< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد حسین شوپایی

99/11/11

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: المشهور ان وقت نافلة المغرب یمتد بامتداد وقت المغرب الی حوالی منتصف اللیل

المسألة الرابعة : وقت نافلة المغرب من حين الفراغ من الفريضة‌ إلى زوال الحمرة المغربية[1]

انه لا اشکال و لاخلاف فی ان مبدء وقت نافلة المغرب من حین الفراغ من فریضة المغرب و انما الخلاف فی منتهی وقت نافلة المغرب ان المشهور و منهم السید الماتن ره اختاروا ذهاب الشفق اي زوال الحمرة المغربیة کما نقل الاجماع علیه فی بعض الکلمات و عن المحقق ره فی المعتبر نسبته الی علمائنا و کما عبّر عنه فی المدارک بانه مذهب الاصحاب و ان لم یلتزم نفسه بالمشهور .

و فی مقابل المشهور ذهب عدّة من الاعلام الی ان وقت نافلة المغرب یمتد بامتداد وقت المغرب الی حوالی منتصف اللیل کما عن الشهید ره فی الذکری و الدروس و عن صاحب المدارک ره و صاحب الذخیرة ره و کاشف اللثام و غیرهم من الاعلام و من المعلقین علی العروة ان السید الحکیم ره تأمّل فی کون ذهاب الشفق منتهی وقت نافلة المغرب و کما لم یستبعد السید الگلبایگانی ره و السید الخوئی ره امتداد الوقت بامتداد وقت الفریضة و لکن سائر المعلقین وافقوا السید الماتن قدس سره .

و مستند القائلین بالقول الثانی هو اطلاقات ادلة نافلة المغرب المذکورة فی الباب 24من ابواب اعداد الفرائض و فیها روایات ترغب الاتیان بنافلة المغرب سفرا و حضرا کروایة الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ لَا تَدَعْهُنَّ فِي حَضَرٍ وَ لَا سَفَرٍ[2] .

فانها مطلقة حیث لم یقید وقتها بذهاب الشفق فهی باطلاقها تقتضی امتداد وقتها بامتداد وقت فریضة المغرب .

اذن علی القائلین بالقول الاول اقامة الدلیل علی رفع الید عن الاطلاقات .

وقد استند صاحب الجواهر ره الی وجوه متعددة لاثبات ان وقت نافلة المغرب مغیّی بعدم زوال الحمرة المغربیة .

الوجه الاول الاستناد الی ما هو المعهود من فعل النبی الاکرم «صلّی الله علیه و اله» و الائمة المعصومین «علیهم السلام» انهم کانوايتنفلون للمغرب قبل ذهاب الشفق و حیث ان العبادات بخصوصیاتها توقیفیة فلابد فی المشروعیة من الاکتفاء علی ما قام علیه الدلیل و فی المقام یقتدی بافعالهم فی وقت نافلة المغرب و حیث ان المعهود منهم علیهم السلام هذه الکیفیة و عدم معهودیة تأخیرهم لنافلة المغرب الی بعد ذهاب الشفق فذلک دلیل علی عدم امتداد وقت نافلة المغرب بامتداد وقت الفریضة .

هل هذا الوجه تام ام لا ؟ ناقش السید الخوئی قدس سره فی ما افاده صاحب الجواهر ره من المعهودیة من فعل المعصومین علیهم السلام فی وقت اتیان نافلة المغرب بانه ما المراد من المعهودیة ؟ ان کان المراد منها التزامهم العملی فی مقام العمل فانه لا یدل علی المدعی اذ فعل المعصوم علیه السلام لا لسان له و لا یدل علی اکثر من الجواز بید انه یحتمل ان یکون التزامهم بذلک من باب الاخذ بالافضل اذن عدم تأخیرهم « علیهم السلام»نافلة المغرب الی بعد سقوط الشفق لیس دلیلا علی تقیید وقت النافلة بعدم زوال الشفق حتی یصیر اتیان نافلة المغرب بعد سقوط الشفق من باب القضاء .

اما لو کان المراد من المعهودیة انهم «علیهم السلام» متى فاتتهم النافلة قبل ذهاب الحمرة كانوا يأتون بها قضاءً،فانه حینئذ یدل علی المدعی الا ان هذا المعنی من المعهودیة لا مثبت لها و لا قرینة علی ان الائمة علیهم السلام علی تقدیر حدوث التأخیر فی نافلة المغرب اتفاقا کانوا ینوون القضاء عند اتیان النافلة .

اذن المعهودیة بالمعنی الاول ثابت الا انه لا تدل علی المدعی و المعهودیة بالمعنی الثانی غیر ثابت .

اما اشکال السید الخوئی ره فی التقدير الاول فیمکن الایراد علیه بان استشکالکم في الاستناد الی المعهودیة فی المقام لا یناسب استشهادکم بعدم المعهودیة في اثبات عدم جواز تقدیم نوافل الظهرین علی الزوال حیث ان السیدالخوئی ره استند فی تلک المسألة الی عدم المعهودیة من المعصومین علیهم السلام في التنفل قبل الزوال و لو لمرة واحدة عند الاستدلال بروایات معتبرة عن الامام الباقر علیه السلام بان النبی صلی الله علیه و اله او ان علیّا علیه السلام کان لا یصلی شیئا من النهار حتی تزول الشمس [3] فذکر قده انه حیث لم یعهد و لم ینقل من المعصومین علیهم السلام انهم کانوا تنفلوا للظهر قبل الزوال ولو لمرة واحدة فنفس التزامهم العملی بترک النافلة قبل الزوال کاشف عن عدم کون قبل الزوال وقتا مشروعا للنافلة ولم يحمل الادلة في تلک المسألة علی بيان الافضل کما حملها عليه في المقام اذن اشکال السید الخوئی ره فی المعهودیة فی المقام لا یناسب استناده الی المعهودیة و عدم المعهودیة هناک .

ففي بدو النظر ترد هذه المناقشة علی ما افاده السيدالخوئي ره في المقام الا انه یمکن الجواب عن هذه المناقشة بالفرق بین البابین .

و ذلک باعتبار انه توجد فضیلتان فی المقام یمکن للمکلف ان یجمع بینهما بان یدرک نافلة المغرب قبل سقوط الشفق و یدرک وقت فضیلة العشاء اذ یبدء وقت فضیلة العشاء من لدن سقوط الشفق فعدم تأخیرالمعصومین علیهم السلام لنافلة المغرب عن الشفق المغربی انما هو بغایة الجمع بین الفضیلتین ای درک فضیلة نافلة المغرب و درک فضیلة العشاء بان يکون عملهم « علیهم السلام» ان یصلوا المغرب اولا ثم یتنفلون للمغرب ثانیا ثم من ورائها یصلّون العشاء و هذا بخلاف نافلة الظهر قبل الزوال حیث انه لا تزاحم هناک بین فضیلتین من صلاتین و حیث انه لم یعهد من المعصومین علیهم السلام انهم تنفلوا قبل الزوال فهو کاشف عن عدم کون قبل الزوال وقتا مقررا لنافلة الظهرین فلا یقاس ذلک بنافلة المغرب اذن کلام السید الخوئی ره فی الاشکال فی الوجه الاول فی کلا قسمیه تام من غیر حدوث تناقض بینه و بین ما ذکره في بحث تقدیم النوافل علی الزوال .

الوجه الثانی الذی استند الیه صاحب الجواهر ره فی تقیید الاطلاقات هو ان المنسبق و المنصرف من النصوص الواردة فی نافلة المغرب هو انتهاء وقت النافلة بذهاب الشفق نظرا الی ان العنوان الوارد فی الدلیل هو اتیان اربع رکعات « بعد المغرب » فان المتفاهم من عنوان « بعد المغرب » اختصاصه بظرف قبل ذهاب الشفق ولا یصدق عنوان «بعد المغرب» علی ظرف بعد ذهاب الشفق بساعتین او اکثر فان عنوان « بعد » او عنوان « قبل » اذا صار موضوعا لحکم من الاحکام یکون المنسبق منه هو الانات القریبة لا البعیدة .

لکن یرد الاشکال علی هذا الوجه بان عنوان« المغرب » مطلق لا یختص بالمغرب المأتی به فی الزمان الاخير قبل ذهاب الشفق خصوصا بالنظر الی الترغیب الاکید علی اتیان نافلة المغرب بالخصوص فی قوله علیه السلام اربع رکعات لاتدعهنّ بعد المغرب لا حضرا و لا سفرا فان هذا البعث والترغيب الاکيد يناسب ان يکون الوقت شاملا للفصل القریب والفصل البعید فلا وجه لدعوی الانصراف و لا وجه لحمل عنوان « بعد المغرب » علی زمان قلیل کالوقت بین المغرب الی زمان ذهاب الشفق .

و المناقشة الاخری فی الوجه الثانی هو انه لو سلّمنا ان عنوان « بعد » منصرف الی البعد القریب لکن حیث انه ورد فی النصوص الامر باتیان النافلة بعد المغرب و لم ینص فیها علی وقت خاص لفریضة المغرب المقترنة بالنافلة فاطلاق هذا العنوان « نافلة بعد المغرب » یشمل ما اذا اتی بالمغرب بفاصل ساعتین من غروب الشمس فلو تنفل باربع رکعات بُعَید اتیان المغرب فی تلک الساعة یصدق عنوان « بعد المغرب » نعم لو فرضنا انه ورد فی روایة مثلا اذا غربت الشمس فأتوا باربع رکعات بعد المغرب لکان هناک مجال لدعوی صاحب الجواهر ره من انه ناظر الی وقت قلیل .

فالروایة التی تشتمل علی عنوان «بعد المغرب» صحیحة ابی بصیر عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الصَّلَاةُ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَانِ لَيْسَ قَبْلَهُمَا وَ لَا بَعْدَهُمَا شَيْ‌ءٌ- إِلَّا الْمَغْرِبَ فَإِنَّ بَعْدَهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ- لَا تَدَعُهُنَّ فِي حَضَرٍ وَ لَا سَفَرٍ- وَ لَيْسَ عَلَيْكَ قَضَاءُ صَلَاةِ النَّهَارِ- وَ صَلِّ صَلَاةَ اللَّيْلِ وَ اقْضِهِ[4] .

فان هذه الروایة من حیث وقت اتیان فریضة المغرب مطلقة و حیث ان عنوان المغرب فی الصحیحة لا یختص بالمغرب الذی یُؤتی به قبل ذهاب الشفق الغربی بل یعم المغرب الواقع بعد ثلاث ساعات من غروب الشمس فاذا صلی المغرب فی تلک الساعة یتنفل له بعده بقلیل.

الوجه الثالث الذی استند الیه فی الجواهر هو ان ملاحظة ما ورد فی الروایات من ان وقت المغرب مضیق مثل قوله علیه السلام« لکل صلاة وقتان الا المغرب» ترشدنا الی انه اذا کان وقت نفس الفریضة مضیقا کان وقت النافلة مضیقا بالاولویة اذ لا یمکن ان یقال بان وقت الفریضة مضیق و وقت نافلتة موسع لتبعیة النافلة للفریضة فقال ره فی الجواهر : بل قد عرفت فيما مضى التصريح في غير واحد من الأخبار بضيق وقت المغرب، و أنّه يخرج بذهاب الحمرة، فضلًا عن نافلتها.[5]

لکن ناقش فیه السید الخوئی ره بانه ما المراد بتضیق وقت فریضة المغرب ؟ ان کان المراد به التضیق الحقیقی فلم یلتزم به احد حتی صاحب الجواهر ره و ان کان المراد بالتضیق هو التضیق التنزیلی و الادعائی بانه لو اخّرها الی ذلک الوقت لفاتت عنه الفضیلة الثابتة فی المغرب و اذا فاتته هذه الفضیلة فکأنّه فاتته اصل الفریضة فانطباق نفس هذا المطلب علی النافلة لايفيد المدعی لان اقصی ما یترتب علی اتیان النافلة بعد ذهاب الشفق هو فوت وقت فضیلة نافلة المغرب لا فوت وقت ادائها و لا انها صارت قضاء و هذه غیر ما یطلبه صاحب الجواهر ره اذن لم یتم الوجه الثالث .

و هناک اشکالات اخری علی الوجه الثالث بحسب ما جاء فی کلمات السید الخوئی ره منها ان الضیق الذی هو ثابت فی صلاة المغرب هو الضیق بلحاظ مبدء وقت المغرب لا منتهاه نظرا الی ان محل النافلة فی الظهرین و الصبح قبل الفریضة بخلاف المغرب حیث انه لا نافلة قبل المغرب و لذلک عبّر بالضیق فی فریضة المغرب اذن الضیق الثابت فی المغرب لیس ناظرا الی حیث المنتهی حتی یتمسک بالاولویة فی اثبات التضیق فی ناحیة منتهی وقت نافلة المغرب .

و الاشکال الاخر هو انه علی تقدیر کون الروایات بصدد بیان الضیق الحقیقی فی المغرب لا التنزیلی مع ذلک لا یمکن اثبات اولویة التضیق فی وقت نافلة المغرب اذ یمکن ثبوت الضیق فی اول وقت المغرب مع الالتزام بامتداد وقت نافلته لعدم ثبوت التلازم بینهما فلا اولویة فی البین .

و یمکن الجواب عن هذه المناقشة بان المراد من التلازم بین الموردین فی کلام صاحب الجواهر ره لیس هو التلازم العقلی بان یتعدی من الحکم الثابت فی احد المتلازمین الی الملازم الاخر بالاولویة بل مراده من التلازم هو التلازم العرفی نظرا الی ان النافلة تابعة للفریضة من حیث الخصوصیات فتکون نافلة المغرب بحسب الفهم العرفی مشابهة للفریضة فی الخصوصیات لما ورد فی النصوص انما شرّعت النوافل تتمیما و جبرانا لنقصان الفرائض من حیث عدم حضور القلب فی الصلاة فهذه الخصوصیة امارة علی ان النافلة تابعة للفریضة و اذا ثبتت التبعیة یکون المتفاهم العرفی من ادلة التبعیة تبعیة النافلة للفریضة فی الخصوصیات .

الوجه الرابع الذی ذکره صاحب الجواهر ره و هو بحسب تعبیر السید الخوئی قدس سره احسن ما قیل فی المقام هو ما ذکره المحقق قدس سره فی المعتبر من انه لو أخّر النافلة الی بعد سقوط الشفق یکون ذلک من مصادیق التطوع فی وقت الفریضة نظرا ان وقت فضیلة فریضة العشاء یدخل عند سقوط الشفق الغربی بینما الروایات تمنع عن التطوع فی وقت الفریضة بهذه الصیغة « لا تطوع فی وقت الفریضة» او «لا نافلة فی وقت الفریضة» فان هذه الروایات بانضمام ان وقت العشاء یدخل عند سقوط الشفق تدل علی المنع من تأخیر النافلة الی حین ذهاب الحمرة المغربیة .

 


[1] ـ العروة الوثقی ج1ص524.
[2] ـ الوسائل ابواب اعداد الفرائض ب24ح1.
[3] ـ الوسائل ابواب صلاة الجمعة ب36ح6و7.
[4] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب24ح2.
[5] ـ الجواهر ج4ص139.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo