< قائمة الدروس

الأستاذ الشیخ حسان سویدان

بحث الفقه

45/03/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الوجه الثاني الذي ذكره السيد الخوئي

تقدم الحديث عن الوجه الاول من الوجوه المستخلصة من كلام السيد الخوئي على الله ومقامه الشريف في إثبات ما ذهب اليه من انّ الليل يمتد الى طلوع الشمس وان المنتصف هو المنتصف بين الغروب وطلوع الشمس وقد تقدم التعليق عليه.
وكنا بصدد بيان الوجه الثاني الذي جعله مؤيدا لا من جهة ضعفٍ في الدلالة بل من جهة الطعن في سند الروايتين اللتين استشهد بهما والا فانه صرّح بانه يرى تمامية دليليتهما:
الرواية الاولى من الروايتين هي رواية عمر بن حنظلة هذه الرواية مروية في الباب الخامس والخمسين من ابواب المواقيت باب ما يعرف به انتصاف الليل،محمد بن علي بن الحسين باسناده عن عمر بن حنظلة - طبعا لما يبدأ صاحب الوسائل باسم محمد بن علي بن الحسين يعني اخذالرواية من الفقيهلانه ديدنه ودأبهانه عندما يأخذ الرواية من بقية كتب الشيخ الصدوق فانه يبدأ باسم الكتاب لا باسم الشيخ الصندوق - انه سأل ابا عبدالله عليه السلام، عمر بن حنظلة ذكر الشيخ الصدوق الطريق اليه في مشيخته قال: وما كان فيه عن عمر بن حنظلة فقد روِّيته عن الحسين بن احمد بن ادريس رضي الله عنه عن ابيه يعني احمد بن ادريس ابو علي الاشعري المعروف في اوائل سند الكافي عن محمد بن احمد بن يحيى وهو صاحب نوادر الحكمة عن محمد بن عيسى وهو ابن عبيد الثقة وان حصل فيه بعض اللغط عن صفوان بن يحيى عن داوود بن الحصين عن عمر بن حنظلة، داوود بن الحصين وثقه الشيخ النجاشي ساكتا عن مذهبه ورماه الشيخ الطوسي في الفهرست بالوقف ولم يصرح كما هي عادته في اكثر الموارد بالتوثيق، وهذا السند هو نفس السند في نهاياته، نفس السند الموجود في سند المقبولة، وداوود بن الحصين على هذا ثقة لكنه ليس اماميا اثني عشرياً، فلا يمكن التعبير عن رواياته بالصحاح، عمر بن حنظلة وقع الكلام فيه واستدل الشهيد الثاني على وثاقته برواية يزيد بن خليفة: جاءنا عمر بن حنظلة عنكم بوقت قال اذا لا يكذب علينا، الا ان يزيد بن خليفة نفسه لا تنصيص على وثاقته ايضا وتوثيقه انما يكون ببعض المباني العامة في التوثيق من قبيل رواية صفوان او ابن ابي عمير عنهوهذا تطويل للمسافة فانّ عمر بن حنظلة يروي صفوان بالمباشرة فالبحث مبنائي من هذه الجهة، بل وجدنا ان زرارة له رواية عنه بسند صحيح، عبدالله بن مسكان ايضا له رواية عنه بسند صحيح، عبدالله بن المغيرة له رواية رواية - لا اقصد واحدة يعني قد تكون واحدة او اكثر -، فغير واحد من اصحاب الاجماع ثلاثة او اربعة على الاقل يرون عنه بشكل مباشر، فمن بنى على مبنى ان الثلاثة لا يرون ولا يرسلون فهذا يكفيه في المقام، من بنى على مبنى اصحاب الاجماع ايضا يكفيه في المقام سواء بنى على ان المراد من الاجماع توثيق من يروون عنه ويقع بينهم وبين المعصوم عليه السلام، او كان المبنى عدم النظر في السند وانه يُقبل من دون نظر في رجاله فان صفوان هنا وهو من الطبقة الثالثة من اصحاب الاجماع وقع في الطريق الى عمر بن حنظلة في هذه الرواية، اما من لا يقبل شيئا من هذه المباني كالسيد الخوئي اعلى الله مقامه فمن الطبيعي ان ينتهي به الامر الى تضعيف الرواية وهذا معروف عن السيد الخوئي بالنسبة لعمر بن حنظلة ولذا هو انكر وجود القاضي المنصوب في عصر الغيبة بحجة ان عمدة الدليل الوحيد هو مقبولة عمر بن حنظلة وهي ضعيفة السند، وذهب الى عدم دلالة مشهورة ابي خديجة على ذلك وان صححسندها، طبعا الحسين بن احمد بن ادريس موثق بشكل صريح فالطريق واضح فعمر بن حنظلة البحث فيهمبنائي والاكثر على توثيقه كما لا يخفى،الانهناك مؤيدات لهذا التوثيق مثل تصريح المجلسي الاول بان رواياته سديدة معمول بها الى ما هنالك: انه سأل ابا عبدالله عليه السلام فقال له زوال الشمس نعرفه بالنهار فكيف لنا بالليل كيف نعرف؟هو لا يتكلم بحسب الظاهر عن الواسطة في الثبوت، كيف نستطيع ان نصل الى زوال الليل؟فقال لليل زوال كزوال الشمس قال: فباي شيء نعرفه؟ قال: بالنجوم اذا انحدرت علّق صاحب الوسائل هنا المراد النجوم التي طلعت اول الليل وتغيب في اخره ، السيد الخوئي اعلى الله مقامه الشريف قال هذه الرواية دالة بشكل واضح على المطلب وعلى هذا الاساس كما ان انحدار الشمس في وسط النهار دليل الزوال،فانحدار النجوم في وسط الليل دليل على منتصف الليل، ثم صرح بأنّ هذا موقوف على امرين:الامر الاول ارادة النجوم الدائرة مدار الشمس والمتحدة معها في مداراتها ضرورة انها اي النجوم مختلفة ومِن ثمّ قد يكون الليل اطول من النهار وقد يكون اقصر وربما يتساويان اي المدارات، فالامر الاول اذاً ان تكون النجوم طالعة عند اول الغروب، ثانيا ان تكون دائرة مدار الشمس غاية الامر لا تبدو في النهار لان نور الشمس يمنع من رؤيتها، وتكون في مدار الشمس بشكل كامل، اما لو انتفى الامر الاول وكانت النجوم تطلع قبل الغروب او بعد الغروب فمن الوضوح بمكان انها ستتقدم على المنتصف الى الشروق او ستتأخر اذا تأخر طلوعها، واما اذا انتفى الامر الثاني وكان مدارها مختلفا عن مسار الشمس، وكان مدارها ليلا اربع عشرة ساعة مثلا وسيل النجوم اقل من ذلك او بالعكس فانها تنحدر قبل الانتصاف او بعده بطبيعة الحال وان اتحدت معها في الطلوع، فلابد من اتحادها مع مسار الشمس من الجهتين، فعلى هذا الاساس تكون الرواية دالة، نسأل هنا نحن نقول باعتبار الرواية سندا خلافا للسيد الخوئي لكن على مستوى الدلالة التي شيدها الرواية دلت على انحدار النجوم عن منتصف الليل فهي دالة على نجوم موجودة في السماء تنحدر عن منتصف الليل، النجوم تتعدد، لم يؤشر الامام عليه السلام بحسب هذه الرواية الى نجوم محددة حددها بعلامة فارقة، لكن واضح ضمناَ ان هذه النجوم نجوم يشعر الانسان حسّاً بحركتها في السماء في صفحة السماء في الليل، وليست النجوم او الكواكب التي قد لا يبدو له حسّاً انها تتحرك،هو يتحدث عن وسيلة حسية، من اين لنا ان نعرف؟ ويرشده على الطريقة التي يعرفها هو وبقية الناس، اذا نجوم انحدرت ونجوم ما انحدرت ما الذي يكون عليه الامر؟ هل قال الامام: اذا انحدر نجم عن وسط السماء يكفي لتحقق منتصف الليل؟ ام لابد وان تنحدر النجوم التي في السماء عن منتصف الليل، عن كبد السماء، عن قمة الرأس؟ الاول غريب خلاف ظاهر الرواية لان التعبير الوارد في الرواية قال "بالنجوم اذا انحدرت" لا بنجم فواضحة فلا يُكتفى بنجم، واذا المراد جميع النجوم فبعض النجوم تبقى تتبدل من جهة المشرق حتى اواخر الليلفلا يخلو المشرق من نجوم، ايضا ارادة جميع النجوم غير محتملة، فاذا الامام لم يعين اي نجوم وحتى لا يقع السيد الخوئي في هذا الالتباس قال المراد النجوم التي تدور مدار الشمس بالدقة، ما هي هذه النجوم فاي نجوم هي التي تدور مدار الشمس؟ وتستطيل في الليل اذا استطال يعني تستطيل ظهورا مع غياب الشمس استطالةً؟ وتكون مع الشمس في النهار بحيث تجري مجرى الشمس وهل توجد نجوم اصلا من هذا القبيل؟ من هذه الجهة انا اقول الرواية اما انها دالة على علامة عامة وهي واسطة في الاثبات لا أنها واسطة في الثبوت في التعيين تعيين منتصف الليل، واسطة فيما تعرف به منتصف الليل بحيث ان النجوم التي تكون في جهة المشرق تصبح في جهة المغرب فنعرف انه صار منتصف الليل ولكن الان صار او قبل ساعة صار الله العليم لانها ليست وسيلة دقيقة لم تحدد كما وكيفا بحيث النجوم التي كانت في جهة المشرق في جهة هذه الجهة صارت في هذه الجهة، واما ان الرواية مجملة من هذه الجهة نردعلمها الى اهلها لا نستطيع ان نستفيد منها شيئاً فان ربطها بالنجوم التي لها مدارات مع الشمس إحالة على مجهول خصوصا في تلك الازمنة، اذا الان العلم صار يستطيع ان يشخص - ولا ادري هذا بده مراجعة أهل الخبرة - اذا كان هناك نجوم بهذا الشكل تتبدل مع الشمس كلما غابت الشمس، وانه عند الغروب بالدقة هناك نجوم تظهر وتبقى ظاهرة الى طلوع الشمس وعند طلوع الشمس تغيب، انا ما أعرف هكذا نجوم، لا بأس اذا أحد عنده جلادة للتتبع فليتتبع انا استبعد جدا انه يوجد شيء من هذا القبيل يعني على كل حال انه بتظهر، نعم تتبدل نجوم خصوصا في الشتاء قد تتبدلقبيل الغروب بربع ساعة نصف،وهناك نجوم تظهر مع مرور الوقت تتبدل،وهناك نجوم تظهر في بعض الايام من الشهر ليس في جميع الايام، فعلى هذا الاساس نقول هذان الامران اللذان جعلهما السيد اعلى الله مقامه الشريف شرطين لاثبات منتصف الليل غير قابلين للتحققفي العادة، ومن دونهما لا يستطيع، نعم اذا حملنا الرواية على واسطة في الاثبات ولو بالمعنى الأعم للاثبات انه النجوم التي في جهة المغرب صارت في جهة المشرق زالت عن منتصف الليل فلا بأس حينئذ في ان يكون واسطة عامة لمايُعرف به منتصف الليل خصوصا في تلك الازمنة التي كان غير مقدور فيها على تعيين منتصف الليل،وأيضاً الامام لميقيدها بالنجوم التي تطلع بمجرد غروب الشمس وتغيب بمجرد طلوع الشمس حتى نجعل الميزان ذلك فهذا يصير مصادرة على المطلوب، انه انت تريدإثبات انه الى طلوع الشمس فجئت وشرطت بان النجوم لابد ان تطلع مع غروب الشمس وتذهب مع طلوع الشمس وليس في الرواية عين ولا اثر من هذا،وواضح عند الراوي ان زوال الشمس معروف لانه حسّي، بينما زوال الليل غير معروف ولذا احتاج الى التعرف عليه، هذه الرواية الاولى من الروايتين اللتين ذكر السيد الخوئي انها دليل لولا ضعف السند.
الرواية الثانية: الرواية المروية عن ابي بصير في مستطرفات السرائر محمد بن ادريس في اخر السرائر نقلا من كتاب محمد بن علي بن محبوب عن الحسين بن سعيد عن احمد القروي عن ابان عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام قال:دلوك الشمس زوالها وغسق الليل بمنزلة الزوال من النهار، الكلام تارة من جهة السند واخرى من جهة الدلالة، اما من جهة السند فقد ناقش السيد الخوئي رضوان الله عليه بمناقشتين في السند:
المناقشة الاولى التي ناقشها في المقام من جهة انطريق ابن ادريس الى كتاب محمد بن علي بن محبوب غير معلوم، واما من جهة الجهة الثانية في السند فان احمد القروي رجل مجهول، لا كلام لنا من الجهة الثانية فكلام صحيح احمد القروي هذا لا نعرفه ولا نعرف حاله، اما المناقشة في الاولىأريد أن اهتم بالاولى لان الاولى يُبتلى بها بشكل معتد به لانه اذا تحدثنا في هذا الطريق نحنا نتحدثفي كل طرق للاصول التي نقل واستطرف منها ابن ادريس الحلي في اخر السرائر التي هي اصول عديدة، اقول يا اخوان يوجد بحث مهم في هذا المجال انا فصّلت الكلام فيه في الجزء الرابع من اجزاء تنقيح المباني الرجالية الذي سميته بعلم الاسناد، وللاسف يوجد ارباك كبير في هذا المجال لدى المتأخرين، لا اشكال ولا ريب كبروياً في ان تصحيح الاسانيد يدور مدار كونها اسانيد واقعية بالحمل الشائع والا لما كان سبيل لتصحيح الروايات بها، فاذا كان السند صوريا شكليا لمجرد الاتصال فانه لن ينفع لتصحيح الرواية لا بد لنا من طريق اخر لتصحيح الرواية، يعني اذا انسان عنده اتصال سندي شكلي كما هو المألوف الان في عصورنا يلتقي شخصه ذو فضيلة معينة بشخصية لها اجازات في الرواية فيستجيزها فتجيزه بكل ما لها طرق اليه من كتب الخاصة والعامة وهذا مارسناه ففي الحوزات معروف،الذين أدركوا المحقق الطهراني آغا بوزورك اخذوا منه اجازات وقد لا يكون قد التقى بهم في حياته الا هذه المرة وهذا شائع، والذي يراجع اجازات البحار في اخر البحار الذي جمع اكثر الاجازات المألوفة من زمن المحقق والعلامة الى ايامنا هذه يعني الباقية الموجودة يرى بشكل واضح هذا النمط من الاجازات انه هذه الطريقة المألوفة ليست من أمس انه والله تبركا تيمنا لاكون في سلك من يروون الحديث، بل هذا مألوف ومعروف منذ قرون عند المتأخرين انه التقيتُه في موسم الحج فاجزته كل ما لي روايته واجازني كل ما له روايته،هناك بعض الاجازات من اللطائف "ما صنفته وما ساصنفه في المستقبل"، بعضهم يفصّل ويذكر تفاصيل، بعض الاجازات من الاكابر كسادة بني زهرة مثلا ارسلوا للعلامة الحلّي واستجازوه بالمراسل فاجازهم الحلبيين فاجازهم تلك الاجازة الطويلة التي صارت بالاساس للاجازات بعد ذلك لاجازة الشهيد الاول والشهيد الثاني والشيخ حسن صاحب المعالم تشوف المطالب مكررة من حيث الكتب، بالمراسلة اجاز فاجاز الاف الكتب عند السنة والشيعة، يعني بموسم الحج لما التقى به زائرا او مزورا او عند البيت هل كان يحمل كل كتب الشيعة والسنة واعطاه نسخة منها لما اجازه!فهذا واضح اجمالاً، وعند متأخري المتأخرين والمعاصرين بعد اوضح محسوس ملموس فتاخد له اجازة للعالم أخذتهامن أحد كونها من استاذك هو بالثقة يجيزك، السيد المرعشي النجفي ادركناه في قمّ رضوان الله عليه على هذه الطريق وأجاز كثير منالناس، المهم هذه ما الها قيمة عملية لاني آخذ الرواية من الوسائل المطبوع او من الكافي المطبوعأو إلى ما هناك وليس عبر هذا الطريق انا اخذت شيئاً، هذا لمجرد الاتصال الشكل الصوري وهذا لا يصحّح وعدمه لا يُضعّف، ولذا من الغريب أنّ البعض يصحح طرق صاحب الوسائللبعض المرويات لانه طريقه واضح، بينما الشيخ المجلسي مثلا طريقه غير واضح عنده كما حصل للشيخ المحسني رحمه الله فيضعّف نفس الرواية عند المجلسي في البحار ويصححها عند الشيخ الحر في الوسائل مع أن الشيخ الحر كثير من مصادره التفصيلية الكتب الصغيرة اخذها من صاحب البحار ولكن هو شكليا ذكر في المجلد الاخير طرق، والعكس صحيح فالبعضلهم طرق الى كتب والكتب غير موجودة ما زالوا الى الان الاجازات الكبيرة اللي تستنسخ يستجزون بكتاب مدينة العلم للشيخ الصدوق اين هو كتاب مدينة العلم للشيخ الصدوق؟ من قرون وقرون اين هو؟ او يذكرون الطرق الى الشيخين النجاشي والطوسي ومنهما الى صاحب الكتاب بينما ينقلون من كتاب اخر مثل ما حصل في قصة تفسير العياشي،التفسير العياشي الذي ينقل عنه الشيخ الطوسي هو الذي له طريق اليه باسانيد، ولذلك الروايات التي يرويها بواسطة العياشي ومسندة، بينما التفسير العياشي الموجود عندنا وعند صاحب الوسائل وعند كل المتأخرين عن اصحاب الكتب الاربعة هو الذي حُذفت اسانيده وبقي مراسيل وغير كامل ايضاً، كذلك الامر بالنسبة لتفسير القميفالسند صحيح الى تفسير القمي لكن تفسير القمي الذي ينقل منه المتأخرون هذا الذي حدّث به ابو الفضل العباس الذي كان يسكن طبرستان ايام حكم الزيدية لطبرستان التي هي مازندارن في ايران، كيف بدي انا اُبقي طريق الشيخ الطوسي لهذا؟ هذه الفكرة ككل، نعم انا اثبتت هناك ان الطرق المتقدمين كانت الى واقع الكتب ولذلك كان حريص الشيخ الطوسي او النجاشي في مواضع ان الكتاب لم يره ينبّه حتى لا يهمل، الشيخ الطوسي له تصريحات له روايات رويناها روى واقع الروايات الى ما هنالك على كل حال،فهناك فرق بين المتقدمين والمتأخرين ابن ادريس جاء بعد الشيخ الطوسي بما يقرب من قرن، بالمناسبة هو ليس حفيد الشيخ كما هو مشهور انه هو سبط الشيخ ابن بنت الشيخ هذا ليس واقعيا وليس صحيحا فان هذا من المحالات العادية لان بين وفاة الشيخ وولادته ثمانون سنة فاذا بنت الشيخ ولدت يوم وفاة الشيخ فقد انجبت وهي بنت ثمانين ابن ادريس، فهو باكثر من واسطة فعلى الاقل بواسطتين حتى يكون شيء نسبيا مقبول، المهم هذا المجال ان ابن ادريس في هذه المدة أي المدة البرزخية بين طريقة المتقدمين وطريقة المتأخرين، الّف كتاب فقهي مهم جدا اسمه السرائر الحاوي للفتاوى ثم اتبعه باصول وكتب رواية نقل منها مستطرفاً روايات وذكرها في نهاية الكتاب،السيد الخوئي عادته وديدنه انه يضعّف هذه المرويات فورا كل ما في المستطرفات بحجة عدم معرفة طريق ابن ادريس الى هذه المرويات.
اقول اولاً: السيد الخوئي عوّدنا - حتى بالنسبة لصاحب الوسائل - انه يصحّح ويضعّف بحسب الطرق التي اشكلت عليها انا قبل قليل، هذه طريقته وديدنه واكثرهم هكذا فاذا صحّ الطريق صحّ عنده والا فلا، يعني هو يمارس عملية التصحيح مرتين مرة الى الكتاب ومرة من صاحبالكتاب ولا بيقبل بشهرةالكتبفي هذه القضايا الا اذا الكتاب واضح خلص منتهي مثل الكتب الاربعة يعني شائع ذائع في جميع العصور، ولذلك هو كان يضعّف مثلا سند قرب الاسناد وغير ذلك او مع عدم معرفة كيف وصل الينا او الى ما هنالك عدة كتب من هذا القبيل، من جملة الموارد هو مستطرفات السرائر يقول السيد الخوئي طرقه غير معروفة نسأل السيد الخوئي سيدنا العظيم وهو عظيم بلا اشكال: كيف عرفت اتصال سند المتأخرين الى تفسير علي بن ابراهيم؟أليس من هذه الاجازات؟لا يوجد طريق اخر، الاجازات الى اين؟ نحن إلى أين عندنا اجازات موجودة بالحمل الشائع بين ايدينا؟ اقدم اجازة من زمن المحقق الحلي وصولاً الى الشيخين الطوسي والنجاشي، ثم يصلون طريقالاجازة بطريق الفهرست للطوسي او الفهرست للنجاشي معظم الطرق هكذا، وقلما وبندرة لا يمرّبالطريق عبر احد الشيخين النجاشيوالطوسي فقد يمر عبر بعض من كان معاصرا لهما من دون مروره عبرهما وهذه حالة نادرة جدا، اذا جئنا الى ابن ادريس الحلي هو احد كبار علماء الطائفة المذكور اسمه في جملة من هذه الاجازات الواصلة الينا والواقع واسطة في الاتصال بين المتأخرين وبين جده الشيخ الطوسي، وبين المتأخرين وبين الشيخ النجاشي، على الاقل بحسب تتبعي الشخصي سبعة من الاجازات التي ينقلها صاحب البحار ومنها اجازات العلّامة والشهيد الثاني للشيخ حسين ابن عبد الصمد وابنه الشيخ حسن صاحب المعالم وغيرهم، ابن ادريس احد الوسائط الرئيسية والاساسية في الاتصال بالشيخ الطوسي، وهذه الكتب التي استطرف منها هي كتب ترجم لاصحابها الشيخ الطوسي في الفهرست وذكر طرقه اليها، فعلى هذا الاساس كيف سيدنا تصحح الطريق لتفسير القمي مع ما في هذا التصحيح من ان النسخة نفسها لم تصل الينا نسخة القمي او العياشي، او ما فيه كلام انه هو نوادر احمد محمد بن عيسى -أناأذكر موارد السيد الخوئيأتى بها واستدل بها- والتي اقدم زمانا بقرون وهو واسطة في اتصال هؤلاء بالشيخ الطوسي الذي هو ابن ادريس الحلي صار بدون طريق كيف انا ما اعرف! تتبعوا الموضوع.

ثانيا في خصوص كتاب محمد بن علي بن محبوب الذي نقل منه هنا حيث انه ينقل عن كتاب محمد بنعلي المحبوب هو شهدصريحا - روحوا راجعوا مستطرفات السرائر - بانه كان عنده بخط جده الشيخ الطوسي، وخط الشيخ الطوسي خط معروف لكثرة تصنيفاته وتأليفاته فالمعرفة به معرفة حسية وليست معرفة حدسية، انا قديما كنت اقول كيف هذا؟بعضهم بعض العارفين بالخطوط وكذا قال انا الى الان استطيع ان اقسم يمين بان هذ خط الشيخ الطوسي أو ليس خط الشيخ الطوسي كأهل خبرة السيد الجلالي الله يعافيه ويحفظه كان يدعي هذافكنا نمازحهلا يوجد واسطة في الاثبات هذا أمر وجداني،ولكن بزمن الشيخ الطوسي الى زمن ابن ادريس وهو قريب العهد والشيخ خطه معروف جدا لكثرة ما صنف بقلمه وبيده فالمعرفة معرفة حسية واضحة في هذا المجال، فحتى لو لم يتم السبيل الاول فالسبيل الثاني.
اما على مبناي فانا اقول التحول من الطرق الواقعية الى الطرق الشكلية ما صار ضغط زر رياضي، وإنما صار بالتدريج مع مرور الزمن والايام، ولذا نحن لا نستطيع ان نقول بان ابن ادريس من المتأخرين بهذا المعنى بل هو البرزخ بين المتقدمين والمتأخرين فما دام تُحتمل الحسية بالحمل الشايع والاخبار التي من شأنها ان تكون حسية تحمل على الحس، فحتى على مبنانا نحن نحمل اجازة مثل ابن ادريس لقرب عهده على الحس، هذا من حيث السند، لكن على كل حال السند في مشكلة بأحمد القروي لكن هذا مبنى كبروي كان لابد من تحقيقه حتى تحتفظوا به، بقية السند واضحون لا اشكال فيهم، عن ابي جعفر عليه السلام أي الامام الباقر بقرينة رواية ابي بصير:قال دلوك الشمس زوالها هذا واضح وفرغنا منه وغسق الليل بمنزلة الزوال من النهار اي غسق الليل منتصف الليل، كيف بمنزلته ماذا يعني بمنزلته؟ يعني المقياس إلى الفجر أو إلى الشروق حتى يكون بمنزلته؟كأن السيد الخوئي فهم انه لا يكون بمنزلته إلا إذا كان إلى طلوع الشمس باعتبار انه اذا لم يكن كذلك فلا، نصّ عبارة التقرير فانها ظاهرة الدلالة على تحققالانتصاف عندما تزول الشمس عن دائرة التعبير من المقرر الظاهر الفاضل نصف الليل المحاذية لدائرة نصف النهار يعني من الطرف الثاني من الارض غير ان السند ضعيف بأحمد بن عبد الله القروي يعني يفترض انه النقطةالمسامتة لهذه النقطة عندما تزول منها الشمس يكون منتصف الليل، انا ما ادري من اين فهم هذا من الرواية؟ ثم كيف نفهم ان الشمس زالت من المنتصف الثاني؟ وكيف نحدد النقطة المسامته بالدقة لنقطتنا من المنتصف الثاني؟ كل هذا غيب من غيوب الغيوب في ذلك الزمان بل وحتى في هذا الزمان فغير واضح يعني مقاييس دقيقة لتحديد النقطة المسامتة بالدقة من الطرف الثاني من الارض، ثم اذا حددناها كيف نعرف انها بالفعل زالت الشمس هناك حتى نعرف انه صار منتصف الليل هنا،أليس هذا عجيب من الفهم؟ لماذا لا نحمل الرواية على ظاهرها؟ انه كما هناك زوال للنهار هناك زوال لليل،كما أن الشمس تزول بالنهار بالليل ايضا تزول فهناك نقطة هي المنتصف، لكن هل حددت الرواية ان هذا المنتصف منتهاه شروق الشمس ام منتهاه الفجر؟ ما حددت شيئا من هذا القبيل قطعاً،هو ليس مؤيديه فهو يراه دليلهو انما جعله مؤيد لضعف السند لا لضعف الدلالة انظر نص عبارته: فانها ظاهرة الدلالة على تحقق الانتصاف اي الانتصاف في الليل عندما تزول الشمس عن دائرة نصف الليلأين الشمس في دائرة نصف الليل؟ بيقول نعم الشمس موجودة في النقطة المقابلة من الجهة الثانية التي هي نهار الان المحاذية لدائرة نصف النهار غير ان السند ضعيف باحمد بن عبد الله القروي اذا كان المقصود الزوال من النقطة المسامته في الطرف المقابل من الارض فلا اشكال ولا ريب حينئذ ما عاد في خلأ بين الليل والنهار، وذاك من الطلوع الى الغروب فهذا من الغروب الى الطلوع لابد ان يكون، على ان هذا ايضا لا يستقيم الايمان فكأنالإمام يذكر لهم معمّيات يعني يدلهم فيه على منتصف الليل بهذا المعنى، غاية ما هناك الامام يقول كما أن هناك زوال للشمس في النهار هناك نقطة هي نقطة المنتصف في الليل ما بيَّن وما كان معروف ايضا لانه عمر بن حنظلة قال فبأي شيء نعرفه؟ فهذه الرواية ايضا لا تنتهي الى نتيجة، بقية الادلة التي استدل بها السيد الخوئي طبعا نحن نسردها كادلة الى هنا ادلة، هو اجاب على بعض ادلة صاحب الجواهر وغيره بأجوبة تقتنص منها ادلة اخرى،فلنسردها كادلة للسيد الخوئي حتى نكمل ادلته ثم نأتي بعد ذلك ان شاء الله لادلة المشهور.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo