< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد حسین شوپایی

99/07/13

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: الروایة الحادیة عشرة

الروایة الحادیة عشرة و الاخیرة التی استدل بها علی القول الاول من الاعتبارفی المغرب بزوال الحمرة المشرقیة عن قمّة الرأس هی موثقة یعقوب بن شعیب عن أبي عبد اللّه (ع): «قال لي: مسّوا بالمغرب قليلا، فان الشمس تغيب من عندكم قبل أن تغيب من عندنا»[1]

وقد اورد مناقشات فی دلالتها علی قول المشهور .

المناقشة الاولی هو ما ذکره السید الحکیم ره و هکذا السید الخوئی ره من ان الحکم المذکور فی الروایة ای « مسّوا بالمغرب قلیلا » معلّل بقوله علیه السلام « فان الشمس تغيب من عندكم قبل أن تغيب من عندنا» فلوکان المراد من التعلیل ان الشمس تغيب حقیقة عن افق المخاطب قبل ان تغیب عن أفق المکان الذی حضر فیه الامام علیه السلام فان هذا الامر لا یکون علة لتأخیر المغرب لان المدار فی جواز صلاة المغرب فی کل مکان هی غیبوبة الشمس عن الافق الخاص بذلک البلد و لایلزم ان تغیب عن جمیع الافاق فلا یمکن الالتزام بهذا المعنی من التعلیل فی حد نفسه مضافا الی انه لایناسب مفاد بعض الادلة مثل روایة عبيد اللّه بن زرارة عن أبي عبد اللّه (ع) قال: «سمعته يقول: صحبني رجل كان يمسي بالمغرب و يغلس بالفجر و كنت أنا أصلي المغرب إذا غربت الشمس و أصلي الفجر ..... إذا استبان لي الفجر. فقال لي الرجل: ما يمنعك أن تصنع مثل ما أصنع‌؟ فإن الشمس تطلع على قوم قبلنا و تغرب عنا و هي طالعة على قوم آخرين بعد. قال (ع): فقلت: إنما علينا أن نصلي إذا وجبت الشمس عنا و إذا طلع الفجر عندنا و ليس علينا إلا ذلك، و على أولئك أن يصلوا إذا غربت عنهم»[2] .

اما لو کان المراد من التعلیل الوارد فی الموثقة ان الشمس تغيب عن المخاطب بحسب نظره الخطئی لحائل و مانع قبل ان تغیب عند الامام علیه السلام و ان فی هذا التقدیر یلزم علی مثل یعقوب بن شعيب ان یمسّی بالمغرب قلیلا حیث ان الشمس لم تسقط بعد فبناء علی المعنی الثانی لا تدل الصحیحة علی قول المشهور لان الامر بالتأخیر و التمسیة یکون من باب الاحتیاط و المقدمة العلمیة حیث یحتمل عدم تحقق الغروب حقیقة لا انه احرز حدوث استتارالقرص و بعد احرازه لایکفی مجرد الاستتار بل یجب علیه التمسیة قلیلا . هذا اشکال السید الحکیم و السید الخوئی قدس سرهما .

حاصل الاشکال ان ما یمکن الالتزام به فی المراد من التعلیل هو ان المخاطب ترایء له استتار القرص خطأ بینما ان الشمس لم تسقط بعد و هذا المعنی یناسب القول الثانی لا قول المشهور .

و الجواب عنه هو ان الموثقة مشتملة علی حکم مع علته اما الحکم المذکور فلزوم التمسیة بالمغرب قلیلا

فلابد من تعیین المراد بقوله علیه السلام «مسّوا بالمغرب قلیلا » هل هو بمعنی لزوم الانتظار فیما اذا شک فی استتار القرص او ان معناه وجوب الانتظار حتی فی فرض احراز استتار القرص ، فان لاحظنا روایة جارود المتقدمة ـ حیث تضمنت علی نفس الحکم المذکورـ مسّوا بالمغرب قلیلا ـ نری ان مفاده وجوب الانتظار فی فرض العلم باستتار القرص باعتبار ان الامام علیه السلام امرهم بالتمسیة قلیلا عن وقت استتار القرص ـ ومن المعلوم ان معناه هو لزوم التأخیر بالمغرب فی صورة العلم بالاستتار . فاذا حصلنا علی هذا المعنی من الصدر نظرا الی معتبرة جارود و غیرها و کان المراد من الصدر معلوما ثم رجعنا الی التعلیل المذکور لابد وان نفسر التعلیل بالنحو المناسب للحکم المذکور فی الصدر فلو حصلنا علی معنی معقول للتعلیل نلتزم به واما لولم نحصل علی معنی معقول للتعلیل فیحمل علی التقیة کما صنعه صاحب الحدائق ره حیث حملت الاخبار علی التقیة واستفاد قول المشهور منها کما تقدم ذکر ذلک ذیل روایة ابن وضاح .

هل یتصور للتعلیل المذکور معنی معقول حتی تحمل الروایة علیه ام لا ؟ فقال السید الحکیم ره و السید الخوئی ره ان کان المراد من التعلیل غیبوبة الشمس حقیقة عند یعقوب بن شعیب لایمکن الالتزام بعدم غیبوبتها عند الامام علیه السلام.وقال المجلسی ره فی ملاذ الاخیار : یمكن أن يكون المراد أنه كثيرا ما يشتبه في نظركم، فتظنون أنها غابت و نحن نعلم أنها لم تغب، فيكون المراد بقوله عليه السلام "من عندنا" في علمنا، لأنا نعتبر ذهاب الحمرة، لكنه بعيد.[3]

و علی هذا التفسیرالمذکور فی الملاذ یتصور للتعلیل معنی معقول حيث ان مرجعه ان المناط هي غيبوبة الشمس علی حدّ ذهاب الحمرة المشرقية وان استبعده المرحوم المجلسی ره .

لکن یجاب عن استبعاد المجلسی ره بانه تام فی حد نفسه لکن حیث ان الحکم المذکور فی الصدر واضح الدلالة لامحیص عن تفسیر التعلیل بما یناسب الحکم المذکورفی الصدر کما صنعه صاحب الحدائق ره بان العلة واقعا للحکم المعلل هو انتظارزوال الحمرة المشرقیة لکن الامام ع لم یصرح بالعنوان الاصلی بل دلّ علیه و أرشد الیه بلفظ اخر رعایة للتقیة فلایصح اشکال السید الحکیم و السید الخوئی قدس سرهما من عدم دلالة الروایة علی قول المشهور .

الاشکال الثانی علی دلالة صحیحة یعقوب بن شعیب و الذی ذکره السید الخوئی ره هوانه لو غمضنا العین عن الاشکال الاول و قلنا ان الامر بتأخیر المغرب و التمسیة به قلیلا کان بعد احراز استتار القرص لکن المأمور به فی قوله « مسوا بالمغرب قلیلا » انما هی التمسیة به قلیلا و هذا العنوان یتحقق قبل ذهاب الحمرة المشرقیة عن قمة الرأس فلابد من حمله علی الاستحباب بقرينة ما دلّ علی دخول الوقت باستتار القرص و رؤية الکوکب المتحقق قبل ذلک .

و الجواب عن الاشکال الثانی هو ان عنوان التمسیة بالمغرب قليلاً وان لم يکن صریحا فی وقت ذهاب الحمرة المشرقیة لکنه يصلح ان يکون مشیراً الی ذهاب الحمرة المشرقیة في مقابل استتارالقرص وذهاب الحمرة المغربية التي هي التمسية کثيراً و فی الحقیقة ان الروایة تدل علی ان العبرة لیست باستتار القرص و لا بالتمسیة الکثیرة التی اختلقها الخطابیة بل وقت المغرب امر متوسط بینهما و ما یعطیه عنوان التمسیة القلیلة لاینطبق الا علی وقت ذهاب الحمرة المشرقیة لانه لا یعهد و لم یقرّر زمان مسمی ومتوسط بین زمان استتار القرص و ذهاب الحمرة المغربیة الا ذهاب الحمرة المشرقیة فحيث ان ما هو المعهود من الزمان المتوسط بینهما لیس الا وقت ذهاب الحمرة المشرقیة فتتم دلالة الرواية علی ذلک ولايتم الاشکال الثانی .

الاشکال الثالث ان التمسیة القلیلة بالمغرب امر متعارف خارجا حیث انه جرت العادة علی تأخیر المغرب قلیلا عن اول وقته لاجل اتیان بعض المقدمات مثل الاذان و الاقامة و الذهاب الی المسجد او انتظار الاجتماع و هذا الفصل القلیل امر اعتیادی ولیس امرا شرعیا بحیث یکون وقت المغرب مقیدا و محددا بالتمسیة القلیلة .

هذا الاشکال الثالث غیر وارد ایضا اذ یستفاد من امر الامام علیه السلام یعقوب بن شعيب بالتمسیة قلیلا انه کان بصدد بیان الحکم الشرعی و المتفاهم من امرالامام ع بالتمسیة القلیلة کونه فی مقام التحدید لوقت المغرب بان یؤخره عن زمان سقوط القرص الی زمان متوسط بین الزمانین ای زمان استتارالقرص و زمان ذهاب الحمرة المغربیة فلا محالة یکون ذلک الوقت هو وقت ذهاب الحمرة المشرقیة و لاوجه لحمل امر الامام عليه السلام الظاهر فی کونه بصدد تحدید المغرب علی الامر المتعارف الخارجی وذلک لان یعقوب بن شعيب لم یحک لنا فعل الامام ع ولم یقل انه رأی الامام الصادق «علیه السلام» یصلی المغرب بتمسیة قلیلة من وقت استتار القرص حتی یفسح المجال للاشکال الثالث و حتی یقول احد ان فعل المعصوم ع لا لسان له ولیس من باب التحدید و الوجوب بل لا بد من حمله علی اصل الجواز او الاستحباب او حمله علی کونه امراً اعتيادياً لانه لايمکن الاتيان بالمغرب الا بالتمسية قليلاً للاحتياج الی تهيئة المقدمات و انتظار حصول الاجتماع ، وانما حکی لنا قول الامام عليه السلام الظاهر في التحدید لوقت المغرب .

والمتحصل من مجموع الروایات الاحدی وعشرة التی استدل بها لصالح المشهور ان اکثر الروایات کانت دلالتها علی مطلوب المشهور تامة و کان اکثرها من حیث السند معتبرا .

فما یدل علی قول المشهور من الروایات لیس منحصرا کما ادعاه السید الحکیم ره بالمرسلتین مرسلة علی بن احمد بن اشیم و مرسلة ابن ابی عمیر التی کان فی سندها سهل بن زیاد کما ادعاه السید الحکیم ره حيث قال فی المستمسک : لم يبق ما يصلح دليلا للمشهور غير المرسلتين لا بني أشيم و أبي عمير [4] .

الی هنا تم عرض الروایات التی استدل بها علی القول الاول و حینئذ لابد من عرض الروایات التی استدل بها علی القول الثانی من ان الاعتبار فی المغرب باستتار القرص فانها علی تعددها و کثرتها التی تزید علی الطائفة الاولی معارضة بالطائفة الاولی.

فالروایات التی تدل علی القول الثانی او استدل بها عليه کثیر منها صریح متنا و معتبر سندا فمنها صحيح عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه (ع): «وقت المغرب إذا غربت الشمس فغاب قرصها»[5] .

ومنها صحيح زرارة: «قال أبو جعفر عليه السلام: «وقت المغرب إذا غاب القرص، فإن رأيت بعد ذلك و قد صليت أعدت الصلاة و مضى صومك و تكف عن الطعام إن كنت أصبت منه شيئاً»[6]

و منها مرسلة مُحَمَّدُ بْنُ‌ عَلِيِّ‌ بْنِ‌ الْحُسَيْنِ‌ قَالَ‌: قَالَ‌ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌: وَقْتُ‌ الْمَغْرِبِ‌ إِذَا غَابَ‌ الْقُرْصُ‌.

و کذا مرسلة الصدوق ره : قَالَ‌ اَلصَّادِقُ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌: إِذَا غَابَتِ‌ الشَّمْسُ‌ فَقَدْ حَلَّ‌ الْإِفْطَارُ وَ وَجَبَتِ‌ الصَّلاَةُ‌ وَ إِذَا صَلَّيْتَ‌ الْمَغْرِبَ‌ فَقَدْ دَخَلَ‌ وَقْتُ‌ الْعِشَاءِ‌ الْآخِرَةِ‌ إِلَى انْتِصَافِ‌ اللَّيْلِ‌.[7]

وَ منها روایة جَابِرٍ عَنْ‌ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ قَالَ‌: قَالَ‌ رَسُولُ‌ اللَّهِ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌: إِذَا غَابَ‌ الْقُرْصُ‌ أَفْطَرَ الصَّائِمُ‌ وَ دَخَلَ‌ وَقْتُ‌ الصَّلاَةِ‌[8]

ومنها رواية داود بن فرقد : وَ فِي اَلْمَجَالِسِ‌ عَنْ‌ أَبِيهِ‌ عَنْ‌ سَعْدٍ عَنْ‌ أَحْمَدَ بْنِ‌ مُحَمَّدِ بْنِ‌ عِيسَى وَ مُوسَى بْنِ‌ جَعْفَرِ بْنِ‌ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيِّ‌ عَنْ‌ أَبِي طَالِبٍ‌ عَبْدِ اللَّهِ‌ بْنِ‌ الصَّلْتِ‌ عَنِ‌ اَلْحَسَنِ‌ بْنِ‌ عَلِيِّ‌ بْنِ‌ فَضَّالٍ‌ عَنْ‌ دَاوُدَ بْنِ‌ أَبِي يَزِيدَ قَالَ‌: قَالَ‌ اَلصَّادِقُ‌ جَعْفَرُ بْنُ‌ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌: إِذَا غَابَتِ‌ الشَّمْسُ‌ فَقَدْ دَخَلَ‌ وَقْتُ‌ الْمَغْرِبِ[9]

و صحیحة عُبَيْدِ بْنِ‌ زُرَارَةَ‌ عَنْ‌ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ قَالَ‌: إِذَا غَرَبَتِ‌ الشَّمْسُ‌ فَقَدْ دَخَلَ‌ وَقْتُ‌ الصَّلاَتَيْنِ‌ إِلَى نِصْفِ‌ اللَّيْلِ‌ إِلاَّ أَنَّ‌ هَذِهِ‌ قَبْلَ‌ هَذِهِ‌ وَ إِذَا زَالَتِ‌ الشَّمْسُ‌ فَقَدْ دَخَلَ‌ وَقْتُ‌ الصَّلاَتَيْنِ‌ إِلاَّ أَنَّ‌ هَذِهِ‌ قَبْلَ‌ هَذِهِ[10]

و مرسلة عَلِيِّ‌ بْنِ‌ الْحَكَمِ‌ عَمَّنْ‌ حَدَّثَهُ‌ عَنْ‌ أَحَدِهِمَا عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ‌: أَنَّهُ‌ سُئِلَ‌ عَنْ‌ وَقْتِ‌ الْمَغْرِبِ‌ فَقَالَ‌ إِذَا غَابَ‌ كُرْسِيُّهَا قُلْتُ‌ وَ مَا كُرْسِيُّهَا قَالَ‌ قُرْصُهَا فَقُلْتُ‌ مَتَى يَغِيبُ‌ قُرْصُهَا قَالَ‌ إِذَا نَظَرْتَ‌ إِلَيْهِ‌ فَلَمْ‌ تَرَه [11]

 


[1] الوسائل باب: ١٦ من أبواب المواقيت حديث: ١٣.
[2] الوسائل باب: ١٦ من أبواب المواقيت حديث: ٢٢.
[3] .، ملاذ الأخیار في فهم تهذیب الأخبار، جلد: ۴، صفحه: ۳۲۱.
[4] ـ المستمسک ج5ص77.
[5] الوسائل باب: ١٦ من أبواب المواقيت حديث: ١٦.
[6] الوسائل باب: ١٦ من أبواب المواقيت حديث: ١٧.
[7] ـ ابواب المواقیت ب16ح19.
[8] الوسائل الباب16من ابواب المواقيت ح20، أمالي الصدوق - ٧٤-١١.
[9] الوسائل الباب16من ابواب المواقيت ح21.
[10] الوسائل الباب16من ابواب المواقيت ح24، التهذيب٢-٢٧-٧٩، و الاستبصار ١-٢٦٢-٩٤٢.
[11] - الوسائل الباب16 من ابواب المواقيت ح25.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo