< قائمة الدروس

الأستاذ الشیخ حسان سویدان

بحث الفقه

45/03/17

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: كتاب الصلاة/ مقدمات الصلاة/ البحث الصناعي حول الطوائف الاربعة من الروايات

 

انتهينا من استعراض الطائفتين من الروايات وقد ظهر لنا انه ينبغي عدها الى هنا ثلاثة لا ثنتين الطائفة الاولى التي كانت وهي الاكثر عددا والاصح سندا تتحدث عن ان الغروب ووقت الصلاة يتحقق بغروب الشمس او قرص الشمس او كرسي الشمس وهو مفهوم واضح بيِّن لا غبار عليه، والطائفة الثانية الروايات العديدة وفيها بعض المعتبر والصحيح التي دلت- وهي ليست بالعدد الكاثر التي دلت - على انه يتوقف الغروب او يُعرف بذهاب الحمرة المشرقية او من جهة المشرق. والطائفة الثالثة تتمثل في مرسلة ابن ابي عمير وهي الرابعة من الباب السادس عشر: وقت سقوط القرص ووجوب الافطار من الصيام ان تقوم بحذاء القبله وتتفقد الحمرة التي ترتفع من المشرق فاذا جازت قمة الراس الى ناحية المغرب فقد وجب الافطار وسقط القرص، وقيل كما في المستمسك مثلاً ان من هذه الطائفة ايضا الرواية الثالثة من الباب مرسلة ابن اشيم التي هي ضعيفة السند مرسلة ابن ابي عمير على المبنى وعلى القول في سهل بن زياد باعتبار ان الكثير يضعفه او يتوقف فيه، ابن اشيم انا لم اقبل دلالتها عندما تحدثت عن فقه الروايات باعتبار قال سمعت اي الصادق عليه السلام يقول: وقت المغرب اذا ذهبت الحمرة من المشرق وتدري كيف ذلك؟ قلت لا، قال لان المشرق مطل على المغرب هكذا، اشارة لكروية الارض كما قلت سابقا او بيضاويتها، ورفع يمينه فوق يساره فاذا غابت طبعا المشرق مش المقصود النقطة الاقصى النقطة الاقصى مثلها مثل النقطة الاقصى في طرف المغرب، موضع الانسان الواقف فيه اذا قسناه الى جهة المغرب يكون كذلك فاذا غابت ها هنا ذهبت الحمرة ها هنا. واضح انه يتحدث عن جنبة تكوينية اذا غابت ها هنا ذهبت الحمرة ها هنا لا يتوقف الغياب على ذهاب الحمرة او الملازم للغياب ليس ذهاب الحمرة الى وسط السماء كما هو واضح، وهو لا يتعبد الامام بشيء مستقل، عموما بحثنا نحن فقه الرواية والرواية ضعيفة السند ولا طريق الى تصحيحها، من هنا اذا كنا والبحث الصناعي في هذه الروايات حتى لو بنينا على اعتبار مرسلة ابن ابي عمير كما هو المبنى عندنا في سهل وفي الارسال الثلاثة بل اصحاب الاجماع، لكن لا اشكال ولا ريب انه بناء على مبنانا من العمل بمسلك الوثوق في حد الروايات اقول لا اشكال ولا ريب ان رواية واحدة لا تقاوم ذلك العدد الكبير من الروايات في الطائفتين الاولى والثالثة، اقول بالبحث الصناعي في حد الروايات قبل ان ننظر الى الشهرة او غير الشهرة الان يأتي الكلام، خصوصا وان الطائفة الثانية لا تنافي الطائفة الاولى كما لاحظنا والروايات المستجمعة للشرطين السندي والدلالي من الطائفة الثانية في عمدتها دالة على ان ذهاب الحمرة واسطة في الاثبات في اثبات الغروب خصوصا اذا تنبهنا الى ما نبهنا اليه سابقا ان بعض هذه الروايات ناظرة للشبهة الموضوعية اصلا والروايات الناظرة للشبهة الحكمية اذا نظرنا الى الواقع الخارجي في اكثر الاماكن فلا اشكال ولا ريب في ان الانسان لا ينكشف له الافق الغربي بالكامل في اكثر البلدان والاماكن الا اللهم اذا كان هو على جبل رفيع ومغرب الشمس في منخفضه هنا يمكن ذلك خصوصا وانّ البلدان التي صدرت فيها هذه النصوص في كثير من اوقاتها حتى في حال استواء الارض الصحراوية الغبار يمنع من انكشاف الافق الغربي بشكل سليم فقد لا يكون قرص الشمس قد غاب وراء الافق بل غاب وراء جزء منه لا اقل، غاب وراء الغبار المنتشر بكثافة في الربيع شيئا ما وفي الصيف بشكل أكبر وفي الخريف بشكل اعظم واذا جاء الشتاء عادة ايضا الانسان يبتلى بالموانع، فتكون الروايات برمتها تتحدث عن ان الانسان عليه ان ينتظر حتى يطمئن لحصول الغروب الشرعي الذي هو سقوط القرص وراء الافق ليس وراء الغبار وليس وراء الابخرة التي يبعثها البحر ولا الى ما هنالك، فتكون حينئذ الطائفة الثانية واسطة في الاثبات للطائفة الاولى وهي من العلامات على هذا وليست في مقام تحديد غروبٍ يتجاوز الحقيقة العرفية الى حقيقة شرعية او متشرعية او قيد زائد في الحقيقة العرفية، وهذا المعنى بعدما استعرضت الروايات لا أجد نفسي مضطرا للاطالة فيه، في ضمن هذه الطوائف الثلاث هناك طائفة رابعة يا اخوان تقدمت الاشارة اليها ورواياتها مذكورة بشكل واضح في الباب الثامن عشر وهي الظاهرة الخطََّابية التي انتشرت في الكوفة كما يظهر من الروايات ويظهر انها استمرت لمدّة اذ نجد في بعض الروايات عن الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه إشارة لهذه الظاهرة تستطيعون ملاحظة هذه الروايات بدءاً من الرواية السادسة عشر من الباب الثامن عشر الى الرواية الثالثة والعشرين تتحدث عن هذه الظاهرة، ومن ضمن هذه الروايات الرواية المعتبرة التي لا تقصر عن الصحيح من حيث القيمة التي يرويها الشيخ الكشي وينقلها عنه الشيخ الطوسي في اختيار معرفة الرجال باعتبار ان الكتاب الموجود بين ايدينا ليس كتاب الكشي هو مهذب كتاب الكشي بقلم الشيخ ولا نعرف تفصيلاً قدر تصرفات الشيخ في الكتاب فهو ينتسب في الحقيقة بحالته القائمة الى الشيخ الطوسي، لان ما ورد في وصف كتاب الكشي قبل تهذيبه لا نلاحظه او كثير منه في هذا الكتاب وهو اعادة تصنيف جديد ولذلك ينبغي ذِكرُ الشيخ الطوسي في البداية، يروي عن محمد بن مسعود العياشي الذي هو من اجلة الطائفة كما هو معلوم، عن علي بن الحسن يعني ابن فضال لذلك قلت موثقة لا تقصر عن الصحيح لانه جليل في الرواية، عن معمّر بن خلّاد امامي ثقة بلا خلاف، قال: قال ابو الحسن عليه السلام يمكن ان يكون الامام الرضا ويمكن ان يكون الامام الكاظم لكن توجد قرينة والله العالم على انه الامام والرضا صلوات الله عليه، إنّ ابا الخطاب أفسد اهل الكوفة فصاروا لا يصلّون المغرب حتى يغيب الشفق ولم يكن ذلك اي على المستوى الشرعي انما ذاك للمسافر وصاحب العلة هذا يضيء لنا على الرواية التي تقدمت سابقا انه كان مع الصادق في السفر فأخّر صلاته الى ان اظلمت، ابو الحسن بحسب الظاهر المراد منه الرضا لان الرواية التاسعة عشرة يرويها الشيخ الطوسي في التهذيب باسناده عن احمد بن محمد بن عيسى عن سعيد بن جَنَاح عن بعض اصحابنا، اشكلت من باب بعض اصحابنا، علّق هنا صاحب الوسائل في حاشية الوسائل الظاهر انه معمَّر بن خلّاد كأنه بقرينة اثنين وعشرين مع ان السند غير السند وهذا لا يصلح قرينه على ان الراوي نفس الراوي لان الراوي هنا علي بن الحسن بن فضال في معمر بن خلّاد بينما هناك سعيد بن جناح، احتمال ان يكون هو فنعم موجود لكن الاستظهار لا يمنع انه الامام رضا تكلم في مجلس فيه عدة اشخاص بالعادة تكون كذلك، عن الرضا عليه السلام صُرح في هذه الرواية بالرضا هذا معين ابا الحسن صلوات الله وسلامه عليه يعيّن أبا الحسن قال ان ابا الخطاب قد افسد عامة اهل الكوفة وكانوا لا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق وانما ذلك للمسافر والخائف ولصاحب الحاجة هناك العلة هنا الحاجة، هناك اهل الكوفة هنا عامة اهل الكوفة، بقية الروايات لا داعي لقرائتها شو بتصير النتيجة يا اخوان؟ هذه الطائفة الرابعة واضح اننا ندعها جانبا اذ مجمع على طرحها وعلى انها شكلت انحراف في الطائفة، بعض مرويات الطائفة الثالثة صريحة في انها جزء من الطائفة الاولى إنما نزل جبرائيل على محمد صلى الله عليه واله بصلاة المغرب عندما سقط القرص هناك ثلاث روايات على الاقل موجودة بهذا التعبير فتصبح اجزاء من الطائفة الاولى او مفردات للطائفة الاولى وهذا امر متفق عليه لا اشكال فيه فهذه الروايات روايات مطّرحة، توجد بعض الروايات المتفرقة يا اخوان طابعها هو ضعف السند ايضا ولم يعمل بها احد على الاطلاق ايضا لا داعي للاطالة بالتعرض لها، فنبقى نحن وهذا البحث، البحث الصناعي صار واضحا ونحن مضطرون اما ان نتأول مرسلة ابن ابي عمير وان المراد من قمة الرأس الوصول المساند للحمرة وان كان الخلاف ظاهرها باعتبار ترتفع الى ان تميل الى جهة المغرب فهي صريحة يعني فيصبح تأوّلاً ولا بأس احسن من الطرح، واما ان نرُدّ علمها الى اهلها، خصوصا انها تضمنت شيء يا اخوان فقد وجب الافطار وسقط القرص ظاهرها التلازم مع ان سقوط القرص قطعا لا يتوقف على ان تصل كما قلنا قبل قليل الى وسط السماء في مرسلة ابن اشيم، على هذا الاساس نكون قد فرغنا من البحث الصناعي، لكن هنا البحث الذي يُثار هو ما ركّز عليه صاحب الجواهر وتبعه عليه السيد الخوئي وهي ان انتظار شيعة اهل البيت عليهم السلام حتى في تلك العصور الى ما بعد مؤذّنهم الذي يؤذّن عند سقوط القرص والى ما بعد سقوط القرص الى ذهاب الحمرة المشرقيّة امرٌ ضروري ذائع واضح لا غبار عليه ولا شبهة فيه حتى عُرِف شيعة اهل البيت في جميع الاماكن والازمان بذلك، وقد بَنى على هذا صاحب الجواهر للحكم بين الروايات مفيداً ما خلاصته انه اذا بلغ الامر الى هنا فلا يكون الميزان حينئذ كثرة عدد الروايات ولا صحة اسانيدها ولا شدة وضوح دلالتها لانه اذا كانت هنالك شواهد واضحة على خلاف إجراء أصالة الجدّ - والتعبير لي ولم يعبر بهذا التعبير في ثنايا كلماته - والمقصود في المقام مؤشرات التقية والحمل عليها فإن الروايات كلما ازدادت صحة واتضحت دلالة اكثر فاكثر كلما اسرع الوهن اليها اكثر باعتبار اننا اذا سلمنا انّ عمل الطائفة بمرأى ومسمع من الائمة عليهم السلام على خلاف هذه الروايات فلا اشكال ولا ريب في انه تصبح النتيجة وضوح ان هذه الروايات مع كثرتها لم يكن احد يبني عليها ويتقبلها، وقد تسلََّم في الجملة هذه الدعوى السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه في شقها الاول ليس الشق الثاني عنيت الحمل على التقية لم يقبله قبل هذا الوضوح في ذلك الوقت، اقول يا اخوان القول بان هذا الامر كان واضحا وضوح الشمس في رائعة النهار لعموم شيعة اهل البيت في المناطق والاماكن لا سبيل الى اثباته بهذا الشكل الذي يُدعى، مرّ معنا في موقف الظهر اذا بتتذكر ونظير شيء من هذا التي كانت تقول وقت الصلاة لا يدخل الا بعد قدمين او ذراع قلنا هناك متسالم على انه يدخل قبل ذلك فلابد من حمل هذا الوقت على نوع اخر من التعيين، لكن وضوح هذا عند عموم الناس وعموم شيعة اهل البيت مع وضوح التخالف بين الشيعة، وروايات عديدة ان الامام فعليا كان يتصدى للصلاة عند سقوط القرص، وروايات اخرى تحدثت عن ذلك مضافا الى ان ظاهرة الخطابية اصلا هي ظاهرة شيعية بالاخير جمهور ابو الخطاب من الشيعة وليس من طائفة ثانية وقومٍ اخرين فاذا كان عموم اهل الكوفة في فترة من الفترات تأثر لهذا المستوى فهو يخالف هذا وذاك يعني في الطرف المقابل، مضافا الى انه ما السبيل والطريق لنا - انتبهوا لهذه النقطة الجوهرية - الى كشف فعل الطائفة ككل على هذا لا نستطيع إجراء استصحاب قهقرائي للوضع الفعلي الذي قد يكون ناتجاً من فتوى المشهور او الاشهر كما عبروا فاننا نعرف ان فقيها يتفرّد في فتوى اذا كانت له المرجعية العامة يصبح رأيه هو الشائع ويُهجر المشهور على مستوى العمل وهذا ما لاحظناه بشكل واضح في بعض فتاوى السيد الخوئي التي كانت رضوان الله عليه مرجعيته عامة جدا وبعض فتاواه المخالفة للمشهور صارت مورد اتباع عموم المؤمنين، فكيف اذا شهرة استمرت قروض حتى لو كانت منقطعة الاوّل، من هنا تأملوا بهذا البحث لانه مهم هذا جوهري وله نظائر في اماكن اخرى، العمدة يا اخوان ان ننظر في ان الفتاوى هل تنطبق على هذا الذي ذكره صاحب الجواهر وذكره الجماعة ام لا تنطبق؟ يمكن لنا كشف انه سلوك عامّة الشيعة من زمن الائمة كان على انتظار ذهاب الحمرة المشرقية خصوصاً اذا اُريد من ذهاب الحمرة المشرقية بلوغها الى قمّة الرأس الذي لم نجد منه عين ولا اثر في الروايات الا في مرسلة ابن ابي عمير، والغريب - راجعوا كلام صاحب الجواهر - انه عندما يدعي ان هذا من ضروريات الشيعة في مقام العمل يختار وصول الشعاع الحمرة الى قمة الرأس ان هذا لا اعرفه عن احد من الشيعة فضلا عن عموم الشيعة، في مقام العمل اتكلم ليس في مقام الفتاوى بعض قد يفتون بهذا، تتمة البحث تأتي ان شاء الله غدا.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo