< قائمة الدروس

الأستاذ الشیخ حسان سویدان

بحث الفقه

45/03/30

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: ما استدل به للمشهور مع مناقشة السيد الخوئي والرد عليه

 

كنا بصدد استعراض ما استدل به السيد الخوئي على الله مقامه الشريف على اثبات ما ذهب اليه من ان الليل يستمر الى طلوع الشمس وان مقياس منتصف الليل من غروبها الى طلوعها لا الى طلوع الفجر، في سياق الحديث عندما استعرضت الروايات ذكرت من ضمن الطوائف ما ورد بلسان ان النبي لم يكن يصلي بالنهار حتى الزوال، وربما كان ظاهر الكلام ان السيد الخوئي هو الذي استدل بهاتين الروايتين، استدلالا وجوابا لا كلام ولا غبار ولا استغراب انّ السيد الخوئي لم يأت على ذكر هاتين الروايتين الذي ذكر هاتين الروايتين دليلا لهذا القول وان لم يكن قائلا به هو السيد في المستمسك السيد الحكيم رضوان الله تعالى عليه، بل لذكر احداهما قبل ذكر البقية فاقتضى التنويه، انتهينا في البحث السابق من جميع ما استدل به السيد الخوئي وكان مدار بحثنا هو السيد الخوئي باعتبار انه الوحيد الذي يُعتد بكلامه الذي خالف في هذه المسألة من علمائنا وفقهائنا والا فان دعاوى التسالم والاجماعات سبقته ولحقته.
، ولخّص صاحب الجواهر ما ذكره وافاده واضاف اليه بعض الاضافات واللمسات من عنده، وكثير مما ذكر ويذكر في هذا المجال لا يليق بالبحث الفقهي الاستدلالي بل يعد من حشد المؤيدات فيما لو كانت المسألة خفية ولا تحتاجه اذا كان واضحة كما هو الظاهر جداً، اقول بادئ ذي بدء الشيء الذي لا اشكال ولا ريب فيه ان المفهوم عرفا لدى كل واحد من ابناء العرف سوى بعض خلقٍ حصل في كتاب القاموس للفيروز ابادي من اهل اللغة وهو ناقل استعمالات على كل حال لا يوجد عندنا لغوي من الذين دونوا كتب اللغة كما لا يخفى فان جميعهم من المولَّدين، الواضح جدا ان الليل ينتهي بطلوع الفجر عرفا بل لولا هذا البحث الفقهي اذا خرجنا الان لعرف الناس والذين ليس لديهم عرف خاص بل العرف العام الشائع هو ان منتهى الليل بطلوع الفجر، صحيح هناك مدة يكون فيها الظلام دامس اول طلوع الفجر ثم يبدأ بالانقشاع شيئا فشيئاً، لكن هل ترون احد اصلا في الدنيا لا يُطلق الصبح حتى تشرق الشمس، يعني لو اخذنا الوقت الممتد من الفجر الى طلوع الشمس وقسمناه نصفين النصف الثاني مضيء، في احد في الدنيا يطلق على هذا القسم المضيء بأنه ليل، في احد لا يسميه صبح عرفا وهذا منالواضحات والآن يتوقف الانسان لانه شخصية متل السيد الخوئي قال هذا الكلام والا الامر اوضح من ان يخفى واوضح من ان تقام عليه شواهد باردة هو اوضح منها في الذهنية العامة العرفية وفي اطلاقات الشعر والنذر واهل اللغة والى ما هنالك، واما الاستدلال باقوال الرياضيين والمنجمين كما رام السيد الخوئي ومررنا عليه من دون ان نعقد له وجها مستقلا فهذا ايضا من الغرائب انا ما اعرف احد من المنجمين يرى ان الليل يمتد الى طلوع الصبح يعني الى طلوع الشمس، بل ان كلامه ينافي كلام اهل الفن ومن يعرفهم ويعرف كلماتهم كالمحقق الداماد الذي بان اصطلاحهم رياضيين ومنجمين قائم على ان الفجر هو منتهى الليل، على اننا اذا اردنا ان نرصد الادلة فتارة يُستدل بالايات واخرى بالروايات، طبعا هندسة البحث عن صاحب الجواهر انه قضى صفحات في تجميع الاقوال مع ان هذا امر واضح لا يحتاج الى صفحاتفي ان جميع قائلون بان منتهى الليل هو الفجر وهذا لا يحتاج اطالة بحث وتطويل قد يقال عنه انه بلا طائل مع وضوحه،ونحن مضطرون اكثر منه لان السيد الخوئي فقيه كبير مخالف في المسألة والا في زمن صاحب الجواهر ما كان موجود شيء من هذا القبيل والامر اوضح من ان يحتاج الى البيان، اما الايات فانا لم اجد اية في الايات يمكن الاستدلال بها ان اغضينا عن الوضوح العرفي، وان آمنا به فلا حاجة للاستدلال بالايات، يعني بيان ذلك ان ايات من قبيل الصبح اذا اسفر اذا تنفس والى ما هنالك، ان كنا قائلين بوضوح ان الصبح يطلق عرفا على ما قبل طلوع الشمس لا اقل على الفترة المنيرة مما قبل طلوع الشمس حدود ثلاثة ارباع ساعة مثلا او خمسين دقيقة فلا اشكال ولا ريب في ان الاطلاق العرفي حينئذ هو الذي يفسر الاية وليس العكس، اما اذا لم نؤمن بهذا الوضوح العرفي فلن يتسنى لنا الاستدلال من نفس الاية يعني لنفترض بان مفهوم الصبح مفهوم مردد عرفا بين طلوع الفجر وطلوع الشمس والليل اذا ادبر والصبح اذا اسفرفخيرا ان شاء الله بيصير الصبح هو طلوع الشمس او مردد والمفهوم مجمل مردد بين طلوع الفجر وطلوع الشمس، اذاً فنحن حتى نستطيع تفسير الايات التي من هذا القبيل بحاجة الى الادعاء العرفي ومع الادعاء العرفي لم تعد الاية دليلا في المسألة صار العرف ووضوح المفهوم هو الدليل ما علينا الا ان ننفي ان للشارع حقيقة شرعية او متشرعية في هذا المجال في مقابل العرف ولم يدع احد ان للشارع شيئا من هذا القبيل،
اما تفسير بعض الايات بمعونة الروايات فقد اسلفت انا في قضية كبروية سابقة وهي ان الدليل حتى يستعمل في ادوات الإستنباط دليل قطعي الصدور لان هذا ينفع في باب التعارف لابد وان يكون الدليل التطعي الصدور في نفسه دال، اما حيث لا نستطيع الاستفادة منه الا بمعونة الرواية وخبر الواحد والامارة فان الاستدلال في الحقيقة سوف يكون بالامارة وليس بالاية يعني اذا اية مفسرة برواية بقرينة التفسير بالرواية استفادنا منها المعنى الكذائي، وعارضت خبر واحد هل نقول بان خبر الواحد يرد لانه عرض الاية! هذه نقطة مهمة فما دامت الاية بنفسها غير دالة وحدها بل بمعونة الرواية فالحقيقة يصبح التعارض بين الروايتين وليس بين الايات والروايات لان المنافاة ليست مع الدليل القطعي المنافاة مع دليل ظني فسر الاية او بين الاية، من هنا انا استطيع ان اجزم انه لا يوجد في الايات ما يمكن الاستدلال به في المقام اي مستقلاً فلا داعي للاطالة فيما اطيل به من استعراض الايات في هذا المجال ثم الاستدلال بالروايات الدالة فنذهب للروايات مباشرة ونختصر حينئذ مهما امكننا يعني،
ما دام السيد الخوئي هو المخالف الرئيس بالمسألة فانا اخترت ان ابدأ اولا ما استدل به السيد الخوئي في هذا المجال لهم، يستعرض ادلة القوم ثم يجيب عليها، اول دليل ذكره في هذا المجال لهم ما سماه النصوص الواردة في استحباب الغلس بصلاة الفجر اي الاتيان بها عند طلوع الفجر واول ما يبدو قبل استعراض البياض قبل ان يعترض البياض يعني يصبح واضحا هذا المقصود عريضا يعني وان الصادق كان يفعل كذلك ويقول ان ملائكة الليل تصعد وملائكة النهار تنزل عند طلوع الفجر فانا احب ان تشهد ملائكة الليل وملائكة النهار صلاتي اشارة هذا الى بعض الروايات الواردة في الباب الثامن والعشرين من ابواب المواقيت الحديث الاول: محمد بن الحسن اي الشيخ الطوسي في التهذيب باسناده وفي الاستبصار ايضا عن احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن ابي نصر، احمد بن محمد عادة لما يطلق مردد بين البرقيوالاشعري لانهما في طبقة واحدة لكن الذي يروي عن ابن ابي نصر البزنطي عادة هو الاشعري فالظاهر ان احمد محمد الاشعري على كل لا ثمرة في البحث لان كل واحد منهما من الاجلاء والطريق الى كل واحد من الاثنين يتضمن عدة اسانيد صحيحة ومعتبرة، عن احمد بن محمد بن ابي نصر اي البزنطي عن عبدالرحمن بن سالم عن اسحاق بن عمار، موثقة اسحاق لفطحيته،قال قلت لابي عبدالله عليه السلام اخبرني عن افضل المواقيت في صلاة الفجر قال مع طلوع الفجر ان الله تعالى يقول ان قرآن الفجر كان مشهودا يعني صلاة الفجر تشهده وفي نسخة تشهدها ملائكة الليلوملائكة النهار فاذا صلى العبد صلاة الصبح مع طلوع الفجر اثبت او اثبتت له مرتين تثبتهملائكته الليل وملائكة النهار ورويت الرواية، وانا عادة عندي اشكال هنا اشكال فني على الشيخ الحر وهو محدث والكتاب كتب حديث انه لماذا يبدأ الباب برواية من التهذيب مع ان نفس الرواية مروية في الكافي والكافي متقدم زمانا على التهذيب وهو احد مصادر التهذيب، ما عم نقول في هذه الرواية بشكل عام يوجد اكثر من قرن بين تأليف الكافي وتأليف التهذيب كم لا يخفى، وعلى هذا الاساس ينبغي حديثيا ان يبدأ بالاقدم لانه يكون اقل وسائط على مستوى السند، والقيمة اكبر يعني ما فيي افرض عصاحب الوسائل ما نعتقده من ان الكافي اصح واضبط وان كان لا ينكر ذلك وان امن هو والاخباري بصحة جميع الكتب الاربعة، لكن تبقى قيمة الاقدم والاقل وساطة اكبر هذا حيث الزمن ومن حيث الكيف اتفقت الكلمة على ان الكافي اضبط، عموما هذه الرواية واضحة قال تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار فاذا صلى العبد صلاة الصبح مع طلوع الفجر اثبتت له مرتين، تثبتها ملائكة الليل وملائكة النهار، هذا يعني اذا اخرها لا تشهدها الا ملائكة النهار،إلى متى يؤخرها يعني؟عن طلوع الفجر بمقدار يضيء فيه النهار، فملائكة الليل لا تنتظر ابيضاض النهار ملائكة الليل تنتظر شيئا ما بعد طلوع الفجر ما دامت الظلمة قائمة فتبقى، وملائكة النهار تأتي اول طلوع الفجر لانه اول طلوع النهار فاذا صلى بداية الوقت - البداية العرفية لا البداية العقلية لا التقدم الرتبي الذي كنا نتكلم عنه في الترتب المقدمة الثالثة للشيخ النائيني- فإذا صلى اول طلوع الفجر يعني اول طلوع الفجر عرفا يعني تحقق من طلوع الفجر رأى القبطية البيضاء كما ما ورد في الروايات النور المعترض على الافق فقام واذن واقام وصلى، فلا اشكال ولا ريب في انه يكون مصليا اولالفجر لا يقول صلى اول الفجر يعني معصوم يعرف الفجر متى يطلع وعند اول لحظة من الفجر قال الله اكبر هذا كلام غير عرفي لما يقول لشيعته احب لكم ان تصلوا يعني بحسب صلاتكم العادية العرفية واضح يعني اوائل الوقت هذا المقصود، عندما تتحققون من طلوع الفجر مع المقدمات المطلوبة المتعارفة لا اقل الاذان والاقامة اذا متوضي من قبل، تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار اذا ملائكة النهار تأتي بهالوقت ما هو معنى أن تأتي قبل بساعة ونصف تقريبا من طلوع النهار، ملائكة النهار يجب ان تأتي عند طلوع الشمس على القول الاخر، مبرر بقاء ملائكة الليل مع انتهاء الليل بل الرواية تؤيد هذا المعنى أي عجل بها والليل لا يزال مرخيا اسداله قبل ان يضيء النهار بشكل جيد فان ملائكة الليل لا تنتظر حتى يضيء النهار، بينما العكس انه ملائكة النهار تنزل عند الفجرما معنى تنزل عند الفجر اذا طلوع الفجر واضحة وواضحة دلالتها.
الرواية الثانية الواضحة في هذا المجال هي الرواية الثالثة من الباب التي يرويها الشيخ الطوسي في كتاب الامالي المعروف بالمجالس والاخبار، عن ابي عبدالله عليه السلام باسناده الاتي عن غزيق هناك مشكلة بالسند ما علينا الان عن ابي عبدالله عليه السلام انه كان يصلي الغداة بغلس عند طلوع الفجر الصادق اول ما يبدو قبل ان يستعرض- يعني قبل ان الابيضاض يصير عريض -وكان يقول وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا ان ملائكة الليل تصعد وان ملائكة النهار تنزل عند طلوع الفاجر فانا احب ان تشهد ملائكة الليل وملائكة النهار صلاتيفي تتمة مالنا شغل فيها فعلا مش محل كلامنا، الرواية نعمت الدليل كالاولى لكن هذه سندها غير معتبر وكان ينبغي ان تجعل تلك هي الاساس اي موثقة اسحاق بن عماروليس العكس كما عكس السيد الخوئي وجه الاستدلال ايضا صار واضحا هذا أولا،ثانيا من نفس الرواية الاولى ونظيرها عشرات الروايات وهذا انا اقدر أن اجعله وجها مستقلاالتعبير عنه بصلاة الصبح،فكيف صلاة الصبح اذا الصبح لا بيبدأ الا بعد انتهاء وقتها؟ لان طلوع الشمس انتهاء وقتها،أو الصبح بالليل؟ هذا واضح ما ادي.
الان الغريب ليس هذا وإنما الغريب رد السيد الخوئي كيف ناقش هالروايتين، قال السيد الخوئي حتى ما حدا يقول عم نتحامل على مقامه الشريف قال:ويندفع بأن المشهدية المزبورة منوطة بوقوع الفريضة لدى طلوع الفجر مباشرة كي تتلقاها الطائفتان اي ملائكة الليل وملائكة النهار ومن الضروري ان الوقوع في نفس ذاك الان تحقيقا مما لا يتيسر عادة لعدم العلم به من غير المعصوم عليه السلام بل تحقيقا مما لا يتيسر بل لابد من التأخير شيئا ما ولو من باب المقدمة العلمية هذا اول اشكال على ان نوعا من التأخيرمما لابد منه لاجل تحصيل المقدمات ولا اقل من الاذان والاقامة وعليه فتتوقف المشهدية اما على تقديم ملائكة النهار هبوطالو كان مبدأه طلوع الشمس او تأخير ملائكة الليل صعودا لو كان المبدأ طلوع الفجر حتى تشهدها الطائفتان من الملائكة فارتكاب احد التأويلين مما لا مناص منهبعد امتناع الجمود على ظاهر النص ولا ترجيح لاحدهما على الاخر ومعه تصبح الرواية من هذه الجهة مجملةلقصورها عن الدلالة على ان فريضة الفجر من الصلوات النهارية او الليليةيقول لا يخلو امرها اما صلاة نهارية او ليلية اذا أردنا أن ناخذ بالمدلول ملائكة الليل تصعد بمجرد انتهاء الليل وملائكة النهار تنزل بمجرد بداية النهار،الصلاة واقعة بين طلوع الفجر وطلوع الشمس مبدأا ومنتهى فالروايات ليست دالة على شيء، الروايات الدالة على انه عجل بها تشهدها ملائكة الاثنين اما ملائكة الليل يتعجلون الصعود او ملائكة النهار يتعجلون النزول واحدة من اثنين ولا ترجيح لاحدهما على الاخر فكيف تصبح دليلا على ان الفجر هو المنشأ، غريب هذا الكلام، غريب اذ مهما احتاج الانسان الى مقدمات في بداية الوقت الروايات ما دلت على مجرد ان ملائكة الليل وملائكة النهار تشهد هذه المدة الروايتان دلتا على انك عليك ان تعجّل لان ملائكة الليل لم تمكث بعد طلوع الفجر الا قليلا وان ملائكة النهار قد نزلت فعجل بها غلس بها كي تشهدها ملائكة الليل والا فقط ستشهدها ملائكة النهار فكيف يصبح متكافئ؟ انا ما ادري، يعني عم يقول له صلي في الخمس دقائق الاولى بعد طلوع الفجر - مثلا مثلا انا مش عم عيّنالدقائق تحديدا- حتى تنال تسجيل ملائكة الليل، سيدنا اذا الليل يستمر الى طلوع الشمس ما معنى ملائكة الليل مستعجلة بدها تصعد هذا وجه الاستدلال، واذا النهار لا يبدأ الا بطلوع الشمس لها معنى قبل بساعة ونص الآن نقول في شوية ليل من هنا تبقى ملائكة الليل بعده ظلام وان كان بدأ طلوع الفجر لانه ليس دفعيا، وملائكة النهار تعجلت لانها اول النور عندما يبدو النور فبقي عشر دقائق ربع ساعة ببين النور بمقدار هذا منطقي، لكن ملائكة النهار تنزل وملائكة الليل مستعجلة قبل ما يخلص الليل بساعة ونص او بساعة وثلث هذا ما له وجه، فوجه الاستدلال هو غلس بها حتى تشهدها ملائكة الليل مع ملائكة النهار، يعني هو المحل لملائكة النهار لكن ملائكة الليل منتظرة حتى تصعد لك بصلاتك فصليها باول الوقت مش انت كشخص يعني من يصلي في هذا الوقت كل من يعمل عملا صالحا تشهده ملائكة الليل حينئذ، فواضح الاستدلال يعني وما ادري انكاره كانكار الواضحات.

من جملة ما استدل به في المقام ما رواه الصدوق في باسناده عن يحيى بن اكرم القاضي انه سأل ابا الحسن الاول، هذا اشارة للرواية الواردة في الجزء السادس من اجزاء الوسائل في الباب الخامس والعشرين من ابواب القراءة الحديث الثالث يرويه الشيخ الصدوق في الفقيه عن يحيى بن أكثم، هنا يوجد اشارة لا بد أن تنتبهوا لها وهي أن صاحب الوسائل متعود ان يعبر تعبير لما بيذكر الشيخ الطوسي او بيذكر الشيخ الصدوق وباسناده وباسناده مع ان هذا التعبير غير صحيح الا اذا هناك سند، اذا لا يوجد سند شو له معنى ما القول باسناده؟ بعبارة حتى تتضح الاشكالية: الشيخ الصدوق كلّ او معظم رواياته سوى الشاذ النادر منها ما مذكور فيه تمام السند يبدأ براوية او راويين قبل الامام ويروي، ثم ختم كتابه بالمشيخة وفي المشيخة ذكر طرق الى كثيرين ممن بدأ بهم كالمشاهير والذين اكثَرَ عنهم وجملة من الذين اقل عنهم ايضا روى مورد او موردين، لكن في المقابل يوجد ما لا يقل عن عشرين في المائة ما لا يقل ما ذكر لهم سند اصلا ونحن لا نعرف ان الشيخ الصدوق له سند اليهم ولم يذكره اوليس له سند اليهم؟ في بعضها نعلم في بعضها لها نعلم، كيف في بعضها نعلم في بعضها لا نعلم؟ في بعضها نعلم لأنه نفس الشيخ الصدوق بعض هؤلاء نقل نفس الرواية عنهم في كتاب اخر من كتبه مسندا،ولكن لا ندري هل هو اخرجها في المكانين من محل واحد اذا من محل واحد غريب ليش ما ذكرت طريق؟ وهذا يؤيد انه اخرجها هناك من مصدر وهنا من مصدر ايا يكون او انه غفل وليس بعزيز على غير المعصوم، عموما - انا اشكالي بعده ما تبين - الشيخ الحر اعلى الله مقامه الشريف دائما يقول وباسناده عن فلان نروح بنفتش ما اله طريق ولا اله سند اليه بلا سند عن فلان مرسلا عن فلان، يحيى بن اكثم ما ذكر له رواية الا في هذا المورد فقط ولم يذكر طريقا اليه في المشيخة، ولا نعرف له طريق اليه وهذا من العجائب انه يكون في طريق عادة عادة الى شخصية من هالقبيل كان معروفا بانه من قضاة بني العباس، عن يحيى بن اكثم- فالرواية مرسلة ويحيى بن اكثم معلوم متهالك في نظرنا - القاضي انه سأل ابا الحسن الاول اي الامام الكاظم عليه السلام عن صلاة الفجر لم يجهر فيها، قبل أن نقرأ المتن تعالوا معي وفي العلل عن ابيه يعني علل الشرايع يروي الصدوق عن ابيه عن عبد الله بن جعفر يعني الحميري، عن علي بن بشار، عن موسى بن اُكيل او اَكيَل عن اخيه عن علي بن محمد عليهما السلام، علي بن محمد يعني الامام الهادي انه اجاب في مسائل يحيى بن أكثم وذكر مثله مش غريب هذا! يحيى بن اكثم مرة الكاظم مرة الهادي، عموما السند ايضا فيه ضعف فان موسى واخوه لا نعرفهما كثيرا، انه اجاب عن مسائل وذكر مثله،هو يحيى بن اكثم كان في زمن الهادي عليه السلام،ولكن الامام الكاظم غريب يعني انه كان قاضي القاضي انه سأل حين قضائه ما كان، على كل حال عموما السند ضعيف الرواية هكذا يقول،سأل ابا الحسن الاول عن صلاة الفجر لم يجهر فيها بالقراءة وهي من صلوات النهاروانما يجهر في صلاة الليل الواضح عند السائل يعني مفروغ منه ان الفجر يعني نهار فقال في الجواب لان النبي صلى الله عليه واله يغلس بها فقربها من الليل يعني صلاها بليل لا في الليل يعني الجو لا يزال غير مضيء، رمى السيد الخوئي الرواية بضعف السند وهذا صحيح طبعا ما عطف النظر على سند العلل كان ينبغي ان يعطف لكن من حيث النتيجة كلامه صحيح، لكن يوجد وجه اخر للاستدلال بالرواية اقول الرواية حتى لو كان سندها ضعيف الا تؤشر– طبعا تأييداأقوللا دليل مستقل - الى انه من الوضوح في مكان ان الفجر مبدأ النهار من الرواية من سؤال السائل، ان السائل يسأل عن امر مفروغ منه وهو ان الفجر بداية النهار فلما يُجهر مع ان المركوز ان الجهر بصلوات الليل وليس بصلوات النهار فلما يجهر حينئذ بصلاة الصبح التي هي من النهار، لكن هذا عموما ليس دليلا شرعيا وحده حتى نستدل به

اكتفى السيد الخوئي بهذا المقدار ومشى، اشار الى الرواية التي انا عالجت وناقشت مع السيد الخوئي وهي صلاة بين صلاتين بالنهار هي صحيحة زرارى فلا نكرر، مع انه نِعم الدليل وفيه تنصيص على انهما صلاتان بالنهار وحملها على اخر الوقت غريب كما ذكرنا في ذلك الوقت اذ الشارع لا يتحدث عن المقصرين عندما يرسم مسلكه، لكن اقول انما يُستدل به على هذا الامر اوضح بكثير من ما ذكر في المقام، اوضح بكثير كيف؟ ويمكن ان اطيل ويمكن ان اقصر: اولا الروايات العديدة والكثيرة التي عبرت عن صلاة الفجر الواجبة بانها صلاة الصبح، ويتلوها ما عُبر فيه بصلاة الغداة مع ان الغداة هي الغدوة أول الصباح اصل منشؤها من يغدو في اول الصباح، فلا اشكال ولا ريب في انه لا وجه ابدا لتسميتها بصلاة الصبح وثانيا صلاة الغداة فيما لو كان الصبح يبدأ من بعد طلوع الشمس اذ ما معنى ان نسميها؟ فهل نقول كما يقول السيد الخوئي في نظير هذه قال في صحيحة زرارة للمجاورة مثلا؟ يا اخي اخر وقتها هو طلوع الشمس واضح مش اول وقتها، ومن يؤخروها الى هذا الوقت سميت صلاته بصلاة الصبيان، فلا اشكال ولا ريب في ان تسميتها بصلاة الصبح من باب انها تؤدى في الصبح وهذا من الواضحات يعني لا يحتاج الى نشاط فكري يعني، هذا اولا.
ثانيا انظروا في روايات صلاة الليل وانها تُصلى في الثلث الاخير من الليل وقد تضمنت الحديث عن الوتر فقد ورد في جملة منها وهي ما بين صحيح ومعتبر بان الوتر يؤتى بها اخر الليل بحيث يطلع الفجر مقارنا للانتهاء منها بل ربما ورد في بعضها ان يطلع الفجر وهو منشغل بها، وُعبر في جملة منها اخر الليل، واضح روايات عديدة في هذا المجال لكثرة الروايات في صلاة الليل.
من جملة ما يمكن ان يستدل به في هذا المجال ما ورد في الباب السادس والاربعين من ابواب المواقيت، الحديث السابع وباسناده اي الشيخ الطوسي في التهذيب والاستبصار عن احمد بن محمد عن البرقي - البرقي اختصار محمد بن خالد يعني عالاغلب الابن يروي عن ابيه - عن سعد بن سعد الرواية صحيحة بلا اشكال وتضعيف بعض العامليين محمد بن خالد مبني على وهم ان كلمة ضعيف في الحديث تضعيف للشخص كصاحب استقصاء الاعتبار وربما غيره عموما هذا من الواضحات، عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال سألته عن الرجل يكون في بيته وهو يصلي وهو يرى ان عليه ليلا ثم يدخل عليه الاخر من الباب فقال قد اصبحت هل يصلي الوتر ام لا؟ او يعيد شيئا من صلاته؟ قال يعيد ان صلاها اي الوتر مصبحا يعني صلاها بعد طلوع الصبح، واضح جدا اصبحت صلاها مصبحاان الوتر تصلى قبل طلوع الفجر،اذا اردتم مراجعة الروايات التي اشرت لكم اليها باب انّ اخر وقت صلاة الليل طلوع الفجر واستحباب تخفيفها مع ضيق الوقت وتأخيره عن الوتر مع خوف الو.. اني اقوم اخر الليل واخاف الصبح، وبيسأل عن الصلاة فيقول له اقرأ الحمد فقط واعجل في صلاتها، مثلا سألته عن الرجل يقوم من اخر الليل وهو يخشى ان يفجأه الصبح فاي صبح الذي بيفجأ طلوع الفجر او طلوع الشمس الذي يفجأ؟أيبدأ بالوتر او يصلي الصلاة على وجهها حتى يكون الوتر اخر ذلك؟ قال بل يبدأ بالوتر وقال انا كنت فاعلا ذلك، اما يرضى احدكم - عم بقرأ بس العبائر بدون الاسانيد - ان يقوم قبل الصبح ويوتر ويصلي ركعتي الفجر بعد الوتر، مع انه وقت الوتر واضح وقت صلاة الفجر التي هي نافلة الفجر يعني يكتب له صلاة الليل، أيضا: اذا قام الرجل من الليل فظن ان الصبح قد ضاء فأوتر ثم نظر فرأى ان عليه ليلا قال يضيف الى الوتر ركعة ثم يستقبل صلاة الليل ثم يوتر بعده الى اخره، اذا كنت في صلاة الفجر فخرجت ورأيتُ الصبح أو ورأيتَ فزد ركعة الى الركعتين اللتين صليتهما، وروايات كثيرة تصير من باب توضيح الواضحات، ومن يحب الإطالة فليراجع صاحب الجواهر وكلمات اخرى ما جاي في ذهني بعد وجه يستحق الذكر الى هنا اذا اثناء مطالعتي طلع معي وجه اخر اذكره والا يصبح تطويل بلا طائل، واضح جدا أن ما تسالم عليه العرف وتسالم عليه اهل العلم سوى الأعمش من العامة ان الليل ينتهي بطلوع الفجر وان الصبح يبدأ بعد طلوع الفجر، نعم هناك فرصة برهة هي بين ظلام ونور وتبدأ بالزيادة وهذا مثل بداية الليل ايضا يكون لا يزال النور موجود خصوصا بناء على ما اشتهر في الروايات والفتاوى من انه عند سقوط القرص يبقى مضيء مدة من الزمان دقائق تطول أو تقصر تختلف باختلاف البلدان والفصول بلا اشكال ولا ريب، القضية ليست رياضية من هذه الجهة لكن التسميات ايضا واضحة وبديهية، وأنا اسرعت في هذا البحث لانه سيصير من قبيل توضيح الواضحات، ومن اراد التطويل فليرجع الى الجواهر او البحار او اليهما.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo