « وقت المغرب » بل ذکرت نفس الصلاة « الی صلاة المغرب » لکن بالاستناد الی سائر الروایات المرغبة علی اتیان الصلاة فی اول وقتها و بقرینیة ان النبی الاکرم ص فی الغالب کان مدمنا علی اتیان الصلاة فی اول وقتها یکون عنوان « صلاة المغرب » فی الروایة مشیرا الی وقت الصلاة لا نفس الصلاة استنادا الی تلک القرینة فلیس معنی الروایة ان وقت المغرب دخل بالاستتار و ان اتیان الصلاة خارجا کان بعد هذه الفاصلة ، لان الروایة ناظرة الی غالب الموارد فبقرینة دأب النبی الاکرم ص علی ان یصلی فی اول الوقت فهذه الروایة تدل علی ان وقت صلاة المغرب لا یدخل حین استتار القرص.

و الجواب الاخر هو ان الروایة تکون فی مقام التحدید اذ السؤال کان عن المقدار و قد ذکر الامام علیه السلام اول الحدّ و منتهاه و حیث انه لابد وان یکون التحدید بامر منضبط فلو کان المراد بعنوان « صلاة المغرب » الوارد فی الروایة وقت المغرب یتم التحدید بامر منضبط من حیث المبدء و من حیث المنتهی بخلاف ما اذا کان المراد بذاک العنوان نفس الصلاة ففی هذا التقدیر یکون المبدء منضبطا دون المنتهی اذن لزوم التحدید بامر منضبط مطلقا یقتضی ان یکون المراد من عبارة « الی صلاة المغرب » وقت المغرب و بهذا التقریب یتم الاستدلال بها علی المشهور .

الروایة الخامسة : التی استدل بها علی المدعی هی صحیحة بَكْرِ بْنِ‌ مُحَمَّدٍ عَنْ‌ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌: أَنَّهُ‌ سَأَلَهُ‌ سَائِلٌ‌ عَنْ‌ وَقْتِ‌ الْمَغْرِبِ‌ فَقَالَ‌ إِنَّ‌ اللَّهَ‌ يَقُولُ‌ فِي كِتَابِهِ‌ لِإِبْرَاهِيمَ‌ فَلَمّا جَنَّ‌ عَلَيْهِ‌ اللَّيْلُ‌ رَأى‌ كَوْكَباً قالَ‌ هذا رَبِّي[5] ، فَهَذَا أَوَّلُ‌ الْوَقْتِ وَ آخِرُ ذَلِكَ‌ غَيْبُوبَةُ‌ الشَّفَقِ‌ وَ أَوَّلُ‌ وَقْتِ‌ الْعِشَاءِ‌ الْآخِرَةِ‌ ذَهَابُ‌ الْحُمْرَةِ‌ وَ آخِرُ وَقْتِهَا إِلَى غَسَقِ‌ اللَّيْلِ‌ يَعْنِي نِصْفَ‌ اللَّيْلِ‌[6] .

ان سند الصدوق ره الی بکر بن محمد مشتمل علی الأجلاء کما ان بکر بن محمد ثقة قد ذکروه بعنوان جلیل القدر وعليه فتعبیر السید الحکیم ره عنها بالمصححة ـ الذي یحکی عن خلل فی السند عند بعض وان کان السند صحيحاً عنده ـ لم یظهر وجهه .

تقریب الاستدلال بها هو انه باعتبار کون السؤال عن وقت المغرب و اجاب الامام علیه السلام بالاستشهاد الی الایة الکریمة « جن علیه اللیل رأی کوکبا » ، یستکشف منه ان دخول اللیل ملازم لرؤیة الکوکب فی السماء و لیس هو الا اشعارا الی ذهاب الحمرة المشرقیة باعتبارعدم کون وقت استتار القرص وقت ظهور الکوکب اذن هذه الروایة تجعل الاعتبار بذهاب الحمرة المشرقیة وان لم ینص فی لفظ الروایة عنوان الحمرة لکن العنوان الوارد فیها یلازم لذهاب الحمرة .

هل الاستدلال بها تام ام لا ؟

قد اورد فی الاستدلال بها بوجوه قد ذکرها کلها فی المستمسک .

الوجه الاول ان الروایة جعلت العبرة برؤیة الکوکب لکنها لا تلازم ذهاب الحمرة المشرقیة اذ رؤیة الکوکب تارة تکون قبل الغروب واخری مع الغروب و ثالثة بعد الغروب و رابعة بعد زوال الحمرة المشرقیة والغالب رؤية الکوکب قبل ذهاب الحمرة بکثير فلیست رؤیة الکوکب مختصة بحین ذهاب الحمرة المشرقیة فلا یصح الاستدلال بها علی قول المشهور .

وقد أضاف السید الحکیم ره قائلا : لو بنينا علی المناط هو الوقت الذي تری الکوکب فيه غالباً او الوقت الذی تری الکوکب فيه مطلقاً في ايّ زمان کان فهذا مخالف للقولين و رجوع الی قول ثالث مع ان النزاع کان دائرا بین القولین ای استتار القرص او ذهاب الحمرة المشرقیة فلایتم الاستدلال بها علی مدعی المشهور .

الاشکال الثانی ان الروایة کما تشرّع وقتا خاصا کمبدء لوقت المغرب تشرّع وقتا خاصا لمنتهاه و هو غیبة الشفق و من الواضح انه لم یُرد بغیبوبة الشفق منتهی وقت الاجزاء للمغرب بل المراد به اخروقت الفضیلة للمغرب لان اخر وقت المغرب من حیث الاجزاء هو منتصف اللیل و حیث انه لابد من ان یکون مساق الروایة صدرا و ذیلا مساقا واحدا فاذا کان ذیل الروایة ناظرا الی بیان وقت الفضیلة فلابد وان یکون المبدء المذکور فی الصدر ايضا ناظرا الی بیان مبدء وقت الفضیلة ایضا بقرینة وحدة السیاق کما اشیر الیه فی کلمات شيخنا الاستاذ ره ایضا .

الاشکال الثالث الذی ذکره السید الحکیم ره علی الاستدلال بها هو ان هذه الروایة التی تجعل العبرة برؤیة الکوکب فی احراز وقت المغرب تعارض الاخبار التی تدل علی ان الائمة علیهم السلام انکروا علامیة رؤیة الکوکب لوقت المغرب و لهذا السبب لایتم الاستدلال بها للمشهور .

وتلحق بروایة بکر بن محمد فی الاستدلال بها للمشهور روایة شِهَابِ‌ بْنِ‌ عَبْدِ رَبِّهِ‌ قَالَ‌: قَالَ‌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌: يَا شِهَابُ‌ إِنِّي أُحِبُّ‌ إِذَا صَلَّيْتُ‌ الْمَغْرِبَ‌ أَنْ‌ أَرَى فِي السَّمَاءِ‌ كَوْكَباً.

اما الروایات المعارضة فهی روایة إِبْرَاهِيمَ‌ بْنِ‌ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ‌ اَلصَّبَّاحِ‌ بْنِ‌ سَيَابَةَ‌ وَ أَبِي أُسَامَةَ‌ قَالاَ: سَأَلُوا اَلشَّيْخَ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ عَنِ‌ الْمَغْرِبِ‌ فَقَالَ‌ بَعْضُهُمْ‌ جَعَلَنِيَ‌ اللَّهُ‌ فِدَاكَ‌ نَنْتَظِرُ حَتَّى يَطْلُعَ‌ كَوْكَبٌ‌ فَقَالَ‌ خَطَّابِيَّةٌ‌ إِنَّ‌ جَبْرَئِيلَ‌ نَزَلَ‌ بِهَا عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ حِينَ‌ سَقَطَ الْقُرْصُ‌.[7]

فقال السید الحکیم ره ان روایتی بکر و شهاب تعارضان بروایة الصباح و ابی اسامة زید الشّحّام .

فهل دعوی المعارضة تامة او ان ما ذکر في رواية الصباح و ابی اسامة اشارة الی کوکب خاص یظهر عند الغروب ؟

هناک روایة اخری موثقة تدل علی ان ابا الخطاب نسب الی الامام علیه السلام القول بانه یحصل المغرب عند رؤیة کوکب خاص فانکره الامام علیه السلام و قال انه کذب .

و هی موثقة زُرَارَةَ‌ عَنْ‌ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ فِي حَدِيثٍ‌ قَالَ‌: أَمَّا أَبُو الْخَطَّابِ‌ فَكَذَبَ‌ وَ قَالَ‌ إِنِّي أَمَرْتُهُ‌ أَنْ‌ لاَ يُصَلِّيَ‌ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ‌ الْمَغْرِبَ‌ حَتَّى يَرَوْا كَوْكَبَ‌ كَذَا يُقَالُ‌ لَهُ‌ الْقَيْدَانِيُّ‌ وَ اللَّهِ‌ إِنَّ‌ ذَلِكَ‌ الْكَوْكَبَ‌ مَا أَعْرِفُهُ‌ .[8]

و لذا قال صاحب الوسائل ره ذيل رواية الصباح وابي اسامة : أقُولُ‌: مَعْلُومٌ‌ أَنَّهُ‌ بَعْدَ ذَهَابِ‌ الْحُمْرَةِ‌ الْمَشْرِقِيَّةِ‌ إِذَا اتَّفَقَ‌ عَدَمُ‌ رُؤْيَةِ‌ الْكَوْكَبِ‌ لاَ يَجِبُ‌ انْتِظَارُهُ‌ بَلْ‌ لاَ يَجُوزُ وَ أَمَّا مَا تَقَدَّمَ‌ فَقَدْ عَرَفْتَ‌ وَجْهَهُ‌ وَ لَعَلَّ‌ الْكَوَاكِبَ‌ بِصِيغَةِ‌ الْجَمْعِ‌ هِيَ‌ الْوَاقِعَةُ‌ فِي السُّؤَالِ‌ لِمَا مَضَى وَ يَأْتِي أَوْ لَعَلَّ‌ الْمُرَادَ كَوْكَبٌ‌ خَاصُّ‌ كَمَا يَأْتِي أَيْضاً .

هذه هي الاشکالات الثلاثة علی الاستدلال برواية بکر بن محمد لصالح المشهور هل هذه الاشکالات الثلاثة تامة ام لا ؟

اما الاشکال الاول من عدم الملازمة بینهما فیمکن الجواب عنه بان العنوان الوارد فی الروایة لو کان عنوانا مطلقا ـ ای کون مجرد رؤیة الکوکب علامة ًعلی الغروب ـ لکان انکار الملازمة بینهما من قبل السید الحکیم ره و السید الخوئی ره تاما لکن حیث ان الروایة تتضمن علی استشهاد الامام علیه السلام بالایة الکریمة «لما جنّ علیه اللیل » فلم یقتصر فیها علی مجرد عنوان رؤیة الکوکب بل المذکور فيها قبل رؤية الکوکب عنوان « جنّ علیه اللیل » و هو مشیر الی بدوّ ظلمة اللیل فيکون المراد الرؤیة التی تکون بعد ان جنّ علیه اللیل فبالنسبة الی هذا القسم من الرؤیة توجد الملازمة بین رؤیة هذا الکوکب الذی ظهر بعد ما جنّ اللیل و بین ذهاب الحمرة المشرقیة .

 


[1] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب16ح1 -.
[2] ـ نفس المصدر ح3 -.
[3] ـ نفس المصدر ح4 -.
[4] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب16ح6 -.
[5] -الأنعام ٦-٧٦.
[6] ـ الوسائل ابواب اللمواقیت ب16ح6 -.
[7] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب18ح16 -.
[8] - ب18 من ابواب المواقيت ح23 -.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo