< قائمة الدروس

الأستاذ الشیخ حسان سویدان

بحث الفقه

45/03/02

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: كتاب الصلاة/ مقدمات الصلاة/الاختلاف في مبدأ صلاة الظهر هل هو نفس انتصاف الشمس أم الانتقال عن المنتصف

كان الكلام في استعراض جملة الروايات التي قد يَظهر منها أنّ الزوال انما يتحقق بزيادة الظل وزواله عن كبد السماء، وصل الكلام الى الرواية الثالثة من الباب وهي الرواية التي يرويها الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه الشريف بإسناده عن عبدالله بن سنان وطريق الشيخ الصدوق الى ابن سنان صحيح لا غبار عليه كما في المشيخة وعبدالله من اجلاء الطائفة يروي عن ابي عبدالله الصادق عليه السلام قال الرواية صحيحة من حيث السند وهي الرواية الوحيدة في الباب الصحيحة تزول الشمس في النصف من حزيران على نصف قدم يعني اذا انعدم الظل او نقص الى الحد الذي لم يعد موجودا لجهة الغرب فيكون موجودا لجهة الشمال أو الجنوب ثم بدأ يحدث لجهة الشرق بذهاب الشمس نحو الغرب على نصف قدم حدود عشر سنتيمتر تقريبا الرواية صريحة في ان الزوال يتحقق في هذا الحد لكن المشكل هو اتمام الرواية وفي النصف من تموز على قدم ونصف وفي النصف من اب على قدمين ونصف وفي النصف من ايلول على ثلاثة اقدام ونصف وفي النصف من تشرين الاول على خمسة اقدام ونصف الى اخر الرواية وهكذا تزيد الى النصف من كانون الاول على تسعة ونصف هذا وقت طويل ثم ترجع من كانون الاخر انتهاءً بحزيران من جديد على نصف قدم صعود ونزول واضح من صدر الرواية أنّ الزوال لا يتحقق بمجرد انعدام الظل في طرفي الشرق والغرب وانه انما يتحقق بالزيادة التي بدأت في الرواية بنصف قدم، أما ما ورد فيها من التحديدات الشهرية منتصف كل شهر فضلا عن التحديد بالشهور الشمسية الميلادية سواء اريد منها التقويم الغربي او الشرقي فكلاهما لا يخلو من غرابة إذ استخدام هذه الشهور لم يكن معروفا شائعا في بلاد المسلمين مضافا الى ان التحديد بالمنتصف من كل شهر والظاهر بدوا في تحديد مبدأ الزوال في كل منتصف شهر أيضًا أمر غريب، صحيح أنّ الارض كروية وتتحرك واي نقطة نأخذها قد يتفاوت فيها الامر لكن من جهة طول وقصر أو انعدام الظل عندما تصبح الشمس في منتصف السماء هذا صحيح بقدر المسامتة مع الشمس جنوبا او شمالا لكن إذا بدأت الشمس تذهب نحو المغرب وبدأ يحدث الظل فصحيح انه في الايام الطويلة يستطيل الظل اكثر لجهة الشرق كلما ذهبت الشمس لجهة المغرب لكن لا يتفاوت هذا بالنسبة لأصل زيادة الظل وأنّ زيادته دليلٌ على اتجاه الشمس نحو الغروب بعد أن توسطت في كبد السماء وهذا واضح وكون الزوال يتحقق في كل شهر متفاوتا عن بقيّة الأشهر بزيادة خاصّة ترتبط به تختلف من شهر الى شهر مضافًا الى ان ذلك لا يتحدّد بالضرورة بيوم من شهر بل هو أي طول النهار يزيد تدريجيا في كل يوم يوم من أيام الشهر اذا كان الملحوظ طول النهار وقد يُقال ان التحديد بمنتصف الشهر حتى لا يحدد بالايام وهذا بنفسه يصبح قرينة على ان التحديد ليس للزوال الشرعي الذي يتفاوت لو كان البعد بهذا المقدار بمعنى مبدأ امكانية الاتيان بالصلاة صلاة الظهر والا لا معنى للتحديد بيوم الخامس عشر من كل شهر ثم يهمل الزوال الى الخامس عشر من الشهر اللاحق ويقفز قفزة نوعية من نصف قدم الظل الظل نصف قدم الى قدم على ان التفاوت الفاحش في الاشهر حتى يبلغ تسعة اقدام ونصف في منتصف الشهر الاخير قطعا من الغرائب والمخالف للضروري عند المسلمين مش عند شيعة اهل البيت فقط الا ان يكون ذلك تحديد لآخر وقت فضيلة يمكن ان يبدأ فيه بالصلاة نظير الروايات اللي قالت قدم وقدمان ذراع وذراعان يعني قدمان واربعة اقدام قامة وقامتان واللي تعرضنا لها في نهاية العام السابق ونحن حملناها على التقية في ذلك الوقت انه حتى تفاوت الفضيلة بهذا المستوى غير مترقب وغير محتمل فقهيا وعلى هذا فقد يشكل العمل بهذه الرواية وإن صحّ سندها وصرحت في بدايتها بان الزوال للشمس في النصف من حزيران لكن هذا الاضطراب من هذه الجهات وربما جهات اخرى لا داعي للاطالة فيها يجعل المتمرس متوقفا ويرد علمها الى اهلها والامر الاخر في المسألة معاملة الفقهاء لهذه الرواية وشرّاح الاحاديث ففي حين رأيت ان بعض الفقهاء حمل الرواية على العراق لكون عبدالله بن سنان عراقيا رأيت بعضهم الاخر كصاحب المنتقى لعله الشيخ حسن صاحب المعالم حملها على انها ناظرة الى المدينة دون غيرها من الافاق وانت خبير بان هذا لا يحل اشكالية كم الفرق بين المدينة وبين العراق! والعراق اساسا هو يعني منطقة واحدة بطوله وعرضه المدينة واحدة لكن تبقى الرواية مؤيدة ان الزوال لان الروايتين السابقتين ضعيفتا السند ان الزوال لا يتحقق بمجرد انتصاف النهار وقبل ان تزول الشمس نحو الغرب.

رواه في الخصال لكن في الخصال يوجد في السند كلام لا نطيل به ما دام سنده صحيح اصلا في الفقيه.

الرواية الرابعة من الباب مرسلة الشيخ الصدوق وهو مرسل جزمي يصح عند من آمن بان المراسيل الجزمية يعمل بها كما هو مذهب السيد الامام رضوان الله تعالى عليه وجماعة وقال الصادق عليه السلام طبعا وهذا غير صحيح في نظر المشهور والمنصور باعتبار ان مراسيل الشيخ الصدوق لا دليل على التفرقة فيها بين الجزمية وغير الجزمية بعد شهادته بانه يفتي بكل ما اودعه سواء ارسله جزما او ارسله على غير جزم ثم المرسل الجزمي في احسن الحالات هو اعتقد انه رواية صحيحة وما شهد بصحته في مسنداته رأينا ان فيه ما هو مطعون السند فيصبح المرسل الجزمي في احسن الحالات شبهة مصداقية لخبر الثقة او الموثوق ولا يكفي الوثوق عنده ما لم يحقق وثوقا للعامل كما هو واضح جيد تبيان زوال الشمس ان تأخذ عودا طوله ذراع واربع اصابع فتجعل اربع اصابع في الارض يعني تثبته في الارض في التراب فاذا نقص الظل حتى يبلغ غايته ثم زاد انتبهوا فقط زالت الشمس جعل الزوال في طول الزيادة وتفتح ابواب السماء وتهب الرياح وتقضى الحوائج العظام رزقنا الله واياكم في الدارين ان شاء الله خيرها.

بعد في رواية يا اخوان في الباب العاشر الباب السابق على هذا الباب الحديث الثاني عشر وهي رواية طويلة وقد اشار اليها الشيخ الصدوق بما رقم برقم خمسة هنا وتجدر هنا بنا ان ننبه على فائدة بما يرتبط بالوسائل الوسائل في طبعته الحديثة المحققة رقم ترقيما موحدا من اوله الى اخره فقد يتصور الانسان ان ما هو مودع في الوسائل يساوي عدد هذه الارقام من الاحاديث المختلفة مع ان الامر ليس كذلك قد ينقص من العدد الف او اكثر باعتبار ان الاحاديث المتكررة في الوسائل ولو بنحو الاختصار والاشارة الى ما تقدم او ما سيأتي غير قليلة وقد رقموها ضمن الترقيم فقد تجد حديث متكرر ثلاث مرات وحمل ثلاثة ارقام جيد وهو الحديث الثاني عشر من الباب العاشر يرويه ابن الشيخ شيخ الطائفة الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي في الامالي عن ابيه باسناد غير معتبرة والحديث عنه لا ينفعنا الان الحديث قريب من صفحة يعني في وسطه فان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه واله عن اوقات الصلاة فقال اتاني جبرائيل عليه السلام فاراني وقت الصلاة حين زالت الشمس فكانت على حاجبه الايمن واضح انه جبرائيل عم بحدد اول الوقت بحسب الظاهر ثم اراني وقت العصر فكان ظل كل شيء مثله الى اخره لما اول وقت الصلاة صلاة الظهر حين زالت امس وكانت فكانت يعني على حاجبه الايمن واضح يعني بعد ان تحركت نحو الغرب باعتبار حتى الشمس تتحرك وتولد ظلا على الحاجب الايمن بدها تكون راحت باتجاه المغرب للانسان المواجه للشمس كما هو واضح وهذا غير منضبط طبعا بشكل دقيق يعني مش متل الشاخص لكن في اصل الفكرة تنفع وهكذا فقد ظهر لنا ان شيئا من هذه الروايات لا يمكن العمل به بشكل جازم وان كان التنكر لهذا العدد من الروايات التي حددت الزوال بهذا ايضا فيه ما لا يخفى ولو في مستوى الاحتياط على ان غير واحد منها صريح وبعضها كالصريح في ان الزوال يراد منه زيادة الظل لكن لا نستطيع من هذا ان نحمل الزوال على ذلك بضرس قاطع باعتبار حجة واضحة تامة سندا ودلالة لم يوجد ورواية عبدالله بن سنان كانت فيها مشكلة واضطراب صحيحة عبدالله بن سنان.

من هنا لا نجد بدا من العود الى تحقيق معنى الزوال والدلوك في لغة العرب عندما يطلق على منازل الشمس في النهار لان المفهومين اعم من ذلك كما هو معلوم اذا جئنا الى هذا البحث فالاية الكريم استخدمت دلوك الشمس اذا راجعنا اللغة نجد أنّ الدلوك له معنى عام وهو مرور او امرار شيء على شيء وحركته فوقه وفيما يرتبط بالشمس أطلقت على الزوال واطلقت بشكل اكبر على واكثر على اتجاه الشمس نحو المغيب في نهاية النهار والاية في حد نفسها غير صريحة في ان الحديث فيها عن وقت الظهر بل غير ظاهرة في حد نفسها قد يكون اقم الصلاة لدلوك الشمس اي لمغيب الشمس خير ان شاء الله الى غسق الليل الذي عبّر عنه باشتباك النجوم وانما ذهبنا الى ان المراد من الدلوك في الاية المباركة الامر باقامة الصلاة صلاة الظهر لانه ورد في الروايات في بعض الروايات الصحيحة تفسير الدلوك بزوال الشمس عند الظهر في اكثر من رواية غير الروايات اللي عبرت بالزوال ولم تربط بالاية اصلا عم بتحدث عن الروايات المفسرة للاية واللي بعضها كصحيحة زرارة انا ما عم بستعجل هذا ذكرته في العام الماضي كانت صريحة بتعبير يعني في انها تفسّر الدلوك ولذا نقدنا البعض الذي ذهب الى ان الاية اجنبية عن بيان مواقيت الصلاة وقال بان الروايات التي فسرت الدلوك بالزوال هي من قبيل التأويل ولم نفهم معنى هذا الكلام شو يعني تأويل؟ اذا مراده من التأويل بالمعنى الشائع لغويا يعني حمل الكلام على خلاف ظاهره هو اختار بان الدلوك لا يكون الا عند المغيب صاحب التحقيق في كلمات القرآن الكريم الشيخ المصطفوي رحمه الله فحينئذ لا يكون هذا من التأويل في شيء هذا تغيير لتمام المعنى مع ان الرواية صريحة قال يعني كذا بالدلوك الزوال صريحة واللغة لا تأبى عن هذا المعنى واذا مراده من التأويل المعنى المحقق من قبل بعض محققي السنة والشيعة اي الكلام المرموز فهو خلاف الظاهر جدا للرواية اي المصاديق المرموزة لكلامه غير قابل للحمل عليها الا بتنصيص من له اهلية التنصيص على ذلك كما هو مذهب ابن تيمية والعلامة الطبطبائي في الميزان على فرق بينهما يشتركان في اصل المعنى كما في تأويل الاحاديث بل افاد العلامة انه لم يرد في القرآن الكريم التأويل الا بهذا المعنى في الموارد التي وردت فيها كلمة تأويل، فهذا ما لا يبقى له محل هذا الكلام يا اخوان جيد.

فنحن امام الروايات التي فسرت الدلوك بالزوال ومعها طائفة اخرى قالت فاذا زالت الشمس فقد دخل الوقتان الا ان هذه قبل هذه عدة روايات كانت بها المضمون وما يقرب منه اذا كان الامر كذلك فعلينا ان ننتقل الى تحقيق معنى الزوال ما هو معنى الزوال في لغة العرب؟ زالت الشمس هل زالت بمعنى أزالت يعني ازالت الظل بحيث تلبست بالشاخص مع أنّ أكثر البلدان يزول ظل ويبقى ظل اخر اذا زال من جهة الشرق ولم يحدث بعد من جهة الغرب في غير يومين في السنة في مكة لا يكون متلبسا تماما بالشاخص سيحدث ظل الى جهة الشمال او الجنوب بحسب البلدان ومسامتتها للشمس كما هو واضح وبعدها عن خط الاستواء في احدى الطرفين ام ان المراد من الزوال زوال الشمس عن الوسط تلبست بوسط النهار وبدأت تزول بدأت تذهب نحو المغرب حتى نتصور يا اخوان زوال لا بد من افتراض نقطة او شيء زالت بمعنى تحركت عن مقر الى شيء اخر مش ازالت شيئا اذا المقصود الظل ازالت بتصير، زالت بمعنى تحركت تقريبا ما عم قول بمعنى الحركة بالدقة طيب تحركت ما هي دائمة التحرك بالقياس للانسان الذي يحسب ان الارض جامدة هامدة طيب، تحركت عن اي نقطة يعني تحركت من قبل بقليل من منتصف النهار وتلبست بمنتصف النهار او تحركت من منتصف النهار وبدأت تذهب نحو المغيب حتى يقال زالت اذا راجعنا كلمات ائمة اللغات والاستعمالات العربية لا اشكال ولا ريب عندهم في ان المقصود من الزوال زوال الشمس عن كبد السماء وقد راجعت جملة من الكلمات لكن لن اطيل يعني استعراضها لتقاربها وتشابهها ومش محل خلاف حتى الواحد يجمع قرائن مثل كلمة المولى واقسامها في اللسان زوال يقول صاحب المقاييس الزاي والواو واللام اصل واحد بس هذا اجتهاد منه وهو من كبار ائمة اللغة يدل على تنحي الشيء عن مكانه يقولون زال الشيء زوالا وزالت الشمس عن كبد السماء تزول ويقال ازلته عن المكان وزولته عنه الى اخره طيب زالت عن كبد السماء وهذا رأيته في المصباح بعض هذا الكلام يعني زوال الشمس عن كبد السماء وفي غيره ايضا ولم ار من يخالف صريحا فيحمل الزوال على نفس التلبس ولم استقرأ جميع الكلمات لكن امهات كتب اللغوية نظرت اليها فنحن لسنا امام مفهوم محل خلاف.

هذا بعث فيّ فضول مراجعة تعبيرات الفقهاء وجدت ان الفقهاء على قسمين العمدة قسم اكتفى بالتعبير بالزوال ولم يفسره وقسم معتد به منهم عبروا بان الزوال يتحقق طبعا بعضهم يعرف يعلم مش صريحة هيدا بزيادة الظل بعد انعدامه او نقصانه الانعدام اذا كان مسامت تماما كما في مكة في بعض الاوقات وعلى هذا الاساس مفهوم الزوال لا يمكن ان يرسل ارسال المسلمات كما في بعض الكلمات وان المراد منه مجرد وصول الشمس الى منتصف النهار بل الزوال هو بحسب الظاهر بداية ذهاب الشمس نحو المغرب بعد ان تلبست في وسط السماء وعلى هذا يصبح الموضوع من دون تدخل الشارع الموضوع هو بانتقال الشمس واقعا يعني ولو قليلا من كبد السماء يعني بالدقة العقلية ولو ثانية بعد التلبس بمنتصف النهار في ثانية صار المنتصف الثانية الاولى بعدها يصح حينئذ ان يقال زوال على تأمل قليل يا اخوان وهو ان هذه المفاهيم مفاهيم وهذا مهم ينبغي الانتباه اليه مفاهيم عرفية والمقاييس مقاييس عرفية والتعابير عند العرب تعابير يدركونها بحواسهم فلابد ان يصدق حسا ولو عند طائفة من الناس على اقل تقدير مثل رؤية الهلال ولو لم ير عند جميع الناس عند طائفة من الناس على الاقل ان الشمس تحركت ولو لمن وضع شاخصا وهذا بطبيعة الحال يحتاج الى بعد مش ثواني لدقائق حتى يتحقق حسا لا اتكلم هنا عن الواسطة في الاثبات للزوال انتبهوا لي يا اخوان عم بتكلم عن مفهوم الزوال في العرف العربي قبل ان نتكلم عن الطرق التي من خلالها نتعرف على الزوال نفس تحقق الزوال يعني تحقق انتقال الشمس من وسط كبد السماء الى جهة المغرب وحينئذ يقرب في النظر بعد مراجعة جميع الروايات والتي هي بأجمعها بين مفسر للدلوك بالزوال وبين تعليق الحكم على موضوع هو الزوال فاذا تحققنا ان الزوال هذا معناه فقبله لا يكون زوال مش لا نعرف الزوال مصداقيا عم بتكلم مش مفهوما نعم بعد تحقق الزوال العرفي اذا جاءت علامات زايدة هذه العلامات لابد ان تحمل حينئذ على الواسطة في الاثبات مثل بعض العلامات التي تحدثت عن وقت يوازي نصف ساعة تقريبا او عشرين دقيقة او الى ما هنالك يعني ما زاد على المرتبة الاولى من مراتب الادراك الحسي لتوجه الشمس نحو المغرب وهذا ما يتناسب أساسا هذا مش دليل مع حكمة الشارع وما عرفناه منه في مثل هذه الأمور، الفجر مثلا لا شك في انه يتحقق الفجر العرفي الدقي يتحقق قبل الفجر الحسي المتعارف ومع ذلك وجدنا جميع الروايات تنيط طلوع الفجر بهذا التعبير مش بس جواز البدء بالصلاة بالخط المعترض على الافق مثل ذنب السرحان كما في الروايات وكذلك على مستوى الغروب وجدنا الروايات تحدد المغرب بذهاب الحمرة لان الاراضي غالبا فيها صعود ونزول وغبار وابخرة باختلاف البلدان في جهة المغرب في كثير من ايام السنة فضلا عن فصل الشتاء وجدنا ايضا فيما يرتبط بالهلال مبدأ الشهر في الروايات بالرؤيا المتعارف عن الشهر فلكيا وحقيقة يبدأ قبل ذلك وهذا مش كما يقول البعض من تأسيسات الشارع يا اخوان انا ازعم اكثر من هذا وهذا تعرضت له في كتاب الصوم العرف ايضا كان يبني على هذه الامور في جملة منها اذا بتتذكروا في بحث من كان معنا في بحث الهلال انا شككت اصلا ان العرب يسمونه هلال قبل ان يصل الى هذا المستوى لان الهلال ما يستهل به واستهل الوليد الى ما هنالك وهو يلازم التبدي بنفسه مش الذهاب اليه قبل ان يتبدى في المحاق او غيره فينعدم الموضوع اصلا للحكم الشرعي مش القضية انه بيثبت بالتلسكوب وامثاله او لا يثبت اذا الموضوع الهلال ببداية الشهر وقبله هذا لا يسميه العرب هلالا ولا مورد سموه هلالا قبل ان يبلغ هذا المنزل فما لم يثبت الموضوع كيف نثبت الحكم!

وهذه نقطة ظريفة يا اخوان ولها نظائر وهذا مقتضى حكمة الشارع باعتبار ان الشارع يخاطب اتباعه في جميع الازمنة والأمكنة فلا بد ان تكون مواقفه ومواقيته تتناسب مع الجميع والقول بغير هذا يقضي بتغير الموضوعات بتغير الازمنة والامكنة او يفضي في كثير في غالب الاوقات الى ان السابقين كانوا لا يستطيع مراعاة موضوعات الاحكام الشرعية اللي خوطبوا بها عبر العصور والدهور فكانوا يصومون عيدهم في اكثر السنوات او الى ما هنالك لوازمه كثيرا على كل حال اذا كان الامر كذلك يمكننا يا اخوان ان نجزم بان الزوال الذي هو مبدأ وقت الصلاة هو بعد ان تزول الشمس باتجاه المغرب وقد رأيت كلاما لبعض الاعلام كصاحب الجواهر والفقيه الهمداني بشكل موجز فيما يرتبط بهذا الموضوع لابد أن نذكره تتميما يأتي.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo