< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد حسین شوپایی

99/12/04

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: تعیین مبدأ الوقت لنافلة اللیل

الجهة الاولی من جهات البحث فی وقت نافلة اللیل تعیین مبدء وقتها و المشهور انه انتصاف اللیل و قد استدل له بوجوه الاول هو الاجماع و قد تقدم النقاش فیه .

و الوجه الثانی هی مرسلة الصدوق ره قَالَ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع وَقْتُ صَلَاةِ اللَّيْلِ مَا بَيْنَ نِصْفِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ.[1]

فان دلالتها علی المدعی تامة حیث ذکر فیها حدٌّ خاصٌّ للمبدء و المنتهی انما الاشکال فی سندها من جهة الارسال و هی من مقطوعات الصدوق ره فی الفقیه و بناء علی التفصیل بین مقطوعات الصدوق ره و مرویاته یتم الاستدلال بها علی المدعی اما بناء علی عدم حجية مرسلات الصدوق ره بلافرق بین مقطوعاته و مرویاته فلا یتم الاستدلال بها .

الوجه الثالث لاثبات قول المشهور هي الروایات التی تتضمن لنقل وقت تهجّد النّبیّ الاکرم « صلوات الله علیه و اله » لنافلة اللیل و کذلک امیر المؤمنین علیه السلام بانهما لم یصلیا نافلة اللیل قبل انتصاف اللیل فهناک عدّة من الروایات تتضمن هذا المفاد کروایة عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ- أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ يُصَلِّ شَيْئاً حَتَّى يَنْتَصِفَ اللَّيْلُ.[2]

فقد ذکر فی هامش الوسائل بان الراوی الاخیر عن الامام ع : في نسخة- عبيد بن زرارة (هامش المخطوط)، و كذا في المصدر.

و لا اشکال فی طریق الصدوق ره الی عبید بن زرارة و رجال السند کلهم ثقات اذ الصدوق ره نقل عن ابیه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسین ابی الخطاب عن الحکم بن مسکین عن عبید بن زرارة و ان الحکم بن مسکین وان لم يکن له توثیق خاص الا انه یمکن تصحیح السند من جهته عبر بعض المبانی فی التوثیقات العامة کنقل المشایخ الثلاثة مثل ابن ابی عمیر و البزنطی عنه و کذلک تحرز وثاقته علی ضوء انطباق قاعدة توثيق المعاریف .

و کموثقة مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ- أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَلَا يُصَلِّي شَيْئاً إِلَّا بَعْدَ انْتِصَافِ اللَّيْلِ- لَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَ لَا فِي غَيْرِهِ[3] .

ان سندالروایة تام اذ الشیخ ره نقل عن الحسین بن سعید عن صفوان عن ابن بکیر ـ و لوقوع ابن بکیر فی السند تکون الروایة موثقة ـ عن عبد الحمید عواض الطائی و قد وثّقه الشیخ ره فی الرجال و قد عدّه من اصحاب الامام محمد بن علیّ الباقر و جعفر بن محمد و موسی بن جعفر علیهم السلام .

یستفاد منها ان قبل انتصاف اللیل لم یُقرّر وقتاً لصلاة اللیل و کذلک یدل علی المدعی بعض الروایات الواردة فی الباب 36 من ان الائمّة علیهم السلام کانوا لایتنفلون نافلة اللیل قبل انتصاف اللیل کصحیحة عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ عِدَّةٍ أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لَا يُصَلِّي مِنَ النَّهَارِ - حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ- وَ لَا مِنَ اللَّيْلِ بَعْدَ مَا يُصَلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ- حَتَّى يَنْتَصِفَ اللَّيْلُ.[4]

و کروایةزرارة عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ ع لَا يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ شَيْئاً إِذَا صَلَّى الْعَتَمَةَ- حَتَّى يَنْتَصِفَ اللَّيْلُ- وَ لَا يُصَلِّي مِنَ النَّهَارِ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ[5]

تقریب الاستدلال بهذه النصوص هو ان النّبیّ الاکرم «صلوات الله علیه و اله» و ان علیّا علیه السلام و الائمّة علیهم السلام کانوا لا یتنفلون نافلة اللیل قبل انتصاف اللیل فیستکشف منه ان الزمان قبل انتصاف اللیل لم یجعل وقتا موظفاً لنافلة اللیل.

هل الاستدلال بها تام ام لا ؟

قد ناقش فیه السید الحکیم ره و السید الخوئی ره و حاصل ذلک ان مضمون هذه الروایات ان المعصومین علیهم السلام کانوا لا یتنفلون قبل انتصاف اللیل و عدم معهودية فعلهم لصلاة اللیل قبل الانتصاف لیس دلیلا علی توقیتها و تضییقها بانتصاف اللیل بل هذه الروایات تحکی فعل الائمة علیهم السلام و هذا لا ینفی وقتیة قبل منتصف اللیل بان یبدء وقتها من اول اللیل الا انه يکون الافضل تأخیرها الی ان ینتصف اللیل لان فعل المعصوم ع لا لسان له حتی یدل علی عدم جواز نافلة اللیل قبل منتصف اللیل لامکان ان يکون ذلک من ا جل اختيار الافضل واضاف السيد الخوئي ره في توضيح ذلک :أ لا ترى أنه لم يحك عن أحدٍ من المعصومين (عليهم السلام)الإتيان بالظهرين قبل الغروب بساعة، بل كانوا ملتزمين بوقت الفضيلة، مع ضرورة امتداد الوقت إلى الغروب، فلا مجال للاستدلال بعملهم الخارجي على التوقيت الشرعي بوجه.[6]

لکن یجاب عن هذه المناقشة بنفس الجواب المتقدم فی المسألة الثانیة فی بحث نافلة الظهرین قبل الزوال أ یجوز او لا یجوز اتیان نوافل الظهرین قبل الزوال ؟ فان السیدالحکیم ره قد استدل هناک بهذه النصوص المتضمنة لفعل النبی «صلی الله علیه و اله» و علیّ «علیه السلام» بانه لا یُعهَد منهم اتیان نوافل الظهرین قبل الزوال وقد ذکرنا في توضيح ذلک ان مدلول هذه النصوص لیس مجرد حکایة فعل المعصوم ع نظرا الی ان الامام اللاحق اذا تصدّی لنقل فعل المعصوم السابق فهذا بظاهره یدل علی کونه فی مقام التعلیم و تبیین حکم الشریعة و تعلیم الاخرین علی غرار الروایات البیانیة لوضوئات النّبیّ صلّی الله علیه و اله حیث قال الامام محمد بن علی الباقر «علیه السلام» ألا احکی لکم وضوء رسول الله او علی غرار روایات محمد بن قیس الذی نقل عن الامام الصادق «علیه السلام» قضایا امير المؤمنين علی بن ابیطالب «علیه السلام» بان تلک القضایا انما نقلها ابوعبد الله الصادق علیه السلام فی مقام بیان احکام الشریعة لا انها مجرد نقل قضایا و قصص تأریخیة اذن ظاهرالروایات المتقدمة تحدید وقت نافلة اللیل و لا یستفاد منها ان الائمّة «علیهم السلام» ترکوا اتیان نافلة اللیل قبل منتصف اللیل بغایة درک الفرد الافضل کما افاد شیخنا الاستاذ التبریزی ره فی ذیل المسألة بان الظاهر من تصدّی الامام علیه السلام لنقل فعل النبی الاکرم صلّی الله علیه و اله انه بغرض بیان وقت المشروعیة لا بیان مجرد وقت الفضیلة او مجرد نقل فعل النبی «صلّی الله علیه و اله» من غیر نظارة علی جهة التوقیت.

الوجه الرابع لاثبات قول المشهور هی الروایات المتعددة و المعتبرة التی تدل علی ان تقدیم نافلة اللیل علی نصف اللیل یختص بالمعذورین و قد عقد له باباً فی الوسائل ره بعنوان : بَابُ جَوَازِ تَقْدِيمِ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَ الْوَتْرِ عَلَى الِانْتِصَافِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ لِعُذْرٍ كَمُسَافِرٍ أَوْ شَابٍّ تَمْنَعُهُ رُطُوبَةُ رَأْسِهِ أَوْ خَائِفِ الْجَنَابَةِ أَوِ الْبَرْدِ أَوِ النَّوْمِ أَوْ مَرِيضٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ‌ .

فمنها صحیحة لیث المرادی قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الصَّلَاةِ فِي الصَّيْفِ- فِي اللَّيَالِي الْقِصَارِ صَلَاةِ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ- فَقَالَ نَعَمْ نِعْمَ مَا رَأَيْتَ وَ نِعْمَ مَا صَنَعْتَ يَعْنِي فِي السَّفَرِ- قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَخَافُ الْجَنَابَةَ- فِي السَّفَرِ أَوْ فِي الْبَرْدِ فَيُعَجِّلُ صَلَاةَ اللَّيْلِ- وَ الْوَتْرَ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ فَقَالَ نَعَمْ [7]

و منها صحیحة الحلبی عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنْ خَشِيتَ أَنْ لَا تَقُومَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ- أَوْ كَانَتْ بِكَ عِلَّةٌ أَوْ أَصَابَكَ بَرْدٌ- فَصَلِّ وَ أَوْتِرْ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ فِي السَّفَرِ[8] .

تقریب الاستدلال بها علی المدعی هو انه لو لم یکن منتصف اللیل مبدءً لصلاة اللیل لکان اتیان نافلة اللیل اول اللیل جائزا علی نحو الاطلاق للمختار و للمعذور و بعبارة اخری لو کان الوقت واسعا بطبعه لم یکن وجه فی تخصیص الحکم بالمعذورین فان تخصیصهم و تنصیصهم بالذکر في جواز التقدیم یدل بالالتزام علی مبدئیة الانتصاف .

هل هذا الاستدلال تام ام لا ؟

ناقش فیه السید الخوئی ره بأنّه يمكن أن يكون امتيازهم عن غيرهم مع فرض سعة الوقت في نفسه مرجوحية التقديم في حال الاختيار و ارتفاعها عن المعذور فيكون الأفضل التأخير عن النصف إلا لهؤلاء المعذورين و بعبارة اخری ان افضلیة التأخیر و حزازة التقدیم یکون مختصا بموارد عدم العذر و لا حزازة فی التقدیم العذری .[9]

و لکنه یبدو بالنظر عدم تمامیة المناقشة فان الاحتمال الذی احتمله السید الخوئی ره و ان کان افتراضه فی حد نفسه بمکان من الامکان بان یکون السبب فی الحکم بتأخیرها الی انتصاف اللیل لأجل درک الافضل و لايکون التأخیر فی حقّ المعذورین بأفضل، الا ان ظاهر بعض الروایات صدورها بصدد التوقیت لنافلة اللیل ابتداء خصوصا بملاحظة الجواب الذی القاه بنحو الجملة الشرطیة عن السؤال عن الوقت کما هو کذلک فی صحیحة عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ فِي حَدِيثٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ- فِي السَّفَرِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ فَقَالَ إِذَا خِفْتَ الْفَوْتَ فِي آخِرِهِ[10] .

فانها ظاهرة فی بیان وقت مشروعیة صلاة اللیل بنحو التقیید بحیث لا یکون قبل انتصاف اللیل وقتاً مجعولاً لنافلة اللیل .

 


[1] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب43ح2.
[2] ـ الوسائل نفس المصدر ح1.
[3] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب43ح4.
[4] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب36ح5.
[5] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب36ح6.
[6] - الموسوعة ج11ص263-264 -.
[7] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب44ح1.
[8] ـ نفس المصدر ح2.
[9] - الموسوعة ج11ص264 -.
[10] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب44ح7.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo