< قائمة الدروس

الأستاذ الشیخ حسان سویدان

بحث الفقه

45/08/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تتمة الكلام في الروايات


لا يزال الكلام في المسألة الثامنة عشرة المعقودة للحديث عن كراهة التنفل بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس وبعد العصر الى الغروب وكنا بصدد استعراض الروايات الدالة على الكراهة وانتهينا الى الرواية التي يرويها ابن ادريس في السرائر وهي الرابعة عشرة من الباب الثامن والثلاثين من ابواب المواقيت وتحدثنا عن سند الرواية وانتهينا الى محمد بن الفضيل اذ قد تقدم اننا نرى صحة روايات مستطرفات السرائر لصحة طريق ابن ادريس في جملة من الاجازات الى الشيخ الطوسي والنجاشي ولا نستبعد وصول بعض الاصول والكتب الى ابن ادريس الذي لا يفصله الا ما يقارب المئة عام عن شيخ الطائفة بل هو فرع ان بعض الكتب كانت عنده بخط جده الشيخ الطوسي والاصل العقلائي قاض في مثل هذه الحالة مع قرب احتمال او الاحتمال المعتد به على الاقل للحسية فيما من شأنه ان يكون حسيا البناء على الحس في وصول النسخ، فلا نستطيع ان نقول بان الطرق الى ابن ادريس شكلية كطرق المتأخرين ومتأخري المتأخرين فان المسألة مسألة المتقدمين والمتأخر في هذا المجال ليست حدّية رياضية كما لا يخفى، المهم الكلام في محمد بن الفضيل يا اخوان وبعض المحققين الّفوا فيه رسائل محمد بن الفضيل نحن اشكال ولا ريب انه يوجد لدينا في الاسانيد فيما يقرب من اربعمائة رواية في الكتب الاربعة محمد بن الفضيل من دون توصيف ولا نسبة صريحة كاملة الى ابٍ اوجَدّ وهو بهذا الاسم المقصور عليه وجدناه في الروايات يروي عن الامام الصادق عليه السلام وان كان بقلة نسبيا، ووجدناه يروي عن ابي الحسن الاول في بعضها الماضي في بعضها موسى في بعضها وهو الامام الكاظم عليه السلام والعبد الصالح وهو لقب شائع كان في زمن الامام الكاظم عليه السلام، ويروي ايظا عن الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه جيد، ولا مانع من ان يكون شخص واحد يدرك الامام الصادق عليه السلام في اواسط امامته او اواخرها في اوائل شبابه ويدرك ايضا الامام الكاظم ويبلغ الامام الرضا صلوات الله عليه لا يمتنع ذلك على الاطلاق فان الفسحة الزمنية تتسع لشخص بالعمر الطبيعي فضلا عما اذا امتد عمره واستطال، لكن عندما نوجّه نظرنا أكثر الى كتب الرجال والفهرست نجد انه يوجد لدينا محمد بن الفضيل بن كثير الأسدي ويوجد لدينا محمد بن الفضيل ويوجد لدينا محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي، ففي فهرست الشيخ محمد بن الفضيل له كتاب رويناه عن حَميد او حُميد يعني ابن زياد النينوائي بالاسناد الاول يعني السابق عن الحسين بن علي اللؤلؤي عنه وهم جماعة عن ابي المفضل عن حُميد، طيب هذا محمد بن الفضيل مذكور ولم تذكر مشخصاته وهذا لابد ان يكون من اصحاب الائمة المتأخرين الجواد والهادي والعسكري في هذه الفترة، من ادرك الرضا يمكن ان يدرك بعض الائمة المتأخرين عن الرضا بلا اشكال وهذا لم يُوصف بتوصيف اصلاً، ولدينا في رجال البرقي ايضا محمد بن الفضيل ذكره في اصحاب الامام الصادق عليه السلام وبنفس الاسم ايضا ذكره في اصحاب الامام الكاظم عليه السلام، وكذا الشيخ في رجاله فانه ذكر محمد بن الفضيل في اصحاب الامام الكاظم عليه السلام، وهذا محمد بن الفضيل على الاطلاق وقع في سند في روايات شهر رمضان الدالة على النقصان وانه يعتريه ما يعتري الشهود ووصفه الشيخ المفيد على الاطلاق ايضا باسم محمد بن الفضيل في جملة من الرواة بأنهم من الفقهاء والرؤساء الاعلام الذين يؤخذ منهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام ولا يطعن عليهم بشيء ولا طريق لذم واحد منهم، ومقتضى اطلاق الشيخ المفيد ان محمد بن الفضيل شخصٌ معروف واحد او هذا الذي وصّفه في الرواية لا اقل هو شخص معروف وهو شخص واحد لا يشتبه بشخص اخر، لكننا وجدنا محمد بن الفضيل الاسدي في رجال الشيخ ذكره في اصحاب الامام الرضا عليه السلام ووصف صنعته وانه صيرفي يُرمى بالغلو له كتاب وعَدّ نفس الشخص بنفس الاسم من اصحاب الصادق "عليه السلام" لكنه فصَّل في ذكر إسمه فقال محمد بن الفضيل بن كثير الازدي الكوفي الصيرفي، وذكره في اصحاب الكاظم عليه السلام قائلا محمد بن الفضيل الكوفي الازدي ضعيف كما ان البرقي قد عده بعنوان الازدي الصيرفي عربي كوفي، فالازدي والصيرفي والكوفي بحسب هذه الكلمات الظاهر انه شخص واحد ادرك الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام، قال النجاشي محمد بن الفضيل بن كثير الصيرفي الازدي ابو جعفر الازرق - لقب جديد - روى عن ابي الحسن موسى والرضا عليهما السلام له كتاب ومسائل، ثم يذكر السند اليه وان ابن ابي الخطاب القمي محمد بن الحسين قد روى عنه كتابه وصرّح النجاشي ان هذا هذه النسخة يرويها جماعة ظاهر كلام النجاشي انه لم يُدرك الصادق عليه السلام ادركه يعني اول من ادرك بحسب الظاهر بحسب الظاهر ما إلها معنى ان يكون ثبت عنده انه ادرك الصادق ويهمل ذلك، وصريح كلامه انه هو الذي يلقب بالازرق، هذا الشخص لم يرد في حقّه توثيق خاص اي ابن كثير الازدي ابو جعفر الازرق بل ورد فيه انه يرمى بالغلو والرمي بالغلو ليس تهمة فان مقاييسها كانت في الغالب غير منضبطة خصوصا اذا كان الرامي القميين في ذلك الوقت لكن الشيخ صرح بضعفه مع انه ليس من عادة الشيخ ان يضعِّف لمجرد رمي البعض بالغلو، هذا وقد ثبت لدينا انه يوجد شخص معروف وله اكثر من كتاب كتاب ومسائل مسائل ايضا كتاب يعني وانه تُرجم في كتب الرجال بشكل متكرر وقد عرفنا اطرافا من نسبه وشخصيته ولقبه وصنعته ومن ادرك من الائمة عليهم السلام لا اقل ثبت لدينا انه أدرك الامام الرضا والامام الكاظم عليهما السلام لانه الى الان من روى عن الصادق بعده محل كلامه هو او غيره، ولكن سيأتي ان شاء الله انه لا يوجد شخص اخر روى عن الامام الصادق فالظاهر انه يعني الشخص الاخر متأخر، وعلى هذا الاساس لا يمكننا التشكيك في وجود هكذا شخص انما الكلام في ان الاطلاق عندما يقال في الاسانيد محمد بن الفضيل هل يكون هو المراد على تقدير وجود شخص اخر ام يكون الاخر هو المراد ان نبقى مرددين؟ فان بعض المحققين كصاحب جامع الرواة جزم بان محمد بن الفضيل في الاسانيد هو محمد بن القاسم بن الفضيل الاتي الثقة والذي صُرِّح بتوثيقه وانه نسب الى الجد مباشرة لانه هو المشهور في العائلة احد اصحاب الاجماع الفضيل بن يسار النهدي، لكن بقية المحققين في الاسانيد من قبيل صاحب نقد الرجال المدقق في هذه المجالات فانه قد ابرز هذا احتمالا من دون ان يجزم به وكذا العلّامة المجلسي في الوجيزة ولكن السيد التفرشي في النقد ابرز قرينته على ذلك اذ ذكر انه قد روى الصدوق رضوان الله عليه في الفقيه كثيرا عن محمد بن الفضيل عن ابي الصباح الكناني وعندما ذكر الطريق في المشيخة افاد بقوله وما كان فيه عن محمد بن القاسم بن الفضيل البصري اللي هو النهدي صاحب الرضا عليه السلام فقد رويته وذكر الطريق ولم يذكر في المشيخة طريقا لمحمد بن الفضيل بن كثير الازدي فالظاهر ان هذه المواد العديدة التي روى فيها عن محمد بن الفضيل يراد منها محمد بن القاسم بن الفضيل الذي هو حفيد الفضيل بن يسار فيكون ثقة على هذا في الفقيه، وهذا يؤشر الى معروفية ان من يطلق اسمه هو هذا اي ابن القاسم بن الفضيل النهدي البصري، السيد الخوئي تصدى للجواب على هذا الكلام فافاد بان الشيخ الصدوق قد اهمل الطريق الى كثير من الرواة فوق المئة بدأ بهم في الاسانيد في الفقيه ولم يذكر الطريق اليهم فقد يكون محمد بن الفضيل ممن اهمل الطريق اليه، لكن هذا الكلام انما يصح اذا كان الشيخ الصدوق يروي في الفقيه عن محمد بن القاسم بن الفضيل شوفوا يا اخوان الشيخ الصدوق يذكر الطرق في المشيخة الى من بدأ باسمه في السند مو هكذا جيد، روى في موارد عديدة عن محمد بن الفضيل عن ابي الصباح الكناني ثم عندما جاء الى المشيخة الطريق وذكر الطريق ذكر الطريق الى محمد بن القاسم بن الفضيل ولم يذكر الطريق الى محمد بن الفضيل الازدي ولا الى محمد بن الفضيل المطلق ما يعني ان المطلق هو ابن القاسم بن الفضيل هذا كلام التفرشي،السيد الخوئي عم بقول هذا لا يتعين اذ الشيخ الصدوق قد اهمل الطريق الى جملة كبيرة من الرواة وفيهم من روى عنه موارد عديدة، اقول المحقق التفرشي لم يستدل بمجرد ذكر الطريق بل استدلاله مركّب في الحقيقة من انّ الشيخ الصدوق لم يبدأ الا بإسم محمد بن الفضيل وعندما ذكر الطريق لم يذكر الطريق الا لمحمد بن القاسم بن الفضيل، صحيح سيدنا ان الشيخ الصدوق قد يروي مكررا عن شخص ويهمل الطريق اليه وهذا تكرر في الفقيه لكن هل وجدت سيدنا ان الشيخ الصدوق في الفقيه يذكر الطريق الى شخص في المشيخة ولا يكون قد اخرج له في الكتاب!! فاننا اذا حملنا موارد محمد بن الفضيل على محمد بن الفضيل الازدي وان الشيخ الصدوق اهمل الطريق اليه فمن هو الذي بدأ به وذكر الطريق اليه في المشيخة؟ فان محمد بن القاسم بن الفضيل بعنوانه لم يذكره لم يبدأ به الشيخ الصدوق، هذا مرمى ومغزى كلام المحقق التفرشي رضوان الله تعالى عليه في هذا المجال فلابد ان ننظر الى كلا العقدين عقد الذكر وعقد التصريح جيد، وعلى هذا الاساس فالظاهر ان هذه القرينة قرينة لا بأس بها، يضاف اليها قرينة اخرى وهذه القرينة هي ان الشيخ المفيد عندما اطلق عدّه من الرؤساء الاعلام وان ثبت في محله نوع مبالغة في هذا التوصيف لكنه يكشف عن الوثاقة على اقل تقدير في الرسالة العددية اذ استعمل اسلوب الكلامي في الرد على اهل العدد والرؤية الذي فيه شيء من المبالغة على كل حال والجدل، لكنه يكشف عن كونه اماميا ثقة على اقل تقدير، وقطعا الذي هو كذلك هو محمد بن القاسم بن الفضيل مع ان الشيخ المفيد ذكره توصيفا لمحمد بن الفضيل بهذا الشكل وهذا يعني لا محالة بحسب الظاهر ان محمد بن الفضيل اذا اُطلق خصوصا في اصحاب الرضا عليه السلام فهو محمد بن القاسم بين الفضيل اذ لا يوجد شخص ثالث غير الغالي الضعيف عند الشيخ وغير محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي الثقة المتسالم على وثاقته بلا خلاف، طيب ماذا نصنع حينئذ في الروايات التي اطلق فيها محمد بن الفضيل ورويت عن الامام الصادق او رويت عن الامام الكاظم فان محمد بن الفضيل بن يسار بن القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي لم يثبت انه ادرك غير الرضا صلوات الله وسلامه عليه انظروا في ترجمته قال النجاشي: محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي ثقة هو وابوه وعمه العلاء وجده الفضيل روى عن الرضا له كتاب، ثم ذكر طريقه اليه وان محمد بن خالد البرقي هو الذي يروي كتابه، وقال الشيخ في الفهرست: محمد بن القاسم له كتاب رويناه بهذا الاسناد عن احمد بن ابي عبدالله عن ابيه عن محمد.. نفس السند وان كان في بداية السند ابو المفضل وابن بطة القمي، لكن نحن نتغلب على هالمشكلة مشكلة ابو المفضل وابن بطة باعتبار ان البرقي ممن روى الشيخ جميع كتب ورواياته باسناد اخر صحيح هذه نظرية التعويض بالمعنى الواسع، وعده البرقي بعنوان محمد بن القاسم بن الفضيل في اصحاب الكاظم ما يعني انه ادرك الكاظم ويمكن ان يكون قد ادرك الصادق شيئا ما بس لم يشتهر بانه من اصحابه فماذا نصنع الى هنا يا اخوان ماذا نصنع بعد عندنا عشرات بل مئات الروايات عن الامام الرضا وعن الامام الكاظم وعن اصحاب الامامين وبالاخص اصحاب الكاظم عن الصادق ونادرا هو مباشرة عن الصادق اذا اطلق محمد بن الفضيل فماذا نقول؟ اذا اطلق في اصحاب الرضا بنقول بن القاسم، اذا اطلق في اصحاب الكاظم سلام الله عليه نقول ذاك الازدي الضعيف طيب وهذا ذكر البرقي انه ادرك الكاظم ايضا والشيخ الطوسي لم يقل بانه من اصحاب الرضا فقط قال له كتاب وذكر نفس السند الى نفس الكتاب صحيح هو غالب رواياته عن الرضا صلوات الله وسلامه عليه او كثير منها خلينا نعبر، طب مو ذاك صاحب كتاب وقد يكون واقعا في الرواية في اشياء واضحة انه محمد بن خالد البرقي يروي كتاب هذا فاذا كان في السند البرقي وهو هذا لكن لا ندري يا اخوان مو الشيخ له طريق للاثنين وفي اول اسانيد التهذيب ذكر محمد بن الفضيل فماذا اصنع انا؟ اعتمد الطريق لمحمد بن القاسم والله اعتمد الطريق لمحمد بن فضيل الازدي؟ الصدوق وحده حدده هل نجزم بهذامع الشيخ! انا ميال الى انه محمد بن القاسم بن الفضيل وميال بقوة لكن الى الان لم استطع ان اجزم بشكل نهائي يعني وكثير من المحققين من طلاب الوحيد البهبهاني ومن بعده كانوا يبنون على الظن في الترجيح هنا الا انه لا يغني من الحق شيئا اذ لم يكن دليل على اعتبار الظن في تمييز المشتركات وما سمي بالانسداد الصغير لا موضع له كما حقق في الاصول، ليس بعيدا ان يكون عندما يروي عن الرضا الواحد يطمئن شبه لانه محمد بن الفضيل اي ابن القاسم البصري حفيد ابن يسار النهدي لكن حيث يكون عن الصادق او الكاظم يقوى الاشكال اكثر،رواياته محل احتياط يا اخوان انا في نظري اذا انفرد برواية ودلت على ما يدعو الى حكم الزامي انا احتاط فيها اما الاهمال والقول الروايات ضعيفة ولا نثبت بها شيء محل تأمل خصوصا بعد جزم المفيد والصدوق رضوان الله تعالى عليهما، الى هنا باقصى ما استطعت، طبعا يمكن الانسان اذا تتبع بالروايات اكثر يحصل بعض القرائن هذا يحتاج الى وقت طويل يا اخوان وتأليف رسالة مستقلة في هذا الوجه وبحث لبضعة ايام، جيد عدنا الى الرواية الرواية يا اخواني كانت هكذا عن ابي الحسن عليه السلام - قد يكون الرضا - في حديث انه صلى المغرب ليلة فوق سطح من السطوح فقيل له ان فلانا كان يفتي فلان الظاهر من العامة عن ابائك عليهم السلام انه لا بأس بالصلاة بعد طلوع الفجر او شيعي من الفرق المنحرفة عن الامام انه لا بأس بالصلاة بعد طلوع الفجر الى طلوع الشمس وبعد العصر الى ان تغيب الشمس فقال كذب لعنه الله على ابي او قال على ابائي، ما المقصود بهذه الرواية؟ المعروف حملوا الرواية على صلاة النوافل يعني من بعد طلوع الفجر الى طلوع الشمس وبعد العصر الى ان تغيب الشمس الا ان للتشكيك في هذا المعنى مجالاً واسعا يعني قيل والقائل السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه في هذا المجال بأنّ هذه الرواية دلالتها محل تأمل فان الظاهر انها ناظرة سؤالا وجوابا الى الفريضة دون النافلة وانه ينسب الى ابائه عليه السلام هذا الشخص المجهول الى اباء الامام ابي الحسن انهم يقولون لا بأس بان تصلي الفريضة في اي وقت شئت من طلوع الفجر الى طلوع الشمس فلا يلزم المسارعة الى الفريضة، وانك تصلي صلاة الفريضة العصر من بعد العصر الى الغروب لا لزوم للمسارعة في ذلك، وان الرواية ناظرة الى وقت صلاة الصبح ووقت صلاة العصر الا ان هذا المعنى غريب اللي حمل عليه السيد الخوئي انصافا يا اخوان والسرّ في ذلك امران: الامر الاول ان الرواية اذا كانت بصدد تحديد المبدأ والمنتهى وانه لا فرق بين المبدأ والمنتهى في الفضل فبالنسبة للفجر يستقيم الامر بالنسبة للعصر لا يستقيم الأمر فان احدا لا يقول بان مبدأ وقت العصر من بعد العصر فان التعبير بما بعد العصر اما يراد بعد صلاة العصر وهذا ينتج عكس ما يريده السيد الخوئي واما يراد بعد الزمن الذي يتصف بانه العصر يعني بعد العصر يعني قبل الغروب بقليل مبدأ صلاة العصر هل يوجد في الامة اساسا بانه يبدأ في هذا الوقت لا يوجد احد هذا اولا، ثانيا إن فلانا يفتي عن ابائك الامام يستنكر اشد الاستنكار بحسب ظاهر الكلام ويرميه بالكذب والفرية، اقول هذا التعبير لا يستدعي هذه الشدة والغلظة لو كان المراد منه ما ذكره السيد الخوئي فان لا بأس ليست حثا اقصى ما في البين انها تدل على الجواز وقطعا لا بأس بان يصلي الانسان صلاة الفجر الواجبة ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس لكن هذا هو الوقت الشرعي لها، ويصلي صلاة العصر ما بين العصر الى الغروب فان هذا هو الوقت الشرعي لها، صحيح ان آخر الوقت تقول الصلاة لصاحبها ضيعتني ضيعك الله لكن لا بأس فانها صحيحة ومستجمعة للشرائط غاية الأمر يكون قد خسر الأفضل هذا يُلعن الذي يقول هذا الكلام، لو كان النص صريح في انه لا فرق في الفضل اي يكذَّب فانه ينافي الكثير من الروايات اللي دلت على ان افضل الوقت هوالاول وان التأخير الى اواخر الوقت الى اصفرار الشمس مثلا تضييع للصلاة ما في الرواية شيء من هذا القبيل حتى يلعن الانسان، حتى يُلعن لا بد وان يكون إمّا افترى على الامام في شيء لا مجال لقول الامام به وهو يخالف الشرع المبين، واما انه صادق لكنه من باب التقية وحدي من الاثنين احتفظوليبهالاحتمال، ويكون المراد حينئذ ما هو المعروف عند غيرنا من كراهة الاتيان بصلاة بعد اللفريضة الى طلوع الشمس وبعد العصر الى غروبها وهذا احد الاحتمالات ان تُحمل هذه الروايات على التقية هذا احد الاحتمالات، نعم اذا كانت القضية قضية تقية شديدة في مسألة عُرف بها القوم جدا من الطبيعي انه الامام يلعنه يلعنه ليحافظ عليه انه ليس من المرتبطين بالائمة سلام الله عليهم على هذا يكون، وما تحاشى منه الامام يكون موافق له في الحقيقة انه لا بأس بان يصلي هذا احتمال طبعا على هالاحتمال بكون مراد النوافل بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر وهذا هو الاقرب وهذا المطابق للروايتين السابقتين اللتين قرأناهما ايضا اللي عبر بعضها ببعد طلوع الفجر وبعضها ببعد صلاة الفجر جيد، من جملة الروايات ونختم بها ان شاء الله في هذا المجال الحديث الثالث من الباب الثامن والثلاثين وهو ما يرويه الشيخ الطوسي باسناده عن محمد بن احمد بن يحيى صاحب نوادر الحكمة ذكرنا الطريق وله اليه اكثر من طريق صحيح عن محمد بن عيسى وهو ابن العبيد اليقطيني عن علي بن بلال، علي بن بلال المذكور هنا يروي عنه محمد بن عيسى ولا اشكال ولا ريب في كونه ثقة اذ المسمى بعلي بن بلال شخصان وكلاهما ثبتت وثاقته عليهم بلال بن ابي معاوية وعلي بن بلال الملقب بالبغدادي وهو الذي يروي عنه محمد بن عيسى بحسب الطبقة قال كتبت اليه وهذا احد الثقاة المعروفين يعني علي بن بلال زميل محمد بن اسماعيل بن بزيع على ما ببالي هو الذي روى عن ابن بزيع قصة قراءة سورة القدر سبع مرات مع بسط اليد على القبر عندما مر بقبر محمد بن بزيع ذكر الرواية حدثني صاحب هذا القبر كذا وكذا وانها هدية تصل من ساعتها الى الميت مستقبلا القبلة ويبسط يده على القبر، قال كتبت اليه في قضاء النافلة هذه موردها قضاء النافلة مش جميع النوافل من طلوع الفجر الى طلوع الشمس يعني بعد صلاة الفجر المقصود الواجبة، ومن بعد العصر الى ان تغيب الشمس فكتب لا يجوز ذلك الا للمقتضي فاما لغيره فلا، الرواية الحسن الظاهر لا مشكلة فيها يا اخوان لا من حيث السند ولا من حيث الدلالة وحيث ان سندها تم عند السيد الخوئي بقيةالروايات ما تم سندها عنده فصعب عليه الامر رضوان الله عليه لانه يريد ان يرجح القول الاخر، فافاد بان هذه الدلالة دلالة اجمالية غير مفهومة غير معروفة لان السائل سأل عن قضاء النوافل فمقتضى الحق ان يجيب الامام اذا كان يوافق على قضاء النوافل ان يقول نعم يجوز ثم بدو يزيد مطلب بزيده، انه يسأله عن القضاء فيجيب لا يجوز الا للمقتضي اي للذي يقضي يطلب القضاء، ثم المقتضي ليست كلمة مستعملة بهذا المعنى فانه اذا اريد منها القاضي وهذا لا يطابق ظهور اللغة ومعروفها، ثم ليش قال لا يجو كان يجب ان يقول يجوز للمقتضي ولا يجوز لغيره خير ان شاء الله، طيب اولا سيدنا اجوبة الروايات مش مبنية على اعلى درجات الفصاحة والبلاغة وليس جميع الرواة عربا اقحاحا، وليست جميع الروايات منقولة بلفظ المعصوم عليه السلام فان النقل بالمعنى قد ابيح واجيز بلا اشكال، ثم ايا كان اشكالك اللغوي في كلمة المقتضي واضح ان سؤال السائل عن القضاء قضاء النافلة صريح هذا لا شك فيه وواضح ان الامام لن يهمل الجواب على فرض السؤال، اما ان الامام ليش قال لا يجوز الا للمقتضي فما المانع من ان يقول ذلك لو انه قال للذي يقضي ويمكن يكون تصحيف للذي يقضي دمجت في بعض الخطوط ثم نقلت هكذا شو يعني!! لا يجوز الا للذي يقضي يعني لا يجوز التنفل الا لشخص يقضي نافلة تصبح على الخلاف ادل في قضاء النوافل، ثم الا تحتمل سيدنا ما دامت القضية محتملة فيها التقية وحملها بعض الاعلام على التقية في مختلف العصور ان يكون الامام عليه السلام وافق العامة في هذه الفتوى لذلك بدأ بها هذا محتمل، وعلى هذا الأساس لا معنى لرمي الرواية بالاجمال واهمالها من حيز الاستدلال وانا اراها ظاهرة في ان الامام قد جوَّز لمن يقضي النافلة ولم يجوِّز لغيره هذا ظاهر والسند معتبر على انه قد تقدم ان الرواية الاولى والثانية ايضا سندهما معتبران لان السيد الخوئي ضعفهما من باب السند الى الطاطري تضعيفه السند الى الطاطري ونحن نصححه، فعلى هذا يوجد ما هو تام الدلالة طبعا في غير قضاء النوافل لان شككنا نحن في انه هل يراد صلاة الفجر او طلوع الفجر فيما تقدم لكن قلنا ما بيثبت الامر اذا بتتذكروا، فأصل وجود دليل يدل موجود بلا اشكال اسا سعة وضيق الدليل هذا بحث آخر، وهذه المكاتبة تصلح للاستدلال في النوافل غير قضاء النافلة وما يُقضى هو الرواتب كما هو معلوم ويؤكد ويعزز هذا المعنى وجود روايات تقول لا بأس بان تَقضي الرواتب في اي وقت شئت ستأتي ان شاء الله تأتي تتمة الكلام.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo