< قائمة الدروس

الأستاذ الشیخ حسان سویدان

بحث الفقه

45/03/09

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: كتاب الصلاة/ مقدمات الصلاة/ المبحث الثاني في الزوال + مبدأ صلاة المغرب

ذكرنا في بداية المسألة الاولى ان في هذه المسألة مبحثين المبحث الاول هو ما عملنا على تحقيقه في الاسبوع الماضي وهو تحقيق المراد من الزوال وقد ظهر لنا انه بداية زيادة الظل وانتقاله من وسط النهار وانه لا يُكتفى بالبلوغ الى وسط النهار وان ذكر هذا في جملة من كلمات المحققين، لكن بالمراجعة الى كلام الاكثر وجدناهم يعبرون بزيادة الظل بعد نقصه او حدوثه بعد عدمه، والانعدام حالة نادرة في مكان واحد، حتما يوجد في الارض مكان كل يوم ينعدم فيه الظل لكن ليس نفس المكان، ففي الاماكن المأهولة المعروفة والحواضر الاسلامية خصوصا في الازمنة السابقة لم يكن هذا متسنّى في هذه الحواضر الا في مكة كما قالوا في يومين من السنة، واياً يكن فالمهم تحقيق الجانب الفقهي في المسألة وقد ذكرناه بشكل واضح وايّدناه بالنصوص التي لم يكن اكثرها مستجمعا لشرائط الحجية كما هو واضح خصوصا العلامات، ومن هنا نحن نقترح ان يبدل التعبير في صدر المسألة الاولى من: يُعرف الزوال بحدوث ظل الشاخص المنصوب معتدلا، إلى: يتحقق الزوال، هذا المبحث الاول وقد تقدم.

المبحث الثاني وقد ذكرت أن هذا المبحث الثاني ليس مبحثا فقهيا في الحقيقة وان نُصص عليه في بعض الروايات التي تلوناها في ثنايا المبحث الاول كالمرفوع عن سماعة مرفوع احمد بن محمد بن عيسى، ورواية علي بن ابي حمزة البطائني، ومرسلة الصدوق، لكن لم نشتم من شيء من هذه الروايات لغة التعبد بل هي وسائل للتعرف على الزوال اذا غمّ علينا او لمن لا يعرف، على أنما ذكر في تلك الروايات رأينا انه مختلف بين وسيلة واخرى، ففي بعض الوسائل يمكن الاستفادة منها فبعض الوسائل يمكن الاستفادة منها بمجرد حدوث الظل يعني ضمن دقائق يسيرة، وبعضها التي عُبر فيها بانتقال الشمس من احد الحاجبين الى الحاجب الاخر تحتاج الى وقت لعله اكثر من نصف ساعة حتى يبين هذا الشيء للانسان المتعارف، لكن الامر ايسر من ذلك وقد ذكر الفقهاء تبعا لاهل الخبرة عدة وسائل تشترك في وضع شاخص مستقيم من حيث الارتفاع بشكل من الاشكال إما عامود واما على على شكل سهم كما في الدائرة الهندية الى جهة الجنوب، وعلى اساسه اذا اشرقت الشمس يحدث ظل لجهة المغرب، كلما ارتفعت الشمس قليلا عن الافق الشرقي اول ما ترتفع يحدث الظل لجهة المغرب اذا هو اتجاهه نحو الجنوب او لا اتجاه له هو واقف مستدير لنفترض، وكلما استطال كلما كان الامر اوضح، وكلما ارتفعت الشمس باتجاه كبد السماء والزوال كلما انتُقص من هذا الظل الى ان يبلغ حدا ينعدم اذا كانت الشمس مسامتة للشاخص تماماً، او يصبح صغيرا من احدى جهتي الجنوب او الشمال، اذاً المكان الذي يوجد فيه الشاخص الشمس تقع منه الى جهة الشمال سيحدث ظل الى جهة الجنوب ويكون قصير لان الفاصل في المساندة لن يكون بعيداً، بين الشمس نحن نتحدث عن شمس بوسط الظهيرة بحسب جهة الارض والمكان الذي فيه الشاخص، واذا الشمس الى جهة الشمال سينعدم الظل اذا جهة المغرب ويحدث ظل صغير الى الشمس الى جهة الجنوب سيحدث الى جهة الشمال هذا الظل الصغير، ثم يبدأ مثل شعاع كأنه بيكار يتحرك باتجاه الغرب الى ان ينعدم اصلا من هذه الجهة تقريبا هو تحقيقا لا ينعدم اذا لم تكن الشمس مسامتة لرأس الظل، لكن يصل الى حد لا يرى بالعين المجردة من جهة الشمال او الجنوب ويصبح كله باتجاه الشرق شيئا فشيئا كلما ذهبت الشمس باتجاه المغرب، هذه الفكرة والمبدأ لكل ما ذكر في هذا المجال، طبعا وسائله تختلف بعضها ايسر من بعض حتى قيل ان ايسر ذلك عند اهل الخبرة قديما هو رسم دائرة ضمن خطوط، خط واسع ثم خطوط في داخلها، وجعل سهم عادة يبدأ السهم مسطّحا من جهة علوّه ثم يأخذ شكل السهم الى رأسه ضمن خشبة او حديدة والشمس تظرب في الدائر بحسب اتجاهها، ويبدأ يتناقص ضمن خطوط هذه الدائرة وهذه الدائرة المعبر عنها بالدائرة الهندية، في التقارير يا اخوان وفي الكتب مشروحة هذه الامور وهي ليست فقهية ولا علاقة لها بالاستنباط بل هي تحديد وتشخيص موضوع عند اهل الخبرة فضياع الوقت عليها وشرحها ليس محله مثل هذه المباحث على اننا لا ندعي اننا من اهل خبرة ذلك لكن واضح هذا الامر فيما كتب في الجواهر في المستمسك في المصباح في تقريرات السيد الخوئي وغيرها في الكل واضح، ما في داعي نضيع الوقت عليها، يبقى بعض التعابير الواردة عند بعض الفقهاء تحتاج الى شيء من التأمل، مثلا المحقق في المعتبر عبّر بالشاخص او الواقف الى جهة القبلة، وبالدقة التعبير الدقيق والصحيح: الواقف الى جهة الجنوب لا الى جهة القبلة، فالقبلة قد تكون الى جهة الجنوب وقد تكون الى جهة اخرى وقد تنحرف عن الجنوب يمينا او شمالاً، وعلى هذا الاساس بالتعبير الدقيق هو الى جهة الجنوب لا الى جهة القبلة كما عبر الماتن، على ان هنا وسيلة ايضا وان كان ايضا غير منضبطة بالدقة، وسيلة لم تذكر في هذه الكلمات وهو ان يحتسب الانسان من اوّل لحظة من شروق الشمس الى لحظة غروب الشمس ثم يقسم على اثنين بيطلع بالدقة وسط الظهيرة، طبعا بناء على ما ذهبنا اليه لابد ان يزيد شيئا عليه حتى يحدث الظل بعد انعدامه او يزيد بعد نقصه، عند من يقول بان الانسان يستطيع ان يصلي بمجرد التلبس بنقطة الوسط - ونادر من رأيته يصرح بذلك وان كان هو المشهور في الاذهان وعلى الالسنة - لا اشكال ولا ريب في انه حينئذ يتحقق، لكن الكلام في انه كيف يتحقق الانسان الشروق بالدقة في ارض مسطحة مستوية، والحل ان اكثر الاماكن في الارض فيها نتوءات وجبال ووديان، صحيح الارض ليست مسطحة نتحدث عن التسطيح الذي يراه الانسان حساً في المنطقة التي يكون فيها والتي هي بيضاوية كما هو معلوم، على هذا الاساس اكثر نقاط الارض يا اخوان ليست مسطحة حتى بهذا التسطيح الحسي حتى الانسان يعرف لحظة الشروق ولحظة الغروب، والبلدان التي فيها إشراف من جبال شاهقة على المغرب تبقى الشمس تُرى اكثر مما تُرى في البلد الذي هو مسطّح بالكامل فتحقيق الشروق بالدقة والغروب بالدقة امر غالبا لا يحدث، حتى في مثل بلداننا التي فيها البحر غالبا توجد ابخرة فقد يغيب جرم الشمس بسبب هذه الابخرة عن النظر قبل وقت المغيب الذي يكون في ارض مسطحة ليس في غروبها ابخرة مائية، لذلك الفقهاء لم يعتنوا كثيرا بقضية تنصيف وقت الشروق الى وقت الغروب واستخراج وقت الزوال - راح يجي ان شاء الله راح يجي هادا البحت هادا بحث مهم ومختلف فيه وفيه روايات سيأتي ان شاء الله - نعم طبعا منتهى صلاة الظهرين ورد في الروايات انه الى الغروب فاذا قلنا بان ذهاب الحمرة علامة دالة على الغروب فمنتهى العصر يكون الوقت المختص بالعصر يكون الى الى ذهاب الحمرة، واذا قلنا بان الغروب يتحقق بغياب جرم الشمس فانه الى غياب جرم الشمس ولذا وجدنا بعض الفقهاء احتاطوا في الحد الفاصل يصلي بالاعم من الاداء والقضاء هذا يأتي ان شاء الله في محله، الان في مبادئ المواقيت المسألة متعرضة من هذه الجهة، الان نقرأ العبارة الى ان نصل الى مبدأ المغرب ان شاء الله، طبعا من اللطائف كنا قديما انا حضرت مدة الشيخ التبريزي رحمة الله عليه فكان هناك سيد كبير السن يحضر في الدرس في مسجد في قرب وكان يستند الى عمود من اعمدة المسجد اللي هي اعمدة ضخمة يعني وغالبا ما يرى شبه النائم فعندما وصل الشيخ التبريزي رحمة الله عليه ذكر قصة تنصيف بين الشروق والغروب انتفض هذا السيد فجأة بشكل ملفت بنظر الحضور وقال انت ماذا تقول بحالة اعتراض شديد يعني من الصبح الى الظهر اكثر بكثير من الظهر الى المغرب فالشيخ التبريزي ببرودة اعصاب قال له سيد عندك ساعة قال نعم وما دخل ساعتي بهذا الاشكال فقال اذهب الى المصلح وصلح ساعتك فقال له شو هالجواب اللي عم بتجاوبه على اشكالي، فقال له الشيخ التبريزي هكذا اشكال جوابه هذا الجواب رحمة الله عليه وعلى جميع علمائنا الماضيين

يُعرف الزوال بحدوث ظل الشاخص المنصوب معتدلا في ارض مسطحة بعد انعدامه - بعد انعدامه يعني بالكامل - كما في البلدان التي تمر الشمس على سمت الرأس - رأس الشاخص او رأس الانسان اذا اعتبرنا الانسان شاخص - كمكة في بعض الاوقات - جملة من الفقهاء عبروا باليومين هذا يحتاج اهل خبرة - او زيادته بعد انتهاء نقصانه - المقصود من زيادته هو ينتفي لجهة المغرب، هو يحدث لجهة الجنوب او لجهة الشمال بلا اشكال - كما في غالب البلدان ومكة في غالب الاوقات - في مقابل في بعض الاوقات، طبعا نحن قلنا نبدّل على ما ذهبنا اليه يُعرف أي يتحقق، ولكن نعود للتعبير بيُعرف في الوسائل التي تحتاج وقت ازيد يعني واسطة في الاثبات راح يصير، يعني نحن صحيح امنا الزيادة بس ما آمنا بالزيادة بانتقال الشمس من الحاجب الايسر للحاجب الايمن هذا بده وقت طويل قطعا لا يتوقف تحقق الزوال عليه مرورا بالجبهة، - ويعرف ايضا بميل - هون بنقبل بكلمة يعرف - الشمس الى الحاجب الايمن لمن واجه نقطة الجنوب، هنا تحفظنا على تعبير المحقق صاحب الشرايع حيث عبّر بالقبلة، وهذا التحديد تقريبي كما لا يخفى باعتبار يختلف باختلاف الاشخاص وباختلاف عرض الجبهة والى ما هنالك، ويعرف ايضا بالدائرة الهندية وهي اضبط وامتن هنا ذكر سيد الخوئي والاخوان الذين ذهبوا للنجف الاشرف حتما طرق سمعهم شيء من هذا القبيل، يوجد خلاف في قبلة حرم امير صلوات الله وسلامه عليه بعدين بحث القبلة قد نتعرض لهذا الشيء، تجدون بعض العلماء يصلون الى جهة الجنوب تماما يعني مسامت للضريح المقدس، وبعضهم يتياسر والمتياسرون يتفاوت تياسرهم يصل بعضهم الى عشر درجات، حتى ائمة الجماعة عُرفوا بهذا وكبار الفقهاء ايضا الذين مرّوا بين من صلى مستقيما وبين من صلى متياسرا ومعروف ان السيد الحكيم رحمة الله عليه السيد الكبير السيد محسن الحكيم كان يصر على لزوم التياسر في هذا المجال، هذا الحرم بشكله الموجود هو من هندسة الشيخ البهائي رحمة الله عليه، كنت اسمع بهذا كثيرا ما كنت تحققت مكتوبا في مكان، رأيت عبارة - طبعا موجود في تاريخ الشيخ البهائي لكن من قِبَل فقيه - لسيد الخوئي تنقل عن درسه الشريف يقول: والظاهر ان شيخنا البهائي قدس سره بنى الضلع الشرقي من حائط الشريف العلوي على هذا الخط - خط الجنوب - وحيث ان القبلة تختلف عن الجنوب بمقدار - فطبيعي سيحدث في القبلة تياسر - ومن ثم ترى ان الظل متى بلغ هذا الحائط وانعدم وحدث من الحائط الغربي تحقق الزوال في تمام الفصول الاربعة على ما جربناه مراراً فكأنه قدس سره راعى الدائرة الهندية عند تأسيس الصحن الشريف اهتماما منه بشأن الوقت - انتبهوا للعبارة - وان استوجب نوعا من الاخلال بالاستقبال لولا البناء على الاكتفاء بالمواجهة في سُبع الدائرة - بعدين بيجي شرحها في القبلة - على ما سيجيء في محله ان شاء الله - اي مباحث القبلة مقصوده -، لان القبلة ليست الى جهة الجنوب بالدقة والدائرة الهندية مبنية على جهة الجنوب فستختلف بين ثلاثة الى خمسة الى سبع درجات، يختلف اهل الخبرة في الحديث عن هذا الامر، الان بالدقة الوسائل الحديثة والجي بي اس يمكن تحديدها بشكل دقيق تماما سيد الخوئي وفقهاء كثر من مثله ما عنده مشكلة باعتبار انهم يكتفون بالمواجهة الى جهة القبلة لا يلزم مراعاة القبلة بالدقة حتى لو امكن، قبل لا يمكن تشخيص جرم الكعبة بالدقة حتى لو الان بالوسائل الحديثة امكننا الموجود في الروايات كما سيأتي هو الاستقبال للقبلة بمقاديم البدن، فتفاوت درجات يسيرة الى جهة المغرب او الى جهة المشرق لا يؤثر في عنوان استقبال الجهة لان المطلوب ان تكون الى جهة الكعبة لا الى جرم الكعبة بالدقة، اما من يشترط المواجهة مع جرم الكعبة وهم نادرون، مع الامكان طبعا باعتبار في تلك الازمة اصلا ما كان متصور هذا الشيء في مكة غير متصور فضلا عن بقية البلدان، اذا الانسان خرج من داخل المسجد كيف سيمكنه مواجهة جرم الكعبة في داخل مكة وهي في تلك النتوءات والجبال فالكعبة غير موجودة في وسط ساحة مسطحة يراها كل من كان في مكة، بمعزل الآن لا أريد أن اجنح لاختيار هذا الرأي وان كان واضحا في حده نفسه في محله، فبناء عليه يكفي المواجهة، المواجهة باي مقدار! هنا في الها بحث يأتي في بحث القبلة لان الدخول فيه يستدعي شرحها، بمنتهى الوقت هنا ما حصل التعرض له حتى ندخل في مبحث ثالث، طبعا ارجو من الاخوة القراءة في المستمسك في تقريرات السيد الخوئي لانه الوسائل انا ما دخلت اليها وهي اساسا ما في اي مطلب فقهي يمكنكم المراجعة.
ويُعرف المغرب بذهاب الحمرة المشرقية عن سمت الرأس والاحوط زوالها من تمام ربع الفلك من طرف المشرق هذا مطلب مهم، (يعرف المغرب) ممكن يكون قصده بالدقة يُعرف يعني واسطة في الاثبات ويمكن يكون قصده يتحقق بعدين بنشوف ان شاء الله لكن جمود على التعبير واسطة في الاثبات، (بذهاب الحمرة عن قمة الرأس) يعني اذا نظر الانسان وهو واقف الى السماء فانحسار الحمرة عن قمة الرأس بها يُعرف تحقق المغرب، وان كان الاحوط يقول ذهاب الحمرة من كل الافق الشرقي، ربع الفلك اذا قسمناها اربعة اقسام الجهة المواجهة قسمان والجهة المقابلة ايضاً قسمان، الربع يعني من قمة الرأس الى نهاية الافق الشرقي هو يقول الاحوط ذهاب الحمرة الى جهة الافق الشرقي بحيث لا تبين حتى في المشرق، حتى فوق الافق المكان الذي خرجت منه الشمس عندما اشرقت لان الشمس عند الغروب تصفر اصفرار الشمس، عندما تبدأ بالغياب يبدأ حدوث حمرة في جهة المشرق الى ان تبلغ الحمرة قمة الرأس، يقول السيد بان ذهاب الحمرة المشرقية عن سمت الرأس يكفي وان كان الاحوط زوالها من كل الافق الشرقي هذه عبارته وسيأتي ان شاء الله اذا كان هناك تعليق ام لا على العبارة لكن المهم في المقام هو تحقيق المطلب، واضح من هذه العبارة يا اخوان انه يمكن الاشارة الى ثلاث إحتمالات وهي اقوال ثلاثة وان كان احدها نادرا قائله: الاول ان الغروب يتحقق بمجرد غياب قرص الشمس في الافق الغربي بحيث لا يبين للرائي منه شيء، وبطبيعة الحال فان المقصود في الارض المسطحة عرفا تسطيح بالمعنى الدقي العقلي لا يوجد، بحيث لا يكون هو في وادي ومن جهة الغرب امامه جبل او نتوء كبير، وإنما هناك ارض مسطحة متعارفة، وبطبيعة الحال يا اخوان اذا هو على جبل كبير عالٍ حدود الف متر صعودا والافق امامه مفتوح الغياب بالنسبة له سيكون متأخرا نسبياً عن ذاك الذي يقف على الارض المسطحة حتى لو كان افقياً لا يبتعد عنه الا بمائة متر مثلاً كما في جبل حاد الارتفاع شخص واقف في المسطح تحت الجبل، وشخص واقف على رأس الجبل الذي يرتفع تسعمائة متر عن سطح البحر واضح ان ذاك سيرى جرم الشمس اكثر من هذا بخمس دقائق سبع دقائق تتفاوت في مكان او مكان اخر، فالمفروض ان المراد غياب جرم الشمس بعد افتراض الارض المسطحة عرفاً، لان الاماكن تتفاوت كثيرا في هذا الامر كما لا يخفى، والا من يعيش في وادي من الوديان كما في بعض القرى النادر وجودها في بلادنا وكثير ما توجد في بعض البلدان ربما غابت الشمس بالنسبة لهم بعد الزوال بساعة، اذا كان هناك جبل فوق رأسهم من جهة الغرب هذا ليس غروب قطعاً، فالمقصود في الارض المسطحة عرفا ولكنها ليست مسطحة بالدقة العقلية، هذا الاول احتمالا وقولاً، وهذا قول معروف وسيظهر انه معروف حتى من قبل جملة من علمائنا، حتى ان البعض عبّر عنه المشهور وهو المتسالم عليه عند اهل السِنة كما هو معلوم.
القول الثاني هو القول الاشهر بين علمائنا وهو ان الغروب يتحقق عند انحسار الحمرة عن قمة الرأس.
والقول الثالث هو القول النادر بان الغروب يتحقق عند الذهاب من ربع الفلك كما عبر الماتن يعني كل الحيز الشرقي بالكامل، هذه هي الاقوال في المسألة.
لا اشكال ولا ريب في انه لا يستفاد شيء في هذا المجال من العقل اذ المسألة ليست عقلية، كما انه لا اشكال في انه لا يستفاد شيء من الكتاب وحده اذ غاية ما هو موجود في الكتاب اية اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقد تقدم البحث عن هذه الاية، اقصى ما تدل على اقامة الصلاة من دلوك الشمس الذي هو احتمال كونه الزوال واحتمال كونه الغروب فليس محدد شيء، الى غسق الليل يعني اشتباك النجوم شدة الظلمة، ظاهر الاية اقامة الصلاة في هذه المدة، لو بقينا وجمدنا على الظاهر بده يضل يصلي من الدلوك الى غسق الليل فغير محدد لا الظهر ولا العصر ولا المغرب ولا العشاء ولا مواقيت صلوات ومبدأ ومنتهى، المحدد مبدأ بداية اقامة صلاة مأمور بها ومنتهى اقامة الصلاة المأمور بها فقط، اذا لاحظنا الروايات الناظرة الى الاية نعم قسّمت الروايات وظاهرها تطبيق الاية او تفسيرها ففسرت الدلوك كما مضى لا نعيده بالزوال، وفسرت الغسق باشتباك النجوم اللي عبر عنه في الروايات تتذكره العام المنصرم منتصف الليل اربع صلوات صلاتان تبدأان الى الغروب وصلاتان تبدأان من الغروب الى منتصف الليل منتهى وقت العشائين كما هو قول مشهور للمختار، الآن الحديث عن هذا فالحديث عن مبدأ الصلاة فنحن والروايات يا اخوان ما فينا نقول الاية دالة لان الروايات فسرتها بهذا، اذا كان غير ظاهر من الاية والروايات فسرت فالدليل روائي حينئذ وان كان ناظرا الى الاية، فالبحث اماري وليس ضمن دائرة دليل قطعي من حيث السند كما هو حال الكتاب، هذه نكتة مهمة يا اخوان لان كثير في الكلمات ارى انه يقول لك القرآن دال ببركة تفسير الرواية، هذا مش دليل قطعي السند، تظهر الثمرة اذا حصل تعارض بعد ذلك، يعني اذا روايات مفسرة للاية يا اخوان عارضت روايات اخرى غير مفسرة للاية فنقول انه الطائفة الاولى من الروايات دليلها قطعي باعتبار مفسرة للاية، والطائفة الثانية دليلها غير قطعي باعتبار ليست مفسرة للاية فيقدم القطعي على غيره قطعا هذا خطأ لان القيمة حينئذ للمفسر والمفسر عمارة مثله مثل الطائفة المقابلة كما لا يخفى فهما في درجة واحدة من الميزان حينئذ عند التعارص، على كل حال هناك طائفة كبيرة من الروايات وهذا واضح ما بده كثير استعراض يا اخوان، هناك طائفة كبيرة من الروايات وقعت التعبير فيها بان وقت المغرب يبدأ من حين غروب الشمس، الروايات مذكورة في الوسائل عقد لها الشيخ الحر اعلى الله مقامه الشريف البابين السادس عشر الذي اودع فيه ثلاثين رواية، والسابع عشر الذي اودع فيه اربع عشرة رواية، المهم كثير من الروايات عبر فيها بالغروب فالغروب لغة مش مثل الزوال فيه بلبلة وكلام، ولا مثل تعبير الدلوك الشمس الذي فسر تارة بالزوال وأخرى الغروب، الغروب هو الغياب عن الحس حس الباصرة وهذا واضح، الغروب لغة مفهوم واضح يقال أغرب غرب غربت الشمس راجعوا كلمات اللغويين ما في اي خلاف ابدا على المستوى اللغوي، في ان الغروب نفس غياب جرم الشمس عن النظر لجهة المغرب اسمه غروب، ولذلك هو يتفاوت بين انسان واخر، في ناس بالنسبة لهم غربت الشمس عن باصرتهم بعد الزوال بساعة بساعتين مثل تلك القرية التي افترضناها في وسط وادي وامامها جبل عالي من جهة المغرب، لكن هذا ما اسمه غروب عرفاً وان كان يستطيع هو ان يقول غربت الشمس عن باصرتي، فلازم نفترض الارض المنبسطة المتعارفة، اذا افترضناها الغروب هو غروب الشمس في جهة الافق الغربي في هذه الارض المنبسطة المتعارفة والتي فيها بعض النتوءات قطعا، لكن بالدقة موجودة غير ملحوظة بالحس المشترك اذا كان الامر كذلك فالغروب واضح، فاذا كنا نحن والطائفة المتشكلة من روايات كثيرة وبعضها فسر الاية ووقّت المواقيت الاربعة للصلوات الاربعة من الظهر الى المغرب والعشاء فلا اشكال ولا ريب في ان المغرب الذي هو منتهى وقت الظهرين وبداية وقت العشاءين يكون بمجرد غياب جرم الشمس في جهة المغرب في الارض المتعارفة في الانبساط وهذا واضح ولا التباس اصلا فيه ولا ينبغي، طبعا الروايات اذا بدنا نقرأ روايات يا اخوان روايات كثيرة في هالمجال راجعوا هالبابين والروايات يعني كثيرة جدا من قبيل مثلا صحيح عبد الله سنان وقت المغرب اذا غربت الشمس فذاب قرصها (الباب السادس عشر الحديث السادس عشر) واضحة الرواية وهي صحيحة السند، في الحديث السابع عشر ايضا صحيحة زرارة علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة، طبعا اسا بعضهم عبر بالحسن في الاواسط صاروا يعبروا من زمن الشهيد الثاني وهكذا صاروا يعبر عن روايات ابراهيم بن هاشم بالحسنات هذا لما اجى علم الدراية السني ونقح وشيع فبدهم حظ من الاقسام الحديث المتعارفة فعبر عن روايات ابراهيم بن هاشم واشتهر هذا التعبير باعتبار انه لم ينصص صريحا على توثيقه، مع أن نفس الذين يعبرون عن روايتهم الحسنة بعضهم عندما يتعرض له يبجله ويجلله الى الحد الاعلى كأنهم اقتصروا على التعابير فلم ينصص على توثيقه وان كانت وثاقته بل ورعه من المعلوم بالضرورة عندنا، على كل حال مو مهم شي اصطلاحي، عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال ابو جعفر عليه السلام وقت المغرب اذا غاب القرص فاذا رأيت بعد ذلك وقد صليت يعني صليت وبعدين شفت القرص كاين في غيم او الى ما هنالك، اعدنا الصلاة ومضى صومك وتكف عن الطعام ان كنت اصبت منه شيئا، بمعزل عن حكم الصوم واضح ان الامام جعل الميزان غياب القرص وليس ذهاب الحمرة كما هو واضح لا عن قمة الرأس ولا كل ربع الفلك لجهة المشرق وهذا واضح والروايات على ها الغرار كثيرة، انا ما بدي طول يا اخوان واستعرضلكم عشرين تلاتين رواية بنفس المظمون، المهم هو الحديث عن الروايات التي تعد مستندا للقولين الاخرين واللي تعد معارضة لهذه الروايات الواضحة في التحديد لاول وهلة على اقل تقدير وهي التي تشترط ذهاب الحمرة بين سعة وضيق وهما طائفتان عمليا، تأتي تتمة الكلام ان شاء الله.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo