< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد حسین شوپایی

99/08/10

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: اثبات القول الاول فی انتصاف اللیل بوجوه

انه استدل للقول الاول فی انتصاف اللیل بوجوه و انتهی الکلام الی الوجه الثالث و هو الاستدلال بروایة عمربن حنظلة أَنَّهُ‌ سَأَلَ‌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ فَقَالَ‌ لَهُ‌ زَوَالُ‌ الشَّمْسِ‌ نَعْرِفُهُ‌ بِالنَّهَارِ فَكَيْفَ‌ لَنَا بِاللَّيْلِ‌ فَقَالَ‌ لِلَّيْلِ‌ زَوَالٌ‌ كَزَوَالِ‌ الشَّمْسِ‌ قَالَ‌ فَبِأَيِّ‌ شَيْ‌ءٍ‌ نَعْرِفُهُ‌ قَالَ‌ بِالنُّجُومِ‌ إِذَا انْحَدَرَتْ‌.[1]

قلنا فی تقریب الاستدلال کما ان النهار اذا مالت الشمس عن خط نصف النهار الی سمت الغرب یتحقق زوال الشمس فکذلک اللیل یتحقق انتصافه عند انحدار النجوم الی سمت الغرب و ینطبق انتصافه علی 12 ساعة بعد الزوال ، هذا تقریب الاستدلال بها علی المدعی .

ولکن هل انحدار النجوم بنحوالاطلاق یعدّ علامة علی انتصاف اللیل او ان العلامیة تختص ببعض التقادیر .

ان السید الخوئی قدس سره استند الی هذه الروایة کالمؤیّد علی المدعی نظرا الی ضعف السند فقال قدس سره ان انحدار النجوم لیس علامة علی انتصاف اللیل الا اذا حصل فیه امران : الامر الاول کون المراد من انحدار النجوم هی النجوم التی تطلع أول الليل و عند الغروب.[2]

الامر الثانی ان مطلق انحدار النجوم لیس دلیلا علی انتصاف اللیل بل المراد به انحدارالنجوم التی یتحد مداراتها لمدارات الشمس فاذا حصل هذان الامران یحسب انحدار تلک النجوم عندئذ علامة علی زوال اللیل وانتصافه اما اذا انتفی احد الامرین فتنتفی علامیة انحدارها علی انتصاف اللیل .

اما الامر الاول فلان الحکم لایعم لجمیع النجوم اذ قد تطلع بعض النجوم قبل الغروب بحیث یراه الناظر عند الغروب فوق الافق بامتارو بعض النجوم تطلع بعد الغروب بساعة او ساعتین فانحدار هذه النجوم لیست علامة علی انتصاف اللیل لان النجوم التی طلعت قبل الغروب بساعة تنحدر قبل انتصاف اللیل بساعة ای بعد 11 ساعة من الزوال تقریبا کما ان هذه النجوم تدبر قبل طلوع الشمس بساعة علی غرار ساعة طلعت و هکذا اذا طلعت نجوم بعد الغروب بساعة تنحدر تلک النجوم بعد انتصاف اللیل بساعة ای الساعة الواحدة بعد منتصف اللیل .

و هکذا اذا انتفی الامر الثانی تنتفی علامیة انحدارهم علی انتصاف اللیل حیث انه لم یکن مدار النجم متحدا مع مدار الشمس و تقریب کیفیة اتحاد مدار النجم لمدار الشمس هو ان الشمس بحسب الظاهر و المترائی تدور کل یوم مرّة واحدة حول الارض فیحصل بهذه الحرکة اللیل و النهار و تدور حول الارض کل سنة مرّة واحدة و تحصل بهذه الحرکة فصول السنة و ان الشمس اول الصیف تدورحول الارض فی مدار عرضه من خط الاستواء 23 درجة و تنزل عن تلک الدرجة بمرور الایام شیئا فشیئا فتصل فی دورانها الی خط الاستواء اول الخریف و تنزل عن خط الاستواء شیئا فشیئا حتی تصل الی مدار 23 درجة تحت خط الاستواء وبینما نحن قاطنون فی النصف الشمالی من کرة الارض فوق المدار 23درجة و الشمس فی دورانها حول الارض تختلف نسبتها الی خط الاستواء ففی اول الصیف تدورالشمس علی مدار 23درجة فتصیر اللیالی قصیرة والنهار طویلا و کلما نزلت و نزلت تصیر اللیالی طویلة اکثر فاکثر حتی تصل الی رأس الجدی و هو اول الشتاء حیث یصیر النهار فی اقصر حالاته و اللیل فی اطول زمانه .

فقال السید الخوئی ره ان ارید بالنجوم ما یتحد مدارها مع مدار الشمس فیتم الاستدلال بها اما اذا اختلفا فی المدار فلایدل حینئذ انحدارها علی انتصاف اللیل مثلا اذا کان طول اللیل فی بلد 14 ساعة و النهار 10ساعة فاذا کان مدار النجوم الطالعة عند الغروب فی هذا البلد مختلفا عن مدار الشمس بحیث لم یکن زمان بقاء النجوم فی السماء 14 ساعة حینئذ یحدث انحدارها قبل انتصاف اللیل لوجود الاختلاف بینهما فی نوع الحرکة السنویة فقال السید الخوئی قدس سره ان الروایة و ان کان اطلاق عنوان انحدار النجوم فیها یقتضی ان یکون انحدار ایّ نجم کاشفا عن الانتصاف لکن لابد من تقیید ذلک بالامرین المتقدمین للعلم الخارجی و البرهان . هذا تقریب الاستدلال بروایة عمر بن حنظلة علی المطلوب .

هل استدلال السید الخوئی ره بها علی المدعی تام ام لا؟

هناک بحث فی سند الروایة حیث انه لم یوثق عمر بن حنظلة فی کتب الرجال کما ادعاه السید الخوئی قدس سره لکن یجاب عنه بانه یمکن توثیقه عبر بعض المبانی العامة لتوثیق الرجال مثل کونه من المعاریف او من جهة روایة یزید بن خلیفة عن الامام الصادق علیه السلام انه قال فی حق عمر بن حنظلة « اذن لا یکذب علینا » و یزید بن خلیفة ممن روی عنه صفوان بن يحيی فيکون عمربن حنظلة موثقاً عبر قاعدة توثيق مشائخ الثلاثة .

لکن یرد الاشکال علی السند من جهة اخری وهی ان الصدوق ره یروی هذه الروایة باسناده عن عمر بن حنظلة [3]

وسند الصدوق ره الی عمر بن حنظلة علی ما فی مشیخة الفقيه انه ره قال : ما كان فيه عن عمر بن حنظلة: فقد رويته عن الحسين بن أحمد بن إدريس، رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن... يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة.

الاشکال فیه لاجل الحسین بن احمد بن ادریس الذي لم يرد فيه توثيق .

اما من حیث الدلالة فهل الاستدلال بها علی المدعی تام ؟

ناقش السید الحکیم ره فی دلالتها علی المدعی بانه لو کان النظر - فی مقام الاستدلال بها - الی صدر الروایة ای « لللیل زوال کزوال الشمس » فیناقش فیه بان غایة ما تدل علیه هذه العبارة ان اللیل واجدة لدائرة تنصفها علی غرار النهار حیث ترسم له دائرة نصف النهار فهذه العبارة « للیل زوال کزوال الشمس » تدل علی ان اللیل ینقسم الی نصفین فاذا مال الکوکب الی الغرب یتحقق زوال اللیل ففی المستمسک : واما خبر ابن حنظلة فان کان الاستدلال بقوله عليه السلام فيه « لليل زوال كزوال الشمس» فهو لا يدل على أكثر من أن لليل دائرة كدائرة نصف النهار تنصفه نصفين، فاذا مال الكوكب عنها إلى الغروب تحقق الزوال، فاذا كان آخر الليل الفجر - كما هو المفهوم منه عرفاً و لغة - فالدائرة الموهومة لا بد أن تكون مفروضة بنحو يتحقق تنصيف المقدار المذكور عند وصول الكوكب إليها، و لا يدل على أن الآخر هو الفجر. [4]

والوجه في انها لا تدل علی زمان النصف هوان تنصيف الدائرة للليل تابع لتعیین اخر اللیل وانه هل هو طلوع الفجر او طلوع الشمس و الفقرة الاولی لا تتکفل باثبات هذا الامر .

اما لو کان مورد الاستدلال بها علی القول الاول هی الفقرة الاخیرة ای « اذا انحدرت النجوم » فیرد علیه الاشکال بانها لا تدل علی المدعی لوجود الاجمال و الابهام فی المراد من النجوم من حیث الطلوع قبل غروب الشمس و بعده او عنده فلیس یراد به مطلق النجوم فان کان المراد بها النجوم التی تطلع عند الغروب فقال السید الحکیم ره : إرادة خصوص النجوم التي تطلع عند الغروب بعيد جداً، لتعسر تعيينها غالباً، و لا سيما بملاحظة عدم ظهور النجوم حول الأفق غالباً، و إنما تظهر مرتفعة مقدار قامة أو أكثر، و الأولى الحمل على إرادة الإشارة إلى مايعرف به النصف في الجملة و لو بعد تحققه بمقدار ساعة أو أكثر، فلا ينافي كون الآخر الفجر، كما لا يخفى. و اللّه سبحانه أعلم.[5]

اذن لو کان موضع الاستشهاد فی الروایة هی الفقرة الاخیرة فلاتصلح للاستدلال بها للاجمال فی المراد منها لامتناع ارادة انحدار مطلق النجوم واما ارادة خصوص النجوم التی یقارن طلوعها للغروب فکذلک مجملة لتعسر تعیینها بالنسبة الی عامة الناس فتحمل علی بیان الانتصاف تقریبا .

و نظیر هذا الاشکال الذی ذکره فی المستمسک فقد ذکره المرحوم المجلسی قدس سره فی البحار حیث قال : أقول أما الخبر الأول فلا بد فيه من تخصيص ببعض الكواكب فنخصها بكواكب مخصوصة تنحدر في منتصف ما بين الغروب و طلوع الفجر مع أنه ظاهر أنه أمر تقريبي إذ تعيين كواكب مخصوصة كل ليلة لا يتيسر لأكثر الخلق مع أن الانحدار لا يتبين لهم إلا بعد مضي زمان من التجاوز عن دائرة نصف النهار و في مثل ذلك لا يؤثر التقدم و التأخر بقدر نصف ساعة أو ثلثيها أو أكثر من ذلك بقليل.[6]

لکن یبدو بالنظرانه لا یرد اشکال فی الاستدلال بروایة عمر بن حنظلة فی حد نفسه و لا یتوقف الاستدلال بها علی القیدین الذین ذکرهما السید الخوئی ره وان کان القید الاول ای ارادة النجوم التی تطلع عند الغروب ذکره الشهید فی الذکری و سائر الفقهاء مثل الشیخ البهائی ره فی مفتاح الفلاح ایضا لکن یبدو بالنظر عدم الاعتبار بها بل المستفاد من الروایة ان النجوم ایة کانت یفرض لها طلوع و غروب و لها وقت انحدار و ان وقت طلوع النجوم و غروبها یختلف بحسب فصول السنة فان تابعتَ کل نجم فی فصول السنة تراه کما فی غالب النجوم انه یطلع قبل انتصاف اللیل و تغرب بعده وان طالت مدّة بقائه فی السماء اربع ساعات فبالتالی یکون زمان الانحدار حین انتصاف اللیل و اذا طلع نجم حین الغروب فیکون غروبه اخر الوقت فیکون بین الحدین ای طلوعه و غروبه زمان انتصاف اللیل و ان طلع بعد الغروب بساعة فیغرب ذلک النجم قبل الطلوع بساعة .

اما الامر الثانی الذی ذکره السید الخوئی قدس سره فیجاب عنه بانه اذا غابت الشمس فی الساعة 5 مساء و طلعت فی الساعة 7 صباحا یکون مجموع ساعات اللیل 14 ساعة و حینئذ لوطلع نجم فی الساعة 6 مساء ای بعد ساعة من غروب الشمس فبطبیعة الحال یکون غروب النجم عند الساعة 6 صباحا فیکون منتصفه منطبقا علی 12 ساعة بعد الزوال فلا یستلزم انحدار النجم فی ساعة 12 من اللیل ان یکون طلوعه مقارنا لغروب الشمس بل فی کل ساعة طلع نجم ان راقبنا غروبه و نصفنا مابین الحدین نراه منطبقا علی منتصف اللیل و هذا یجری بحسب غالب الموارد نعم بعض النجوم یحدث انحدارها قبل منتصف اللیل کما أشار الیه المحدث المجلسی قدس سره : ربما وصل قبل انتصاف الليل إلى نصف النهار قريبا من ساعة كفرد الشجاع و ربما وصل قبل قريبا من ساعتين كالشعراء اليمانية و ربما تأخر وصوله إلى نصف النهار عن الانتصاف بساعة و نصف تقريبا كالسماك الرامح و رأس الجوزاء و فم الفرس أو بساعتين تقريبا...[7]

اذن مضمون روایة عمر بن حنظلة صالح للتطبیق و الاستدلال به و لادلیل علی خلاف مضمونها الا انها ضعیفة سندا لا لاجل عمر بن حنظلة بل لاجل الحسین بن احمد بن ادریس فانه لم یوثق و ان کان ابوه احمد بن ادریس ثقة جلیلا .

الوجه الرابع و الذی استعضد به السید الخوئی قدس سره علی المدعی روایة ابی بصیر عن أبي جعفر (عليه السلام) «قال: دلوك الشمس زوالها، و غسق الليل بمنزلة الزوال من النهار»[8]

ان عمدة الاشکال فی السند من جهة احمد بن عبد الله القروی حیث انه لم یوثق و ان کان هناک اشکال اخر فی السند وهو ان هذه الروایة ذکرها صاحب الوسائل ره عن محمد بن ادریس فی اخر السرائر نقلا عن کتاب محمد بن علی بن محبوب بینما انه لم یذکر سندا الی الکتاب او الی محمد بن علی بن محبوب و حیث ان ابن ادریس لا یمکنه النقل عن ابن محبوب مباشرة للفصل الطویل بینهما فبالتالی یحکم بالارسال ، لکنه مندفع نظرا الی ما تفصّی به السید الخوئی قدس سره نفسه عن هذا الاشکال فی سائر المباحث و هکذا شیخنا الاستاذ التبریزی قدس سره بان صاحب السرائر ره وان لم یذکر السند الی الکتب لکن یستثنی خصوص النقل عن کتاب محمد بن علی بن محبوب من روایات مستطرفات السرائر عن الکتب لان ابن ادریس صرّح فی المستطرفات ان کتاب محمد بن علی بن محبوب بخط الشیخ موجود عنده و بملاحظة عدم الفصل بین ابن ادریس و الشیخ بزمان طویل ووجود مقدمات حسية یمکن استناد ابن ادريس اليه في معرفة خطّ الشيخ و ان للشیخ ره طریقا صحیحا الی محمد بن علی بن محبوب فیحصل تمامیة روایات المستطرفات عن کتاب ابن محبوب اذن یتم الطریق الی محمد بن علی بن محبوب لکن سند هذه الروایة مخدوش لاجل احمد بن عبد الله القروی حیث انه لم یوثق فی کتب الرجال .

اما من حیث الدلالة فهل دلالتها تامة ام لا ؟ فقال السید الحکیم قدس سره ان الاشکال علی الفقرة الاولی من روایة عمر بن حنظلة یرد علی روایة ابی بصیر ایضا ..

 


[1] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب55ح1.
[2] خوئی، سید ابوالقاسم.، 1418 ه.ق.، موسوعة الإمام الخوئي، قم - ایران، مؤسسة إحياء آثار الامام الخوئي، جلد: ۱۱، صفحه: ۱۹۰.
[3] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب55ح1.
[4] حکیم، محسن. نويسنده محمد کاظم بن عبد العظیم یزدی.، 1374 ه.ش.، مستمسک العروة الوثقی، قم - ایران، دار التفسير، جلد: ۵، صفحه: ۸۵.
[5] حکیم، محسن. نويسنده محمد کاظم بن عبد العظیم یزدی.، 1374 ه.ش.، مستمسک العروة الوثقی، قم - ایران، دار التفسير، جلد: ۵، صفحه: ۸۶.
[6] مجلسی، محمدباقر بن محمدتقی. محقق عبدالزهراء علوی. مصحح یحیی عابدی زنجانی، و ابراهیم میانجی، و محمدکاظم میاموی، و عبدالرحیم ربانی شیرازی، و محمدمهدی خرسان، و محمدباقر محمودی، و محمد تقی مصباح، و محمدباقر بهبودی، و علی‌اکبر غفاری، و هدایت‌الله مسترحمی.، 1403 ه.ق.، بحار الأنوار، بیروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، جلد: ۸۰، صفحه: ۱۳۷.
[7] مجلسی، محمدباقر بن محمدتقی. محقق عبدالزهراء علوی. مصحح یحیی عابدی زنجانی، و ابراهیم میانجی، و محمدکاظم میاموی، و عبدالرحیم ربانی شیرازی، و محمدمهدی خرسان، و محمدباقر محمودی، و محمد تقی مصباح، و محمدباقر بهبودی، و علی‌اکبر غفاری، و هدایت‌الله مسترحمی.، 1403 ه.ق.، بحار الأنوار، بیروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، جلد: ۸۰، صفحه: ۱۴۰.
[8] الوسائل ٢٧٣:٤ /أبواب المواقيت ب٥٥ ح٢.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo