< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد حسین شوپایی

99/12/17

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: المراد من السحر کوقت لاتیان نافلة اللیل

الجهة الرابعة من جهات البحث فی المسألة الثامنة فی المراد من السحر کوقت لاتیان نافلة اللیل فقال السيد الماتن قدس سره انه الثلث الاخیر من اللیل .

یقع البحث فی بیان المستند لتفسیر السحر بالثلث الاخیر هل هذا التفسیر یرجع الی دلیل تام او لابد من تفسیر السحر بحدٍّ اخر ؟

ان السید الحکیم قدس سره وجّه فتوی السید الماتن قدس سره بانه ما یقتضیه الجمع بین الطائفتین اذ هناک روایات معتبرة تحدد الوقت بالسحر و من جانب اخر بعض الروایات قرّرت الوقت فی الثلث الاخیر و الجمع بینهما یثمر فتوی الماتن قدس سره من ان السحر هو الثلث الاخیر من اللیل .

ثم ناقش فیه بثلاثة مناقشات المناقشة الاولی بان الروایة الاولی من الطائفة الثانیة ای روایة سلیمان بن حفص المروزی قاصرة من حیث السند فلا یصح تفسیر عنوان السحر الوارد فی الطائفة الاولی بروایة ضعیفة .

المناقشة الثانیة ان الروایة الثانیة من الطائفة الثانیة ای روایة اسماعیل بن سعد [1] و ان کانت تامة و صحیحة من حیث السند الا ان دلالتها علی المدعی قاصرة فکیف یمکن استناد فتوی الماتن قدس سره الی ما یقتضیه الجمع بینها و بین الطائفة الاولی بینما هی قاصرة الدلالة علی تساوی السحر و الثلث الاخیر .

والظاهر ان وجه قصور دلالتها عند السيد الحکيم قدس سره هو ان السؤال انما هوعن افضل ساعات اللیل بحدّ ذاته بقطع النظر عن اتیان نافلة اللیل فأجاب الامام «علیه السلام» بانه الثلث الاخیر ولیس السؤال عن افضل ساعات اتیان نافلة اللیل فالروایة لیست ناظرة الی تحدید افضل ساعات التنفل بنافلة اللیل .

و المناقشة الثالثة انها بعد غمض العین عن الاشکال السندی و الاشکال الدلالی و بعد تسلیم ثبوت طائفة ثانیة دالة علی تحدید الوقت بالثلث الاخیر الا انه لا وجه فی مقام الجمع بین الطائفتین ان تُجعل الطائفة الثانیة تفسیرا لعنوان السحر الوارد فی الطائفة الاولی بان يکون السحر هو الثلث الاخیر و ذلک لوجود احتمال اخر فی الجمع بین الطائفتین و ذاک الاحتمال یثمر غیر الجمع المتقدم الذی أخذه الماتن قدس سره فی المتن و هو ان نقول ان عنوان السحر الوارد فی الطائفة الاولی اضیق وقتاً بالنسبة الی الثلث الاخیر فیکون السحر جزء او نصفا من الثلث الاخیر فالجمع العرفی الحاصل علی اساس الاحتمال الثانی یکون حملا للدلیل الأضیق علی بیان افضل الفردین علی غرار وقت بعض الفرائض حیث ورد دلیلان علی تحدید منتهی الوقت للمغربین احدهما یحدد الوقت بحد اوسع و الاخر بحد اضیق و قد حملنا الحدّ الاقل علی بیان وقت الفضیلة و الامر فی المقام یکون بهذا الملاک بان الثلث الاخیر هو افضل الوقت و افضل الثلث هو السحر فقد ذکرالسید الحکیم ره ان من الجائز أن يكون السحر أقل من الثلث، و يكون أفضل الثلث[2] .

لکن يرد علی ما افاده السید الحکیم ره من احتمال الجمع بینهما بقوله « فمن الجائ.» بان مجرد الاحتمال او امکان الجمع بین الطائفتین بهذا النحو لایوجب رفع الید عن الجمع الاول لانا اذا راجعنا الی الادلة نواجه کلا العنوانین فی الادلة اما عنوان السحر فهو غیر واضح المقدار و الدلیل الاخر یتضمن عنوان الثلث الباقی فبطبیعة الحال یرتفع اجمال عنوان السحر ببرکة الطائفة الثانیة و تعد الطائفة الثانیة تفسیرا لعنوان السحر و حیث احتمل السید الحکیم ره ورود هذا الاشکال فقد افاد البیان بنحو لا یرد علیه هذا الاشکال فذکر انه لو کان عنوان السحر بحسب الفهم العرفی مبهما لکان ینبغی رفع الابهام عن الطریق الثانی لکن القضیة فی المقام لیس بهذا النحو اذ لیس فی عنوان السحر اجمال بعد الرجوع الی کلمات اللغویین و غیر اللغویین فان السحر إما بمعنی آخر اللیل و إما بمعنی سدس اللیل بحسب کلمات الاکثر و لیس هناک من یقول بان السحر هو الثلث الاخیر اذن المتیقن فی السحر هو سدس اللیل الباقی و بعد ما اتضح معنی السحر بالرجوع الی کلمات اللغویین و العلماء بانه السدس الباقی فاذا لاحظنا هاتین الطائفتین نری ان الطائفة الاولی حدّدت الوقت بالسحر ای سدس اللیل و الطائفة الثانیة حدّدته بالثلث الاخیر فیتردد الامر بین الحد الاقل و الحد الاکثر و بهذا التقریب یظهر وجه تعین الجمع الثانی اذ المورد یکون من موارد الدوران بین دلیلین احدهما یتضمن لوقت اقل و الاخر لوقت اکثر و الجمع بینهما یقتضی الحمل علی مراتب الفضل .

فالسید الحکیم ره اولا ینکر وجود طائفة ثانیة فی المقام فیتعین العمل بالطائفة الاولی المتضمنة لعنوان السحر و هو سدس اللیل کما عند اللغویین و علی تقدیر تسلیم وجود طائفة ثانیة متضمنة للثلث الاخیر فان الجمع العرفی حینئذ یقتضی الحمل علی الافضلیة .

اما السید الخوئی قدس سره عند دراسة حکم المسألة فقد افاد بان الروایات لا تنحصر بالطائفة الاولی بل الطائفة الثانیة ثابتة فی المقام بل هناک طائفة ثالثة متضمنة علی حدّ اخر فی مقابل عنوان السحر و عنوان ثلث اللیل و هی الروایات التی حدّدت وقتها بآخر اللیل فان عنوان « آخر اللیل » یغایر مفهوما مع عنوان السحر و مع عنوان ثلث اللیل فلابد فی مقام الجمع من ملاحظة کل الطوائف الثلاثة اذن فالطوائف الثلاثة کلها داخلة فی مقام الجمع و لیست الطائفة الثانیة خارجة عن محطّ النظر و مقتضی الجمع بین الطوائف الثلاثة هو حمل عنوان السحر علی ثلث اللیل الا ان المراد من ثلث اللیل هو المرکب من سدسین سدسٌ قبل الفجر و سدسٌ بعد الفجر و بهذا النحو نکون قد أخذنا بدلیل ثلث اللیل و بدلیل السحر المحدد بسدس اللیل قبل الفجر فمختار السید الخوئی ره بالنتیجة یتحد مع مختار السید الحکیم ره بانه سدس اللیل الذی یُقدَّر بمقدار ساعة و نصف قبل الفجر الا انه یطلق علی السحر ثلث اللیل بما هو مشتمل علی السدس الاول من ثلث اللیل و السدس الثانی هو الوقت الثابت بین الطلوعین بناء علی مختار السید الخوئی ره من الحاقه باللیل فان مقتضی الجمع بین الطوائف الثلاثة هو ان افضل الوقت هو النصف الاول من الثلث الاخیر المنتهی بطلوع الشم

و لابد فی اثبات اندراج الطائفة الثانیة فی اطراف الجمع من دفع مناقشة السید الحکیم قدس سره فی الطائفة الثانیة حیث استشکل فیها باشکالین الاشکال الاول فی سند روایة سلیمان بن حفص المروزی و الاشکال الثانی فی دلالة صحیحة اسماعیل بن سعد الاشعری فقد افاد السیدالخوئی ره بان الاشکال السندی في محله ، اما الاشکال الدلالی _ ای قصور دلالتها نظرا الی ان السؤال فیها عن خصوص افضل ساعات اللیل فی حد ذاتها مع قطع النظر عن التنفل فيه و لیس سؤالا عن افضل ساعات نافلة اللیل _ فقد اجاب عنه السید الخوئی ره بان الجمود علی لفظ الرواية وان کان يقتضي ان السؤال عن افضل ساعات اللیل و لیس سؤالا عن افضل وقت نافلة اللیل الا ان ملاحظة مجموع الروایة صدرا و ذیلا یوصلنا الی ان سؤال اسماعیل کان عن افضل ساعات اللیل بغرض ایقاع نافلة اللیل فیها خصوصا بملاحظة السؤال الاول من اسماعیل حیث سأل عن ساعات الوتر قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع عَنْ سَاعَاتِ الْوَتْرِ- قَالَ أَحَبُّهَا إِلَيَّ الْفَجْرُ الْأَوَّلُ- وَ سَأَلْتُهُ عَنْ أَفْضَلِ سَاعَاتِ اللَّيْلِ قَالَ الثُّلُثُ الْبَاقِي الْحَدِيثَ.[3]

و هذه قرینة علی ان مراده من السؤال الثانی فی الفقرة الثانیة ای «افضل ساعات اللیل» بغرض ایقاع نافلة اللیل فیها فاجاب الامام علیه السلام بانه الثلث الباقی و بهذا التقریب تتم دلالة صحیحة اسماعیل فلا تصح مناقشة السید الحکیم ره فی دلالتها و لیست هذه الروایة خارجة اطراف الجمع فبالتالی لا یرد الاشکال الثانی من السید الحکیم ره علی الجمع الاول .

اما الطائفة الثالثة التی اشار اليها السید الخوئی قدس سره فهی الروایات المتعددة التی تدل علی ان وقتها هو آخر اللیل کصحیحة ابی بصیر قال «سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن التطوع بالليل و ...و من السحر ثمان ركعات ثم يوتر و الوتر ثلاث ركعات مفصولة ثم ركعتان قبل صلاة الفجر، و أحب صلاة الليل إليهم آخر الليل»[4] .

فان قوله علیه السلام «و من السحر ثمان رکعات» محمول علی انه افضل الوقت جمعا بینه و بین الروایات المحددة بین منصف اللیل الی طلوع الفجر و فی الفقرة الاخیرة ذکر « أحب صلاة الليل إليهم آخر الليل »

و من روایات الطائفة الثالثة موثقة سلیمان بن خالد عن ابی عبد الله علیه السلام قال : ...

وَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ‌تَقْرَأُ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ[5]

و التعبیر عنها بالموثقة لوقوع عثمان بن عیسی فی السند .

و موثقة زرارة ـ وجه التعبیر عنها بالموثقة لوقوع ابن بکیر فی السند ـقَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مَا جَرَتْ بِهِ السُّنَّةُ فِي الصَّلَاةِ- فَقَالَ ....وَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ- مِنْهَا الْوَتْرُ وَ رَكْعَتَا الْفَجْرِ- ...[6]

و موثقة ابْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا كَانَ يُحْمَدُ الرَّجُلُ أَنْ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ- فَيُصَلِّيَ صَلَاتَهُ ضَرْبَةً وَاحِدَةً ثُمَّ يَنَامَ وَ يَذْهَبَ[7] .

و معتبرة مرازم أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَتَى أُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ- قَالَ صَلِّهَا فِي آخِرِ اللَّيْلِ الْحَدِيثَ.[8]

و هناک روایات اخری تندرج فی الطائفة الثالثة فما هو مقتضی الجمع بین هذه الروایات فقال السید الخوئی ره لانری التنافی بین الطائفتین الاولیین (المشتملتين علی عنوان السحر وعنوان ثلث الليل) لانهما راجعتان الی معنی واحد بان السحر ینطبق علی الثلث الاخیر من اللیل فان قال احد بان السحر قد فسّر فی کلمات اللغویین و بعض الفقهاء بانه سدس اللیل الاخير او قبيل الصبح فکیف طریق الجمع بین السدس الاخیر و الثلث الاخیر فلم يجمع السيد الخوئي ره بينهما بالتقييد و الحمل علی الافضلية _کما افاده السید الحکیم ره في المناقشة الثالثة في روايات الطائفة الثانیة _بل ذکران المراد من السحر و ان کان بحسب کلمات اللغویین هو السدس الاخیر الا ان السحر صالح للتطبیق علی الثلث الاخیر اذ المراد من الثلث الاخیر فی روایة اسماعیل هو ما یتشکل من جمع السدسین الواقع احدهما قبل الفجر و الاخر بعد الفجر بناء علی امتداد اللیل الی طلوع الشمس فالثلث الاخیر یراد به ساعة و نصف ساعة قبل الفجر تقریبا و هو ینطبق علی السحرعند اللغویین فقال : بعبارة اخرى: مبدأ السدس الأخير من الليل الذي ينتهي بطلوع الفجر هو مبدأ الثلث الباقي منه إلى طلوع الشمس، فالتعبير الأول مبني على الغض عما بين الطلوعين باعتبار انتهاء وقت صلاة الليل بذلك، و التعبير الثاني مبني على رعايته، فلا اختلاف إلا بمقدار لا يعتنى به كما سمعت، فيكون المراد به ما قبل طلوع الفجر بمقدار ساعة و نصف إلى ساعتين تقريباً حسب اختلاف فصول السنة من حيث قصر الليل و طوله.[9]

اما طریق الجمع بین الطائفة الثالثة و الاولیین فذکر قده انه بنحوین ففي الموسوعة :« أما الثالث: أعني آخر الليل، فإن أُريد به الثلث الباقي فلا منافاة، و إن أُريد به الأقل من ذلك كما لعله الأظهر فيمكن الجمع تارة: بحمل ما دل‌على الثلث على إرادة من يراعي جميع السنن و الآداب، فإنه لا مناص له من التقديم ليتسع الوقت للجميع، و ما دل على آخر الليل على من يقتصر على النافلة، فيختلف ذلك باختلاف المصلّين من حيث التطويل و التقصير.

و اخرى: بالحمل على اختلاف مراتب الفضل، فوقت النافلة يدخل عند الانتصاف، و الأفضل التأخير إلى الثلث الباقي، و أفضل منه التأخير إلى آخر الليل، و بذلك يرتفع التنافي المراءى بين الأخبار.[10]

 


[1] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب54ح4.
[2] ـ المستمسک ج5ص115.
[3] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب54ح4.
[4] ـ الوسائل ابواب اعداد الفرائض ب14ح2.
[5] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب13ح16.
[6] الوسائل ابواب المواقیت ب14ح3.
[7] ت الوسائل ابواب المواقیت ب53ح5.
[8] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب54ح3.
[9] ـ الموسوعة ج11ص273.
[10] - نفس المصدر ص273-274 -.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo