< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد توکل

95/01/18

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الغسل، الجنابة، الطهارة

(کلام السید فی العروة ) الثانية : الارتماس و هو غمس تمام البدن في الماء دفعة واحدة عرفية .[1]

المراد من الارتماس دفعة واحدة لکان فی مقابل الترتیب الذی کان الغسل علی وجه التدریجی فلا یعتبر فیه الترتیب و المسئلة مما لا خلاف فیه و الروایات علی ذلک مصرحة .

منها : ما عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام - عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ فَقَالَ. . . وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا جُنُباً ارْتَمَسَ فِي الْمَاءِ ارْتِمَاسَةً وَاحِدَةً أَجْزَأَهُ ذَلِكَ وَ إِنْ لَمْ يَدْلُكْ جَسَدَهُ .[2]

و الدلالة واضحة و المراد من قوله (ع) و ان لم یدلک جسده هو ان الدلک لکان لاجل ایصال الماء الی بعض المواضع من البدن الذی لم یبلغ الیه الماء و لکن اذا غمس فی الماء فالماء قد استولی علی البدن بتمامه فلا یحتاج الی الدلک لان المفروض انه وقع فی الماء بتمام بدنه .

و منها : ما عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام - يَقُولُ إِذَا ارْتَمَسَ الْجُنُبُ فِي الْمَاءِ ارْتِمَاسَةً وَاحِدَةً أَجْزَأَهُ ذَلِكَ مِنْ غُسْلِهِ .[3]

و منها : ما عن السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام - قَالَ قُلْتُ لَهُ الرَّجُلُ يُجْنِبُ فَيَرْتَمِسُ فِي الْمَاءِ ارْتِمَاسَةً وَاحِدَةً وَ يَخْرُجُ يُجْزِيهِ ذَلِكَ مِنْ غُسْلِهِ قَالَ نَعَمْ .[4]

و قید العرفیة فی المتن ایضاً واضح لان الغمس فی الماء لم یکن امراً اختراعیاً حتی لزم علی الشارع بیانه - کما فی نفس الغسل لکان الامر کذلک- فاذا حکم العرف بان الغمس قد وقع دفعة واحدة کفی فی صحة الغسل بنظر الشارع الاقدس .

مضافاً الی ان الغسل بالدقة العقلیة فی بعض الصور لم یتحقق بالدفعة الواحدة حقیقة بل کان علی وجه التدریج فمن غمس بالراس مثلاً فی الماء لکان غمس الماء علی الراس اقدم زماناً من الغمس علی الرجل و لکن العرف یحکم بالدفعة العرفیة و الشارع الاقدس امضاها .

(کلام السید فی العروة ) و اللازم أن يكون تمام البدن تحت الماء في آن واحد و إن كان غمسه على التدريج فلو خرج بعض بدنه قبل أن ينغمس البعض الآخر لم يكف كما إذا خرجت رجله أو دخلت في الطين قبل أن يدخل رأسه في الماء أو بالعكس بأن خرج رأسه من الماء قبل أن تدخل رجله و لا يلزم أن يكون تمام بدنه أو معظمه خارج الماء بل لو كان بعضه خارجا فارتمس كفى.[5]

اقول : و اما قول السید فلو خرج بعض بدنه قبل ان ینغمس البعض الاخر لم یکف فالامر واضح لانه قد مرّ ان الارتماس هو احاطة الماء و استیلائه علی البدن دفعة واحدة فاذا خرج بعض بدنه قبل ان ینغمس البعض الاخر فلا یتحقق عنوان استیلاء الماء علی تمام البدن دفعة واحدة فاللازم هو البطلان کما اشار السید انه لم یکف و الامثلة فی بیان هذه الکیفیة کثیرة .

و لاجل بیان بعض الفروع فی المسئلة لزم تعیین معنی الارتماس حتی یعلم ان الاخبار ناظرة الی ای وجه من الوجوه المتصورة مضافاً الی ان ارتماس البدن دفعة واحدة فی الماء لایمکن ان یتحقق علی وجه الحقیقة .

نعم اذا کان الارتماس بسرعة فالعرف یحکم بان هذا ارتماس حقیقة علی التسامح و غمض العین عن لحظات التی کان البدن مشغولاً بالدخول فی الماء حتی یتحقق الاستیلاء علی تمام البدن .

الوجه الاول : و هو المشهور و هو ان یرتمس فی الماء دفعة عرفیة من دون تراخ بین اعضاء البدن و یرتمس الاعضاء فی الماء متوالیاً حتی تحصل الوحدة الاتصالیة - عرفاً - ففی هذه الصورة یکون حدوث الارتماس تدریجیاً و بقائه مرتمساً فی الماء بعد الحدوث و یکون تحقق ارتماس تمام البدن فی الماء فی زمان واحد و لذا لزم ان یکون مع النیة من اول الرمس الی اخره و یتحقق الرمس بالدفعة العرفیة فی هذه الصورة .

و الوجه الثانی : توالی غسل البدن فی الماء مع عدم اعتبار الوحدة العرفیة علی الوجه الذی یلاحظ فی الاول فیحصل الارتماس مع عدم الاتصال بین الاعضاء فی الرمس کما اذا ادخل رجله فی الماء ثم ادخل رجله الاخری فمع عدم المکث بین الارتماسین فالارتماس یکون تدریجیاً و الفرق بین الصورتین ان الوحدة العرفیة حاصلة فی القسم الاول لاجل الاتصال العرفیة و لکن هذه الوحدة العرفیة لا تتحقق فی القسم الثانی نعم یوافق القسم الثانی مع القسم الاول من حیث شروع الغسل - بالضم - من اول حصول الارتماس الی اخر الاعضاء . و لاجل ذلک یجب ان یکون الشخص قاصداً للغسل من اول الارتماس الی اخر ارتماس الجزء الاخیر من البدن.

الوجه الثالث : ان المراد من الارتماس هو استیلاء الماء علی جمیع البدن فی ان واحد حقیقة ففی زمان استیلاء الماء علی جمیع البدن یتحقق الارتماس فیجب کون الشخص ناویاً للغسل فی هذه الساعة - مع لزوم الحرکة کما سیاتی لتحقق معنی الغسل - بالفتح - لتحقق الغسل - بالضم -

و لایخفی علیک ان المراد من الوحدة هو فی مقابل التعدد کما فی الغسل الترتیبی من غسل الراس اولاً ثم غسل الایمن ثم الایسر و ان کان بینها تراخ و فصل و ایضاً لایخفی ان الفصل فی القسم الثانی لزم ان لایکون مضراً بالوحدة الاتصالیة لانه فی صورة الضرر لایتحقق عنوان الارتماس دفعة واحدة لان الغسل الارتماسی الملحوظ فیه قید الوحدة لکان فی مقابل الغسل الترتیبی الملحوظ فیه التعدد و اتیان بعض الاعضاء بعد بعض .

فتحصل بما ذکرناه ان تحقق الوحدة الاتصالیة یتحقق بالتوالی بین الاعضاء فلزم مراعاة تلک الموالاة عرفاً.

و بذلک یظهر ایضاً کما مرّ آنفاً - ان الوحدة حقیقة حین الارتماس لایمکن لان الارتماس و هو غمس البدن فی الماء لکان علی وجه التدریج و لکن المهم هو تحقق الوحدة عرفاً فعلیه لو کان بعض بدنه خارج الماء و بعضه فی الماء فنوی الغسل حتی انغمس البدن فی الماء مع تحقق الاستیلاء علی جمیع البدن فالارتماس یتحقق و یکفی و سیاتی الکلام فی المسائل الآتیة .

(کلام السید فی العروة ) بل لو کان تمام بدنه تحت الماء فنوی الغسل و حرّک بدنه کفی علی الاقوی.[6]

و قال المحقق الحکیم ما هذا لفظه : فی وجوب التحریک تأمل لما عرفت سابقاً من عدم دخول الجریان فی مفهوم الغسل بل تمام مفهومه استیلاء الماء علی المحل بنحو یوجب النظافة ، و دعوی اعتباره فی المقام لاجل النصوص الخاصة به -مثل- ما جری علیه الماء فقد طهر (باب 26 من ابواب الجنابة ح 1 - او فقد اجزأ -المدرک ح 3 - خلاف ظاهرهم من الاکتفاء بمجرد تحقق الغسل کما لا یخفی و لا سیما و قد ورد ایضاً کل شئ امسته الماء فقد انقیته - المدرک ح 5 - و یعضده ظاهر نصوص الارتماس لخلوها عن ذکر التحریک .[7] انتهی کلامه .

 


[1] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج‌1، ص524، ط.جامعة المدرسین.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo