< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد حسین شوپایی

99/09/25

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: هل یستحب التفریق بین الصلاتین المشترکتین فی الوقت

الجهة الثانیة عشر[1] من جهات البحث فی اوقات الفرائض هل یستحب التفریق بین الصلاتین المشترکتین فی الوقت کالعشائین فی حد نفسه فی مقابل الجمع بین الصلاتین او ان التفرق لیس مستحبا بعنوانه الا ان یثبت الحکم الاستحبابی او الکراهتی لاحد الطرفین باعتبار انطباق عناوین اخری ؟

ما اختاره السید الماتن قدس سره هو استحباب التفریق بین الصلاتین المشترکتین فی الوقت و قد تعرض الماتن قدس سره بعد ما ذکر اصل استحباب التفریق لبیان ما یتحقق به التفریق وانه هل یکفی فی صدق التفریق مجرد ایجاد الفراغ بین الفریضتین بفعل النافلة فقال قدس سره : يكفي مسمّاه و في الاكتفاء به بمجرّد فعل النافلة وجه، إلّا أنّه لا يخلو عن إشكال.

و المشهور هو استحباب التفریق بین الصلاتین و قال الشهید قدس سره فی الذکری : کما عُلم من مذهب الإمامية جواز الجمع بين الصلاتين مطلقا عُلم منه استحباب التفريق بينهما [2]

لکن مختار السید قدس سره صار موردا للاشکال عند المتأخرین بان استحباب التفریق غیر ثابت و قبل البحث عن دلیل استحباب التفریق لابد فی تعیین الحال من تبیین خصوصیات الموضوع اذ الجمع بین الصلاتین فی مقابل التفریق یختلف بحسب الموارد المختلفة تارة یراد بالتفریق تفریقا بحسب الوقت بان لا یؤتی احدهما فی الوقت المقرر للاخر فالتفریق فی هذا الفرض یکون بلحاظ الوقت فی مقابل الجمع بینهما فی وقت واحد بناء علی ثبوت وقت الفضیلة لکل واحد من الصلاتین ای الظهرین او العشائین کما اذا اتی بالعشاء فی وقت فضیلة المغرب و بهذا یتحقق الجمع بینهما فلیس المراد بالجمع فی هذا التقدیر جمعا تکوینیا و بطبیعة الحال یکون التفریق فی هذا التقدیر بمعنی اتیان کل من الفریضتین فی وقت فضیلتها المختصة بها .

المعنی الاخر للتفریق هو ایجاد البون بینهما خارجا بان لا تتصلا و بان تنفصل الاولی عن الثانیة بعشرة دقائق مثلا و هذا التفریق یکون بلحاظ الوجود الخارجی التکوینی و هذا النوع من التفریق فی مقابل الجمع بین الصلاتین تکوینا بان یأتی بالعصر تلو الظهر بلافصل زمانی فتوجد هذان المعنیان فی کل من التفریق و الجمع .

و النسبة بین التفریقین المذکورین هی العموم من وجه کما ان النسبة بین الجمعین المذکورین هی العموم من وجه .

اما النسبة الواقعة بین الجمع الاول و الجمع الثانی بین الصلاتین فتوجد هناک مادتا افتراق و مادة اجتماع اما مادة افتراق الجمع بین الصلاتین بمعناه الاول بان یأتی بالصلاتین فی وقت فضیلة احدهما فکما اذا قلنا بامتداد وقت فضیلة المغرب الی زوال الحمرة المغربیة وان وقت فضیلة العشاء یبدء بعد ما زالت الحمرة المغربیة فاتی المکلف بالمغربین فی وقت فضیلة المغرب لکن فصّل بینهما بعشر دقائق و هذا یکون من الجمع فی الوقت و لا یکون من الجمع تکوینا او لو فرضنا انه صلی المغرب فی وقت فضیلة العشاء و اتی العشاء فی وقت فضیلته لکن جعل بینهما الفراغ بعشر دقائق .

اما مادة الافتراق بلحاظ الجمع خارجا_ اي مايصدق فيه الجمع خارجاً ولايصدق الجمع بینهما بلحاظ الوقت فهو بان یأتی بالمغرب فی اخر وقت فضیلته قبل سقوط الشفق و ان یقفیه بالعشاء فی اول وقت فضیلته بعد سقوط الشفق الغربی بلا فاصل عن المغرب المذکور و هذا لیس من التفریق خارجا ولکنه یکون مصداقا للتفریق بلحاظ الوقت ای اتی بکل منهما فی وقت فضیلته .

اما مادة الاجتماع بين الجمعين فبان یأتی بکلیهما بلافصل بینهما فی وقت فضیلة احدهما و هذا هو الجمع بینهما بلحاظ الوقت و بلحاظ الجمع خارجا و عدم التفریق خارجا .

و هکذا الامر بالنسبة الی التفریق فالنسبة بين التفريق بالمعنيين هي العموم من وجه .

اما التفریق الخارجی بینهما مع الجمع بینهما فی الوقت فکما اذا اتی بالعشائین فی وقت فضیلة المغرب قبل سقوط الشفق بفاصل زمنی.

اما التفریق بینهما بلحاظ الوقت مع عدم التفریق التکوینی بینهما بان یأتی بالمغرب اخر وقت فضیلته ای قبل سقوط الشفق و ان یقفیه بالعشاء اول وقت فضیلة العشاء .

ومادة الاجتماع بين التفريقين ما اذا اتی بکل واحدة فی وقت فضیلتها الخاصة بها بفصل زمني فهذا هو التفریق بحسب الوقت و التفرق خارجا.اذن یوجد هناک معنیان للتفریق و النسبة بینهما هی العموم من وجه . و مقتضی التغاير بين المعنيين انه لا یمکن التعدی من الدلیل الدال علی احد المعنيين الی المعنی الآخر .

و هناک معنی ثالث للجمع والتفريق قد افاده شیخنا الاستاذ التبریزی قدس سره وهو ان التفريق بمعنی الاتيان بصلاة نافلة إحدى الصلاتين بعد الإتيان و الفراغ منها أو من صاحبتها كما إذا صلى المغرب و أتى بنافلتها بعدها ثم أتى بالعشاء، و كذا ما إذا صلى الظهر و أتى بعد الإتيان بنافلة العصر بفريضة العصر، والجمع يتحقق بترک النافلة بينهما و لا ينبغي التأمل في ان الإتيان بهما مع النافلة أولى من الإتيان بهما بلا نافلة و هذا المعنی قد یستفاد من النصوص و هو یختلف من حیث الخصوصیات عن التفریق خارجا و التفریق بلحاظ الوقت .

ثم ان ما ذکره السید قدس سره فی المسألة السابعة و ما افاده الشهید قدس سره فی الذکری من استحباب التفریق الذی عّده جزء من مذهب الامامیة هو التفریق بلحاظ الخارج فلابد من البحث في انه هل هو مستحب فی حد نفسه (بغمض العین عن طرو سائر العناوین کعنوان الاتیان بکل صلاة فی وقت فضیلته) ام لا؟

و هناک شواهد فی کلام الماتن قدس سره تحکی عن مراده من التفریق بانه هو التفریق بحسب الاتیان خارجا مثل عبارته « یکفی مسمی التفریق » و انه هل یصدق التفریق بمجرد اتیان النافلة بینهما او لا یکفی ؟.

 

وقد استدل بنصوص لاثبات استحباب التفریق لکن قد يقال ان تلک النصوص بین ضعیف سندا و ضعیف دلالة فلا دلیل تام یفی باثبات المطلوب کما اشیر الیه فی کلمات السید الحکیم و السید الخوئی قدس سرهما و عمدة اشکال السید الحکیم و السید الخوئی قدس سرهما هو ان الادلة المعتبرة علی التفریق انما یستفاد منها مطلوبیة التفریق بلحاظ الوقت فی مقابل الجمع بلحاظ الوقت و لا یستفاد منها التفریق بالمعنی الاول .

اذن لابد من ان نلاحظ الروایات التی یمکن الاستدلال بها علی استحباب التفریق هل تفید مطلوب السید الماتن قدس سره ام لا؟ .

الدلیل الاول الذی ذکر بعنوان مستند المشهور هي روایة ابن سنان المذکورة فی الباب 31 من ابواب المواقیت وهي منقولة عن ذکری الشهید قدس سره عن عبد الله ابن سنان عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ فِي السَّفَرِ- يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ وَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ- إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِذَا كَانَ مُسْتَعْجِلًا قَالَ- وَ قَالَ ع وَ تَفْرِيقُهُمَا أَفْضَلُ.[3]

هل هذه الروایة تدل علی افضلیة التفریق و هل الاستدلال بها علی المدعی تام ؟

نوقش فیها من حیث السند نظرا الی ان الشهید ره نقلها فی الذکری عن کتاب عبد الله بن سنان و لم یذکر طریقه الی کتاب ابن سنان فتکون الروایة مرسلة هذا هو الاشکال فی السند .

ان السید الخوئی قدس سره اضاف الی الاشکال المذکور فی السند الاطمئنان بأن الكتاب المشتمل على تلك الرواية لا وجود له و إلا لنقلها عنه المتقدمون عليه كالكليني و الشيخ و الصدوق و غيرهم، فكيف لم ينقلها عنه غير الشهيد[4]

و هناک کلام فی السند سنشیر الیه انشاء الله

اما دلالة الروایة علی المدعی فلا اشکال فیه نظرا الی ما ورد فیها «تفریقهما افضل » فإنّ التفريق الوارد في هذه الرواية ليس بمعنی ادراك وقت فضيلة الصلاتين و لا الاتيان بالنافلة بينهما، و ذلك فإن صلاة الظهر و صلاة العصر مقصورتان في السفر و ليس لهما نافلة، و وقت فضيلة العصر يدخل بعد الفراغ من‌ الظهر، بل من أول الزوال بلا فرق بين السفر والحضر فیکون ناظرا الی التفریق الخارجی .

 


[1] ـ او الثالثة عشر.
[2] ـ ذکری الشیعة ج2ص335.
[3] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب31ح7.
[4] ـ الموسوعة ج11ص221.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo