< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد حسین شوپایی

99/07/06

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: النصوص التی استدل بها لصالح المشهور او الأشهر

کان الکلام فی تعیین المراد بغروب الشمس کمبدء لوقت العشائین هل هو بمعنی استتار القرص تحت الافق او انه زوال الحمرة عن المشرق .

انتهی البحث فی النصوص التی استدل بها للمشهور او للاشهر الی الروایة الخامسة و هی صحیحة بَكْرِ بْنِ‌ مُحَمَّدٍ عَنْ‌ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌: أَنَّهُ‌ سَأَلَهُ‌ سَائِلٌ‌ عَنْ‌ وَقْتِ‌ الْمَغْرِبِ‌ فَقَالَ‌ إِنَّ‌ اللَّهَ‌ يَقُولُ‌ فِي كِتَابِهِ‌ لِإِبْرَاهِيمَ‌ فَلَمّا جَنَّ‌ عَلَيْهِ‌ اللَّيْلُ‌ رَأى‌ كَوْكَباً قالَ‌ هذا رَبِّي[1] ، فَهَذَا أَوَّلُ‌ الْوَقْتِ وَ آخِرُ ذَلِكَ‌ غَيْبُوبَةُ‌ الشَّفَقِ‌ وَ أَوَّلُ‌ وَقْتِ‌ الْعِشَاءِ‌ الْآخِرَةِ‌ ذَهَابُ‌ الْحُمْرَةِ‌ وَ آخِرُ وَقْتِهَا إِلَى غَسَقِ‌ اللَّيْلِ‌ يَعْنِي نِصْفَ‌ اللَّيْلِ[2]

هل یصح الاستدلال بها للمشهور ؟ قد أورد علیها فی المستمسک ثلاثة اشکالات .

الاشکال الاول ان الصحیحة تجعل العبرة فی علامة المغرب برؤیة الکوکب بینما رؤیة الکوکب لا تلازم دائما ذهاب الحمرة عن قمّة الرأس بل قد تکون حین الغروب و قد تکون بعد الغروب و تارة تقترن مع الغروب فلو کان المعيار فی اثبات الغروب برؤیة الکوکب لا یستفاد منه لزوم تأخیر المغرب عن وقت استتار القرص الی زمان زوال الحمرة عن المشرق لانه لاملازمة بينهما .

و لکنه يجاب عنه بانه توجد فی الروایة خصوصیة تقتضی عدم الاعتبار بمطلق رؤیة الکوکب بل لابد وان تکون رؤیتها بعد ما جنّ اللیل و بعد ما فشت الظلمة لاستشهاد الامام علیه السلام بقضیة ابراهیم «علی نبینا و اله و علیه السلام » فيکون المراد رؤیة الکوکب في ظلمة اللیل کما ورد فی کتب اللغة : أجنّهم اللیل او جنّ علیهم اللیل اذا اظلم حتی سترهم بظلمة اذن ما جعلته صحیحة بکر بن محمد میزانا لیس مطلق رؤیة الکوکب حتی يقال بانه لاملازمة بينها وبين زوال الحمرة المشرقية بل الميزان رؤية الکوکب في ظلمة الليل التي تلازم زوال الحمرة المشرقية غالباً .

الاشکال الثانی من السید الحکیم ره علی الاستدلال بها لصالح المشهور ان الصحیحة تضمنت لذکر المبدء و المنتهی معا و حیث انها حدّدت الغایة لوقت المغرب بغیبوبة الشفق ای بذهاب الحمرة المغربیة و هذا التحدید بالنسبة الی اخر وقت المغرب لیس من حیث وقت الاجزاء بل هو حدّ لمنتهی وقت فضیلة المغرب لامتداد وقت اجزاء المغرب الی منتصف اللیل مطلقا فلامحالة یکون صدر الروایة بقرینة وحدة السیاق فی بیان مبدء وقت الفضیلة وبعبارة اخری اذا ارید بآخر الوقت وقت الفضیلة فلا محالة یراد بأول الوقت مبدء وقت الفضیلة بمقتضی وحدة السیاق فکون الذیل ناظرا الی وقت الفضیلة یقینا قرینة علی ارادة مبدء وقت الفضیلة فی الصدر و لا منافاة بین ان یبدء وقت الفضیلة من زوال الحمرة المشرقیة وان یبدء وقت الاجزاء من حین استتار القرص و هذه المناقشة الثانیة مذکورة فی کلمات شیخنا الاستاذ التبریزی قدس سره ايضاً .

لکن یجاب عن هذا الاشکال بما اجاب به شیخنا الاستاذ ره فی امثال هذه الموارد بانه لواشتملت روایة علی فقرتین ظاهرتین فی الوجوب او فی الحکم الالزامی فی حد نفسهما و لکن قامت قرینة من الخارج علی عدم الوجوب بالنسبة الی احدی الفقرتین فلایوجب ذلک رفع الید عن ظهور الفقرة الثانیة فی الوجوب کما تنطبق هذه القاعدة فی مثل « اغتسل للجمعة و الجنابة » فاذا قام الدلیل من الخارج علی ان غسل الجمعة مندوب فیرفع به الید عن ظهور «اغتسل » فی الوجوب لخصوص غسل الجمعة و یحمل علی الاستحباب اما ظهور «اغتسل » فی وجوب غسل الجنابة فباق علی حاله باعتبار انه یقتصر فی رفع الید عن الظهور بمقدار الدلیل و القرینة علی الخلاف و لاوجه لحمل الفقرة الثانیة علی الاستحباب او علی الاجمال .

و هذه القاعدة قد انطبقت علی موارد اخری فی الفقه ففی مثل صحیحة حماد ان الامام «علیه السلام» فی مقام تعلیم الصلاة لحمّاد قد أتی فی صلاته بخصوصیات کجلسة الاستراحة ولااشکال في انها مشتملة علی الخصوصیات و الاداب المسنونة فی الرکوع و السجود وغيرهما فاذا شککنا فی لزوم اتیان خصوصیة فی الصلاة و قد ذکرت هذه الخصوصیة فی صحیحة حماد فهل یمکن الاخذ بظهور الصحیحة فی وجوب تلک الخصوصیة قد يورد علیه الاشکال بان الامام علیه السلام فی الصحیحة حیث انه لم یقتصر علی الخصوصیات اللازمة و الواجبة فقط بل الصحیحة قد اشتملت علی آداب و مستحبات و لهذا السبب لا یبقی للصحیحة ظهور فی وجوب جلسة الاستراحة هذا هو الاشکال .

لکن اجیب عنه فی کلمات شیخنا الاستاذ التبریزی قدس سره بان اشتمال الصحیحة علی فقرات تم الدلیل علی استحبابها لایوجب رفع الید و نفی الحجیة عن ظهور سائر الفقرات فی الوجوب لان القاعدة الاولیة تقتضی لزوم الاخذ بالظهورات و فی الخروج عنها یقتصر علی مقدار الدلیل علی الخلاف .

و بهذه الکیفیة یجاب عن اشکال السید الحکیم و شيخنا الاستاذ قدس سرهما في الاستدلال بالرواية .

الاشکال الثالث الذی اورده السید الحکیم ره علی الاستدلال بصحیحة بکر بن محمد للمشهور هو ان الصحیحة و روایة شهاب بن عبد ربه اللتين جعلتا رؤیة الکوکب ملاکا فی وقت المغرب تعارَضان بروایة اَلصَّبَّاحِ‌ بْنِ‌ سَيَابَةَ‌ وَ أَبِي أُسَامَةَ‌ قَالاَ: سَأَلُوا اَلشَّيْخَ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ عَنِ‌ الْمَغْرِبِ‌ فَقَالَ‌ بَعْضُهُمْ‌ جَعَلَنِيَ‌ اللَّهُ‌ فِدَاكَ‌ نَنْتَظِرُ حَتَّى يَطْلُعَ‌ كَوْكَبٌ‌ فَقَالَ‌ خَطَّابِيَّةٌ‌ إِنَّ‌ جَبْرَئِيلَ‌ نَزَلَ‌ بِهَا عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ حِينَ‌ سَقَطَ الْقُرْصُ‌[3]

فان الامام علیه السلام قد انکر علامیة رؤیة الکواکب علی وقت المغرب بل نسبه علیه السلام الی مختلقات الخطّابیة .

فادعی السید الحکیم ره انه لا یمکن الالتزام بصحیحة بکر بن محمد لمکان المعارضة و ان کانت دلالتها فی حد نفسها علی کون الاعتبار فی المغرب برؤیة الکوکب تامة.

و لکن یلاحظ علیه (کما اشار صاحب الوسائل ره فی ذیل الروایة الی هذه الملاحظة) بان الملاک الذی تعطیه روایة الصباح و ابی اسامة زید الشحام هو استبانة النجوم « حتی تستبین النجوم » فاجاب عنه الامام علیه السلام بانه لیس منّا بل هو من اصحاب الخطابیة فالروایة لم تجعل رؤیة الکوکب ملاکا لوقت المغرب علی نحو الاطلاق کی یمکن تطبیقها علی رؤیة کوکب واحد بل الملاک هو استبانة النجوم و اشتباکها .

و بهذا التخریج و الحمل ینتفی التعارض بین صحیحة بکربن محمد و روایة ابی اسامة لان ما اعتبرته روایة بکر و روایة شهاب ملاکا هو رؤیة الکوکب لا رؤیة کثرة الکواکب کما یستفاد من روایة ابی اسامة التی جعلت العبرة رؤیة کثرة الکواکب کی تنطبق علی زمان متأخر عن وقت زوال الحمرة المشرقیة و ینطبق ذلک علی وقت زوال الحمرة المغربیة التی هو اخر وقت فضیلة المغرب .

اذن الرأی الاول للخطابیة کون العبرة باشتباک النجوم و هناک رأی اخر للخطابیة و هی رؤیة کوکب خاص و یستفاد ذلک من موثقة زرارة عَنْ‌ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ فِي حَدِيثٍ‌ قَالَ‌: أَمَّا أَبُو الْخَطَّابِ‌ فَكَذَبَ‌ وَ قَالَ‌ إِنِّي أَمَرْتُهُ‌ أَنْ‌ لاَ يُصَلِّيَ‌ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ‌ الْمَغْرِبَ‌ حَتَّى يَرَوْا كَوْكَبَ‌ كَذَا يُقَالُ‌ لَهُ‌ الْقَيْدَانِيُّ‌ وَ اللَّهِ‌ إِنَّ‌ ذَلِكَ‌ الْكَوْكَبَ‌ مَا أَعْرِفُهُ[4]

اذن هذه الروایات التی ذکرها صاحب الوسائل ره فی الباب 18و 23 المتضمنة لآراء اصحاب الخطّاب ـ لعنه الله ـ تختلف من حیث الموضوع عن روایتی بکر و شهاب فلا معارضة بینهما و بین روایة ابی اسامة .

و من الروایات التی تتضمن آراء الخطّابیة مرسلة الصدوق في الفقیه : وَ قِيلَ‌ لَهُ‌ إِنَّ‌ أَهْلَ‌ الْعِرَاقِ‌ يُؤَخِّرُونَ‌ الْمَغْرِبَ‌ حَتَّى تَشْتَبِكَ‌ النُّجُومُ‌ فَقَالَ‌ هَذَا مِنْ‌ عَمَلِ‌ عَدُوِّ اللَّهِ‌ أَبِي الْخَطَّابِ‌.[5]

و صحیحة ذَرِيحٍ‌ قَالَ‌: قُلْتُ‌ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ إِنَّ‌ أُنَاساً مِنْ‌ أَصْحَابِ‌ أَبِي الْخَطَّابِ‌، يُمَسُّونَ‌ بِالْمَغْرِبِ‌ حَتَّى تَشْتَبِكَ‌ النُّجُومُ‌ قَالَ‌ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ‌ مِمَّنْ‌ فَعَلَ‌ ذَلِكَ‌ مُتَعَمِّداً[6] .

و روایة أَبِي أُسَامَةَ‌ الشَّحَّامِ‌ قَالَ‌: قَالَ‌ رَجُلٌ‌ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ أُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ‌ حَتَّى تَسْتَبِينَ‌ النُّجُومُ‌ قَالَ‌ فَقَالَ‌ خَطَّابِيَّةٌ‌ إِنَّ‌ جَبْرَئِيلَ‌ نَزَلَ‌ بِهَا عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ حِينَ‌ سَقَطَ الْقُرْصُ‌.[7]

ان العناوین الواردة فی هذه الطائفة نحو « تشتبک النجوم و تستبین النجوم » تختلف موضوعا و زمانا عن زمان تحقق العنوان الوارد فی صحیحة بکر بن محمد و روایة شهاب و بهذا التقریب تنتفی دعوی المعارضة بین الطائفتین و لکن من حیث المجموع لا یخلو الاستدلال بصحیحة بکر بن محمد للمشهور عن الاشکال کما المح الیه فی المدارک و غیره .

و هو ان صحیحة بکر بن محمد وان جعلت العبرة برؤیة الکوکب لا علی اطلاقها بل رؤیتها بعد ما جنّ علیهم اللیل لکن ما تعطیه الصحیحة من النتیجة فی وقت الغروب غیر مدعی المشهور ای زوال الحمرة المشرقیة و لیسا امرا واحدا فکیف یمکن الاستدلال بها للمشهور .

کما انه یوجد الجواب عن الاشکال الثالث فی کلام صاحب الوسائل ره ایضا حیث قال : مَعْلُومٌ‌ أَنَّهُ‌ بَعْدَ ذَهَابِ‌ الْحُمْرَةِ‌ الْمَشْرِقِيَّةِ‌ إِذَا اتَّفَقَ‌ عَدَمُ‌ رُؤْيَةِ‌ الْكَوْكَبِ‌ لاَ يَجِبُ‌ انْتِظَارُهُ‌ بَلْ‌ لاَ يَجُوزُ وَ أَمَّا مَا تَقَدَّمَ‌ فَقَدْ عَرَفْتَ‌ وَجْهَهُ‌ وَ لَعَلَّ‌ الْكَوَاكِبَ‌ بِصِيغَةِ‌ الْجَمْعِ‌ هِيَ‌ الْوَاقِعَةُ‌ فِي السُّؤَالِ‌ لِمَا مَضَى وَ يَأْتِي أَوْ لَعَلَّ‌ الْمُرَادَ كَوْكَبٌ‌ خَاصُّ‌ كَمَا يَأْتِي أَيْضاً[8]

لکن هذا الحل لم یحسم الاشکال فی الاستدلال بصحیحة بکر لانها کما تقدم تعطی نتیجة غیر ما یدعیه المشهور من کون الاعتبار فی وقت المغرب بزوال الحمرة المشرقیة فکیف یمکن الالتزام بصحیحة بکر فقال صاحب المدارک ره ان الشیخ ره حمل صحیحة بکر علی الضرورة قال في المدارك: و قد ورد في بعض الاخبار اعتبار رؤية النجوم كصحيحة بكر بن محمد ثم ساق الخبر الى ان قال: و حملها الشيخ (قدس سره) على حال الضرورة أو على مدها حتى تظهر النجوم فيكون فراغه منها عند ذلك. و هو بعيد جدا و يمكن حملها على وقت الاشتباه كما تشعر به رواية علي بن الريان[9] قال: «كتبت اليه: الرجل يكون في الدار تمنعه حيطانها النظر إلى حمرة المغرب و معرفة مغيب الشفق و وقت صلاة العشاء الآخرة متى يصليها و كيف يصنع‌؟ فوقع (عليه السلام) يصليها إذا كان على هذه الصفة عند قصر النجوم و العشاء عند اشتباكها و بياض مغيب الشفق». و ذكر الشيخ في التهذيب ان معنى قصر النجوم بيانها. و يمكن حملها ايضا على ان المراد بها بيان وقت الفضيلة كما تشعر به صحيحة إسماعيل بن همام[10] قال: «رأيت الرضا (عليه السلام) و كنا عنده لم يصل المغرب حتى ظهرت النجوم فقام فصلى بنا على باب دار ابن ابي محمود».[11]

هل دعوی صاحب المدارک ره فی المقام تامة ؟

 


[1] ـ الأنعام ٦-٧٦.
[2] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب16ح6.
[3] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب18ح16.
[4] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب18ح23.
[5] ـ ب18ح7.
[6] ـ ب18ح12.
[7] ـ ب18ح16.
[8] ـ ب18ذیل ح23.
[9] ـ المروية في الوسائل في الباب٢٤ من أبواب المواقيت.
[10] ـ المروية في الوسائل في الباب١٩ من أبواب المواقيت.
[11] ـ الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، جلد: ۶، صفحه: ۱۷۳.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo