< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ يوسف السبيتي

بحث الفقه

43/07/22

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: كتاب الأطعمة والاشربة.

القول: في غير الحيوان.

مسألة (9): يُستثنى من الطين طين قبر سيّدنا أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام للاستشفاء، ولا يجوز أكله لغيره. ولا أكل ما زاد عن قدر الحمّصة المتوسّطة، ولا يلحق به طين غير قبره؛ حتّى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام على الأقوى. نعم، لا بأس بأن يُمزج بماء أو شربة ويستهلك فيه، والتبرّك والاستشفاء بذلك الماء وتلك الشربة[1] .

 

تقدم حرمة أكل الطين عمومًا وقد خرج عن الحكم المذكور أكل طين مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ولكن بشروط منها نية الاستشفاء وأيضًا بما لا يزيد عن مقدار حمصة من اوسطها وأن تكون من قبر مولانا الامام الحسين (عليه السلام) بالمساحة المحددة وسيأتي بيانُها.كما سيأتي بيان النص الشريف، وهذا ما عليه إجماع الفقهاء (اعلى ا لله مقامهم) وقد ذكر العلماء آدابًا كثيرة لأخذ التربة المقدسة ولكن كلّها من باب الفضل والافضلية لا الشرطية الحقيقية، ومن الروايات على الاستثناء المذكور.

-(محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي، عن رجل، قال: قال أبو عبد الله (عليه‌ السلام): الطين حرام كلّه كلحم الخنزير، ومن أكله، ثمَّ مات فيه لم أُصلّ عليه، إلاّ طين القبر، فانَّ فيه شفاء من كلّ داء، ومن أكله بشهوة لم يكن له فيه شفاء)[2] .

-(وعن عليّ بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي، عن سعد بن سعد، قال: سألت أبا الحسن (عليه‌ السلام) عن الطين؟ فقال: أكل الطين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، إلاّ طين الحائر، فانّ فيه شفاء من كل داء، وأمناً من كل خوف)[3] .

-(قال ابن قولويه: وروى سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه‌ السلام)، قال: (أكل الطين) حرام على بني آدم، ما خلا طين قبر الحسين (عليه‌ السلام)، من أكله من وجع شفاه الله)[4] .

-(محمد بن الحسن في (المصباح) عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله (عليه‌ السلام)، أنّه قال: من أكل من طين قبر الحسين (عليه‌ السلام) غير مستشف به فكانما أكل من لحومنا)[5] .

-(قال: وروي: أنَّ رجلاً سأل الصادق (عليه‌ السلام)، فقال: إني سمعتك تقول: إنَّ تربة الحسين (عليه‌ السلام) من الأدوية المفردة، وأنّها لا تمرّ بداء إلاّ هضمته، فقال: قد قلت ذلك، فما بالك؟ قلت إنّى تناولتها فما انتفعت بها، قال: أما أنّ لها دعاء، فمن تناولها ولم يدع به، واستعملها لم يكد ينتفع بها، قال: فقال له: ما يقول إذا تناولها؟ قال: تقبّلها قبل كلّ شيء، وتضعها على عينيك، ولا تناول منها أكثر من حمّصة، فإنَّ من تناول منها أكثر (من ذلك) فكأنّما أكل من لحومنا ودمائنا، فإذا تناولت فقل: « اللهمَّ إنّي أسألك بحقّ الملك الذي قبضها، و(أسألك) بحقّ النبيّ الذي خزنها، وأسألك بحقّ الوصي الذي حلّ فيها أن تصلّي على محمد وآل محمد، وأن (تجعلها لي) شفاء من كلّ داء، وأماناً من كلّ خوف، وحفظاً من كلّ سوء »، فإذا قلت ذلك فاشددها في شيء، واقرأ عليها: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، فإن الدعاء الذي تقدَّم لأخذها هو الاستيذان عليها، وقراءة إنّا أنزلناه ختمها)[6] .

نعم بما لا يزيد عن مقدار الحمصة للنهي عن الزائد كما تقدم في الخبر

أما لو جعل التربة المقدسة في شربة واستهلكت بها فذلك جائز للاستهلاك بلا اشكال.

 

مسألة (10): ذكر لأخذ التربة المقدّسة وتناولها عند الحاجة آداب وأدعية، لكن الظاهر أنّها شروط كمال لسرعة الإجابة، لا شرط لجواز تناولها[7] .

 

إن ظاهر القيود في المندوبات مأخوذة على نحو التعدد في الموارد المطلوبة فيها مستقلًا عن أصلها وعمن سواها من قيود، وهذا ما يظهر من سياق الاخبار في المقام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo