< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ يوسف السبيتي

بحث الفقه

45/08/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: كتاب القضاء.

 

القول: في أحكام الحلف.

مسألة (14): يستحبّ للقاضي وعظ الحالف قبله، وترغيبه في ترك اليمين إجلالًا للَّه‌ تعالى ولو كان صادقاً، وأخافه من عذاب اللَّه تعالى إن حلف كاذباً، وقد روي أنّه «من حلف باللَّه كاذباً كفر»، وفي بعض الروايات: «من حلف على يمين وهو يعلم أنّه كاذب فقد بارز اللَّه» و«أنّ اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع من أهلها[1] .

 

أما أنه يستحب للقاضي وعظ الحالف قبل الحلف، فهو ممّا عليه سيرة المتشرعة، وأصحاب الهمم العالية والنفوس الزكية الذين ينزهون الله تعالى عن تعريضه لأيمانهم، فيتركون اليمين إجلالًا له تعالى حتى ولو كانوا صادقين لقوله تعالى:

﴿وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[2]

هذا مضافًا إلى الاجماع والنصوص الكثيرة الدالة على إستحباب ترك الحلف بالله تعالى منها:

-(عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه‌ السلام)، قال: قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله): من أجلّ الله أن يحلف به أعطاه الله خيرا مما ذهب منه)[3] .

-(عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخرّاز، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌ السلام) يقول: لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين، فانه عزّ وجلّ يقول: (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم))[4] .

-(عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يحيى بن ابراهيم، عن أبي سلام المتعبد، أنه سمع أبا عبدالله (عليه‌ السلام) يقول لسدير: يا سدير! من حلف بالله كاذبا كفر، ومن حلف بالله صادقا أثم، ان الله عزّ وجلّ يقول: (ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم))[5] .

-(محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه‌ السلام) ان أباه كانت عنده امرأة من الخوارج، اظنه قال: من بني حنيفة، فقال له مولى له: يا ابن رسول الله! ان عندك امرأة تبرأ من جدّك، فقضى لأبي أنّه طلّقها، فادعت عليه صداقها، فجاءت به إلى امير المدينة تستعديه، فقال له امير المدينة: يا علي اما أن تحلف، واما ان تعطيها، فقال لي: يا بنيّ! قم فأعطها أربعمائة دينار، فقلت له: يا أبة! جعلت فداك، ألست محقا؟! قال: بلى يا بنيّ! ولكنّي أجللت الله أن أحلف به يمين صبر)[6] .

(محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه‌ السلام)، قال: ان في كتاب علي (عليه‌ السلام): ان اليمين الكاذبة، وقطيعة الرحم تذران الديار بلاقع من أهلها، وتثقل الرحم، يعني: انقطاع النسل)[7] .

-( وفي (الخصال) عن محمد بن موسى بن المتوكّل، عن عبدالله ابن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه‌ السلام)، قال: في كتاب علي (عليه‌ السلام): ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن: البغي، وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة يبارز الله بها، وان أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم، وان القوم ليكونون فجارا، فيتواصلون فتنمى اموالهم، ويبرون فتزاد أعمارهم، وان اليمين الكاذبة، وقطيعة الرحم ليذران الديار بلاقع من اهلها، وتثقلان الرحم، وان ثقل الرحم انقطاع النسل)[8] .

-(عن عليّ بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن عليّ، عن علي بن عثمان بن رزين، عن محمد بن فرات، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه‌ السلام)، قال: قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله): إياكم واليمين الفاجرة، فانّها تدع الديار من أهلها بلاقع)[9] .

وأما الحلف كاذبًا فقد ورد في بعض الروايات أنه كفر وأنه قد بارز الله تعالى.

(عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن يعقوب الاحمر، قال: قال أبو عبدالله (عليه‌ السلام): من حلف على يمين، وهو يعلم أنه كاذب، فقد بارز الله)[10] .


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo