< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ يوسف السبيتي

بحث الفقه

44/03/09

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: كتاب القضاء

القول: في المقدمة

 

2 – أهمية القضاء في النظام الاجتماعي:

إن القضاء أساس في المنظومة الاجتماعية عند المجتمعات المسكونية عامة، بل هو من أهمها واعظمها شأنًا، ومن دونه يدخل الناس في الفوضى والإرباك في حياتهم، بل من دونه تضيع الحقوق ويأكل القويّ الضعيف وتقوى شوكة الظالمين، ويعمّ الفساد بين الناس.

ولقد أكدت الشرائع الالهية على القضاء بل كان من أهم وظائف الأنبياء والمرسلين والأوصياء، والصالحين والمصلحين عبر الزمن، وبه تُفضّ الخصومات وتُحلّ النزاعات بين الناس.

وقد وردت الادلة الشرعية أن القضاء لا بد أن يكون موافقًا لأحكام الله تعالى، وأن على القاضي أن يبذل كامل الجهد لإستخراج القول الحق والحكم الفصل في مرضاة الله تعالى وإلا كان باطلًا ومحرّمًا.

فقد ورد في الاخبار:

-(عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن حمران، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله عزَّ وجلَّ فهو كافر بالله العظيم)[1] .

صحيحة هشام بن سالم:

-(محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: لما ولّى أمير المؤمنين (عليه السلام) شريحاً القضاء اشترط عليه أن لا ينفذ القضاء حتى يعرضه عليه)[2] .

-(عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن يعقوب ابن يزيد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي جميلة، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لشريح: يا شريح ! قد جلست مجلساً لا يجلسه إلاّ نبيّ، أو وصيّ نبيّ أو شقيّ)[3] .

-(عن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن أبي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: اتّقوا الحكومة، فإنَّ الحكومة إنّما هي للإِمام العالم بالقضاء، العادل في المسلمين لنبي، أو وصيّ نبيّ)[4] .

-(وعن عليّ بن محمّد، (وغيره) ، عن سهل بن زياد، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عمّن حدَّثه ممّن يوثق به، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) إنّ الناس آلوا بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى ثلاثة: آلوا إلى عالم على هدى من الله، قد أغناه الله بما علم عن غيره، وجاهل مدّع للعلم، لا علم له، معجب بما عنده، قد فتنته الدنيا، وفتن غيره، ومتعلّم من عالم على سبيل هدى من الله ونجاة، ثمَّ هلك من ادّعى، وخاب من افترى)[5] .

وغيرها من الروايات المستفيضة بل المتواترة على ذلك.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo