< قائمة الدروس

الأستاذ الشیخ حسان سویدان

بحث الفقه

45/04/01

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: مبدأ صلاة الصبح

 

قال الماتن اعلى الله مقامه الشريف ويُعرف طلوع الفجر باعتراض البياض حادثة في الافق المتصاعد في السماء الذي يشابه ذَنَب السرحان ويسمى بالفجر الكاذب وانتشاره على الافق وصيرورته كالقبطية البيضاء وكنهر ثوراء بحيث كل ما زدته نظراً اصدقَك زيادة حسنه بعبارة اخرى انتشار البياض على الافق بعد كونه متصاعدا في السماء خلاصة المفاد ان تحقق الفجر انما يكون بالخط الابيض على الافق الشرقي الذي يكون افقيا لا عموديا ذلك انه بحسب المعروف انّ النور اول ما يحدث يحدث منه ابيضاض عمودي ثم ما يلبث في دقائق ان يزول او يتحول الى ابيضاض على الافق، الاول ليس هو الفجر لا عرفا ولا عند الشارع، الثاني هو الفجر، وهذه المسألة بحسب الظاهر لا يوجد فيها خلاف معتدّ به بين المسلمين وان اشتُهرت عملا رفع الاذان عند القوم قبل رفعه عندنا ولكن المذاهب الاربعة واكثر المذاهب حتى البائدة منها يفتي اصحابها بهذا الذي ذكرناه وهو صريح في الروايات وظاهر جدا من الاية المباركة "وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر" الخيط واضح المراد منه هوالحبل الرفيع، فالمقصود حينئذ هو استمرار حلية الاكل والشرب التي ثبت في محله انها في الليل وان منتهاها طلوع الفجر الى ان يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر، لكن الاية بمفردها لها قابلية الانطباق على الخيط العمودي كالخيط الافقي وان اصرّ بعض المحققين على انها لا يراد منها الا الخيط الافقي، اقول من نفس الاية لا نستطيع ان نستفيد ذلك الا بزعم ان الواضح عند العرف ان الفجر لا يسمى فجراً الا بالخيط المعترض لا بالخيط الصاعد وهذا امر غير ثابت انصافا وغير واضح يعني راجعوا الان كلمات اللغويين التي تعبر عن عرف الاستعمال العربي وموارد الاستعمال لا نجد تعرضا معتدا فيها لهذه الجهة من البحث والحديث، فالاية دالة على مطلق تبيّن خيط ابيض من الخيط الاسود فهي تشمل حتى الخيط الذي يكون في الاول حينئذ، خصوصا وانه لا فصل زمني معتدا به بين الخيط العمودي والخيط الافقي بل بمراجعتي لبعض اهل الخبرة زعم انه لا يوجد فاصل زماني بينهما بحيث ينتهي الاول ويعود الاظلام دامسا ثم يأتي الثاني بل بعضهم قال هذا غير ممكن اصلا باعتبار ان الشعاع الذي يعكس نتيجة قرب الشمس من جهة المشرق تحت الطبقات طبعا بدرجات هو الذي يتسبب بهذا الابيضاض، وهذا الابيضاض الذي مثل شبه بذنب السرحان وهو الذئب وهو الذنب الذي يرتفع، فحينئذ البعض قال من اهل الخبرة بان هذا اصلا غير قابل ان يتحول الى ظلام قال بنفسه هو الذي يتحول الى الضوء الافقي نتيجة القرب الازيد منه بعد دقائق، فعلى هذا الاساس وهذا منطقي طبعاً، والا الشمس اقتربت ثم ابتعدت ثم اقتربت بشكل دفعي اكثر وحصل الاعتراض هذا امر غير منطقي كما هو واضح، فالمهم في هذا المجال ان الاية بنفسها لا نستطيع ان نقول انها دالة نعم هي دالة على شيء وهو انه يكفي في تحقق الفجر تبين الابيضاض ولو بقدر ما لان عنوان الخيط ينطبق على الحد الادنى منه الذي يعبر عنه بانه خيط، فاستعارة الخيط للتعبير عن النور المتبدّي المتبيّن يعني انه يكفي فيه مطلق تبين الابيضاض، اما التعبير في المقابل بالخيط الاسود مع وضوح الاسوداد لا يزال مسيطرا ومعترضا على تمام السماء باستثناء هذا المكان الذي ابيضّ فهو من باب المشاكلة كما هو واضح، بحيث افتُرض ان الخيط الاسود زال وحل محله الخيط الابيض في ذلك المكان لا ان الباقي كله خيط عبر عنه، اذا كان الامر كذلك فان الاية دالة على هذا المقدار ولا يستفاد منها ما هو اكثر منه فلو كنا والاية المباركة فانه يمكننا حينئذ استفادة مطلق خيط ابيض تبدّى في السماء فينطبق على ما سمي في الروايات او بعضها بذنب السرحان يعني الخيط العامودي الابيض فانه يتبين لنا، اللهم الا ان يثبت انه عند العرف واضح ان هذا لا يسمى فجرا هذا مش واضح في عرف الاستعمال اللغوي، ماذا نفهم - انتبهوا لي لهذه النكتة - من قوله تعالى حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر،فهل نفهم من الاية ان الفجر هو الموضوع وان التبين بقدر الخيط هو الطريق الى التحقق من وجود الموضوع، ام ان التبيّن نفس تبيّن الخيط الابيض من الخيط الاسود هو الموضوع وهو الذي به يتحقق الفجر، فهل "مِن" في المقام تستعمل للنشوء نشوية يعني ام للتبعيض كما قيل،بحيث يصبح التبين هو الموضوع في الحقيقة، ما الذي يناسب ان نتخذه من موقف في المقام، من نفس الاية فعلاً؟ لا اشكال ولا ريب ان التبيّن ظاهر في التبيّن الفعلي "حتى يتبين لكم"، ولا اشكال في ان التبين الفعلي قد يتحقق وقد لا يتحقق حتى مع مضي زمان على اقتراب الشعاع من جهة مشرق الارض شعاع الشمس، كما يحصل ذلك في كثير من ايام الشتاء بسبب الغيم او الإمطار، وكما يحدث في الليالي التي يكون القمر فيها مشرقاً مقارِنا لطلوع الفجر، فهل نقول بانه ما لم يتبين فعليا - لا يوجد موضوع للصلاة - وقد يمتد عدم التبين في بعض البلدان التي في الوديان كالسحيقة الى ما يقرب من طلوع الشمس، بل في بعض الايام التي يجتمع فيها الغيم الشديد مع الامطار قد يبقى الاسوداد دامساً في بعض الاماكن، فلا اشكال ولا ريب في انه لا يراد التبين الفعلي من جميع الجهات وهذا واضح ينبغي ان يكون واضحاً، بل المراد التبين الاقتضائي يعني لولا المانع، ولا ريب في ان الاقتضاء انما يتحقق بقرب الشعاع من الجهة الثانية للارض الى بقرب الشعاع من جهة المشرق هو الذي يتسبب بالنور، وعليه فلا معنى لان يقال ان التبين الفعلي بنحو العلية التامة هو الموضوع وهو الفجر مع وضوح ان الفجر عرفاً يتحقق سواء تبين ام لم يتبين بالفعل، وحينئذ فلابد من حمل التبين في الاية المباركة على الطريقية، ومما يؤيد او يدل على ذلك الروايات العديدة والكثيرة التي جعلت الموضوع الفجر ولا توجد شبهة مفهومية في الفجر من هذه الجهة - انتبهوا لي انا ما عم بتراجع عما قلته في بداية الدرس انه مش واضح انه الفجر عند العرف هو الخط الصاعد او الخط الافقي الذي يحدث بعد ذلك -ولكن من غير هذه الجهة مفهوم الفجر هو بداية انفلاق النور بلا اشكال ولا ريب عرفا، فجعله الموضوع في كثير من الروايات والايات المفسرة بالروايات "قرآن الفجر"لا اشكال ولا ريب في انه يراد منه انه هو الموضوع وهذا قرينة اضافية على ان التبين طريق وسبيل الى معرفة تحقق الفجر، ولهذا البحث والتدقيق ثمرة سوف تأتي قريبا ان شاء الله مهمة جيد احتفظوا بها، الخلاصة ان الاية الكريمة لم تنفعنا بمفردها في تحديد وأما انه الخط الصاعد او الخط الافقي، فان تبين الخط الابيض مع انتفاء جميع الموانع لم يتبين من الاية انه الصعودي او الافقي، طيب اما التمسك بروايات ضعيفة السند او عامية في شأن نزول الاية وتفسير الاية فمما لا يجدر بنا الاطالة في البحث الفقهي كما حاول البعض ان يزج بذلك في المقام لا بأس بالاطلاع عليه.
واما الروايات فمن حُسن الحظ ان الروايات واضحة في هذا المجال وهي صالحة لتفسير الاية المباركة على مستوى المراد من الخيط الابيض، الرواية الاولى في الباب السابع والعشرين من ابواب المواقيت محمد بن علي بن الحسين باسناده عن عاصم بن حُميد عن ابي بصير ليثٍ المرادي قال سألت ابا عبدالله، نفس الاشكال الذي عادة نكرره فان الرواية ذُكرت هنا فبُدِء الباب بمحمد بن علي بن الحسين مع ان الكليني يرويها بسند متصل، وعَطف ورواه الكليني عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم يعني ابن الزبير النخاعي عن عاصم بن حميد مثله سند صحيح ما في مشكلة وسند الصدوق الى عاصم بن حميد صحيح ما في مشكلة وما في داعي للتعرض له، لكن الشيء الملفت في المقام هو ان نفس هذه الرواية موجودة في كتاب التهذيب الجزء الرابع الحديث المرقّم برقم خمسمئة واربعة عشر بحسب طبعة السيد الخرسان رضوان الله عليه، وفيها عن ابي بصير المكفوف فانا ما تحققت اذا كل نسخ التهذيب الخطية كذلك،صحابالمنتقى الشيخ حسن في منتقى الجمان ابن الشهيد الثاني له تحقيقات سندية في هذا الكتاب في ابواب العبادات مهمة في بعض الاوقات وهو بشكل عام يدقق في هذا المجال، اَشكل في سند الرواية ان الرواية فيها ابو بصير المكفوف وابو بصير المكفوف هو ابو بصير الاسدي ولم تثبت وثاقته فيتردد حينئذ السند بين الورد في الكافي والفقيه اللي هو ليث بن البختريالمرادي الذي يذهب صاحب المعالم وجملة كبيرة من المحققين الى انه هو المراد من الطبقة الاولى من اصحاب الاجماع، ففي الفقيه والكافي ليث بن البختري المرادي في التهذيب ابو بصير المكفوف، وهو لم تثبت عنده وثاقة يحيى بن ابي القاسم بحسب الظاهر، على انه لم يثبت ان المراد بابي بصير المكفوف هو يحيى بن ابي القاسم، اذ يوجد شخص اسمه عبد الله بن محمد الاسدي يكنى بابي بصير، ويوجد شخص اسمه يوسف بن السخت يكنى بأبي بصير كما قالوا،ويوجد شخص بعد شخص ايضا وسادس، هذا البحث يحتاج الى تدقيق من جهات لكن اجمالا الان لا اشكال ولا ريب في ان ابا بصير حيث يطلق واطلق في معظم الروايات اكثر من الفي مورد ابو بصير بدون تقييد بشيء، فان المراد منه ابو بصير الذي هو من اصحاب الاجماع الجليل المعروف والذي تردد المحققون بينه يحيى بن ابي القاسم الذي هوثقة بلا اشكال وبين ليث بن البختري المرادي، الاقرب والاصح انه ليث بن البختري المراديهو الذي ثبت ان عاصم بن حميد يروي عنه في العادة هنا، ابو بصير الثاني لا مانع من رواية عاصم بن حميد عنه لكن هو الذي يلقب بالمكفوف عادة، اما البقية فلم نتحقق له وجود في عالم الرواية اصلا، عبد الله بن محمد الاسدي حتى قيل انه تصحيف عبد الله عن، وهذا بحث يبحث في محله فبحث ابو بصير هو بحث رجالي مهم وطبقاته مهمة حتى صنف فيه بعض اعاظم المحققين رسائل كالمحقق الخونساري، فاجمالا لا مجال للتشكيك بوجه في سند الرواية لانه ان تردد فهو مردد بين من ورد في الكليني والفقيه وكلاهما أضبط من التهذيب وبين التهذيب على انه قيل ان في نسخ التهذيب ايضا اختلاف وبناء عليه فما نقله الشيخ الطوسي فيه اختلاف فلا يرقى الى مستوى المنافاة لغيره ما لم يثبت انه روى بهذه الطريقة، فان نسخ الكتب لم تصل الينا مستفيضة او متواترة الكتاب في الجملة وصل فلم يثبت ما هو الذي نقله الشيخ الطوسي مع اختلاف نسخ التهديب المخطوطة، على انه حتى لو تنزلنا وكل شيء فهو اما يحيى ابي القاسم واما ليث بن البختري المراديوكلاهما ثقة جليل ما في مشكلة من هذه الجهة، تسألون مثلا صاحب المعالم يصير عنده مشاكل ليش ابوه الشهيد الثاني عنده كثير من المشاكل في هذا المجال، اقول ليس بدعا من القول بان جملة من علمائنا ومحققينا والى يومنا هذا لا يدققون في المسائل الرجالية او لم يكونوا متبحرين فيها وهذا موجود عبر التاريخ فان هنالك من اهمل الاهتمام بهذا العلم وحصلت نتيجة ذلك كبوات وهفوات كبيرة، على ان هناك مسائل لم تكن محققة بشكل كامل حققها متأخرو المتأخرين، يعني كم مورد في الروضة البهية لمجرد ان يرد ذكر محمد بن قيس مشترك بين الثقة وغيره ويضعف السند، مع ان الموارد معظمها لم اقل الكل الان هي رواية عاصم بن حميد عن محمد بن قيس وهو محمد بن قيس الحجةالثقة، وعاصم بن حميد كلما روى يروي عن محمد بن قيس البشير،سألت ابا عبدالله عليه السلام فقلت متى يحرم الطعام على الصائم وتحل الصلاة صلاة الفجر فقال اذا اعترض الفجر فكان كالقبطية البيضاء طبعا البيضاء قيد بحسب الظاهر توضيحي لا احترازي لان القبطية هي ثياب القطن في الحقيقة التي يؤتى بها من مصر كما نصص اهل اللغة فثم يحرم الطعام على الصائم وتحل الصلاة صلاة الفجر قلت افلسنا في وقت الى ان يطلع شعاع الشمس قال هيهات اين يُذهب بكتلك صلاة الصبيةلم يقل له لا يوجد وقت الى طلوع الشمس هذا واضح كانه ما عم ينفيه الايمان وواضح عند السائل بس قال له الصبيان اللي بيستيقظوا اكثر اهل العصر صاروا من الصبيان باعتبار اذا استيقظوا يصلوها اخر الوقت، على كل حال المهم هنا قال: اذا اعترض الفجر فكان كالقبطية، الخط صعودي ما بصير كالقبطية البيضاء الاعتراض هو الخط المعترض على الافق وهذا واضح ما في كلام.
رواية الثانية وباسناده اي الصدوق عن علي بن عطية عن ابي عدالله انه قال الصبح هو الذي اذا رأيته معترضا كانه بياض نهر سوراء هذه الرواية تفيدنا بالبحث السابق ايضا الصبح عبّر عن الفجر والصبح من النهار قطعا ما في شك،هو الذي اذا رأيته... .هذه الرواية في اشكال سند الشيخ الى علي بن عطية، السيد الخوئي استشكل ايضا بعلي بن عطية انه لم تثبت وثاقته، علي بن عطية نحن لا نتوقف فيه باعتبار ان ابن ابي عمير هو الذي يروي كتابه ويروي عنه وفي هذه الرواية يروي عنه، باعتبار ان سند الكليني عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن علي بن عطية فما في مشكلة يعني في السند، ورواه الشيخ باسناده عن علي بن ابراهيم مباشرة وباسناده عن محمد بن يعقوب وكذا الذي قبله،هنا يوجد بحث ولكن لا يفيدنا بهذه الرواية نؤجله لانه البعض يقول بعض المحققين بعض اعاظم المحققين حفظه الله يقول بانه اذا بدأ الشيخ الطوسي بعلي بن ابراهيم فهو أخذ الرواية من الكافي وهذا خلاف تصريح الشيخ الطوسي انه يبدأ باسم صاحب الكتاب الذي اخذ الرواية من كتابه، يصر السيد السيستاني حفظه الله على ان خمسة من اهم شيوخ الكليني اذا الشيخ الطوسي روى عنهم بالمباشرة فهو في الحقيقة اخذ الرواية من الكافي ويأتي ببعض الشواهد وانا ناقشت هذا المعنى بشكل شبه مفصل في كتاب تنقيح المباني الرجالية، يعني هذا اله علاقة بنظرية التعويض على كل حال ولم نقبل بدعواه حفظه الله، والشواهد التي جاء بها لا تثبت اكثر من ان كتاب الكافي كان بين يدي الشيخ الطوسي اثناء التصنيف هذا طبيعي في الكتب الروائية بالخصوص هو اهم كتاب مدون مبوب مصنف في زمن الشيخ الطوسي، فطبيعي ان يكون اساسا لتصنيفه بعد ذلك بدليل كثرة ما نقل عنه ايضا مبتِدأ بالكليني والا لماذا مرةيبدأ بالكليني مرة بعلي بن ابراهيم، مثل هذه الرواية نقلها في موضع محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم وفي وضع اخر عن علي بن ابراهيم مباشرة، على ان هذا خلاف تصريح الشيخ على كل حال الرواية صحيحة السند واضحة الدلالة، يبقى كانه بياض نهر سوراءوسوراء في الحقيقة منطقة الحلة والنهر الذي يمر من هناك هو نهر الفرات كما هو معلوم، بياض نهر سوراء يعني شو المقصود؟ بياض عريض الى هذذا المستوى وهذالا يحدث عادة الا بعد يمكن عشرين خمسة وعشرين ثلاثين دقيقة من طلوع الفجر الشرقي، او فقط في البياض شُبه ببياض نهر ثورات باعتبار ان التربة هناك تعكس زيادة ابيضاض في الماء يحتمل.
الرواية الثالثة من الباب قال وروي يعني الشيخ الصدوق هذه مرسلة ان وقت الغداة اذا اعترض الفجر فاضاء حسناالتعابير التي حكاها صاحب عروة كغيره من الفقهاء أخذ فيها من الروايات فأضاء حسنا واما الفجر الذي يشبه ذلك بالسرحان فذاك الفجر الكاذب ايضا تعبير الفجر الكاذب مأخوذ من الرواية والفجر هو المعترض كالقباطي قباطي من القبطية ما بدي اعلق باعتبار واضحة.
الروايةالرابعة محمد بن يعقوب عن علي بن محمد هذا علام الكليني ثقة، عن سهل بن زياد وهو المرجح عندنا وثاقته والمشهور تضعيفه او تعاطي الجرح والتعديل فيه، عن علي بن مهزيار قال كتب ابو الحسن بن الحصين الى ابي جعفر الثاني يعني الامام الجواد، الشهادة بانه كتب والشهادة بانه الجواب هي من علي بن مهزيار فاذا صح السند الى علي بن مهزيار وعلي بن مهزيار ثقة جليل بلا اشكال فالرواية صحيحة السند، ولا وجه لتضعيفها حينئذ بابي الحسن بن الحصين باعتبار ابو الحسن بن الحصين وان كان مجهول الحال بالنسبة لنا لكن ليس هو الراوي لنا هو الكاتب بشهادة علي بن مهزيار، نعم نفس الرواية يرويها الشيخ الطوسي في التهذيب والاستبصار باسناده عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن الحصين بن ابي الحصين كتب ابو الحسن بن الحصين عن الحصين بن ابي الحصين قال كتبت الى ابي جعفر وذكر مثله، سند مختلف والحصين بن ابي الحصين هنا راوي في الرواية فهذه الرواية لا نستطيع ان نعمل بها، لكن هذا لا ينقص السند الاول كما لا يخفى، ولا تنافي بين ان يحدث الحصين بن ابي الحصين بما كتبه وبين ان ينقل علي بن مهزيار انه يشهد بانه كتب وانه جاء الجواب،كتب الى ابي جعفر الثاني معي يعني علي بن مهزير هو الذي اخذ الكتاب جعلت فداء قد اختلف موالوك في صلاة الفجر فمنهم من يصلي اذا طلع الفجر الاول المستطيل في السماء ومنهم من يصلياذا اعترض في اسفل الافق واستبان ولست اعرف افضل الوقتين فاصلي فيه فان رأيت ان تعلمني افضل الوقتين وتحده لي وكيف اصنع مع القمر والفجر لا تبيين معه او لا تبيين معه المطبوع ييائان،حتى يحمر ويصبح يعني بده يطول اذا كان في قمر وكيف اصنع مع الغيم وما حد ذلك في السفر والحضرفعلت ان شاء الله يعني اجبني افعل ما تقول فكتب عليه السلام بخطه وقرأته الفجر يرحمك الله والخيط الابيض المعترض وليس هو الابيض صعدا فلا تصلي في سفر ولا حضر حتى تبيّنه يعني تتبينه فان الله تبارك وتعالى لم يجعل خلقه في شبهة من هذا فقال وكلوا واشربوا حتى تبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر فالخيط الابيض هو المعترض الذي يحرم به الاكل والشربفي الصوم وكذلك هو الذي يوجب الصلاةعلى ماذا تدل هذه الرواية؟ من جهة كلامنا واضح وتعيين ما هو الفجر، هو سأله عن الليالي المقمرة -انتبهوا لي هذا نستفيد منه لاحقا - وسأله ايضا عن المطر والغيم فالامام ما اجاب اصلا عن الليالي المقمرة والمطر وهالقضايا مع ان هذه الليالي يُبتلى بها بكثرة فان الإمطار والغيم يكون في كثير من ايام السنة، واشراق القمر ايضا يكون في كل شهر فيها عدة ايام حتى جعله بعضهم من عشرة ا12 الشهر الى اخر الشهر، فالإمام لم يجب وإنما الامام فقط وفقط اجاب بان الفجر يتحقق بهذا الخيط الابيض المعترض واهمل الموانع ولم يتحدث عنها، فكأنه قال له بان العبرة بالخيط الابيض المعترض اذا تحقق حرُم الاكل، هل تحققه هذا الخيط الابيضمتوقف عن ان اراه انا؟ ام ان تحققه يكون برؤيتي وبدون رؤيتي؟ فان تحققه انما يكون باقتراب شعاع الشمس من جهة المشرق هو الذي يحققه، فاذا تحقق فهو الميزة فاذا انا في الليالي التي ليس فيها قمر ولا غيم ولا مطر تحققْتُه وضبطت وقته فلا إشكال ولا ريب في ان علمي بوجوده حتى في الليالي التي يكون فيها الغيم او غيره يكفي هذا المقدار لا انه يجب عليك ان تتحققه في كل يوم بيومه بمعنى ان نفس انكشافه لك هو الموضوع بل الموضوع هو تحقق الخيط الابيض المعترض والرواية انما ساقها السائل في الاساس لاجل الاختلاف بين مواليه، وانما ساقها السائل ايضا الامام جوابا لاجل بيان الفرق بين ذاك وهذا وان هذا هو المطلوب، هذه الرواية الرابعة، تأتي تتمة الكلام ان شاء الله.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo